عربي21:
2025-08-07@08:14:43 GMT

«حرب رمادية» تخوضها الصين لاستعادة تايوان!

تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT

بينما بدأت تايوان مناوراتها العسكرية الأكبر منذ سنوات بمشاركة أكثر من 22 ألف جندي احتياطي، بدا واضحاً أن التحضيرات لم تعد مجرد إجراء روتيني، بل تعبير عن قلق استراتيجي في ظل التصعيد الصيني متعدد الأوجه. هذه التدريبات التي تزامنت مع تمارين للدفاع المدني، تعكس تحوّلاً في المزاج العام داخل الجزيرة، وتؤكد أن سيناريو المواجهة لم يعد محصوراً في إطار التحليل النظري، بل بات بنداً دائماً على طاولة الاستعدادات.



تايوان مشغولة هذه الأيام بمسلسل «هجوم اليوم صفر» الذي يثير الرعب؛ لأنه يحكي عن غزو صيني. ووفق مجلة «الإيكونوميست»، تشعر تشنغ هسين مي، منتجة المسلسل، بالقلق بعد حملة القمع التي شنّها الحزب الشيوعي في هونغ كونغ. وتقول: «نريد نشر الوعي فيما نتمتع بحرية الإبداع. قد نفقد حريتنا في المستقبل».

المصادر الدبلوماسية في تايبيه ترى أن الوضع تغيّر جذرياً، فالصين التي لا تُخفي نيتها «استعادة الجزيرة»، كثّفت مناوراتها البحرية والجوية، ووسّعت استخدام أدوات الحرب غير التقليدية مثل التضليل الإعلامي والتجسس السيبراني. ووفق مصدر سياسي مطّلع، فإن النخب التايوانية باتت مقتنعة بأن الخطر أصبح احتمالاً قائماً خلال العقد المقبل.

جهات دبلوماسية غربية معنية بهذا الملف ترى أن بكين تسير نحو فرض واقع جديد يعتمد على ترهيب تايوان وتفكيك ثقتها، من دون حرب شاملة. هذا النهج، المعروف بـ«الحرب الرمادية»، يشمل الطائرات المسيّرة، والتلاعب بالأخبار، وتجنيد جماعات محلية للتأثير في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. الهدف ليس فقط نزع سلاح تايوان، بل كسر إرادتها.

وفي ظل الضغوط، يبقى السؤال الأبرز: كيف ستتصرف الولايات المتحدة؟ ومتى؟ مصادر دبلوماسية غربية تقول إن واشنطن تراهن على سياسة «الغموض البنّاء»، أي عدم إعلان نية التدخل العسكري من عدمه، لكنها تُبقي على دعمها العسكري والسياسي، وتحرص على تمرير رسائل إلى بكين مفادها أن الاجتياح لن يمر بلا تبعات.

رغم غياب معاهدة دفاع رسمية أو علاقات دبلوماسية كاملة، تبقى الولايات المتحدة المورد الأساسي للسلاح. وقد أشارت مصادر أميركية إلى صفقات تسليح جديدة تشمل طائرات مقاتلة وصواريخ مضادة للسفن وتكنولوجيا الحرب الإلكترونية.

لكنها تواجه تحديات بسبب تأخير الإنتاج والنقاشات الداخلية حول الميزانية.أوساط عسكرية أميركية، من بينهم قادة سابقون في قيادة المحيطَيْن الهندي والهادئ، حذّرت من أن الصين قد تحاول غزو تايوان قبل عام 2027. تصريحات هؤلاء، التي نقلتها وسائل إعلام أميركية، تؤكد أن الصين تواصل تعزيز قدراتها البرمائية والجوية، وتنفّذ تدريبات تحاكي حصاراً بحرياً أو ضربات لمنع الإمداد الخارجي.

في المقابل، تشير مصادر أمنية تايوانية إلى أن تايوان تسعى لتحديث قدراتها، بما في ذلك تطوير أسطول غواصات محلية، وشراء طائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي. لكنها تعترف بأن التأخير في التسليم والخلافات السياسية أبطآ هذه الجهود. وقد شهد العام الحالي جدلاً بعد تجميد اعتمادات مالية في البرلمان، ما أجّل بعض المشاريع الحيوية.

في خلفية الأزمة، تقف الصناعة التكنولوجية عاملاً حاسماً. فشركة «تي إس إم سي» تُنتج نحو 90 في المائة من الرقائق الإلكترونية المتطورة في العالم، المستخدمة في الذكاء الاصطناعي والصناعات العسكرية، وفقدان هذه القدرة سيؤدي إلى اضطراب واسع في الأسواق.

الاستثمارات الأخيرة لبناء مصانع في أريزونا الأميركية لم تغيّر من هذه المعادلة؛ إذ تظل المهارات وسلاسل التوريد متركزة في تايوان. وترى مصادر اقتصادية تايوانية أن نقل الإنتاج «استراتيجية لتوزيع المخاطر»، لكنها لا تلغي مركزية الجزيرة في التكنولوجيا المتقدمة.

كما أن الموقع الجغرافي لتايوان بالغ الحساسية. فمضيق تايوان تمر فيه 80 في المائة من حركة الشحن الآسيوية، مما يجعل أي نزاع كارثة اقتصادية عالمية. وتؤكد مصادر دبلوماسية في طوكيو وسيول أن ضربة صينية لتايوان قد تترافق مع هجمات على قواعد أميركية في اليابان وكوريا الجنوبية، مما يُحوّل النزاع إلى حرب إقليمية.

رغم المؤشرات، لا يبدو أن الرأي العام في تايوان استوعب خطورة الموقف. يشير مسؤولون أمنيون محليون إلى أن الاستعداد المدني دون المستوى، والمواطنين يتعاملون مع التهديد كأنه بعيد.

ويضيفون أن غياب الثقافة الدفاعية يعوق بناء مقاومة فعّالة إذا قررت بكين الحسم العسكري.
المصادر السياسية المقربة من واشنطن ترى أن تايوان لن تصمد وحدها في حرب واسعة، إذ إن الحصار أو منع الإمدادات سيجعل التدخل الأميركي العسكري حتمياً، سواء عبر كسر الحصار أو توفير غطاء جوي أو إدارة عمليات الإمداد، لكن ذلك يتطلّب استعداداً مسبقاً وتنسيقاً عسكرياً دقيقاً، وهو ما تفتقر إليه العلاقة الحالية، حسب شخصيات سياسية تايوانية. إذ لا توجد شبكة اتصالات عسكرية مباشرة أو تدريبات مشتركة، مما يجعل التنسيق في الطوارئ معقداً للغاية.

وفي النهاية، ترى مراكز القرار في واشنطن أن سقوط تايوان لن يغيّر فقط وجه آسيا، بل سيهزّ النظام الدولي. حماية تايوان ليست فقط مسألة جغرافيا أو سيادة، بل مسألة هيبة أميركا، واستقرار التكنولوجيا العالمية، وتوازن الأمن البحري والتجاري. ولهذا، فإن الوقت المتبقي للتحضير قد يكون أقصر مما يبدو، والسيناريوهات التي تُرسم في الغرف المغلقة قد تتحول فجأة إلى واقع.

الشرق الأوسط

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه تايوان الصيني الولايات المتحدة الولايات المتحدة الصين تايوان ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

روسيا تصعد ضد الاحتلال بعد استهداف سيارة دبلوماسية لها في القدس المحتلة

اتخذت روسيا إجراءات تصعيدية ضد  تل أبيب وذلك ردًّا منها على استهداف إسرائيل سيارة تابعة للبعثة الدبلوماسية الروسية، قرب مدينة القدس المحتلة.

كشفت ماريا زخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، عن اتخاذ موسكو موقفا احتجاجيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام متفرقة.

وكشفت ماريا زاخاروفا أن روسيا قدمت احتجاجًا رسميًّا إلى إسرائيل في أعقاب هجوم على سيارة دبلوماسية روسية بالقرب من مستوطنة جفعات أساف، القريبة من مدينة القدس.

وقالت: إنه في 30 يوليو، تعرضت سيارة تابعة لبعثة روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، لهجوم عند مستوطنة جفعات اساف، غير الشرعية قرب القدس من قبل مجموعة من المستوطنين.

وأضافت زخاروفا، أن السيارة تحمل لوحة ترخيص دبلوماسية، وكانت تقل أفرادًا من البعثة الدبلوماسية الروسية المعتمدة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، مضيفة أن ذلك حدث بقبول من أفراد الجيش الإسرائيلي الذين كانوا في الموقع ولم يحاولوا وقف الأفعال العدوانية من المهاجمين، قائلة: سفارة موسكو في تل أبيب قدمت احتجاجًا رسميًا إلى السلطات الإسرائيلية.

استطلاع: 43% من الأمريكيين يعترفون بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزةالأردن.. رئيس الحكومة يقيل ثلث الوزراءبسبب الحرب على غزة.. فريق ألماني يتراجع عن التعاقد مع مهاجم إسرائيليمصرع 5 عمال روس في هجوم أوكراني على لوجانسكوزير الخارجية يتوجه إلى أثينا في زيارة ثنائيةالأردن: مستوطنون اعتدوا على قافلة مساعدات متجهة إلى غزة


يأتي ذلك فيما قالت وكالة الدفاع المدني في غزة إن 20 شخصا على الأقل استشهدوا في غزة اليوم الأربعاء بعدما انقلبت شاحنة مساعدات.

وحذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة، من أن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل غزة من شأنه أن يؤدي إلى "عواقب كارثية"، في حين أفادت تقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يفكر في احتلال كامل للأراضي الفلسطينية.

وقال ميروسلاف جينكا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين في اجتماع لمجلس الأمن إن توسيع نطاق الحرب "من شأنه أن يؤدي إلى عواقب كارثية لملايين الفلسطينيين وقد يعرض حياة الرهائن المتبقين في غزة للخطر بشكل أكبر".

وأضاف جينكا: "لا يوجد حل عسكري للصراع في غزة أو للصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع".

وقال نتنياهو خلال زيارة إلى منشأة تدريب للجيش في وقت سابق : "من الضروري استكمال هزيمة العدو في غزة، وتحرير جميع رهائننا، وضمان أن غزة لم تعد تشكل تهديدا لإسرائيل".

وأسفر الهجوم الإسرائيلي عن استشهاد 61020 فلسطينيا على الأقل، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

طباعة شارك روسيا الاحتلال احتجاج دبلوماسي

مقالات مشابهة

  • منتخب سلة العراق يلاقي تايوان في ثاني مبارياته بكأس آسيا
  • أندية أنفقت ملايين الدولارات لاستعادة مواهبها السابقة
  • روسيا تصعد ضد الاحتلال بعد استهداف سيارة دبلوماسية لها في القدس المحتلة
  • جوارديولا يهدف لاستعادة سطوة مفقودة بهوية جديدة
  • رجل يسعى لاستعادة 900 مليون دولار ضاعت عبر العملات
  • أنشيلوتي يخطط لاستعادة نيمار لمنتخب البرازيل في تصفيات المونديال
  • آلاف السكان يفرون بحثًا عن الأمان.. فيضانات مدمرة تجتاح تايوان
  • مستمرة منذ شهر.. تايوان تواجه موجة نادرة من الأمطار الغزيرة
  • الأمطار الغزيرة في تايوان تخلف أربعة قتلى وعشرات المصابين