قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن ما يشاع عند بعض الناس أن الطريق إلى الله تعالى مليء بالفتن والمصاعب، وأن التزام المؤمن بدين الله وبطريقه قد يغير مجرى حياته.

أهم علامات وصفات المهدي المنتظر في السنة النبوية.. علي جمعة يوضحهاعلي جمعة يكشف عن برنامج عجيب غريب للذكر.. تعرف عليه

وتابع علي جمعة، في منشور له: فنقول: ينبغي أن يكون الطريق إلى الله جزءًا أساسًيا من حياة الإنسان؛ فلمن يسير الإنسان إذا لم يكن سيره في حياته الدنيا لأجل تحصيل رضا الله، والوصول إلى معرفته حق المعرفة؟

وأشار إلى أن الدين يأمر المسلم أن يكون متقنًا في عمله، فيزيد بذلك ربحُه، ويطمئن خاطرُه، وتسعد حياتُه، ويتفرغ قلبُه للعبادة، كما يأمره أن يكون نظيفًا جميلًا في صورته وأخلاقه؛ فعن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر".

قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا ونعله حسنة. قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس".

وأما النهي الوارد عن التعلق بالدنيا، والذي يفهمه بعضهم خطأ؛ كحديث : "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ؟ قال : "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن". فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن؟ قال "حب الدنيا وكراهية الموت".

وأوضح أن المقصود به ألّا تكون الدنيا هى الغاية والمقصد، فتكون مدعاة أن يسرق الإنسان ويكذب لتحصيل منافعها، هذا هو المنهي عنه، والذي يتمسك بظاهره من لا يفهمون النصوص فهمًا صحيحًا، وقد علمنا مشايخنا أن تكون الدنيا في أيدينا، لا في قلوبنا.

وذكر أنه لا تعارض البتة بين الدين والحياة، فكلاهما طريق واحد؛ والجميع يسيرون في طريق الله بأصل الخلقة دون أن يلتزموا طريقًا معينًا. لكن على الإنسان أن ينتبه للمنهج الذي يتبعه في سيره إلى الله، فلا يُلزِمُ نفسه بما يشق عليها ويصعب، بل يسلك مسلك اليسر والرفق في كل أموره. يقول صلى الله عليه وآله وسلم : "يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله". ويقول صلى الله عليه وآله وسلم : "إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق".

وقال صلى الله عليه وسلم : "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه؛ فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة".

وأكد أن الطريق إلى الله ليس صراعا مع الحياة حتى يُشَادَّ فيه المسلم نفسه ويُحمّلها ما لا تطيق، بل هو السير في الحياة بالله، ومع الله، وإلى الله، ممتثلًا في هذا السير كل ما شرعه الله عز وجل من تشريعات لتنتظم بها حياة الناس جميعًا، وليس المسلمون فقط، فيسعدون بها، ويطمئنون، ويصلون بذلك إلى سعادة الدارين: الدنيا والآخرة.

طباعة شارك علي جمعة الدكتور علي جمعة الطريق إلى الله الفتن المصاعب المؤمن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة الدكتور علي جمعة الطريق إلى الله الفتن المصاعب المؤمن الطریق إلى الله صلى الله علیه علی جمعة أن یکون

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: العفاف الظاهر يؤدي إلى الباطن وفقدان أحدهما يعني فقد الآخر

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العفاف الظاهرُ يؤدي إلى العفاف الباطن، وكذلك فإن فقدَ العفافِ الظاهرِ يؤدي إلى فقدِ العفافِ الباطن، والعفافُ الباطن نعني به مجموعةَ الأخلاق التي يصبح بها الإنسانُ إنسانًا.

أنواع العفاف الباطن

وأوضح فضيلته أن من أنواع العفاف الباطن "الرحمة"، التي نراها مكرَّرة في كلمة الابتداء «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفي الحديث: «كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر»، وفي رواية: «ببسم الله»، وفي رواية: «بالحمد لله» (الجامع الكبير للسيوطي). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوَّلية، الذي جعله المحدِّثون أول حديثٍ يعلِّمونه تلاميذهم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ» (البخاري).

وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن من العفاف الباطن أيضًا "الحِلْمُ والأناة"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للأشجِّ عبدِ القيس: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ» (صحيح مسلم). ولقد رأينا أناسًا كثيرين من خلق الله قد فقدوا هاتين الصفتين، وسببُ ذلك أنهم فقدوا العفافَ الظاهر. ولقد بنى المسلمون علومَهم على التدقيق والتحقيق والتثبُّت، وهي صفاتٌ تنبثق عن الحلم والأناة؛ والحلمُ والأناةُ يجعلان الإنسان يرى الحقيقةَ على ما هي عليه، ولا يتسرَّع في تهمة الآخرين، ولا في تأويل تصرُّفاتهم وأفعالهم بصورةٍ ظالمةٍ تخالف الواقعَ والحقيقة، ولا بصورةٍ متحيِّزة.

العفاف
وأكد الدكتور علي جمعة أن الله تعالى نهانا عن التحيُّز في آياتٍ كثيرة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].

وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].

 

مقالات مشابهة

  • هل الدعاء بـ"ربنا يكفينا شرك" يعتبر ذنبًا.. أمين الفتوى يجيب
  • خالد الجندي: عطاء الدنيا ليس دليلاً على محبة الله للعبد
  • أردوغان: حل الدولتين الطريق الوحيد لسلام دائم في غزة
  • علي جمعة: الدنيا دار ابتلاء والله يقلب الإنسان بين الخير والشر
  • علي جمعة: العفاف الظاهر يؤدي إلى الباطن وفقدان أحدهما يعني فقد الآخر
  • علي جمعة: طريق الإنسان مقيد بـ «الذكر والفكر» لله تعالى
  • علي جمعة: التواضع أصل العفاف الباطني.. والجهاد الأكبر يبدأ من تهذيب النفس
  • ما ذا نفعل عند نزول المطر؟.. الأزهر يجيب
  • كيف أتغلب على الشكوك في الدين؟.. أمين الفتوى يجيب
  • دعاء المطر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .. احرص عليه الآن