يمانيون |
في تطور جيولوجي قد يحمل دلالات اقتصادية مهمة، كشف الخبير النفطي والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية، المهندس عبدالغني عبدالله جغمان، عن ظهور كميات ملحوظة من الغاز في منطقة عيال مالك بمديرية بني حشيش، شمال شرق العاصمة صنعاء، أثناء قيام مواطنين بحفر بئر مائي بطريقة بدائية.

وأوضح جغمان، أن الظاهرة تُعد مؤشراً هيدروكربونياً مبكراً يستوجب التعامل معه بعقلانية وتخطيط علمي، محذرًا في الوقت ذاته من التهويل أو الاستعجال في تفسير الظاهرة أو اتخاذ قرارات غير مدروسة بشأنها.

وأشار الخبير إلى أن المشهد يذكّر بما حدث في منطقة هجرة شوكان بخولان عام 2024، حيث لوحظت مؤشرات غازية مشابهة دون أن تُستكمل حينها عملية التقييم الفني الشامل، مما أدى إلى توقف التدفق دون استخلاص أي نتائج حاسمة.

واستند جغمان في تحليله إلى دراسته العلمية الموسومة بـ”مراجعة الإمكانات الهيدروكربونية في قطاع 21 حوض صنعاء”، الصادرة في يوليو 2024، والتي رجّحت وجود تراكمات غازية محتملة تمتد من خولان إلى بني حشيش، استنادًا إلى قراءات جيولوجية وسوابق رُصدت في آبار مائية متعددة.

وكشفت الدراسة، عن وجود صخور غنية بالمواد العضوية ضمن العمود الجيولوجي للمنطقة، نتجت عن تفاعل نشاط بركاني ارتبط بتفتح البحر الأحمر خلال العصر الثلاثي، وهو ما ساهم في نضوج المواد العضوية وتحوّلها إلى غاز.

وبيّنت الدراسة أن الغاز يحتمل أن يكون محصورًا داخل طبقات رملية تُعرف بتكوين الغراس، ضمن مجموعة الطويلة، حيث تقوم طبقة مصمتة تُعرف بالصخر السدّ بمنع تسرب الغاز، مكونة بذلك ما يُعرف بـ”المصائد الغازية”.

ونبّه جغمان إلى أن الظهور السطحي للغاز في آبار غير استكشافية، مثل بئر الشرفة عام 2015، أو بئر شوكان عام 2024، تم في ظل غياب معايير الحفر الاستكشافي، ما أدى إلى انهيار جدران الآبار وتوقف تدفق الغاز دون استغلال فعلي أو حتى تقييم كمي دقيق.

ولفت إلى أن الفارق الجوهري بين مؤشرات الغاز الظاهرة (Gas Show) والجدوى التجارية (Commercial Viability) يكمن في منهجية التقييم، مشدداً على أن تحديد الاحتياطيات القابلة للاستخراج يتطلب معرفة امتداد التكوين الغازي، ونوعية الصخور، ومعدل الضغط ودرجة الحرارة في الخزان.

ودعا جغمان إلى إطلاق برنامج استكشافي علمي متكامل، يبدأ بإعادة رسم الخرائط الجوفية لتكوينات مجموعة الطويلة، وإجراء تحاليل متقدمة للخواص الصخرية والمحتوى العضوي، إضافة إلى دراسة التدرج الحراري للمنطقة، وتأثير النشاط البركاني في تكوين ونضوج الغاز.

كما أوصى بمراجعة بيانات الآبار السابقة كمرجع جيولوجي، مع إشراك الهيئات الوطنية المختصة في قطاعات النفط والمعادن والمياه، بما يضمن تصميم الآبار المستقبلية وفق معايير السلامة والاستكشاف العلمي.

وختم جغمان تصريحه بالتأكيد على أن ما ظهر في بني حشيش لا يعني إعلانًا مبكرًا عن اكتشاف تجاري، بل هو إشارة جيولوجية مهمة تستحق الدراسة والتخطيط العلمي، لا التجاهل ولا المبالغة، داعيًا الجهات المختصة إلى اعتماد منهجية استكشاف معيارية تضع اليمن على طريق اكتشاف ثرواته الطبيعية بما يخدم مستقبل التنمية والاستقلال الاقتصادي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بنی حشیش

إقرأ أيضاً:

تسبب انخفاض للأكسجين.. أطباء يحذرون من سخانات الحمام

حذر أطباء الطوارئ من خطورة استخدام السخانات داخل الحمام، خاصة في المساحات المغلقة والمهوية بشكل غير كافٍ، وأوضح الخبراء أن عملية احتراق الوقود في هذه الأجهزة قد تؤدي إلى استهلاك الأكسجين داخل المكان بسرعة، ما يرفع احتمالية الإصابة بالدوخة المفاجئة أو حتى فقدان الوعي خلال دقائق قليلة.

دليل مرضى القلب لمواجهة فيروسات الشتاء والحفاظ على الصحة أبرز الأمراض التي تهدد مرضى القلب خلال فصل الشتاء مع دخول فصل الشتاء.. تحذير لمرضى القلب من مخاطر البرد "عاهة هتفضل معايا طول عمري".. رحمة حسن تنهار بعد خطأ طبي فادح (صور صادمة) بيصلي على كرسي.. أول ظهور لتامر حسني بعد استئصاله جزء من الكلى (صور) قائمة المشاركين ‏بمنصة الأفلام بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم ‏القصير ‏ فيروس ماربورج.. تهديد وبائي جديد يلوّح في أفق جنوب إفريقيا وإثيوبيا بعد الهجوم عليها.. بدرية طلبة تتوعد المسيئين بالقانون حسام حبيب يحسم الجدل حول صورته مع شيراز.. "شائعات ارتباطنا غير صحيحة" ظهور مفاجئ لحسام حبيب مع شيراز.. صورة تعيد جدل ارتباطهم من جديد

وأشار الأطباء إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم كبار السن، الأطفال، والذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي أو القلب، فحتى انخفاض بسيط في نسبة الأكسجين يمكن أن يسبب شعورًا بالدوار، ضيق التنفس، وخفقان القلب، ما يجعل السخانات مصدرًا خطيرًا إذا لم يتم استخدامها بحذر.

 

كما حذر الخبراء من محاولة تهوية المكان بشكل جزئي فقط، مؤكدين أن التهوية الكاملة أثناء تشغيل السخانات أمر ضروري للحفاظ على مستوى آمن من الأكسجين، وينصحون أيضًا بعدم ترك الأطفال وحدهم في الحمام عند تشغيل أي سخان، ومراقبة العلامات التحذيرية مثل الصداع المفاجئ أو الدوخة.

 

وأضاف الأطباء أن بعض المستخدمين يعتقدون أن السخانات الصغيرة أو الكهربائية لا تشكل خطرًا، لكن الحقيقة أن أي جهاز يولد حرارة أو احتراقًا داخل مكان مغلق يحتاج إلى تهوية مناسبة، كما شددوا على ضرورة تركيب أجهزة كشف أول أكسيد الكربون في المنازل التي تستخدم سخانات تعمل بالغاز أو الوقود، لضمان سلامة جميع أفراد الأسرة.

 

في النهاية، يمكن القول إن سخانات الحمام وسيلة فعالة للتدفئة، لكنها تحمل مخاطر صحية كبيرة إذا لم يتم استخدامها بشكل صحيح، الالتزام بالتهوية الكاملة، مراقبة الأطفال وكبار السن، وتركيب أجهزة السلامة مثل أجهزة كشف أول أكسيد الكربون، كلها خطوات أساسية لتجنب أي مضاعفات خطيرة والحفاظ على سلامة الجميع أثناء الشتاء البارد.

مقالات مشابهة

  • مأساة بولاق الدكرور.. أسرة كاملة تختنق بالغاز أثناء النوم
  • ضبط تاجر مخدرات بحوزته 15 قطعة حشيش في الأبرق
  • جهاز مكافحة المخدرات يضبط مشتبهين بحيازة حشيش في الساحل
  • نشطاء يحذرون من استغلال حملات الختان في حملات انتخابية مبكرة
  • ضبط منتحل صفة أخصائي علاج طبيعي يدير مركزًا وهميًا في سوهاج
  • محافظ أسوان: تأهيل 16 بئرا للحد من ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية
  • بدء الخطوات التنفيذية الجادة لتصريف آبار الشلال لمنع ارتفاع منسوب المياه الجوفية بأسوان
  • موقف عمومي
  • المؤسسة الوطنية تعتمد لائحة الحفر الموحّدة لأول مرة في تاريخ القطاع
  • تسبب انخفاض للأكسجين.. أطباء يحذرون من سخانات الحمام