جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-13@04:23:39 GMT

حتى الأمم المتحدة.. لمن يدفع أكثر

تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT

حتى الأمم المتحدة.. لمن يدفع أكثر

د. أحمد بن علي العمري

الجميع يعرف أن الولايات المتحدة الأمريكية تسهم بالمبلغ الأكبر من مصاريف الأمم المتحدة، لأجل ذلك فهي تتحكم بكل شيء، فإن قالت للحق باطل يكون باطلا، وإن قالت للباطل حق يكون حقًّا، حتى وإن كان الأمين العام للأمم المتحدة يظهر بين الحين والآخر ليقول كلمة حق من منطلق مسؤوليته ومن الهدف الحيادي الذي رشح نفسه له، وكان يعتقد أن لديه الحيادية في قراراته، لكنه سرعان ما ينصدم بالواقع الأليم، فما إن يصرّح بتصريح واقعي حتى يعود للسكوت والسبات العميق.

ولكن الغريب والعجيب أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنسحب من منظمات الأمم المتحدة واحدة تلو الأخرى، وهذه سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من منظمة الصحة العالمية، ومن مؤتمر باريس للبيئة، وأخيرًا من اليونسكو. فهل ستأتي دولة أخرى تهيمن على الأمم المتحدة؟ ومن هي هذه الدولة؟ هل هي الصين أو روسيا أو بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا؟ (وإن كانت أمنيتي أن تستغل دولة عربية الفرصة).

كلنا نعلم -من قبل- أن نظام الأمم المتحدة من الأساس لم يكن عادلاً، وقد فُرضت فيه قوة القوي على الضعيف، والمنتصر على المهزوم، من خلال دول الفيتو الخمس المنتصرة.

وما زاده وهنًا أنه من يدفع أكثر يتحكم في المصير.
فأين هي الإنسانية؟ وأين هي العدالة؟ وأين هي الكرامة؟ وأين الحياد؟ وأين... وأين... وأين؟!!

ظهرت كلها أوهام لا تتجاوز الطموحات والآمال، ولم تصل لدرجة الأحلام، حيث إنها صوت بلا فعل، وكلام بلا واقع.

وحتى في الجانب المالي، فقد تحكمت الولايات المتحدة الأمريكية في شؤون ليبيا بعد سيطرتها التامة على البنك المركزي الليبي، وأصبحت ليبيا بين ليلة وضحاها هي الصديق العزيز بعدما كانت العدو اللدود، وسبحانك مغير الأحوال.

وحتى عربدة إسرائيل ما هي إلا بوثوقها التام بأنها تحت مظلة الجناح الأمريكي الذي لا يهتز ولا يضعف، وما عملته في غزة وما تعمله في الضفة ومنطقة الشرق الأوسط، ما هو إلا من هذا المنطلق.

لقد كان اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل هو الشرارة، بعدها أكملت إسرائيل المهمة بلا هوادة، فأنهت اتفاقيات مدريد وأوسلو، وكل يوم تقضم جزءًا من الدولة الفلسطينية الموعودة من خلال بناء المستوطنات، حتى وصل بها الأمر مؤخرًا إلى اعتماد كنيستها المعيب لفرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية.

وهذا نهاية الانبطاح، فمن ينبطح لغيره يدوسه ذلك الغير بقدمه ويمضي لمبتغاه دون أي عناء.

ومع هذا كله نلوم المقاومة -أيا كان نوعها- عندما تقول "لا" لإسرائيل.

لقد كرّر الرئيس أبو مازن (مع احترامي لتاريخه النضالي) أكثر من مرة أن حماس لن تكون في اليوم التالي. فهل أنت حكمت الضفة الغربية حتى تحكم غزة؟ وهل ستسمح لك إسرائيل بذلك؟ ونتنياهو أعلنها مرارًا وتكرارًا برفضه للسلطة الفلسطينية.

إن هيمنة الصهيونية العالمية المالية جعلها تتحكم في سياسات الدول وتوجّهها بالاتجاه الذي تريده، فقد أضحى المال سيدًا للسياسة، وهذا هو الواقع الأليم.

وهنا نتوقف عند اعتراف الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية.
فقد بدأت إسبانيا -مشكورة- والآن فرنسا التي نوّت أن تعترف في شهر 9 حتى ترى ردة فعل الآخرين، ثم توالت العديد من دول العالم، وبينها بريطانيا التي أعلنت اعترافًا متوقعًا ومشروطًا. والسؤال: لماذا لم يعترفوا من قبل، حينما كان للدولة الفلسطينية وجود أو كيان أو أساس يمكن البناء عليه؟ أم أن إن وأخواتها وبنات عمّها وعمّاتها وخالاتها لم يحزموا رأيهم بعد؟
أليست هذه أيضًا لعبة المال المسيطر على السياسة؟

نرجع في شأن الأمم المتحدة الحيادية والمنحازة، ونقول كما قال شاعر الحكمة:

أرى الدراهم في المواطن كلها

تكسو الرجال مهابة وجمالا

هي اللسان لمن أراد فصاحة

وهي السلاح لمن أراد قتالا

وعظّم الله أجركم في المبادئ والقيم والإنسانية والعدل والمساواة والحريات والكرامة، وحتى في حقوق الإنسان... وأيضًا حقوق الحيوان.

وبدون تزييف، ولا خداع، ولا تضليل، ولا محاباة...

رحم الله من مات، وأعان الله من بقي.


فلا أمم متحدة، ولا عدل، ولا مساواة، ولا وقوف مع المظلوم ضد الظالم، طالما الظالم يدفع أكثر.

وعلى الدنيا السلام.

حفظ الله كل الأبرياء في العالم من كيد الظالمين.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

استقرار الدولار مع تركيز الأسواق على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

استقر الدولار الأمريكي وتعافى من عمليات بيع في التعاملات المبكرة اليوم الاثنين الموافق 13 أكتوبر، مع أمل المستثمرين في أن تخفف واشنطن من تصعيدها الأخير للحرب التجارية مع بكين، في حين أضعفت التطورات السياسية في فرنسا واليابان اليورو والين.. وفقاً لرويترز.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات، إلى 99.002، مستعيدا بعض الخسائر التي تكبدها بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصين.

مخاوف من فرض ترامب تعريفات جمركية شاملة في أبريل ويؤكد:نريد مساعدة الصين لا إيذاءها

وأثار ذلك مخاوف من احتمال فرض ترامب تعريفات جمركية شاملة في أبريل بمناسبة يوم التحرير، مما أثار موجة بيع في الأسهم والعملات المشفرة يوم الجمعة.
وفي وقت سابق من اليوم، قال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال": "لا تقلقوا بشأن الصين، كل شيء سيكون على ما يرام! لقد مرّ الرئيس شي جين بينج، الذي يحظى باحترام كبير، بلحظة عصيبة".
وأضاف ترامب: "هو لا يريد كسادًا لبلاده، وأنا أيضًا لا أريد ذلك.. الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين، لا إيذاءها!".
قد تتأثر سيولة السوق بالعطلات، حيث تحتفل الولايات المتحدة بيوم كولومبوس/يوم الشعوب الأصلية اليوم، بينما اليابان مغلقة أيضًا للاحتفال بيوم الصحة والرياضة.

ومقابل الين، سجل الدولار 151.985 ين، بارتفاع 0.5% مع تقييم الأسواق للمسار الذي ستتخذه زعيمة الحزب الديمقراطي الليبرالي الجديدة ساناي تاكايتشي بعد استقالة كوميتو من الائتلاف الحاكم يوم الجمعة، مما وجه ضربة لآمالها في أن تصبح أول رئيسة وزراء انثى لرابع أكبر اقتصاد في العالم.
فيما استقر اليورو عند 1.1609 دولار، منخفضا 0.1%، بعدما أعلنت الرئاسة الفرنسية عن تشكيلة الحكومة الجديدة لرئيس الوزراء سيباستيان ليكورنو يوم أمس الأحد، حيث أعادت تعيين رولان ليسكور، الحليف الوثيق لإيمانويل ماكرون، وزيرا للمالية.

تذبذب أسواق العملات المشفرة

وتذبذبت أسواق العملات المشفرة بين المكاسب والخسائر بعد موجة بيع حادة يوم الجمعة، حيث ارتفع سعر البيتكوين بنسبة 0.4% ليصل إلى 115,486.04 دولارًا أمريكيًا. 
فيما تم تداول اليوان الصيني في الخارج عند 7.137 يوان مقابل الدولار، بزيادة قدرها 0.1% في التعاملات الآسيوية المبكرة.
وسجل الدولار الأسترالي 0.6513 دولار أمريكي، مرتفعا 0.6% في التعاملات المبكرة، بينما جرى تداول الدولار النيوزيلندي عند 0.57345 دولار أمريكي، مرتفعا 0.3%.
وسجل الجنيه الإسترليني 1.33415 دولار، مرتفعا 0.1% حتى الآن خلال اليوم.

مقالات مشابهة

  • النفط يستعيد بعض مكاسبه بعد خسارته بفعل التوترات بين الولايات المتحدة والصين
  • استقرار الدولار مع تركيز الأسواق على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • ترامب: الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين لا إيذاءها
  • الأمم المتحدة: إجلاء أكثر من «100» مدني بعد اشتباكات في أبيي
  • 16 قتيلا بانفجار مصنع في الولايات المتحدة
  • الهلال الأحمر يدفع 400 شاحنة تحمل أكثر من 9 آلاف طن مساعدات لـ غزة
  • 16 قتيلا بانفجار المصنع في الولايات المتحدة
  • الجزائر تكشف لأول مرة عن مخطط لاستهدف مؤتمر إعلان الدولة الفلسطينية
  • مقتل 4 أشخاص بإطلاق نار في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن نشر 200 عسكري لدعم استقرار القطاع