الثورة نت:
2025-07-27@06:57:50 GMT

«إنهم جثثٌ تتحرك»!

تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT

 

 

غضب وشجب واستنكار.. البعض يحذّر من تفاقم الكارثة الإنسانية، والبعض يُعرب عن اشمئزازه من التصرفات الإسرائيلية في ظل تزايد أعداد الفلسطينيين الذين يموتون جوعاً.. موجة استنكار عالمية تفضح العدو الصهيوني وتعرّي سلوكه غير الأخلاقي، لكنها لا تبدو مؤثرة.
وربما كان حريّ ببيانات الإدانة والاستنكار هذه ألا تتجاهل أيضاً الكيان الأمريكي الذي يمثل المظلة الحامية للاحتلال، والداعم له في كل هذه الجرائم، عدا ذلك فإنه رغم اتساع رقعة الرفض العالمي لما ترتكبه «إسرائيل» بحق الأطفال والنساء في فلسطين، ووسيلة التجويع لقتل الجميع في القطاع، إلا أن كيان الاحتلال لا يعير كل ذلك أي اهتمام ويستمر في حالة الحصار والتجويع.


يتساقط الأطفال شهداء من الجوع، وثلث السكان لم يتناولوا وجبة طعام واحدة منذ عدة أيام حسب برنامج الأغذية العالمي، بينما لا تزال لغة البيانات تناشد وترجو وتدعو لإنهاء هذا الحال، ولو تم قياس ما يجري مع ما يتضمنه القانون الدولي الإنساني، لتَبين أن جريمة التجويع هي جريمة حرب بذاتها، إلا أن الاستضعاف -كما يبدو- للعرب والمسلمين لا يدفع لأي تحرك دولي من أجل إجبار كيان الاحتلال على إيقاف هذا العدوان البربري ورفع الحصار عن غزة.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عبّر صراحة بأن التصريحات والبيانات «لا تطعم الأطفال الجياع»، وقال إن ما يشهده قطاع غزة ليس مجرد أزمة إنسانية بل «أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي»، غوتيريش دعا المجتمع الدولي إلى التحرّك الفوري لوقف الكارثة.
ولا شيء يبرر هذا التقاعس عن الانتصار للقيم الإنسانية في غزة، فالحاصل يندى له الجبين، والشهادات الدولية تؤكد فداحة ما يجري، فالناس في غزة حسب مفوض الأونروا «ليسوا أمواتًا ولا أحياءً، إنهم جثثٌ تتحرك»، و1200 مسنّ توفوا في قطاع غزة نتيجة التجويع حسب «المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان»، و100 ألف طفل مهددين بالموت خلال أيام إذا لم يتم إدخال حليب الأطفال بشكل فوري إلى القطاع المحاصر حسب الصحة الفلسطينية في غزة. في هذا الوقت تتوالى التصريحات والبيانات المؤكدة بان استخدام الحصار والتجويع كأدوات لإخضاع سكان غزة ومنع وصول المساعدات، هو مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني، وتُحمِّل هذه البيانات «المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة»، كما تتفق بيانات التنديد والاستنكار على ان ما يجري في غزة هو «انتهاك صارخ لكل القيم الإنسانية والشرائع الدولية».
وقبل أيام اتهمت منظمة العفو الدولية «إسرائيل» باستخدام التجويع كسلاح حرب وأداة لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يتعرض له السكان هناك يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي. وهذا أحد قادة الكيان العسكريين وهو رئيس الأركان أسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يدعى «موشيه يعلون»، يؤكد أن عمليات إخلاء الفلسطينيين من قطاع غزة وهدم منازلهم وتجويعهم بهدف تهجيرهم تمثل «جرائم حرب» بموجب القانون الدولي. رغم كل ذلك لا يزال التقاعس عن أي تحرك عملي هو سيد رد الفعل.
لا شيء يبرر «انفجار الموت والدمار» في غزة، حسب غوتيريش، كما لا شيء يبرر هذه السلبية عن التحرك لإنقاذ البشرية من هذا التآكل لقيمها إلا التنكر لكل الشعارات التي كانت تردَدْ خلال العقود الماضية عن حقوق الإنسان والحريات، وهو التنكر الذي يأتي تماشياً مع «مزاج» واشنطن، لذلك يندر حتى أن يشملها بيان استنكاري لجريمة التجويع في غزة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الطفلة زينب أبو حليب ضحيّة التجويع الصهيوأمريكي على سكان غزة

