تكنولوجيا أمريكية تخترق سيادة برلين.. هل سلمت ألمانيا مفاتيح أمنها؟
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
في ظل تصاعد المخاوف الأمنية المرتبطة بالحروب الإقليمية مثل الحرب الروسية-الأوكرانية وعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تتجه السلطات الألمانية لاستخدام تقنيات مراقبة متطورة بهدف تعزيز الأمن الداخلي.
وأدخلت الشرطة الألمانية أحدث التقنيات في برنامج المراقبة الذكي "Gotham" الذي طورته شركة Palantir الأمريكية، المرتبطة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، والذي أثار جدلًا واسعًا بسبب تأثيره المباشر على الخصوصية وحريات الأفراد.
حسب تقرير نشرته شبكة "دويتش فيله" الألمانية، يتيح هذا البرنامج للشرطة جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات الشخصية بسرعة فائقة، إذ يمكن في غضون ثوانٍ معدودة الوصول إلى معلومات عن الاسم والعمر والعنوان، بالإضافة إلى السجلات الجنائية والغرامات، وحتى بيانات الهواتف المحمولة ومحتوى حسابات التواصل الاجتماعي.
ويستخدم البرنامج الذكاء الاصطناعي لتشكيل صورة شاملة لأي فرد، مما يثير مخاوف جدية حول احتمال استهداف أبرياء ليس لهم علاقة بأي نشاط إجرامي.
البرنامج وتطبيقه في ألمانيا
بدأ استخدام برنامج Gotham في ولاية هيسن الألمانية منذ عام 2017، حيث تم تشغيله تحت اسم محلي "HessenData" فيما أتاحت شركة البرمجيات المملوكة للملياردير الأمريكي بيتر ثيل برنامجها لولاية بافاريا عام 2024؛ بالإضافة إلى هاتين الولايتين، تستخدم بعض الولايات الألمانية الأخرى البرنامج بالفعل أو تخطط لاعتماده، مثل شمال الراين-وستفاليا وبادن - فورتمبيرج.
تشير تقارير صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية وشبكتي البث العام NDR وWDR إلى أن الشرطة استخدمت VeRA في نحو 100 حالة على الأقل حتى أيار/ مايو الماضي، وعلى الرغم من أن شفرة البرنامج تخزن على خوادم داخل ألمانيا، إلا أن الخبراء ينتقدون غياب الضمانات الكافية التي تمنع نسخا من الشفرة من الوصول إلى الولايات المتحدة، ما يثير مخاوف بشأن السيادة الرقمية.
التوتر بين السيادة الرقمية والأمن
وتتناقض هذه الخطوة مع أهداف الحكومة الألمانية الجديدة التي تضم تحالفًا بين الأحزاب المسيحية (CDU/CSU) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، والتي أعلنت أن "السياسة الرقمية هي سياسة قوة" تسعى لتحقيق سيادة رقمية حقيقية عبر تطوير تقنيات محلية وتقليل الاعتماد على شركات أجنبية، وإلا أن وزير الداخلية ألكسندر دوبريندت لم يستبعد الاستمرار في شراء واستخدام البرنامج رغم المعارضة السياسية والحقوقية، مما يخالف موقف سلفته نانسي فايسر التي رفضت البرنامج في 2023.
الردود الحقوقية والقانونية
وأبدت منظمات حقوق الإنسان وخصوصية البيانات في ألمانيا معارضة شديدة لهذا النظام، حيث رفعت جمعية الحقوق المدنية الألمانية (GFF) دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية ضد استخدام Gotham في ولاية بافاريا، معتبرة أن هذا النوع من التحليل الشامل للبيانات ينتهك الحقوق الدستورية الأساسية، خصوصًا الحق في تقرير المصير المعلوماتي وسرية الاتصالات.
وأكدت محامية الجمعية فرانزيسكا جورليتز، في تصريحاتها لشبكة "دويتش فيله" أن "أي شخص يقدم شكوى أو يتواجد في المكان الخطأ في الوقت الخطأ قد يصبح هدفًا لهذا النظام، مما يهدد مبدأ البراءة وحرية التنقل."
وأشارت الجمعية إلى أن قوانين ولاية بافاريا تسمح باستخدام البرنامج حتى بدون وجود أدلة على خطر محدق، ما يخالف معايير ولايات أخرى مثل هيسن التي تحكمت في استخدامه بناء على قواعد دستورية.
حتى الآن، لم تصدر المحكمة الدستورية الاتحادية قرارًا نهائيًا بشأن الشكوى المقدمة ضد ولاية شمال الراين-وستفاليا، مما يترك مجالًا مفتوحًا للنقاش حول مستقبل هذا النوع من المراقبة الأمنية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية برنامج المراقبة المانيا امريكا الشرطة الألمانية برنامج المراقبة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
فيديو-انفجار غاز عنيف يهز حيّا سكنيا في ولاية كاليفورنيا ويتسبب بدمار واسع وإصابات
هزّ انفجار غاز حيّا سكنيا في منطقة خليج سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، مما أدى إلى تدمير منزل وإصابة ستة أشخاص، فيما باشرت السلطات تحقيقا في الحادث.
أدى انفجار غاز إلى اندلاع حريق كبير في أحد الأحياء السكنية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا، يوم الخميس 11 كانون الأول/ديسمبر، بعدما دمّر منزلا واحدا على الأقل بالكامل، وتسبب بتحطم نوافذ واهتزاز منازل مجاورة، بحسب ما أفاد مسؤولون في الإطفاء. ونُقل ستة أشخاص إلى المستشفيات لتلقي العلاج من إصابات متفاوتة.
مشاهد جوية توثق حجم الأضراروأظهرت لقطات جوية حجم الدمار في الحي، حيث سُوّي أحد المنازل بالأرض، فيما تضررت عدة منازل مجاورة، وتناثرت الأنقاض في أرجاء المنطقة.
وقال نائب رئيس الإطفاء في مقاطعة ألاميدا، رايان نيشي موتو، إن ثلاثة مبانٍ تقع على قطعتين منفصلتين من الأراضي تعرضت لأضرار جسيمة. وأضاف أن بعض عناصر الإطفاء الـ75 الذين استجابوا للحادث اضطروا إلى التراجع مؤقتا بعدما شعروا بصدمات كهربائية ناجمة عن أسلاك كهرباء سقطت في موقع الانفجار.
ويقع الحي المتضرر في منطقة تضم منازل من طابق واحد وحدائق صغيرة، إضافة إلى بعض المتاجر القريبة من طريقين سريعين. وكانت المنطقة تشهد أعمال إنشاء لتوسعة الأرصفة ومسارات الدراجات الهوائية.
ووقع الانفجار في منطقة آشلانْد غير المدمجة إداريا، قرب مدينة هايوارد، التي يبلغ عدد سكانها نحو 160 ألف نسمة في منطقة إيست باي، على بعد نحو 15 ميلا (24 كيلومترا) جنوب أوكلاند.
تحقيق في الأسبابوأعلن المجلس الوطني الأميركي لسلامة النقل، يوم الخميس، أنه سيرسل فريقا للتحقيق في أسباب الانفجار.
وأفادت شركة "باسيفيك غاز آند إلكتريك" بأنها تلقت بلاغا قرابة الساعة 7:35 صباحا يفيد بأن طاقما للإنشاءات، لا يتبع للشركة، ألحق أضرارا بخط غاز تحت الأرض. ووصل عمال الشركة إلى الموقع لعزل الخط المتضرر، إلا أن الغاز كان يتسرب من عدة مواقع.
وأضافت الشركة أن تدفق الغاز أُوقف عند الساعة 9:25 صباحا، فيما وقع الانفجار بعد ذلك بوقت قصير.
وأكدت المتحدثة باسم الشركة، تامار ساركيسيان، أن الغاز كان يتدفق لمدة ساعتين، إلا أن الانفجار وقع بعد نحو عشر دقائق من إيقاف الخط. وأوضحت أن عزل الخط المتضرر ووقف تدفق الغاز استغرقا وقتا.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة