فجأة وبدون مقدمات أجد نفسي طريحة الفراش لا أستطيع الحراك يالله يارب لطفك مالذي يجري وماذا جرى لي بالكاد أفتح عيني من شدة الألم كلما فتحت عيناي اأراهم وقوفاً حولي وكأن نظراتهم تقول لي نأسف أشد الأسف لانستطيع فعل أي شيء أرى حولي المسعفين.
وفي لحظات سريعة يحملونني إلى المستشفى وأنا في سيارة الإسعاف أحاول أن أفتح عيني أريد فقط أن أستوعب مالذي حدث أحدث نفسي قائلة لعلني في حلم مرعب سأصحو منه وأردد يارب يكون حلم يارب يكون حلم سألتفت وأنفث على جهتي اليسار وأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم علني أصحو من هذا الكابوس المزعج الذي كدر صفو يومي ظلام دامس كيف وأنا أسألهم كم الساعة فيقولون السابعة صباحاً أحاول أن أفتح عيني حتى ينتهي هذا الحلم وأنا أعلم أن الكوابيس المزعجة غالباً ما تنتهي بصرخة نصحو على إثرها ونحمد الله ونستعيذ به من الشيطان الرجيم ،
وعبثاً أحاول أن أصرخ وما إن استطعت أن أفتح عيني حتى علمت علم اليقين أن مامر بي حقيقة وليس حُلماً فهاهم الممرضات والأطباء حولي وأنا أردد يارب يارب أنت الشافي المعافي يااارب برحمتك أستغيث إرحم ضعفي وخفف عني يا رحمن يارحيم ، أسمع أنين المرضى من حولي فأحدثهم علهم يسمعون صوتي المنهك قائلة أسال الله لي ولكم ولكل مريض العافية والراحة يارب .
اصبروا وفوضوا أمركم إليه فهو أرحم الراحمين ومع انهمار دموعي من شدة الألم أتابع حديثي (معليش معليش أجر وعافية لي ولكم ).
شعور الألم لايوصف لايخففه إلا رحمة ربي التي وسعت كل شيء ، ومع الفجعة التي أصابتني من تضاعف الألم تراءت أمام ناظري جميع أعمالي يارب يارب اغفر لي مابيني وبينك من تقصير فأنا أعلم أني مقصرة في عبادتك وطاعتك وأطمع في رحمتك أما مابيني وبين عبادك فأنت يالله تعلم بأني لم أتعمد ظلم أحد وأنني يالله أتجنب إيذاء أي مخلوق أحب الجميع وأتمنى لكل الناس الخير وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا من رحم ربي يارب اغفر لي ولجميع المسلمين ،
ساعات تمر وكانّها من ثقلها أيام والألم لاينقص مع كثرة المسكنات التي حقنوني بها ومع نظرة. تعجب أراها في عيون الأطباء كيف لم يسكن الألم مع تدرج جرعات المسكنات من الأقل للأعلى فأنظر إليهم وأشكرهم بنظراتي فقط وأقول لهم شكراً لكم لقد بذلتم مافي وسعكم ولكني أعلم أنكم سبب وأن الشفاء بيده سبحانه الله لايحرمكم الأجر ثم التفت على الطبيبة وأتوسل إليها قائلة بصوت متحشرج ( تكفين زيدي المسكن زيدي المسكن ) وتقول وأنا أعلم بأنه من باب العطف والطبطبة أبشري أبشري قلت لهم )
هانت في نظري الدنيا كلها ولم أعد أتمنى إلا رضا الله سبحانه وتعالى والعافية أتعلمون مامعنى العافية إنها جمال الحياة الدنيا بها تزين حياتك بها تستطيع أن تدبر أمورك وبدونها تشعر بالعجز والضعف لايقدرها إلا من افتقدها فيارب أدم علينا عافيتك ورضوانك يارحمن يارحيم هاهو صوت الحق يرتفع ليعلن دخول وقت صلاة الظهر فزددت حسرة وتألماً أريد أن أصلي ولكني لا أستطيع صليت وأنا على جنبي وبكيت ثم بكيت وبكيت يارب لاتحرمني لذة السجود بين يديك ففي السجود راحة عظيمة وسكينة وطمأنينة يارب لاتحرمنا الراحة وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .
أجمل مافي المرض أنه يقرّبك من الله سبحانه فلايفتر لسانك عن ذكره والصلاة والسلام على رسوله محمداً صلى عليه وسلم الوجع يجعلك تستشعر عظمته سبحانه ورحمته ولطفه وكرمه وإحسانه تستأنس وتطمئن بذكره ( ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب )
اللهم إنا نسألك العافية والمعافاة الدائمة في ديننا ودنيانا وصحتنا يارب العالمين .
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً: