صراصير التجسس وروبوتات.. كيف تخطط ألمانيا لحروب المستقبل؟
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
تخطط ألمانيا لمستقبل الحروب، وترى أن الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الناشئة هما مفتاح الخطط الدفاعية الجديدة. وتعمل على تقليص البيروقراطية لربط الشركات الناشئة مباشرة بالقيادة العسكرية العليا. حسب ما ذكرت وكالة "رويترز".
وأقرت الحكومة الألمانية، الأربعاء، مسودة قانون مشتريات جديد يسعى لإزالة العقبات البيروقراطية أمام الشركات الناشئة، التي تعاني من شح التمويل، وتمكينها من الحصول على دفعات مقدمة.
وأشارت "رويترز" إلى أن ألمانيا تخطط لزيادة ميزانيتها الدفاعية السنوية لتصل إلى نحو 175 مليار دولار بحلول عام 2029.
وقالت مصادر إن جزءا من هذه الأموال سيخصص لإعادة ابتكار شكل الحروب.
الشركات الدفاعية الناشئة
وتعد شركة "هلسينغ" الألمانية، المتخصصة في المشاريع الدفاعية الناشئة، الأعلى قيمة في أوروبا، بعدما ضاعفت قيمتها لتصل إلى 12 مليار دولار خلال جولة تمويل جرت الشهر الماضي.
وتعمل هذه الشركة، التي تأسست قبل 4 سنوات، على تصنيع طائرات هجومية مسيرة وأنظمة ذكاء اصطناعي لساحة القتال.
وأشارت "رويترز" إلى أن "هلسينغ" واحدة من عدة شركات دفاعية ناشئة في ألمانيا، تعمل على تطوير روبوتات مدرعة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وغواصات صغيرة غير مأهولة، وصراصير تجسس جاهزة للمعركة.
وصرح أحد المسؤولين لـ"رويترز" أن هذه الشركات الصغيرة الناشئة، إلى جانب الشركات الكبرى في ألمانيا، تقدم المشورة للحكومة.
ألمانيا في الطليعة
وذكر مسؤولون ألمان أن أوروبا تحتاج إلى بناء صناعة دفاعية أوروبية بدلا من الاعتماد على الشركات الأميركية.
لكن عقبة إنشاء شركات دفاعية داخل ألمانيا وأوروبا عموما لا تزال كبيرة، بحسب "رويترز".
ويعاني السوق الدفاعي الأوروبي من التشتت بسبب امتلاك كل دولة لمعاييرها الخاصة لعقود التوريد، على عكس السوق الأميركية، وفقا لذات الوكالة.
وأظهر تحليل أجرته شركة "أفييشن ويك" في مايو، أن 19 دولة أوروبية من المتوقع أن تنفق هذا العام أكثر من 180 مليار دولار على التسليح، مقارنة بالولايات المتحدة التي ستنفق 175.6 مليار.
وأصبحت ألمانيا ثاني أكبر داعم عسكري لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، وغدت عمليات الموافقة على العقود العسكرية، التي كانت تستغرق سنوات، تنجز الآن في أشهر، ما أتاح للشركات الناشئة اختبار منتجاتها في الساحة الأوكرانية.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية اتخاذها خطوات لتسريع عمليات الشراء، ولدمج الشركات الناشئة بشكل أفضل، من أجل تسريع توفير التقنية الجديدة للجيش الألماني.
وقالت رئيسة وكالة التوريد العسكرية التابعة للقوات المسلحة الألمانية، أنيته لينينغك إمدن، إن الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي مجالان ناشئان ينبغي على ألمانيا تطويرهما.
وأوضح مدير مركز الابتكار السيبراني التابع للجيش الألماني، سيفين فيتزينغر، أن الحرب في أوكرانيا غيرت المواقف الاجتماعية، وأزالت وصمة العار التي كانت تحيط بالعمل في القطاع الدفاعي.
صراصير التجسس
وطورت ألمانيا عدة تقنيات عسكرية حديثة، مثل صراصير التجسس التي تطورها شركة "Swarm Biotactics"، والمجهزة بحزم صغيرة تشمل كاميرات لجمع بيانات فورية.
وتستخدم نبضات كهربائية للتحكم في حركة الحشرات عن بُعد، بهدف إرسالها إلى بيئات معادية لجمع معلومات عن مواقع العدو.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، ستيفان فيلهلم:"روبوتاتنا البيولوجية، المبنية على حشرات حية، مزودة بمحفزات عصبية، وأجهزة استشعار، ووحدات اتصال مشفرة. يمكن توجيهها فرديا أو تشغيلها تلقائيا كسرب".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الحروب المشاريع الدفاعية طائرات هجومية ذكاء اصطناعي ألمانيا أوكرانيا القطاع الدفاعي ألمانيا ذكاء اصطناعي حروب الربوتات قطاع الدفاع الحروب المشاريع الدفاعية طائرات هجومية ذكاء اصطناعي ألمانيا أوكرانيا القطاع الدفاعي أخبار ألمانيا
إقرأ أيضاً:
عائدات قياسية لشركات الأسلحة.. كيف غيّرت الحرب الروسية على أوكرانيا خريطة الصناعات الدفاعية؟
جاءت الزيادة في إيرادات شركات الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا وتصاعد الشعور بالتهديد من روسيا.
بلغت عائدات بيع الأسلحة والخدمات العسكرية لدى أكبر شركات السلاح في العالم مستوى قياسيًا مرتفعًا، بفعل تصاعد التوترات الجيوسياسية، إذ سجّلت ارتفاعًا بنسبة 5.9% لتصل إلى 679 مليار دولار (583 مليار يورو) في عام 2024، وهو أعلى مستوى يتمّ تسجيله على الإطلاق، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI).
ويُعزى هذا الارتفاع في إجمالي عائدات الأسلحة بصورة أساسية إلى الزيادات الكبيرة التي حققتها الشركات العاملة في أوروبا والولايات المتحدة.
ما لا يقل عن 65% من شركات الأسلحة الأوروبية الواردة في قائمة أكبر 100 شركة عام 2024 كانت تعمل على توسيع طاقتها الإنتاجية بمستويات مختلفة.
وباستثناء روسيا، حقّقت الشركات الست والعشرون الأوروبية المدرجة ضمن أكبر مئة شركة لصناعة الأسلحة نمواً في إجمالي إيراداتها بنسبة 13.4%، لتصل إلى 151 مليار دولار.
وسجّلت شركة تشيكوسلوفاك التشيكية أعلى زيادة مئوية في عائدات الأسلحة ضمن قائمة أكبر 100 شركة عام 2024، إذ ارتفعت إيراداتها بنسبة 193% لتبلغ 3.6 مليارات دولار.
ويعود هذا النمو إلى إطلاق مبادرة الذخيرة التشيكية، وهو مشروع تقوده الحكومة لتوريد قذائف مدفعية إلى أوكرانيا.
في العام الماضي، كان أكثر من نصف إيرادات الشركة من الأسلحة مرتبطًا بأوكرانيا.
في عام 2024، بلغت عائدات الأسلحة للشركات الفرنسية الأربع المدرجة ضمن قائمة أكبر 100 شركة 26.1 مليار دولار، مسجّلة ارتفاعًا بنسبة 12% مقارنة بعام 2023.
وسجّلت شركات تاليس وسافران وداسو نموًا مضاعفًا في عائدات الأسلحة بين عامي 2023 و2024.
وفي الربع الأول من عام 2025، حققت تاليس أيضًا نموًا في إجمالي مبيعاتها بلغ 5 مليارات يورو، بزيادة نسبتها 9.9% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت عائدات الأسلحة للشركتين الإيطاليتين المدرجتين ضمن أكبر 100 شركة بنسبة 9.1%، لتصل إلى 16.8 مليار دولار في عام 2024.
