غزة - صفا أعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” عن بالغ قلقها وإدانتها الشديدة لما يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من ابادة جماعية وعدوان إسرائيلي متواصل اتسم بوحشية غير مسبوقة. وأوضحت الهيئة في بيان وصل وكالة "صفا"، أن عدد الشهداء والجرحي بلغ في آخر 24 ساعة فقط 119 شهيدًا و866 مصاب، جراء تعمد الاحتلال استهداف المدنيين، معظمهم من منتظري المساعدات أمام مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية الإجرامية وممرات دخول المساعدات الإنسانية بما يرفع عدد الشهداء من المدنيين المجوعين 1,487 فلسطينيًا وجرح 10,578 آخرين.

وأكدت أن قوات الاحتلال والشركة الأمنية الأمريكية تواصلان عمليات القتل الجماعي للمدنيين، دون أن يشكل أي منهم خطر علي جنود الاحتلال، ما يؤكد التعمد في عمليات القتل والتجويع والفوضي ضمن هندسة الإبادة وعسكرة المساعدات التي تستكمل خطط جعل القطاع منطقة منكوبة غير صالحة للحياة وافراغه من سكانه. وشددت على أن ما يدّعيه الاحتلال من تسهيلات لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة لا يعكس الواقع الكارثي، حيث لم يُسمح إلا بدخول 674 شاحنة خلال 8 أيام منذ 27 يوليو 2025، من أصل 4,800 شاحنة كان من المفترض دخولها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات. بمعدل يومي لا يتجاوز 84 شاحنة فقط، أي 14% فقط من المطلوب فعليًا. وأشارت إلى أن معظم هذه الشاحنات تعرضت للنهب والسطو ضمن فوضى أمنية مفتعلة، تتماشى مع سياسة “هندسة الفوضى والتجويع”، التي يسعى الاحتلال من خلالها لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتجريده من مقومات البقاء. وأدانت الهيئة الدولية إصرار الاحتلال على منع "أونروا" والمؤسسات الإنسانية من العمل بحرية، واستمرار رفض إدخال المساعدات من طرفها ومواصلة استهدافها ضمن مخطط لانهاء دورها كجزء من مخطط انهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين. ووفقا للتقارير الدولية بات 96% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص المياة الحاد، نتيجة التدمير الممنهج للقطاع الزراعي ومصادر المياه، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما يهدد حياة المرضي والجرحي والأطفال والناس وكبار السن وكل سكان القطاع الذي يعيشون في خطر الهلاك جراء العطش والمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة. واستنكرت الهيئة بأشد العبارات التصريحات المنكِرة لوجود المجاعة في قطاع غزة، وخاصة الصادرة عن المبعوث الأمريكي ويتيكوف، معتبرة إياها استخفافًا بالحقائق الموثقة والتقارير الأممية والحقوقية عدا عن كونها محاولة لتبرئة الاحتلال من جرائم الإبادة والتجويع. ولفتت إلى أن المنظومة الصحية تواجه خطر الانهيار الكامل، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات، ومنع إدخال المساعدات والمستلزمات الطبية والوقود، واستهداف الطواقم الطبية. وأدانت فرض الإدارة الأمريكية عقوبات على مسؤولين فلسطينيين بسبب تحركاتهم الدبلوماسية في الساحة الدولية، في سياق تصعيد سياسي منسجم مع التواطؤ الأمريكي المستمر في حماية الاحتلال ومنع محاسبته. كما أدانت مواصلة الاحتلال ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أكثر من 10,800 أسير فلسطيني، يتعرضون للتعذيب والعزل والحرمان من العلاج والتجويع والحرمان من الحقوق، وسط تصاعد حالات القتل في السجون. ودعت الهيئة الأمم المتحدة لإعلان قطاع غزة منطقة مجاعة، واتخاذ التدابير العاجلة لضمان التدخل الدولي الفوري وفتح ممرات إنسانية دائمة وآمنة، تضمن تدفق الغذاء والماء والدواء والوقود دون عوائق. وطالبت الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقيات جنيف بالوفاء بالتزاماتها، واتخاذ إجراءات فعالة لوقف الجرائم الإسرائيلية، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين والمرافق المدنية. وحثت المحكمة الجنائية الدولية على تسريع البت في الملفات المتعلقة بالجرائم المرتكبة في فلسطين، وإصدار مذكرات توقيف جديدة بحق قادة الاحتلال وشركائهم. وناشدت الجمعية العامة للأمم المتحدة للانعقاد وفقًا لقرار “الاتحاد من أجل السلام”، ومنحها صلاحيات مجلس الأمن لتشكيل تحالف دولي لحماية المدنيين الفلسطينيين، وإرسال بعثة حماية دولية وفتح ممرات إنسانية، وفرض عقوبات شاملة على "إسرائيل"، بما في ذلك تعليق عضويتها في الأمم المتحدة حتى إنهاء الاحتلال ومنظمومة الاستعمارية العنصرية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: حشد مساعدات غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

اعتراف إسرائيلي: الاحتلال يُمنى بخسارة مزدوجة.. يخسر الساحة الدولية ومصير الأسرى

لا تتوقف الاعترافات الاسرائيلية عن التأثيرات السلبية للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، بحيث أنها ساهمت بإضعاف مكانة دولة الاحتلال على مستوى العالم، بل وأضعفت قوتها على طاولة المفاوضات بشكل مباشر، في حين أنها تتعامى عن السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة المتحققة في غزة، والمتمثلة بإعادة جميع الرهائن عبر اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُهيئ البنية التحتية السياسية لتشكيل حكومة فلسطينية بديلة.

وذكرت دانا وولف، خبيرة القانون الدولي والمفاوضات بجامعة رايخمان، أنه "في ظل انهيار سياسي غير مسبوق، وانضمام المزيد من الدول للدعوة للاعتراف بدولة فلسطينية، أعلنت إسرائيل من جانب واحد عن هدنات إنسانية في غزة، وهي في الواقع وقف إطلاق نار مؤقت لمدة عشر ساعات يوميًا للسماح بدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية على الفلسطينيين في القطاع".

وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب، ورغم سيطرة إسرائيل على معظم القطاع، فلا يزال عاجزا عن التعامل مع القضية الإنسانية، حيث تنظر دول العالم إليه بأنه الطرف المسيطر والمسؤول، وتبدو التفسيرات التي يقدمها مجرد أعذار واهية أمام صور الجوع والمعاناة، لأنه من منظور القانون الدولي، يُعدّ نقل المساعدات للمدنيين غير المشاركين قاعدة أساسية في قوانين الحرب".

وأشارت أنه "في الحالة الإسرائيلية، أصبحت مسألة المساعدات الإنسانية سلاحًا في يد حماس بهدف تقويض الشرعية الدولية للاحتلال، لأنه منذ بداية الحرب، أدّت اتهامات الحدّ من المساعدات لمواجهته دعوى قضائية من جنوب أفريقيا بتهمة "الإبادة الجماعية"، ومذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهذه أحداث غير مسبوقة، مُدمّرة له على الصعيدين القانوني والسياسي".

وأوضحت أنه "على الصعيد القانوني، لم تتعلم حكومة نتنياهو شيئًا من الحملة الأولى، حيث تتصرف بطريقة تُقدّم دليلًا على الإجراءات القاسية المُتخذة ضدها، ويتحدث الرئيس ترامب علنًا عن المجاعة في غزة بينما تُنقل المساعدات جوًا للسكان، مما يُلحق ضررًا بالغًا بمصالحه العليا، وسيُطاردها لسنوات قادمة، ويُعرّض جنودها المشاركين في القتال وصنع القرار للخطر قانونيًا".

وأضافت أنه "على المستوى السياسي، تُمثّل هذه النقطة الضعيفة التي تستغلها حماس بشكل منهجي، لأنه من خلال اللعب على أوتار الضائقة الإنسانية، تُدير حماس انهيار موقف إسرائيل على الساحة الدولية، وتُضعف قوتها على طاولة المفاوضات بشكل مباشر، فكل يوم يُبلّغ فيه عن حدث إنساني صعب، وكل صورة لطفل جائع، تُساعد جهود حماس لعزله عالمياً، ووقف إطلاق النار المؤقت الذي قرره دليل على ذلك".



وأكدت أن "التطورات الأخيرة في غزة تُظهِر الضعف المحيط بإسرائيل، ويفصل الهدنات عن إطلاق سراح الرهائن، ويسمح لحماس، التي تضررت عملياتها بشدة، بالحفاظ على قوتها السياسية، والحصول على ميزة لا تُطاق على إسرائيل، كل هذا يحدث في الوقت نفسه الذي تنهار فيه مفاوضات التوصل لاتفاق جزئي، وهو ما تُواصل حماس رفضه، وهذه المفاوضات لا تُضعف فقط آخر أدوات الضغط الإسرائيلية على حماس، بل تُلحق الضرر بالرهائن الذين ينفد وقتهم، وتُدخل تل أبيب في عزلة دولية".

وأشارت الكاتبة إلى أن "الرهائن الإسرائيليين دفعوا ثمن فشل هذا المسار، للمرة الألف، حيث تُدرك حماس أنهم ورقتها المتبقية الوحيدة، ولا تنوي إطلاق سراحهم مقابل وقف إطلاق النار وحده، ففي نهاية المطاف، مُنحت هدنة إنسانية دون إطلاق سراح رهينة واحد، وهي تُدرك أن الضغط الدولي يُصبّ في مصلحتها، وليس لديها أي مصلحة بالتخلي عن هذا الرصيد الاستراتيجي المهم، حيث أثبت التاريخ أن القضاء عليها لا يُمكن بالوسائل العسكرية فقط، بل يجب أن يكون قائمًا على أرضية سياسية".

وختمت بالقول إن "السبيل لإعادة جميع الرهائن لديارهم هو اتفاق شامل يُنهي الحرب، ويُهيئ البنية التحتية السياسية اللازمة لتشكيل حكومة فلسطينية بديلة، مدعومة بتحالف من الدول العربية المعتدلة، لأن أي حل آخر سيُعرّض سلامتهم للخطر، ويصبّ في مصلحة حماس، ويُلحق ضررًا بالغًا بمكانة إسرائيل الدولية، لدرجة الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية".

مقالات مشابهة

  • 25 شهيدا باستهداف الاحتلال خيام النازحين ومراكز المساعدات بغزة
  • يونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع
  • حمدان: مستعدون لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال مقابل فتحه ممرات إنسانية دائمة لإغاثة شعبنا
  • عشرات الشهداء والمصابين بقصف إسرائيلي يستهدف المجوعين بغزة
  • مصائد الموت قناع إسرائيل وأميركا في تجويع غزة
  • ثمن الإبادة والتجويع.. كيف غيّرت غزة مسار العلاقات الدولية مع إسرائيل؟
  • اعتراف إسرائيلي: الاحتلال يُمنى بخسارة مزدوجة.. يخسر الساحة الدولية ومصير الأسرى
  • استشهاد 9 أشخاص بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مراكز المساعدات بغزة
  • غزة تنعى عشرات الشهداء بنيران الاحتلال والتجويع