“ميتسوبيشي باور” تنجز مشروع التحوّل إلى الهيدروجين بمصفاة الإسكندرية
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
أنجزت شركة “ميتسوبيشي باور”، المتخصّصة في حلول الطاقة والتابعة لمجموعة “ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المحدودة”،مشروع التحوّل إلى وقود الهيدروجين بنجاح في مصفاة الإسكندرية.
ويعد المشروع الأول من نوعه في مصر وعلى مستوى المنطقة في تطبيق صناعي فعلي لاستخدام الهيدروجين كوقود بالغلايات البخارية في شركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات “أنربك”.
ويُمثل المشروع خطوة نوعية في مساعي مصر الطموحة للتحوّل في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة، مما يُعزّز ريادتها في مجال ابتكارات الطاقة النظيفة، ويُؤكد التزام الشركة اليابانية العالمية بتطوير حلول توليد الطاقة المتقدمة والخالية من الكربون.
ويشمل المشروع تركيب غلاية رئيسية بقدرة 100 طن في الساعة، تعمل على الاستبدال الكامل للوقود الثقيل والغاز الطبيعي بالهيدروجين، بما يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية بحوالي 20 ألف طن سنوياً، الأمر الذي يعكس دور الهيدروجين كمصدر موثوق ومستدام لتوليد الطاقة النظيفة في القطاع الصناعي المصري، حيث يسهم المشروع باستخدام حوالي 14 ألف طن سنوياً من الهيدروجين المتوفر في الوحدات الإنتاجية، وتخفيض استهلاك الغاز بحوالي 24 ألف طن سنوياً، بما يسهم في تخفيض الانبعاثات الكربونية بحوالي 65 ألف طن سنوياً.
وينسجم هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه في العام 2022، مع الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث ساهمت ميتسوبيشي باور من خلال حلولها التكنولوجية المتطورة في الهيدروجين، في إنجاح هذا المشروع، جنباً إلى جنب مع القيادة التشغيلية لشركة “أنربك”، ممّا عزّز أهمية المشروع كنموذج مثالي لدمج الهيدروجين ضمن منظومة الطاقة المصرية. ويمثل هذا التعاون ركيزة أساسية في استراتيجية مصر للطاقة النظيفة، ويُسهم في ترسيخ دورها المتنامي في اقتصاد الهيدروجين العالمي.
وسيشكل المشروع نموذج ناجح يعكس التجربة المصرية والذي يكن من إعادة تطبيقه على مستوى الجمهورية ومنطقة الشرق الأوسط.
وأكد المهندس سيد الراوي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة “أنربك”، أن المشروع يعكس تبني حلول مستدامة، ويعد نموذجاً فعّالاً يمكن تكراره في مواقع صناعية أخرى داخل مصر وفي المنطقة”.
وأضاف: “فخورون بشراكتنا مع ميتسوبيشي باور وبما حققناه من خلال هذا المشروع من نتائج ملموسة في مجال الطاقة النظيفة، بما يتماشى مع توجه الدولة المصرية نحو الاقتصاد الأخضر”.
من جانبه، قال خافيير كافادا، الرئيس والمدير التنفيذي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة “ميتسوبيشي باور” : “يُشكّل النجاح الذي حقّقه هذا المشروع التحوّل إلى الهيدروجين محطة مهمة في رحلة تحوّل مصر نحو الطاقة النظيفة، كما يُجسّد دور شركة ميتسوبيشي باور الريادي على مستوى العالم في تطوير تقنيات توليد الطاقة المتقدّمة ومنخفضة الكربون. ونفخر بمساهمتنا في تحقيق مستهدفات رؤية مصر الطموحة للتحوّل نحو الطاقة النظيفة، عبر خبرتنا في تحويل البنية التحتية الحالية إلى منظومة اقتصادية منخفضة الكربون”.