الجديد برس| كغيرها من أطفال غزة، تُركت الرضيعة زينب أبو حليب لمصيرها بعد أن أنهك الجوع وسوء التغذية جسدها الصغير، ليُعلن مساء أمس الجمعة عن وفاتها، منضمةً بذلك إلى سجلات الوفيات الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية المستمرة بحق سكان القطاع المحاصر. وأفاد مصدر طبي في مستشفى ناصر الطبي بخانيونس جنوب قطاع غزة، وفاة زينب أبو حليب، البالغة من العمر 6 أشهر، نتيجة سوء التغذية ونقص الرعاية اللازمة، ما رفع إجمالي حصيلة ضحايا التجويع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 122، من بينهم 83 طفلاً. https://www.aljadeedpress.net/wp-content/uploads/2025/07/الطفلة-زينب-غزة-فيديو.mp4 وفي مشهد مأساوي مؤلم، أظهرت صور التقطها صحفيون، للطفلة قبيل وفاتها، جلدها وقد التصق بعظامها، وبرز قفصها الصدري النحيل، وتقول والدتها في حديثٍ مع “وكالة سند للأنباء”، إنها مكثت بطفلتها 3 أشهر في المستشفى دون فائدة تُرجى، بينما كانت تحمل ورقة التحويلة الطبية في يدها لعلاج طفلتها إلا إغلاق المعابر حال دون علاجها. ورفعت السيدة صورة لطفلتها الشهيدة قبل تعرضها لسوء التغذية وقد بدت عليها ملامح البراءة والصحة الجيدة التي اختلفت تماماً عن الحال الذي بدت عليه بعد إصابتها بسوء التغذية. وأكدت السيدة المكلومة، أن طفلتها الشهيدة لم تكن تعاني أي أمراض عضوية أو خلقية، بل كانت تشكو فقط من نقص الحليب الذي أفضى في نهاية الأمر إلى وفاتها، مضيفةً: “أطفال كثر حالهم كحال زينب، أتمنى أن لا يفارقوا الحياة أيضاً”. وتتفاقم أزمة نقص حليب الأطفال في غزة مع استمرار الحصار، حيث يمنع الاحتلال دخول جميع المساعدات الإنسانية منذ مارس/ آذار الماضي، بما فيها حليب الأطفال والمكملات الغذائية العلاجية، ولم تسمح سوى بمرور كميات محدودة. وتشير والدة الرضيعة زينب أبو حليف، إلى أنها حملتُ بها في خضم المجاعة السابقة التي ضربت القطاع قبل حدوث انفراجة بسيطة خلال فترة الهدنة المؤقتة في يناير/ كانون ثاني الماضي، وأنجبتها في المجاعة الحالية دون أن تتمكن من الحصول على حبة بيض واحدة”. وتتسائل بحسرة وألم وعجز يلّف قلبها: “لمين أحكي؟ لم يسمع العالم في البداية حتى يسمع الآن بعد فوات الأوان”، مبديةً عتابها الكبير على الدول العربية التي لم تحرك ساكناً أمام جثث الأطفال الصغار الذين ماتوا جوعا. 100 ألف طفل على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة.. وسجلت المستشفيات والمراكز الصحية خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً يومياً بمئات حالات سوء التغذية الحاد والمهدد للحياة، دون أي قدرة على الاستجابة أو العلاج بسبب شبه الانهيار للقطاع الصحي وانعدام الموارد الطبية والغذائية. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني في بيانٍ صحفي، إنّ قطاع غزة على أعتاب مقتلة جماعية مرتقبة، حيث يُواجه أكثر من 100 ألف طفل، بينهم 40 ألف طفل رضيع أعمارهم أقل من عام واح، في ظل انعدام حليب الأطفال والمكملات الغذائية بشكل كامل، واستمرار إغلاق المعابر ومنع دخول أبسط المستلزمات الأساسية. والخميس، قالت وزارة الصحة إن 26 ألفاً و677 حالة سوء تغذية مسجلة لديها، منوهةً إلى أن  أكثر من 260 ألف طفل أقل من 5 سنوات في حاجة إلى الغذاء. وتحذر منظمات أممية ومؤسسات محلية من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية، وانهيار المنظومة الطبية بالكامل. المصدر: وكالة سند للأنباء.

مقالات مشابهة

  • 100 ألف رضيع فلسطيني يصارعون نزعات الموت ووفاة 1200 مسن في القطاع نتيجة التجويع الصهيوني
  • أونروا: الناس في غزة ليسوا أمواتا ولا أحياء إنهم جثث تتحرك.. سفينة «حنظلة» تقترب من كسر الحصار
  • الطفلة زينب أبو حليب ضحيّة التجويع الصهيوأمريكي على سكان غزة
  • أونروا: "الناس في غزة ليسوا أمواتا ولا أحياء إنهم جثث تتحرك"
  • غزة: خطر مقتلة جماعية يُهدّد 100 ألف طفل خلال أيام
  • حاتم باشات: مصر تتحرك بالأفعال لدعم فلسطين ولا مزايدة على دورنا التاريخي
  • «الأونروا»: الناس في غزة «جثث تتحرك»
  • 115 شهيدا.. التجويع يواصل الفتك بالفلسطينيين في غزة
  • "حماس": استمرار جريمة التجويع في غزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولي