تحديات أسرية في مواكبة عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 22nd, July 2025 GMT
يتردد كثير من الآباء والأمهات اليوم بين هاجسين متضادين، أولهما الخوف من أن يتخلّف أطفالهم عن مواكبة عصر الذكاء الاصطناعي، والقلق من الإفراط في تعريضهم لتكنولوجيا لم تتضح بعد آثارها الكاملة على المدى الطويل.
يقول آدم تال، مدير تسويق وأب لطفلين يبلغان من العمر 7 و9 سنوات: «من الصعب جدًا التنبؤ بما سيحدث بعد خمس سنوات، فكيف يمكننا التخطيط لعالم ما بعد الذكاء الاصطناعي التوليدي؟».
ويعرب تال عن «قلق كبير» بشأن المستقبل، مشيرًا إلى مخاطر مثل المحتوى المزيف، وانعدام القدرة على التمييز بين الواقع والتقنية، إضافة إلى «آلاف التهديدات المحتملة» التي يصعب حتى تحديدها.
من جانبه، يرى مايك بروكس، عالم نفس في أوستن بولاية تكساس ومتخصص في العلاقة بين التكنولوجيا والتربية، أن كثيرًا من الأهالي يعانون مما يُعرف بـ«تأثير النعامة» أي تجنّب فهم الذكاء الاصطناعي، قائلًا: «إنهم أصلًا مثقلون بمشكلات الأبوة الحديثة، وتيك توك، وألعاب الفيديو، وصولًا إلى محاولات إخراج الأطفال من غرفهم».
أما مارك واتكينز، أستاذ الذكاء الاصطناعي والتعليم في جامعة ميسيسيبي، فيشير إلى أن «عزل الأطفال عن الذكاء الاصطناعي بعد سن معينة لم يعد خيارًا ممكنًا»، في ظل التوسع المتسارع في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه الأبحاث حول الآثار المعرفية والسلوكية لاستخدام الذكاء الاصطناعي محدودة، تتباين مواقف الأهالي. تقول ميليسا فرانكلين، وهي أم لطفل يبلغ 7 سنوات وطالبة في كلية الحقوق في كنتاكي: «في محيطي من الأصدقاء والعائلة، أنا الوحيدة التي تستكشف الذكاء الاصطناعي مع طفلي»، مضيفة: «لا أفهم التقنية من الداخل، لكني أعلم أن لا مهرب منها. أفضل أن يبدأ مبكرًا بدلاً من أن يصطدم بها فجأة».
في المقابل، يفضّل بعض الأهالي التأني. يشير أحد الآباء، وهو أب لثلاثة أطفال فضّل عدم ذكر اسمه، إلى دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT» نُشرت في يونيو، وأظهرت أن المستخدمين الذين لا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي التوليدي أظهروا نشاطًا أكبر في الدماغ والذاكرة. ويقول: «أخشى أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى طريق مختصر للفهم السطحي. أريده أداة لتعميق المعرفة، لا استبدالها».
وتعتمد ميليسا فرانكلين سياسة مقيدة في استخدام الذكاء الاصطناعي مع ابنها، حيث تتيح له استخدامه تحت إشرافها فقط «عندما لا نجد المعلومة في كتاب أو عبر غوغل أو يوتيوب»، مؤكدة على ضرورة تشجيع الأطفال على التفكير المستقل، سواء بوجود الذكاء الاصطناعي أو بدونه.
ويرى خبير معلوماتية، فضّل عدم ذكر اسمه، أن تعليم الذكاء الاصطناعي للآباء فكرة مضللة، موضحًا: «الاعتقاد بأن الأطفال سيفهمون الذكاء الاصطناعي من خلال آبائهم يشبه الظن بأنهم يفهمون تيك توك لأن والديهم يفعلون وغالبًا العكس هو الصحيح».
أما مارك واتكينز، فهو يجمع بين القلق والانفتاح. ويقول: «أشعر بقلق شديد من الأشكال الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي، لكن من الضروري أن نكون على دراية بالأدوات، ونفتح حوارات عميقة مع أطفالنا لفهم المخاطر والفوائد».
من جهته، يرى جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نفيديا»، أن الذكاء الاصطناعي يشكّل «أقوى عامل لتقليص الفجوات التعليمية شهدناه على الإطلاق»، لما يوفره من فرص تعلم متكافئة. لكن هذا التفاؤل لا يخلو من التحفظات.
ويعلّق واتكينز: «أحد مخاوفي أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى وسيلة لتكريس التفاوت، إذ يملك بعض الآباء القدرة على تقديم هذه الأدوات لأطفالهم، في حين لا يستطيع آخرون ذلك». ويضيف خبير معلوماتية آخر: «ابني يتمتع بميزة لأننا نحمل شهادات دكتوراه في علوم الحاسوب، لكن الجزء الأكبر من تلك الميزة لا يعود لمعرفتنا التقنية فقط، بل لموقعنا الاجتماعي».
ويختم واتكينز: «هذا جانب يجب أن نوليه اهتمامًا كبيرًا، فالمسألة لا تتعلق فقط بالتكنولوجيا، بل بتكافؤ الفرص في الوصول إليها وفهمها». أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التوليدي نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية الأسرة الذكاء الاصطناعي الأطفال الاصطناعی التولیدی الذکاء الاصطناعی الاصطناعی ا
إقرأ أيضاً:
ميتا تفرض السيطرة على الذكاء الاصطناعي
البلاد (وكالات)
كشفت شركة ميتا أن تطبيقها الشهير واتساب سيحظر استخدام روبوتات المحادثة الذكية التابعة لشركات أخرى، بما في ذلك ChatGPT من OpenAI وCopilot من مايكروسوفت، ضمن شروط الخدمة الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2026. وفقاً لتحديثات WhatsApp Business API، لم يعد مسموحاً للشركات الأجنبية استخدام المنصة لتوزيع الذكاء الاصطناعي كمُنتج رئيسي.وستظل الميزة متاحة للشركات، التي تستخدم واتساب لأغراض خدمة العملاء أو الدعم الفني، لكن أي روبوت محادثة يكون المنتج نفسه سيتم حظره. تأتي هذه الخطوة بعد أيام قليلة من توسع شعبية تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستقلة على واتساب، والتي تعتمد على واجهات برمجة OpenAI، بما في ذلك ChatGPT. تهدف ميتا إلى دمج قدراتها الذكية مباشرة ضمن تطبيقاتها، مثل واتساب وماسنجر، لتصبح المحرك الأساسي للمحادثات الذكية ضمن منصاتها. أوضحت الشركة أن القرار جاء لتوافقها مع سياسات واتساب الجديدة، والتي أعلن عنها الشهر الماضي.
وقد حظرت منصة واتساب استخدام روبوتات المحادثة العامة عبر واجهة WhatsApp Business API لتقديم خدماتها للعملاء.