أكد وزير الخارجية الايراني، عباس عراقجي، أن بلاده لا تزال منفتحة على الحوار مع واشنطن بشأن الملف النووي، مشدّدًا على ضرورة ضمان عدم لجوء الولايات المتحدة إلى أي عمل عسكري خلال سير المفاوضات المستقبلية. اعلان

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مكتوبة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، أن إيران لا تزال منفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، شريطة تقديم ضمانات تمنع تكرار الهجمات العسكرية، والالتزام بـ"احترام متبادل" و"الاعتراف بالأخطاء".

لكنه استبعد بشكل قاطع أي تفاوض بشأن البرنامج الصاروخي الإيراني، واصفًا إياه بـ"الدفاعي والرادع".

وفي معرض تعليقه على الضربات الأميركية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية بين 13 و25 يونيو، قال عراقجي إن الهجمات ألحقت "أضرارًا جسيمة" بمنشآت تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق المطالبة بتعويضات، وواصفًا الحديث عن "تدمير كامل للبرنامج" بأنه "خطأ في الحسابات"، موضحاً أن البرنامج السلمي الإيراني "نتاج إرادة شعب لا يمكن تدميرها".

وأضاف أن ما تعرض للضرر الحقيقي هو "نظام منع الانتشار النووي"، مشيرًا إلى أن صمت الدول الغربية عن استهداف منشآت تخضع لرقابة دولية يُعد "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".

صورة أقمار صناعية من شركة "ماكسار تكنولوجيز" تُظهر منشأة فوردو النووية في إيران – الجمعة 27 حزيران/يونيو 2025. Maxar Technologies via AP

شروط طهران للعودة إلى المفاوضات

ورداً على سؤال حول إمكانية استئناف التفاوض بعد هذه التطورات، أوضح عراقجي أن بلاده "مستعدة دائمًا للحوار على قاعدة الاحترام المتبادل"، لكنه شدد على أن "الولايات المتحدة هي من علّقت المفاوضات لصالح العمل العسكري"، مطالباً باعتراف أميركي بالأخطاء وتقديم ضمانات بعدم تنفيذ هجمات أثناء العملية التفاوضية.

وأشار إلى أن اتصالات دبلوماسية غير مباشرة لا تزال جارية بوساطة "دول صديقة"، مضيفًا أن الحوار "يبقى أساس السياسة الخارجية الإيرانية".

Relatedاغتيال فخري زاده في إيران: كواليس عملية الموساد تكشف تفاصيل "غير مسبوقة"وزير الدفاع الإسرائيلي يُهدّد إيران: سنضربكم مجدداً إذا هدّدتم أمننامن كتابة شعارات إلى تصوير قواعد عسكرية.. هكذا جنّدت إيران جاسوسًا داخل إسرائيل

صواريخ طهران "خط أحمر"… والتخصيب قابل للتفاوض

عراقجي رفض المطالب الأوروبية، خاصة الفرنسية، بالتفاوض على البرنامج الصاروخي، معتبرًا أنه يأتي "في إطار الدفاع الشرعي عن النفس" في مواجهة "التهديدات المتكررة" من الولايات المتحدة وإسرائيل.

أما بشأن تخصيب اليورانيوم، فأكد أن إيران تقوم به في إطار حقوقها بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي، ولا تسعى إلى أهداف عسكرية. وأوضح أن مستويات التخصيب، التي وصلت إلى 60%، كانت "رداً على الإخلال بالاتفاقات من جانب شركاء دوليين"، لكنه أشار إلى أن التفاصيل "قابلة للنقاش ضمن اتفاق متوازن ومضمون".

تهديد "سناب باك" يعادل "عملاً عدائياً"

انتقد عراقجي تهديدات وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بإعادة تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات، معتبراً أن مثل هذه الإجراءات "ستقضي على دور فرنسا وأوروبا في الملف النووي"، مؤكداً أن أوروبا يجب أن تثبت "استقلالها وحيادها" بإدانة الهجمات على منشآت إيران النووية.

