هل يجوز تأخير الصلاة أو جمعها لظروف العمل .. اعرف الضوابط الشرعية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
يواجه عدد كبير من الموظفين والعاملين في قطاعات مختلفة تحديًا يوميًا يتمثل في عدم القدرة على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة شرعًا، بسبب طبيعة الوظائف وضغط المهام، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول الحكم الشرعي لتأخير الصلاة أو جمع الفروض في مثل هذه الحالات، ومدى تأثير ذلك على الثواب، أو إن كان يترتب عليه إثم شرعي.
وفي هذا الإطار، قدم الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحًا وافيًا حول هذه المسألة، مؤكدًا أن الشرع الإسلامي راعى ظروف الناس العملية، وفتح الباب أمام التيسير بما لا يخل بجوهر العبادة ولا يثقل كاهل المكلفين.
وقال عبد السميع، خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب"، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما فرضت عليه الصلوات، جاءه سيدنا جبريل عليه السلام، وأوضح له مواقيت الصلاة بقوله:«الوقت من هذا إلى هذا»،
مشيرًا بذلك إلى أن أداء الفريضة لا يقتصر على لحظة واحدة بل يمتد عبر فترة زمنية محددة شرعًا.
فمثلًا، يبدأ وقت صلاة الظهر في الساعة 12:10 ظهرًا ويستمر حتى يدخل وقت صلاة العصر في 3:30 مساءً، مما يتيح للمكلف أن يصلي في أي وقت ضمن هذا النطاق، دون أن يُعد مؤخرًا للصلاة ما دام لم يخرج وقتها.
وأوضح أمين الفتوى أن التبكير في أداء الصلاة هو الأفضل وهو ما حث عليه النبي الكريم ، لما فيه من امتثال سريع لأمر الله، ولكن إن حال بين المسلم وظروف عمله ما يمنعه من التبكير، فلا إثم عليه في ذلك، ويظل مأجورًا ما دام قد حافظ على الصلاة في وقتها.
وفيما يتعلق بالجمع بين الصلوات، أكد الدكتور عبد السميع أن الشرع أجاز الجمع في حالات الضرورة أو المشقة، مثل الجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وذلك في حال وجود عذر معتبر شرعًا يمنع أداء كل صلاة على حدة في وقتها المحدد.
وأشار إلى أنه في حالة جمع التأخير، أي تأخير الصلاة الأولى ليؤديها مع الثانية في وقت الأخيرة، يجب أن ينوي المكلّف الجمع أثناء وقت الصلاة الأولى، بأن يقول في نفسه: «يارب، إنني أنوي جمع التأخير».
كما ينبغي أن يُعقد نية الجمع مجددًا عند تكبيرة الإحرام للصلاة الأولى، مع ضرورة أداء الصلاتين بلا فاصل زمني طويل بينهما، بحيث يؤدي المصلي الفريضة الأولى، ثم يتبعها مباشرة بالصلاة الثانية، دون انشغال أو انقطاع.
وأوضح الدكتور عبد السميع أن النية هي الفاصل الجوهري في الأحكام، وأن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، ولذلك لا يترتب إثم على من يؤخر الصلاة في مثل هذه الظروف، طالما حافظ على أدائها ضمن الإطار الشرعي، ملتزمًا بالضوابط المعتمدة.
و شدد أمين الفتوى على أن الإسلام دين رحمة وتوازن، يدعو للعمل والإنتاج ولا يمنع المسلم من استخدام الرخص الشرعية حين تقتضي الحاجة ذلك، بشرط عدم التهاون أو التفريط.
وأكد أن العبادات لم تشرع لتعطيل الحياة، وإنما لتزكيتها وضبطها، ولذلك فإن المحافظة على الصلاة في ظل ضغوط العمل ليست أمرًا مستحيلاً، بل ممكنًا حين يدرك الإنسان أولويات دينه ويستفيد من التيسيرات التي وضعها الشرع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تأخير الصلاة الجمع بين الصلوات العمل والصلاة دار الإفتاء محمد عبد السميع تأخیر الصلاة عبد السمیع الصلاة فی
إقرأ أيضاً:
كيف تصبح قائدا أفضل.. 5 خطوات لتحسين أداء فريقك
هل تظن أن القيادة تحتاج سنوات من الخبرة؟ إذا كنت تعتقد أن الإجابة هي "نعم" حتما، نرجوك أن تفكر مرة أخرى.
فبينما يأخذ التدريب وقتا للتعلم والتجربة، هناك خطوات بسيطة وقوية يمكن لكل قائد تطبيقها اليوم لإحداث تأثير فوري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خجول أو انطوائي.. كيف تعلم طفلك فن تكوين الصداقات؟list 2 of 2في البيت والعمل.. هكذا تربح المفاوضات دون أن تخسر أحداend of listفي هذا الموضوع نقدم لك 5 أسرار قيادية، مستمدة من علم الإدارة، ستغير أسلوبك في العمل، وفقا لمقال الكاتب "جيف هايدن" بموقع "Inc" المتخصص في الإدارة وريادة الأعمال.
