كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي في عملي؟
تاريخ النشر: 23rd, July 2025 GMT
يستخدم العديد من الموظفين والعمال في الكثير من الدول حول العالم أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل شبه يومي، لمساعدتهم على إنجاز المهام، وتزويدهم بالأفكار والمقترحات الخلاقة، وتوفير الوقت في حل المسائل، والمشكلات المعقدة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي تقديم المساعدة في كل المجالات تقريباً، من الطب إلى الهندسة والطيران، وحتى الفنون، والشؤون العسكرية.
ولأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة محورية في مختلف البيئات المهنية، فمن المهم فهم كيفية تسخيره في دعم القرارات، وتحسين الأداء اليومي.
ما أدوات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في زيادة الإنتاجية اليومية؟
تُقدم أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية وسيلة فعّالة وسهلة المنال لأي شخص لاكتساب ميزة تنافسية.
سواء كنت موظفاً في شركة تسعى لزيادة دخلك، أو عاملاً مستقلاً ترغب في تعزيز إنتاجيتك اليومية، أو رائد أعمال يُوازن بين مسؤوليات متعددة، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية هذه قادرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة عملك، وفقاً لمجلة «فوربس».
«شات جي بي تي»
يعد «شات جي بي تي» أحد أكثر مساعدي الذكاء الاصطناعي تنوعاً في السوق اليوم، أداة ذكاء اصطناعي مجانية تُقدم قيمة رائعة للمهنيين في مختلف القطاعات. فإلى جانب توليد النصوص البسيطة، تُقدم هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي مساعدةً مُتميزة في حل المشكلات المعقدة، وصياغة الرسائل، وتعلم مفاهيم جديدة بسرعة.
«غوغل جيميني»
أداة ذكاء اصطناعي مجانية تتكامل بسلاسة مع منظومة «غوغل»، مما يجعلها قيّمة بشكل خاص للمحترفين الذين يعتمدون على «غوغل»، و«ورك سبيس». وفيما يرتبط بزيادة الإنتاجية، يتميز «جيميني» بتلخيص الأبحاث، وإنشاء تقارير شاملة تستغرق ساعات طويلة لتجميعها يدوياً.
«Perplexity AI»
تتجاوز هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي البحث التقليدي بتقديم إجابات شاملة وموثقة لأسئلة معقدة. تُعدّ «Perplexity» أداة قيّمة للمهنيين الذين يحتاجون إلى التعرّف بسرعة على المواضيع، أو القطاعات الجديدة.
وبدلاً من البحث في عشرات النتائج، تُقدّم «Perplexity» معلومات مُركّبة مع الاستشهادات، مما يوفر ساعات من وقت البحث.
«Notion AI»
يُحوّل مساعد الذكاء الاصطناعي المُدمج في «Notion» هذه الأداة المجانية الشهيرة إلى طريقة فعّالة لإنشاء المحتوى، وإدارة المشاريع، وتنظيم المعرفة.
لزيادة الإنتاجية، يُمكن لـ»Notion AI» تلخيص ملاحظات الاجتماعات، وتحويل النقاط إلى نصوص مُفصّلة، واستخلاص بنود عمل من المناقشات، والمساعدة في تنظيم المعلومات بفعالية أكبر.
«غاما»
تُحوّل هذه الأداة المجانية للذكاء الاصطناعي الرسائل النصية البسيطة إلى عروض تقديمية مذهلة. تتيح النسخة المجانية للمستخدمين إنشاء شرائح بجودة احترافية دون الحاجة إلى مهارات تصميم.
وبالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في دعم المهنيين لاتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.