وأضاف كافادا: “سيرسّخ هذا المشروع أسس إزالة الكربون من المنشآت الصناعية المصرية مع الحد من معدلات التوقف، فضلاً عن إظهار المزايا الإيجابية للهيدروجين في تقليل الانبعاثات وتطوير حلول الطاقة المستدامة. إذ نؤكد التزامنا في “ميتسوبيشي باور” بدعم رحلة مصر نحو مستقبل طاقة أنظف وأكثر استدامة، ونتطلّع إلى تعزيز شراكاتنا مع “أنربك” وغيرهم من شركائنا لدفع مسيرة التحوّل إلى الهيدروجين على مستوى المنطقة”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
كيف حول مشروع الاستباحة الصهيوأمريكي المناهج إلى أداة هيمنة
لم يعد الحديث عن استهداف المناهج التعليمية في اليمن مجرد تحليل سياسي أو قراءة نظرية لمسار الأحداث، بل تحوّل إلى حقيقة موثّقة باعترافات رسمية أعلنتها الأجهزة الأمنية اليمنية، كشفت فيها عن شبكة من العملاء الذين جرى تجنيدهم من قبل الاستخبارات الأمريكية، ونُفِّذت عبرهم واحدة من أخطر حلقات الحرب الناعمة على اليمن، حرب على التعليم، والعقيدة، والهوية، والعقل الجمعي للنشء، حيث جرى تجنيد عملاء في مواقع أكاديمية وإدارية عليا لتنفيذ مخطط ممنهج يهدف إلى طمس معالم الدين الإسلامي، وحذف آيات الجهاد من المناهج، وإدخال إيحاءات أخلاقية دخيلة، وتعقيد العملية التعليمية بما يؤدي إلى تغييب الفهم وشلّ وعي النشء اليمني.
يمانيون / تقرير / طارق الحمامي
التعليم في مرمى الاستخبارات
المعلومات التي أعلنت عنها الأجهزة الأمنية اليمنية، فإن العدو الصهيوأمريكي تعامل مع التعليم بوصفه ساحة استراتيجية لا تقل خطورة عن الجبهات العسكرية، فالمناهج الدراسية، كما ورد في اعترافات العملاء، كانت هدفًا مباشرًا لمشروع مدروس يسعى إلى إفراغ الدين الإسلامي من محتواه الجهادي والأخلاقي والتربوي، وتحويل المدرسة من فضاء لبناء الإنسان المؤمن الواعي، إلى أداة لتخريج أجيال مشوَّشة، مفصولة عن قرآنها، غريبة عن واقعها، قابلة للتطويع الثقافي والفكري.
الأخطر في ما كُشف، أن هذا المشروع لم يُنفّذ عبر أدوات خارجية مكشوفة، بل من خلال تجنيد عملاء محليين في مواقع أكاديمية وإدارية عليا، خبراء مناهج، قيادات تربوية، ومسؤولين في مؤسسات تعليميه، تلقّوا توجيهات مباشرة من الاستخبارات الأمريكية، وعملوا تحت عناوين خادعة مثل تطوير التعليم، وتحديث المناهج، ومكافحة التطرف.
ويقرّ هؤلاء العملاء بمشاركتهم في حذف آيات قرآنية صريحة تتعلق بالجهاد، وإدخال معاني تفصل النص القرآني عن سياقه الواضح، وحذف كل ماله علاقة بالقضية الفلسطينية ، بما يخدم رواية العدو ويجرّد الأمة من مفاهيم العزة والمقاومة، بل امتد هذا الاستهداف إلى إدخال إيحاءات فكرية وسلوكية تستهدف الأخلاق العامة، وتعمل على تبرير الاختلاط غير المنضبط، وتقديمه كقيمة تقدمية مفروضة، دون أي مراعاة لخصوصية المجتمع اليمني أو ثوابته الإسلامية.
ويؤكد تربويون أن هذه التعديلات لم تكن عفوية، بل جاءت ضمن رؤية تهدف إلى تفكيك منظومة القيم لدى الطالب، وإضعاف الحصانة الإيمانية، تمهيدًا لتقبّل أنماط ثقافية غربية دخيلة، تتفق في جوهرها مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
نموذج متكرر في العالم العربي
ولا تبدو اليمن حالة معزولة، إذ تشير شواهد عديدة في عدد من الدول العربية إلى نمط متشابه من التدخل في المناهج، حذف أو تهميش آيات قرآنية، إعادة صياغة التاريخ الإسلامي، تفريغ مفاهيم الجهاد والمقاومة، وتقديم الدين الاسلامي بوصفه عبئًا على الحداثة، هذا التشابه، وفق محللين، يؤكد وجود غرفة عمليات واحدة تدير هذا المسار على مستوى المنطقة.
الشهيد القائد والسيد القائد .. تحذير مبكر كشف جوهر الاستهداف
ما يجري اليوم من كشفٍ لاستهداف المناهج التعليمية في اليمن يؤكد ما كان محذَّرًا منه بوضوح منذ وقت مبكر من قبل الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي نبّه في ملزمة، الإسلام وثقافة الاتباع، إلى خطورة العبث بالمناهج وفصلها عن هدي الله والقرآن الكريم، فقد لفت إلى حالة التخبط المستمرة في المناهج الدراسية، قائلًا إن المنهج ظل لأربعين عامًا تجريبيًا، بلا استقرار، معتبرًا ذلك نتيجة حتمية للعمل البشري المنفصل عن الهداية القرآنية، ومؤكدًا أن أي جهد تربوي، مهما بلغ من الإخلاص أو العبقرية ، سيقع في الخطأ إذا لم يعتمد القرآن الكريم بوصفه منهجًا تربويًا متكاملًا له مقاصده الواضحة.
هذا التحذير المبكر أعاد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله تأكيده في كلمته بالذكرى السنوية للشهيد في العام 2021، حين كشف أن السيطرة الأمريكية على التعليم كانت أداة أساسية للهيمنة الثقافية والفكرية، عبر التحكم بالمناهج الدراسية وتحديد ما يُحذف وما يُبقى، إضافة إلى استهداف المعلمين والنخب الطلابية ضمن مشروع يهدف إلى احتلال العقول والقلوب، وبذلك تتكامل الرؤية القرآنية المبكرة مع الوقائع التي كشفتها الاعترافات، لتؤكد أن استهداف المناهج لم يكن عشوائيًا، بل جزءًا أصيلًا من مشروع الاستباحة.
وفي مواجهة هذا الاستهداف الخطير، فقد نجح المشروع القرآني، في كشف أبعاد المؤامرة التعليمية، وفضح دور العملاء، وإعادة الاعتبار للقرآن الكريم بوصفه مصدر هداية وبناء علمي وحضاري، لا نصًا هامشيًا أو عبئًا على التعليم،
وعمل المشروع القرآني على إعادة صياغة الرؤية التعليمية، بما يربط بين الإيمان والعلم، ويعيد الروح القرآنية إلى المناهج، ويقدّم المعرفة بوصفها أداة فهم للواقع، لا وسيلة لتغييبه، كما ساهم في تحصين المجتمع تربويًا، وكشف خطورة الاختراق الثقافي، والتنبيه إلى أن معركة التعليم هي في جوهرها معركة سيادة وهوية.
ختاماً
مخطط استهداف التعليم الذي كشفت فصوله في اليمن، يضع الأمة أمام حقيقة لا تحتمل التجميل، أن العدو الصهيوأمريكي يخوض حربًا شاملة على العقول قبل الأرض، مستخدمًا التعليم سلاحًا لتفريغ الدين، وتشويه القيم، وتغييب الوعي.
غير أن التجربة اليمنية تؤكد أيضًا أن الوعي القرآني، حين يتحوّل إلى مشروع عملي، قادر على كشف المؤامرة، وإفشالها، وإعادة بناء الإنسان علميًا وإيمانيًا، في معركة لا تقل قداسة عن أي مواجهة أخرى.
المشروع الصهيوأمريكي لاستهداف المناهجمشروع الاستباحة