توقف عن عقد الاجتماعات العقيمةيشعر نحو 90% من الموظفين أن الاجتماعات تعد مضيعة للوقت والجهد، وهم على حق، فقد كشفت دراسة في "مجلة أبحاث الأعمال" أن تقليص الاجتماعات بنسبة 40% يرفع إنتاجية الموظفين بأكثر من 70%.
والمفاجأة الأكبر، أن حضور الاجتماعات قد يخفض متوسط الذكاء الفوري للفرد بنحو 15-20%، وفقا لدراسة أخرى. ويحدث هذا الانخفاض إذا شعر الموظف بأنه عضو ثانوي في المجموعة، أو إذا اعتقد أن مساهماته غير مقدرة، أو إذا تعرض للنقد العلني أو الخفي.
لهذا السبب، يميل القادة الناجحون إلى تقليص الاجتماعات، خاصة عندما يكون الهدف هو توليد الأفكار أو إيجاد الحلول. فالأبحاث تظهر أن جودة الأفكار تتضاعف عندما يفكر الأفراد منفردين أولا، ثم تناقش أفضل الأفكار لاحقا على نطاق أوسع.
الخلاصة: كن حاضرا في قلب العمل الحقيقي، لا في دوامة الاجتماعات.
استثمر أثر الوجود المؤثرالإنصات الكامل لفريقك أمر مهم، لكن مجرد وجودك معهم له أثر عظيم أيضا. فقد وجدت دراسة في "مجلة علم النفس الاجتماعي التجريبي" أن التعرض المتكرر لشخص ما يعزز الألفة والانجذاب والشعور بالتشابه معه. ببساطة، رؤيتهم لك كثيرا تجعلهم يميلون إلى احترامك أكثر.
قد يبدو هذا صعبا، خاصة عندما تتولى منصبا قياديا جديدا، فقد لا تملك كل الإجابات. لكن لا بأس، اقلب المعادلة واسأل أنت أكثر. اطلب المشورة، واسمح لهم بمساعدتك. فبذلك، لن تتحسن قيادتك فحسب، بل ستقوي أيضا من ارتباط فريقك بالعمل.
تخلّ عن شطيرة التقييمالأسلوب المعتاد لتقديم الملاحظات هو ما يعرف بـ "شطيرة التقييم"، والتي تبدأ بثناء، ثم تنتقل إلى الانتقاد، لتنهي حديثك بثناء آخر.
إعلانلكن دراسات علمية تشير إلى أن هذا الأسلوب غالبا ما يفشل، فثلاثة أرباع المتلقين يشعرون بأنها محاولة للتلاعب بهم، و9 من كل 10 يعتبرونه أسلوبا وصائيا، و7% فقط منهم يغيرون سلوكهم.
الأفضل: كن واضحا ومباشرا ومشجعا في الوقت نفسه، فالموظف الجيد يقدر الصراحة عندما تقدم باحترام ومن دون وصاية.
ركز على الإيجابيات الملموسةتظهر دراسة من جامعة "بون" أن الناس ينسون النقد خلال ساعات أو أيام، بينما يتذكرون المديح لفترة أطول، خاصة إذا ارتبط بوقائع محددة، كأن تخبرهم بأن "إعادة هيكلة إجراءات التنفيذ خفّضت التكلفة بنسبة 5% ورفعت دقة التسليم 9%". وفي السياق نفسه وجدت مجموعة دراسات أخرى أن الثناء المبكر على الموظفين الجدد يرفع أداءهم بوضوح.
هل تريد أن يتحلى موظفوك بالصبر في التعامل مع شكاوى العملاء؟ امدحهم عندما يتصرفون بصبر.
هل ترغب في أن يتعاونوا أكثر في تدريب زملائهم؟ أبرز هذه المواقف ووضح تأثيرها.
حدد ما تقدره ولماذا يهم الشركة ولماذا يهمك شخصيا، فحين يتذوق الناس شعور إنجاز جيد، سيرغبون في تكراره، وغالبا ستقل حاجتك إلى النقد من الأساس.
لا تنس كلمة "شكرا"تشير تقارير مهنية إلى أن غالبية الموظفين يتوقون لسماع كلمة "شكرا" في حياتهم اليومية. وتؤكد الأبحاث النفسية على وجود علاقة مباشرة بين التقدير ورضا الموظفين، كما تظهر دراسات من جامعة "وارتون" في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، أن الشكر يعزز روح التعاون والمبادرة.
وتشير دراسة لمؤسسة ديلويت (شركة عملاقة في مجال الخدمات المهنية تعمل في 150 دولة ومقرها لندن) إلى أن ما يقرب من 9 من كل 10 أشخاص يتمنون لو سمعوا كلمة "شكرا لك" في تفاعلاتهم اليومية.
صحيح أن الراتب هو مقابل للجهد المبذول، لكنه لا يغني أبدا عن التقدير الإنساني. لذا، احرص على شكر فريقك على استجابتهم ومبادرتهم، وروح التعاون لديهم، اشكرهم بشكل شخصي وليس فقط بشكل عام. وتذكر أن بيئات العمل الناجحة هي التي لا ينظر فيها إلى الأداء الجيد كأمر مفروغ منه، بل يُقدر ويحتفى به.