الخرطوم- أعلن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، أن القوات المسلحة لن توقف القتال إلا في حال القضاء على قوات الدعم السريع أو إلقائها السلاح والانسحاب من المدن التي تنتشر فيها وتحاصرها بإقليمي دارفور وكردفان.

وقال البرهان، في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الداخلية في العاصمة الخرطوم، ويعقد لأول مرة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، إن القوات المسلحة تقوم بعمليات عسكرية يومية في دارفور وكردفان بعضها غير مرئي للمواطنين، وستستمر في قتال "مليشيا" الدعم السريع لإخراجها من مدن دارفور كافة وإنهاء حصار الفاشر بشمال دارفور وكادقلي بجنوب كردفان وغيرها من المواقع، وتحرير كل شبر من البلاد.

وتابع "لن نوقف القتال إلا في حال القضاء على المتمردين أو إلقائهم السلاح والخروج من المدن التي تنتشر فيها قواتهم وتحاصرها".

وأوضح البرهان أن القوات المسلحة والقوى التي تقاتل إلى جانبه حررت الخرطوم وأخرجت منها الدعم السريع بالقوة بعد معارك شرسة قدموا فيها عشرات الآلاف من الشهداء.

وأضاف أنه، مع القيادة العسكرية للجيش، تابعوا بكل دقة تفاصيل المعارك اليومية لتحرير الخرطوم حتى تم تطهيرها بتضحيات كبيرة.

وزاد البرهان "كانت معارك شرسة في داخل الأحياء والطرقات وبين المباني العالية، واستخدمنا كافة الأسلحة المتاحة، ووظفنا القدرات التي نلمكها، ولم تكن عملية إخراج المتمردين وطردهم سهلة وتحققت رغم التخريب والدمار".

عاجل | البرهان: تقديم الخدمات الأمنية للمواطنين بالخرطوم ضرورة قصوى ونسعى لإخلائها من مظاهر فوضى انتشار السلاح، ومعركتنا في الفاشر وكردفان مستمرة حتى طرد التمرد pic.twitter.com/qjsRppH1BT

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 6, 2025

تطبيع الحياة

ورأى البرهان أن الدولة تسعى لتطبيع الحياة في الخرطوم وتوفير الأمن والخدمات حتى يعود المواطنون لديارهم، وزاد "لن يعود المواطن إلى بيته إلا بتوفر الأمن والخدمات".

إعلان

وكشف أنه عزز قراره السابق بإخلاء العاصمة من المجموعات والتشكيلات العسكرية بأمر جديد هو حظر حمل السلاح في المركبات أو الدراجات البخارية للقوات النظامية إلا وفق ضوابط أمنية.

ووجّه البرهان لوزارة الداخلية بالتشديد في أمر القوات التي تحمل السلاح داخل ولاية الخرطوم وعدم السماح لأي نظامي "بحمل سلاحه على كتفه" فضلا عن منع حركة السيارات بدون لوحات.

وأكد أن مجلس السيادة لن يتدخل في عمل الجهاز التنفيذي أو مهام رئيس الوزراء وحكومته المدنية من أجل إتاحة المجال لممارسة مهامهم والاستعانة بكافة أبناء الوطن الراغبين في خدمته.

مجزرة بالنهود

في هذه الأثناء، قالت غرفة طوارئ "دار حمر" في مدينة "النهود" بولاية غرب كردفان التي ترصد الأوضاع الإنسانية بالولاية إنها تلقت معلومات موثوقة تفيد بأن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة جديدة هناك وقامت بتصفية ميدانية طالت 27 معتقلا داخل المدينة التي تسيطر عليها منذ مايو/أيار الماضي، بعد أن رفضوا دفع مبالغ مالية فرضت عليهم "فدية" في مقابل إطلاق سراحهم.

وذكرت الغرفة، في بيان، أن عمليات الإعدام تمت في مواقع بساتين بمنطقة أبو خريتيش ومحيط مصنع الثلج بالنهود.

وأضافت أن الدعم السريع تحتجز عشرات المدنيين بعضهم بتهمة التعاون مع الجيش وآخرين جرى اختطافهم وحبسهم في ظروف إنسانية سيئة، ومطالبة أسرهم بدفع فدية، حيث توفي عدد منهم لغياب الرعاية الصحية والجوع والمرض والتعذيب.

وأفادت الغرفة بأن الوضع الصحي في النهود والقرى المجاورة يشهد تدهورا خطيرا مع تفشي وباء الكوليرا مما أدى إلى وفاة عشرات المدنيين خلال الأيام الأخيرة مع نقص كامل في الأدوية، والرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب، بعد تدمير قوات الدعم السريع لمصادر المياه.

وقالت الغرفة إن الدعم السريع ارتكب انتهاكات واسعة بحق المدنيين في ولاية غرب كردفان، شملت القتل والنهب، مما أدى إلى موجة نزوح عالية، وإن الآلاف يواجهون مصيرا مجهولا.

وتركّزت الانتهاكات في مدينتي النهود والخوى والقرى المحيطة بهما، وذلك بعد أن اجتاحتها قوات الدعم السريع منذ مطلع مايو/أيار الماضي.

ونتيجة لذلك شهدت المدينتان نزوحا جماعيا للسكان نحو مدينة الأبيّض والمزروب في ولاية شمال كردفان، كما فر آخرون غربا إلى مناطق أم عويشة وصقع الجمل، في حين لجأ البعض إلى العراء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

غضب واسع بالسودان بعد ضبط مرتزقة كولومبيين يقاتلون مع الدعم السريع

شهدت منصات التواصل الاجتماعي السودانية غضبا واسعا، عقب ما كشفته القوات المسلحة السودانية عن وجود مرتزقة أجانب يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، من بينهم مقاتلون من كولومبيا، في معارك مدينة الفاشر الأخيرة، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وبحسب وسائل إعلام سودانية محلية، أظهرت المقاطع المصورة التي عثر عليها في أحد هواتف المرتزقة الكولومبيين، وجود مجموعات أجنبية تقاتل إلى جانب مليشيا الدعم السريع في عدة مواقع، منها محيط مطار نيالا بولاية جنوب دارفور، والذي أعادت قوات الدعم السريع تشغيله لاستخدامه في تهريب الذهب والماشية وإيصال الإمدادات العسكرية.

وأشارت القوات المسلحة إلى أن الأجهزة التي ضبطت بحوزة المرتزقة تحتوي على مواد مرئية ومسموعة تثبت تورطهم وتكشف حجم المؤامرة والدول التي تقف خلفها، في ظل صمت دولي مريب تجاه تصعيد خطير يهدد الأمن والسلم في السودان والمنطقة.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية السودانية، أمس الاثنين، أنها تملك كافة الوثائق والمستندات التي تثبت تورط مرتزقة من كولومبيا ومئات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار، برعاية وتمويل جهات خارجية، مشيرة إلى أن بعثة السودان الدائمة في الأمم المتحدة قدمت هذه الوثائق رسميا إلى مجلس الأمن الدولي.

وأضافت الوزارة، أن هذا المنحى الخطِر في مسار الحرب يشكل تهديدا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين ويغير من مسار الحرب، كي تصبح حربا إرهابية عابرة الحدود، تدار بالوكالة وتفرض واقعا جديدا يهدد سيادة الدول وينتهك حرماتها.

وفي السياق نفسه، دعا ناشطون سودانيون إلى عقد مؤتمر صحفي يبث على كافة القنوات المحلية والعربية، يتم خلاله عرض الأدلة والمقاطع والمكالمات التي وجدت في هواتف المرتزقة الكولومبيين، وتسليم نسخة منها إلى مجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية العالمية.

وكتب أحد النشطاء: "مثل هذه الأدلة والبراهين يجب أن تستخدم في مخاطبة العالم وتدعيم خطاب الحكومة السودانية أمام المجتمع الدولي".

إعلان

ورأى مدونون أن صور المرتزقة الكولومبيين وهم يدربون قوات الدعم السريع، ويشرفون على القصف المدفعي العشوائي على أحياء مأهولة بالمدنيين الجوعى المحاصرين، تمثل فضيحة أخلاقية وإنسانية يجب أن تحاسب عليها الدول المتورطة.

وأشار عدد منهم إلى أن المرتزقة كانوا يستخدمون الخرائط والإحداثيات العسكرية لتنفيذ ضربات موجهة على الأحياء من داخل حي المصانع بمدينة الفاشر، ما يؤكد تورطهم الميداني المباشر في القتل والتدمير.

واتهم مغردون المرتزقة الأجانب، خصوصا من كولومبيا، بتهريب أسلحة محرمة دوليا إلى السودان، وتقديمها لقوات الدعم السريع، وفاقم هذا من تدهور الأوضاع الإنسانية، لا سيما في دارفور.

كما أشار مغردون آخرون إلى أن العديد من المرتزقة المشاركين في القتال لديهم سوابق جنائية ومطلوبون في قضايا تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان، وهم مسؤولون بشكل مباشر عن عمليات تدمير القرى، وقصف المرافق الصحية والمدارس.

وقال أحدهم: "فضيحة المرتزقة الكولومبيين ليست قضية داخلية فحسب، بل ملف دولي يجب أن يفتح على مصراعيه في أروقة مجلس الأمن ومنظمات حقوق الإنسان".

ودعا ناشطون المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لإدانة استخدام المرتزقة في الحرب ضد المدنيين في السودان، وطالبوا الدول التي ينتمي إليها هؤلاء المرتزقة، وعلى رأسها كولومبيا، بإعلان موقف رسمي يرفض تورط رعاياها في جرائم الحرب والانتهاكات المرتكبة بحق الشعب السوداني.

وقد اتهمت القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق سلام مع الحكومة، الأحد الماضي، قوات الدعم السريع بالاستعانة بقوات مرتزقة من 5 دول في الهجوم الأخير على مدينة الفاشر.

ومنذ العاشر من مايو/أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. وتتهم الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من كولومبيا ودول إقليمية، من دون تعليق من الدعم السريع.

وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت الخارجية السودانية تلقيها اعتذارا من كولومبيا على مشاركة بعض مواطنيها في القتال إلى جانب "الدعم السريع".

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات مشابهة

  • البرهان: لا فوضى سلاح بعد اليوم.. وعودة المواطنين إلى الخرطوم رهينة بعودة الخدمات
  • البرهان: معركتنا ضد ميليشيا الدعم السريع متواصلة حتى إعادة النازحين
  • البرهان: سنعيد الخرطوم لما كانت عليه والأمل للسودانيين
  • البرهان يجدد تعهده بدحر "قوات الدعم السريع" في دارفور
  • غضب واسع بالسودان بعد ضبط مرتزقة كولومبيين يقاتلون مع الدعم السريع
  • البرهان يؤكد مواصلة القتال ضد الدعم السريع في دارفور.. حتى دحرها
  • “الدعم السريع” تُقنن الجرائم.. لوحات وتراخيص لمركبات منهوبة من الخرطوم
  • البرهان يتجول في الخرطوم.. نائب حاكم دارفور: الدعم السريع «حكومة ميتة»
  • مناوي يحذر من “تأسيس”.. ويحرض الجيش السوداني على القتال