أما شركة ليوناردو لصناعة الطيران، وهي ثاني أكبر شركة أسلحة أوروبية في قائمة أكبر 100 شركة، فقد رفعت إيراداتها من الأسلحة بنسبة 10% لتصل إلى 13.8 مليار دولار.
في عام 2024، أسست ليوناردو مشروعًا مشتركًا مع شركة راينميتال الألمانية لتطوير دبابة قتال رئيسية ومركبة مشاة قتالية جديدة للقوات المسلحة الإيطالية.
Related "يتحدثون كثيرًا ولا ينجزون شيئًا".. ترامب ينتقد قادة أوروبا ويدعو أوكرانيا لتنظيم انتخاباتترامب تحدث مع ماكرون وميرتس وستارمر بشأن أوكرانيا.. وزيلينسكي: هذا الأسبوع قد يحمل أخبارا سارةألمانيا تحث الصين على استخدام نفوذها مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانياكما كانت أربع شركات مقرّها ألمانيا ضمن أفضل 100 شركة، وقد ارتفعت إيراداتها من الأسلحة مجتمعة بنسبة 36% لتصل إلى 14.9 مليار دولار.
وسجّلت شركة Diehl الألمانية أكبر زيادة سنوية في عائدات الأسلحة، إذ ارتفعت بنسبة 53% لتبلغ 2.1 مليار دولار.
وفي عام 2024، وفي إطار جهود ألمانيا لدعم أوكرانيا، قامت شركة Diehl بتسليم عتاد شمل أنظمة دفاع جوي أرضية.
هشاشة سلاسل الإمدادعلى الرغم من ارتفاع عائدات التسلح في أوروبا، فإن القارة تعتمد بشكل كبير على مواد خام حيوية مثل الكوبالت والليثيوم.
ويجعل ذلك صناعة الدفاع الأوروبية عرضة للتقلبات الجيوسياسية وتقلبات الأسعار، إضافة إلى مخاطر النقص المحتمل.
فعلى سبيل المثال، كانت شركة إيرباص الأوروبية وشركة سافران الفرنسية تلبّيان قبل عام 2022 نصف احتياجاتهما من التيتانيوم من الواردات الروسية، واضطرتا لاحقًا إلى البحث عن موردين جدد، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام.
وقالت جاد غيبرتو ريكارد، الباحثة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن شركات الأسلحة الأوروبية تستثمر في طاقة إنتاجية جديدة لتلبية الطلب المتزايد، غير أن تأمين المواد قد يتحول إلى تحدٍّ متصاعد، خصوصًا أن الاعتماد على المعادن الأساسية سيعقّد خطط إعادة التسلح الأوروبية.
Related بوتين متحدياً الضغوط الأميركية بعد لقاء مودي: نفط روسيا سيصل إلى الهند بلا انقطاعأوكرانيا تؤكد سعيها لـ"سلام حقيقي" مع روسيا وبوتين يُعلن شروطه لإنهاء الحربقبل المحادثات بين كييف وواشنطن.. روسيا تشن هجومًا واسع النطاق على أوكرانيافي بداية هذا الشهر، قدّم الاتحاد الأوروبي خطة عمل جديدة تهدف إلى خفض مستوى الاعتماد بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2029.
ويستثمر الاتحاد الأوروبي في استخراج المعادن محليًا، مثل مشروع شركة فولكان لاستخراج الليثيوم في ألمانيا، وكذلك مشروع مالمبدينوم مالمبجيرج التابع لشركة جرينلاند ريسورسز.
كما يضع التكتل خططًا استثمارية خاصة مع أوكرانيا وغرب البلقان ودول شرق وجنوب المتوسط، بهدف بناء سلاسل إمداد متكاملة للمواد الخام الحيوية.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة