كشفت مصادر مصرفية مطلعة عن تحركات وصفت بـ"الخطيرة" تقودها ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في صنعاء، تستهدف بيع عدد من أصول وعقارات البنك اليمني للإنشاء والتعمير، وذلك بعد أيام من إعلان انتقال المقر الرئيسي للبنك إلى العاصمة عدن.

وبحسب المصادر، فإن عناصر حوثية تسعى لتنفيذ عمليات تصفية غير قانونية لعدد من ممتلكات البنك في صنعاء، عبر واجهات قانونية مزيفة، بذريعة تسديد مديونيات وهمية، مستغلة الظروف الاقتصادية والانقسام المؤسسي في البلاد.

وفي بيان تحذيري شديد اللهجة، أكدت الإدارة العامة للبنك في عدن أن أي تصرف يتم خارج الإطار القانوني والإداري المعتمد، يُعد باطلًا ولاغيًا من أساسه، ويُشكّل اعتداءً صريحًا على المال العام، مشددة على أن البنك سيتخذ كافة الإجراءات القانونية الحازمة لملاحقة ومحاسبة المتورطين في مثل هذه الأفعال.

وقال البيان: "نُحذّر من أي محاولات للتصرف أو التلاعب بأصول البنك وعقاراته دون تفويض رسمي صادر عن الإدارة العامة في عدن. وأي جهة أو فرد يدّعي تمثيل البنك من خارج المركز الرئيسي لا يتمتع بأي صفة قانونية، والتعامل معه يعرّض المتورطين للمساءلة القضائية الكاملة".

وأوضحت الإدارة أن ما يحدث في صنعاء يمثل جريمة مالية مكتملة الأركان، مؤكدة احتفاظها بحقوقها القانونية في استعادة أي أصل يتم التعدي عليه، ورفضها القاطع لأي إجراءات صادرة عن سلطات الأمر الواقع التي لا تملك أي ولاية قانونية على المؤسسة.

المصادر أفادت بأن عمليات الاحتيال الجارية تشمل استخدام وثائق مزورة ومذكرات غير قانونية، في محاولة لتضليل الجهات ذات العلاقة، وتبرير البيع بأسعار زهيدة لصالح جهات نافذة مرتبطة بالميليشيا الحوثية.

ويأتي هذا التصعيد الحوثي عقب إعلان البنك اليمني للإنشاء والتعمير، منتصف يوليو الجاري، نقل مقره الرئيسي وإدارته العامة رسميًا من صنعاء إلى عدن، في خطوة وُصفت بأنها تمثل "نهاية مرحلة عبث الميليشيا بالقطاع المصرفي"، وتفتح الطريق أمام انطلاقة جديدة للبنك تحت مظلة قانونية معترف بها.

وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين في الآونة الأخيرة موجة نزوح مؤسسي واسعة للبنوك والشركات، في ظل تصاعد القيود، ونهب الأصول، والتدخلات غير القانونية التي تهدد أمن واستقرار المؤسسات المالية والاقتصادية، ما دفع العديد منها إلى الانتقال إلى مناطق الحكومة الشرعية وفي مقدمتها عدن.

واختتم البنك بيانه بدعوة كافة الجهات المعنية، محليًا ودوليًا، إلى الحذر من أي تعاملات مشبوهة، وتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية مؤسسة مصرفية وطنية تمتلك إرثًا تاريخيًا في خدمة الاقتصاد اليمني منذ تأسيسها.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

 في تناقض فاضح.. الزبيدي الذي يعرقل النزول الميداني للجان البرلمانية يشدد على ضبط العملية الإيرادية وتوريدها للبنك المركزي

في تناقض فاضح، شدد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي، على الشفافية وضبط العمليات الإيرادية وتوريد الموارد إلى البنك المركزي، في الوقت الذي يرفض النزول الميداني للجان البرلمانية التي شكلتها هيئة رئاسة مجلس النواب مطلع يوليو الجاري، للوقوف على الاختلالات النفطية وأعمال المؤسسات الايرادية.

 

وشدد الزبيدي وهو أيضا عضو في مجلس القيادة الرئاسي -خلال لقائه اليوم السبت، في العاصمة المؤقتة عدن، نائب وزير المالية هاني وهاب- على ضرورة اضطلاع وزارة المالية بكامل صلاحياتها القانونية لضبط العملية الإيرادية، وتنظيم عمليات التحصيل والجباية وفقاً للقانون، ومنع أي جبايات غير قانونية، ومتابعة الجهات غير الملتزمة بتوريد إيراداتها إلى البنك المركزي، وفق وكالة سبأ الرسمية.

 

كما بحث الزُبيدي اليوم في لقاء آخر مع محافظ البنك المركزي، أحمد غالب المعبقي، الإجراءات الرامية لضبط القطاع المالي والمصرفي، بالتزامن مع إنهيار العملة الوطنية إلى أدنى مستوى قياسي لها على الإطلاق.

 

وأكد الزبيدي، دعمه الكامل لجهود قيادة البنك المركزي، مشدداً على ضرورة استمرار التنسيق والتكامل بين كافة الجهات المعنية للحفاظ على ما تبقى من توازن اقتصادي، والتخفيف من معاناة المواطنين في ظل الظروف الراهنة.

 

تشكيل اللجان البرلمانية

 

ومطلع يوليو الجاري أصدرت هيئة رئاسة مجلس النواب، قرارات بتشكيل لجان برلمانية للنزول الميداني إلى المحافظات المحررة، باستثناء محافظة سقطرى، لغرض فحص نشاط السلطة المحلية والتصرفات المالية والإدارية والموارد العامة المركزية والمحلية.

 

وذكرت هيئة رئاسة البرلمان في أن اللجان البرلمانية ستنفذ نزولا ميدانيا للمحافظات المحررة، والوقوف على الاختلالات النفطية واعمال المؤسسات الايرادية.

 

وقد شُكّلت هذه اللجان بهدف الاطلاع على موارد الدولة، خاصة تلك المتعلقة بالنفط والجمارك والضرائب، وسط تصاعد الشكاوى من إهدار مليارات الريالات شهريا، ووجود حسابات مالية مجنبة خارج إشراف البنك المركزي وفي بنوك خاصة، إلا أن رفض عمل اللجان يفتح الكثير من التساؤلات.

 

عرقلة عمل اللجان البرلمانية

 

وأعلنت فروع المجلس الانتقالي في المحافظات رفضها لعمل اللجان، بمزاعم أن مجلس النواب "منتهي الصلاحية"، ويسعى إلى "زعزعة الأمن والتدخل في الشأن الجنوبي"، مدعية أيضا أن البرلمان "لا يمتلك صفة قانونية أو أخلاقية" للقيام بمهام رقابية.

 

والثلاثاء الماضي، أقدمت مجاميع تابعة للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، على محاصرة أعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة بالنزول الميداني لمحافظة حضرموت للكشف عن هدر الموارد في المحافظة، بأحد فنادق مدينة المكلا، مما اضطر أعضاء اللجنة إلى مغادرة مقر إقامتهم إلى موقع بديل، وسط اتهامات للسلطة المحلية بالتواطؤ والدفع بالعناصر لعرقلة مهمة اللجنة.

 

البرلمان يحذر الانتقالي

 

والخميس اعتبرت هيئة رئاسة مجلس النواب اليمني والكتل البرلمانية، في بيان شديد اللهجة، أن ما جرى في محافظة حضرموت يمثل تهديدًا مباشرًا لمفهوم الدولة واعتداءً صارخًا على الدستور والقانون.