إيران لا تنوي الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار

قال عراقجي إن طهران لا تفكر حاليًا في الانسحاب من المعاهدة، رغم "الاغتيالات والعقوبات وعمليات التخريب"، مشددًا على أن "الالتزام بهذه الاتفاقيات يجب ألا يكون أحادي الجانب".

إسرائيل "متورطة"… وإيران "أحبطت محاولات اختراق"

وفي ما يتعلق باغتيال علماء ومسؤولين إيرانيين، قال عراقجي إن تلك العمليات "تؤكد الطبيعة الإرهابية وغير المسؤولة لإسرائيل"، مشيراً إلى أن إيران نجحت في "تفكيك شبكات التجسس" عبر أجهزتها الأمنية وتعاون المواطنين.

وفي حادثة الهجوم على سجن "إيفين"، كشف عراقجي عن مقتل 79 شخصًا، بينهم سجناء وموظفون وعائلات، واصفاً ما حدث بأنه "عمل غير إنساني ويخالف المعايير الدولية".

تأكيد اعتقال الدراج الفرنسي

وفي قضية أثارت جدلاً دولياً، أكّد وزير الخارجية الإيراني أن لينارت مونتيرلوس، الشاب الفرنسي-الألماني المختفي منذ 16 يونيو أثناء رحلته في إيران، أوقف بسبب ارتكابه "مخالفة قانونية"، موضحًا أن إشعارًا رسميًا بشأن اعتقاله أُرسل إلى السفارة الفرنسية.

مصير الفرنسيين كوهلر وباريس

وبشأن الفرنسيين سيسيل كوهلر وجاك باريس، المعتقلين منذ أكثر من ثلاث سنوات بتهمة "التجسس لصالح الموساد" – وهي تهمة تنفيها عائلتاهما – أشار عراقجي إلى أن الإجراءات القضائية بحقهما "تجري وفق القانون الإيراني"، وأن الاتصالات القنصلية قائمة، مشيراً إلى لقاء بينهما وبين القائم بالأعمال الفرنسي جرى في 1 يوليو الجاري.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا سياحة إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا سياحة الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل أوروبا نزع الأسلحة النووية برنامج الصواريخ الإيراني إسرائيل دونالد ترامب حركة حماس غزة إسبانيا سياحة إيران وفاة ضحايا تلغرام ليبيا روسيا الولایات المتحدة وزیر الخارجیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الطاقة الذرية تعتمد قراراً يطالب إيران بتعاون كامل.. عراقجي: تجاهلوا نوايانا الحسنة

حذرت إيران من أن القرار الجديد الذي اعتمده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يُلحق أضراراً بالتعاون بين طهران والهيئة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن اتفاق القاهرة لم يعد سارياً، مشيراً إلى أن قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية أفقد الاتفاق دوره كإطار منظم للعلاقات الثنائية في مجال الضمانات.

جاء ذلك ردا على القرار الذي اتخذته الوكالة الدولية اليوم، حيث حمّل عراقجي المسؤولية للترويكا الأوروبية والولايات المتحدة، مؤكداً أنها "تجاهلت نوايا إيران الحسنة" التي تجسدت في طرح مشروع قرار خلال اجتماعات مجلس المحافظين.

واتهم الوزير الإيراني الدول المعنية بـ"تشويه مصداقية الوكالة واستقلالها"، معتبراً أن هذه الخطوات "أخلت بمسار التعاون المشترك" بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، أقر اليوم الخميس قراراً يطالب إيران بـ"تعاون كامل ودون تأخير" في إطار مراقبة منشآتها النووية، وفق مصادر دبلوماسية مطلعة.

وينصّ القرار على ضرورة تقديم إيران المعلومات المطلوبة وإتاحة إمكانية الوصول إلى منشآتها النووية دون أي تأجيل.

وقدمت مشروعَ القرار أربع دول هي فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، وذلك لدى افتتاح الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة الأربعاء.

ويأتي هذا القرار بعد تجديد المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، دعوته لطهران للسماح بعمليات تفتيش المواقع التي تعرضت لضربات إسرائيلية وأميركية في يونيو/حزيران الماضي.

ووفق المصادر نفسها، فقد صوّت 19 دولة لصالح القرار، بينما عارضته ثلاث دول وامتنعت 12 دولة عن التصويت.

الرد الإيراني

حذرت إيران من أن القرار الجديد الذي اعتمده مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد يُلحق أضراراً بالتعاون بين طهران والهيئة الدولية التابعة للأمم المتحدة.

وقال رضا نجفي، مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لوكالة فرانس برس: "لن يضيف هذا القرار شيئاً إلى الوضع الراهن، ولن يكون مفيداً، وسيعود بنتائج عكسية"، مؤكدًا أن القرار سيؤثر سلبًا على التعاون الذي بدأ بين إيران والوكالة.

وأفادت وكالة "تسنيم" أن نجفي أوضح خلال اجتماع مجلس محافظي الوكالة، في إطار البند المتعلق بتنفيذ الضمانات في إيران، أن التقرير الأخير للمدير العام للوكالة يوضح بجلاء أن الوضع الحالي هو نتيجة مباشرة للهجمات غير القانونية والاستفزازية التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار المندوب الإيراني إلى أن تعليق أنشطة التحقق وسحب المفتشين كانا نتيجة حتمية للظروف الأمنية التي نشأت بعد تلك الهجمات، مضيفًا: "هذه الحقائق، الموثقة في التقرير الرسمي للوكالة، يتعمّد بعض الأطراف تجاهلها".

وأكد نجفي أن إيران، رغم هذه الهجمات، وفرت بحسن نية جميع الظروف لاستئناف أنشطة التحقق، مشيرًا إلى أن جميع طلبات الوكالة للوصول إلى المنشآت غير المتأثرة قد تمّت الموافقة عليها، وتمكن المفتشون من أداء مهامهم بشكل كامل.

كما شدد على أن تقرير المدير العام أشار إلى الالتزامات القانونية الداخلية لإيران، مؤكداً احترام طهران لهذه الأطر واستعداد الوكالة للنظر في المخاوف الأمنية الإيرانية.

يستمع الرئيس مسعود بزشكيان إلى شرح خلال زيارته لمنظمة الطاقة الذرية في طهران، إيران، للاطلاع على الإنجازات النووية للبلاد AP/AP تصريحات المدير العام: الحوار أساس الحل

خلال افتتاح الاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين في فيينا، شدّد غروسي على ضرورة السماح للوكالة بالتحقق من المواقع المتضررة من الهجمات الإسرائيلية والأميركية، موضحاً: "بدأنا ببعض عمليات التفتيش، لكنها لم تشمل المواقع المتضررة.. آمل أن نتمكن من الوصول إليها قريباً".

وأشار غروسي إلى أن احتياطيات اليورانيوم المخصب في إيران "لا تزال موجودة" رغم التدمير الذي لحق ببعض المنشآت، معربًا عن أمله في "مواصلة الحوار البناء" مع طهران، رغم تقديم كل من فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة مشروع قرار لمجلس المحافظين للوكالة، وهو ما أثار حفيظة إيران.

وينص مشروع القرار المقد أمس الأربعاء، وفق ما اطلعت عليه وكالة فرانس برس، على أن إيران ملزمة بالالتزام الكامل وبدون أي تحفظ باتفاق الضمانات لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتقديم معلومات دقيقة للوكالة حول موادها ومنشآتها النووية دون أي تأخير، ومنح الوكالة كل ما يلزم للتحقق من صحة هذه المعلومات.

Related الملف النووي الإيراني.. طهران ترفض مزاعم "المنشآت السرّية" وتؤكد توقف عمليات التخصيب حالياًتقرير يكشف "أزمة" واشنطن الكبرى: لا خطة للتعامل مع إيرانغروسي يجدد دعوته لإيران للسماح بتفتيش المنشآت النووية المتضررة إيران ترفض أي تدخل غير مقبول

في المقابل، حذر مسؤولون إيرانيون من أي قرار يعتبرونه معادياً، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، إن طهران "ستنظر في مراجعة علاقاتها مع الوكالة في حال اعتماد القرار".

وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لا تمتلك أي منشأة غير معلنة لتخصيب اليورانيوم، وأن جميع منشآتها تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجاءت تصريحاته ردًا على تقارير أميركية تحدثت عن بناء إيران منشأة نووية سرية تحت الأرض بالقرب من منشأة نطنز.

وأشار عراقجي إلى أن عمليات التخصيب توقفت حالياً نتيجة الأضرار التي لحقت بالمواقع النووية خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل في يونيو، والتي استمرت 12 يوماً وشملت غارات إسرائيلية وأمريكية وردوداً إيرانية بصواريخ وطائرات مسيرة.

العلاقة مع الوكالة

وكانت إيران قد قطعت علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الحرب الأخيرة في يونيو، محمّلة إياها جزءاً من مسؤولية اندلاعها عقب التصويت على قرار ينتقد برنامجها النووي.واستؤنفت عمليات التفتيش في نهاية المطاف، ولكن ليس في المواقع التي تعرضت للقصف.

وتشير تقارير الوكالة إلى وجود فجوة في المعلومات المتعلقة بمخزون إيران من المواد النووية داخل المنشآت المتضررة منذ تعليق التعاون في يوليو الماضي.

وسجل التقرير أن إيران كانت تمتلك نحو 440,9 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60% قبل الحرب، بزيادة قدرها 32,3 كيلوغرام مقارنة بما كان موجودًا في مايو، مؤكدة أنها لم تتمكن من التحقق من مستويات اليورانيوم منذ 13 يونيو.

وفي سياق التحليل، ذكرت وكالة بلومبرغ أن إيران كانت تمتلك قبل هجمات يونيو مخزونات كافية من اليورانيوم عالي التخصيب لتصنيع نحو اثني عشر رأسًا نوويًا. وأظهرت صور الأقمار الصناعية الحديثة نشاطًا إيرانيًا حول المواقع التي تعرضت للقصف في فوردو ونطنز وأصفهان، من دون أن يتمكن مفتشو الوكالة من تحديد ما إذا كانت هذه الأنشطة تقتصر على عمليات التنظيف أو تشمل نقل مخزونات اليورانيوم.

ودعت مجموعة السبع إيران في بيان سابق إلى استئناف التعاون الكامل مع الوكالة والدخول في محادثات مباشرة مع إدارة الولايات المتحدة، إلا أن طهران رفضت الدعوة، معتبرة أنها "لا تُدين الهجمات الإسرائيلية والأميركية" على منشآتها، وفق ما نقلت وكالة مهر الإيرانية.

واختتمت بلومبرغ تقريرها بالقول إن أي تعاون فوري من إيران مع الوكالة قد يستغرق سنوات لإعادة بناء الثقة بشأن مخزونها النووي، مشيرة إلى أن هجمات يونيو لم تُنهِ المخاوف الدولية من البرنامج النووي الإيراني، بل فتحت "صفحة جديدة" من التوتر على الساحة العالمية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية المصري في بيروت الأربعاء وبري يراهن على التوافق الإيراني السعودي وحركة لاريجاني
  • إيران تستغيث بمحمد بن سلمان لإحياء النووي.. طهران تراهن على ولي العهد السعودي
  • وزير الخارجية المصري يطلع نظيره الفرنسي على جهود مصر لدعم المسار الوطني الليبي
  • إيران تتهم الغرب بـالتصعيد.. عراقجي: اتفاق القاهرة انتهى بسبب استفزازات أمريكا وأوروبا
  • إيران تتهم واشنطن والدول الأوروبية بإنهاء اتفاق القاهرة النووي
  • بمحافظتين.. مقتل شاب بسبب كاسة لبلبي واعتقال متهمين بحادث قتل ثانٍ
  • عراقجي: اتفاق القاهرة بين إيران والوكالة الدولية لما يعد ساريًا
  • الطاقة الذرية تعتمد قراراً يطالب إيران بتعاون كامل.. عراقجي: تجاهلوا نوايانا الحسنة
  • محاكمات عسكرية واعتقال دون محامٍ… "تضامن" تحذّر من انهيار ضمانات العدالة للأطفال الفلسطينيين
  • وزير الخارجية الفرنسي: ندين انتهاك إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة