جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@06:16:47 GMT

شريعة الكلاب في غزة

تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT

شريعة الكلاب في غزة

حمد الناصري

قبل عام من هذا التاريخ، نشر الكاتب الفلسطيني حامد عاشور، المقيم في غزة، وأعاد القصة في 16 يوليو 2025، كمحتوى إبداعي مرفقًا بها صورتان له ولكلبه الوفي في خيمة نزوح في غزة، وكتب:

"نشرت قبل عام قصتي مع هذا الكلب، الصديق للإنسان، ويا له من كلب محظوظ.. فقد تصدّرت قصته عناوين مجلات عربية وعالمية، وقرأها أكثر من خمسة ملايين إنسان حول العالم.

. وتُرجمت قصته إلى سبع لغات مختلفة.. وقد تواصلت معي جمعية رعاية الحيوان في العاصمة الإيرلندية، دبلن. وكان محور الاتصال هو الاطمئنان على صحة الكلب، وطلبوا مني صورًا للخيمة التي يعيش فيها ويحرسها الكلب.. وصورة تجمعني مع الكلب المحظوظ.. ووصل الأمر أنهم بحثوا معي، وبكل جدية، إجلاء الكلب إلى خارج قطاع غزة عبر مؤسسات رديفة، ذات صلة بالحيوان "الكلب" طبعًا، خوفًا على حياة الكلب!!!"

وهنا تكمن المفارقة المبكية: فبينما يجوع مليونا فلسطيني حتى الموت، ويُقتل 60 ألفًا منهم، منهم 20 ألف طفل، في مخيمات اللاجئين والمستشفيات، ومعاناة كارثية بكل معنى الكلمة للأطفال الرضع والمرضى، لا أحد يذكرهم أو يتفاعل معهم من "جمعيات الرفق بالإنسان".

هذا العالم الذي نعيش فيه، والذي صدّع رؤوسنا بحقوق الحيوان والنبات، عنده حياة كلب ورفاهيته أهم من أرواح مليوني إنسان فلسطيني.

وقد علّق الكاتب حامد عاشور: وبينما لم يُشِر إليّ أحد، أنا الذي كنت أعيش في خيمة لا تصلح لأن يعيش فيها كلب."

فيما تواصل دولة الإرهاب إسرائيل مجازرها أمام أعين الناس، وتفتك بالأطفال والنساء داخل الخيام، وكأن التجويع حتى الموت لا يُرضي قادتها السفاحين، وتتحدى العالم الساكت، وبغطاء ودعم أمريكيين.

وفي مفارقة أقل غرابة وقد تكون متوقعة، اعتذر نتنياهو عن قصف جيشه لكنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة، يوم الخميس 17 يوليو 2025، وقد أثار القصف الإسرائيلي استنكارًا واسعًا من دول العالم ومن جهات دينية أخرى وكاثوليكية.

وطالبت تلك الدول -وكأنها صَحَت من غفوتها الإنسانية والأخلاقية- بتحقيق عاجل ووقف الانتهاكات بحق دور العبادة والمدنيين، متناسية أن إسرائيل قصفت ودمرت المئات من المساجد في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، ولم تُحرّك تلك العمليات الإجرامية حتى العالم الإسلامي.

فقد هُدم مسجد الأمين محمد في خان يونس في 20 أكتوبر 2023، ودُمّر المسجد الغربي في غزة بالكامل في 9 أكتوبر 2023، وفي اليوم نفسه مسجد سعد بن أبي وقاص، ثم تلاه مسجد يافا في دير البلح في ديسمبر 2023، ودُمرت مساجد أخرى كثيرة... فأين هي الضمائر الإنسانية؟ وأين مواقف الدول الكبرى الإسلامية المعنية؟

وقد وثقت وزارة الأوقاف في غزة تدمير 966 مسجدًا بشكل كلي أو جزئي، ولم تُقابل هذه الانتهاكات بأي انتقادات دولية.

خلاصة القول: إن الشلل الذي وصلت إليه ضمائر وأخلاق وإنسانية دول العالم، وفي مقدمتها الدول الإسلامية، غير مسبوق وخطير.
والاستهانة بأرواح ملايين البشر تدل على أن الإنسانية فعلًا وصلت إلى الدرك الأسفل من الحضيض.

وأما الكيل بميزانين تجاه دور العبادة، فهو فضيحة كبرى لكل الدول التي تتشدق بالعلمانية والتحضر.

وحتى نظرة الناس للكنيسة بأنها ملاذ آمن وتؤوي عائلات نازحة، هي نظرة أثبتت خطأها، لأن الصهاينة لا حرمة عندهم لبيوت الله، وأنهم مخلوقات بأذنٍ صمّاء، وعينٍ لا تُبصر.

وإقدام نتنياهو على المضي في إزهاق أرواح الأبرياء، غير عابئ بأي قانون دولي أو إنساني، والأدهى والأمر من ذلك كله، هو تعاطف دول ومنظمات مع كلب، وتجاهلهم المطلق للبشر.

فمن يوقف هذا الجنون والوحشية؟ وإلى متى تستمر المذبحة؟
أليس في هذا العالم رجل رشيد؟

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

رقم صادم.. "جمعية الرفق بالحيوان" تفجر مفاجأة عن عدد الكلاب الضالة في مصر

أكد الدكتور شهاب عبد الحميد، رئيس جمعية الرفق بالحيوان، أن أزمة الكلاب الضالة في مصر وصلت إلى مرحلة خطيرة جدًا، موضحًا أن الانتشار الكبير للكلاب في الشوارع يمثل خطرًا على المواطنين ويخل بالتوازن البيئي في المدن.

وأشار إلى أن التعداد الطبيعي للكلاب في مصر يبلغ نحو 8 ملايين كلب فقط، بينما العدد الفعلي الحالي يتجاوز 40 مليون كلب، نتيجة عدة أسباب أبرزها تراكم القمامة.

وشدد شهاب عبد الحميد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية هند الضاوي، ببرنامج "حديث القاهرة"، المٌذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، على أن خفض القمامة وحده قد يحل نحو 50% من المشكلة.

وبين أن أحد الحلول العملية التي تم التوصل إليها هو إنشاء شلاتر أو مراكز إيواء للكلاب الضالة على مستوى كل محافظة، بما يتناسب مع التعداد السكاني فيها.

ونوه، بأن تعميم تجربة هذه المراكز وفق خطة زمنية محددة سيساعد على السيطرة على الأزمة والتقليل من انتشار الكلاب في الشوارع، مشيرًا إلى أن وجود الشلاتر في المحافظات يمثل خطوة أساسية للتعامل مع الأزمة وإنهائها تدريجيًا.

وأكد ضرورة الالتزام بالخطة المقررة لضمان استدامة النتائج وتحقيق التوازن البيئي والصحي في المدن المصرية.

اقرأ المزيد..

عوض تاج الدين: نسبة الإصابة بفيروس «H1N1» بين المصريين تصل إلى 60% تصريحات صلاح تشعل فضائيات إنجلترا.. "ليفربول ضخم بدونك وسلوت ليس جليس أطفالك" خبير اقتصادي: خدمة الدين الخارجي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة المصرية ليس روسيا أو الصين.. وثيقة الأمن القومي الأمريكي تفجر مفاجأة عن أولويات ترامب خالد أبو بكر: لجنة تطبيق المادة 68 تعمل لضمان حرية المعلومات وصحة الأخبار خالد أبو بكر: تسجيل الكشري بقائمة التراث الثقافي يعكس مكانة الإرث المصري وتجدده الناخبون في البحيرة يتحدون الأمطار والبرد من أجل عيون المشاركة بالبرلمان.. فيديو مدبولي: الاحتياطي يصل 50 مليار و216 مليون دولار مدبولي: صندوق النقد يكمل مراجعته خلال يومين والأمور تسير بإيجابية “مدبولي” يزف بشرى سارة للمواطنين ويكشف مفاجأة عن التضخم وأسعار السلع الأساسية.. فيديو

مقالات مشابهة

  • طلب غير مسبوق على تذاكر مونديال 2026.. 5 ملايين طلب خلال 24 ساعة فقط
  • مظهر شاهين ينتقد الطلاق الشفهي: أي شريعة تُبهدل المرأة؟
  • السلاح.. صناعة للموت وإبادة للشعوب
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • رقم صادم.. "جمعية الرفق بالحيوان" تفجر مفاجأة عن عدد الكلاب الضالة في مصر
  • تقرير: 2025 قد يكون ثاني أحر عام في التاريخ
  • وزارة الصحة بغزة: 70369 شهيدا و171069 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023
  • حصيلة ضحايا الأسرى بسجون إسرائيل تتجاوز 100 منذ أكتوبر 2023