 

وأكدت في بيان أن تلك التصرفات تُكرّس منطق الفوضى، محملة السلطة المحلية في حضرموت المسؤولية الكاملة عما تعرض له النواب وعن عدم تعاونها، ومشددة في الوقت ذاته على أن البرلمان هو المؤسسة الدستورية والشرعية القائمة.

 

وذكرت أنه تم تهديد أعضاء اللجنة باقتحام مقر إقامتهم في الفندق واستخدام القوة لإجبارهم على المغادرة، دون أي تدخل من السلطة المحلية رغم مناشدات اللجنة لها بتوفير الحماية. وقد اضطرت اللجنة إلى مغادرة المدينة، وسط ظروف قسرية، وتم إرفاق تفاصيل الحادثة في تقرير رسمي قُدم لرئاسة المجلس.

 

هروب وتستر على الفساد

 

مؤتمر حضرموت الجامع، بدروه قال إن محاصرة اللجنة البرلمانية في المكلا تكشف عن "جهات نافذة داخل السلطة المحلية تسعى للتستر على الفساد، وعرقلة أي رقابة على الأداء الإداري والمالي"، مؤكدا أن التنصّل من الالتزامات الرسمية يمثل "انتهاكا لمبدأ الشراكة السياسية والتوافق الوطني".

 

وحمل مؤتمر حضرموت في بيان له السلطة المحلية في المحافظة المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ"الفشل في توفير الحماية للجنة البرلمانية"، معتبرا أن ما حدث "يمثل سابقة خطيرة تمسّ قيم أبناء حضرموت".

 

ودعا مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وقيادة التحالف إلى التدخل العاجل لحماية مؤسسات الدولة، وفرض سيادة القانون، ومحاسبة المتورطين في تعطيل عمل اللجنة البرلمانية.

 

وأكد مؤتمر حضرموت الجامع أن "الالتزام بالشرعية لا يعني التخلي عن الحقوق"، مشيرا إلى أن حضرموت ماضية في مشروعها السياسي المطالب بموقع عادل ضمن أي تسوية سياسية قادمة.

 

وأثارت عملية رفض الانتقالي للجان البرلمان ومحاصرة وتهديد اللجنة البرلمانية أثناء وصولها إلى مدينة المكلا، أثارت الكثير من التساؤلات، في الأوساط السياسية.

 

ويرى مراقبون أن الانتقالي يخشى الفضيحة كون قياداته متورطة بالفساد وعمليات نهب الإيرادات، كون غالبية المؤسسات الإيرادية في المحافظات الجنوبية المحررة واقعة تحت سيطرت الانتقالي.

 

وكان محافظ البنك المركزي قد كشف في وقت سابق أن هناك إيرادات تذهب خارج الصندوق، مشيرا إلى أن هناك 147 مؤسسة لا تدفع إيراداتها للبنك.

 

 


مقالات مشابهة

  • استشهاد جندي برصاص قناص حوثي في الضالع
  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها
  • وفاة طفل متأثرًا بإصابته برصاص قناص حوثي في لحج
  • تعديل بعض أحكام اللائحة لقانون المحاماة والاستشارات القانونية
  •  في تناقض فاضح.. الزبيدي الذي يعرقل النزول الميداني للجان البرلمانية يشدد على ضبط العملية الإيرادية وتوريدها للبنك المركزي
  • مواطنون بصنعاء يشكون تهالك ورقة (200) ريال خلال أيام.. وخبراء اقتصاديون يكشفون: المواد المستخدمة رديئة للغاية
  • هتافات اليمنيين تزلزل الصمت العربي .. ثورة الشعب اليمني ضد إبادة غزة تدخل مرحلة جديدة وهذه تفاصيلها
  • البنك المركزي اليمني يوقف 5 منشآت صرافة
  • الريال اليمني ينتعش قليلًا في عدن وحضرموت.. وهذه آخر أسعار الصرف اليوم
  • ترامب يضغط على باول لخفض الفائدة خلال زيارة للبنك المركزي