أعلنت وزارة الأوقاف عن موضوع خطبة الجمعة القادم 8 أغسطس 2025، الموافق 14 صفر 1447 هـ، وهي تحت عنوان «لا تغلُوا في دينِكُم.. وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانه».

وأوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف من خطبة الجمعة القادمة، هو التوعية بخطر الغلوِّ والتشدُّد على الفرد والمجتمع.

نص موضوع خطبة الجمعة

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كمَا ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ.

. .

(1) ذَمَّ القرآنُ الكريمُ “الغلُوَّ” في أكثرَ مِن موضعٍ، وجاءَ التعبيرُ عنهُ بألفاظٍ متعددةٍ في سياقاتٍ متنوعةٍ:

- تارةً يذمُّهُ صراحةً قالَ تعالَى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171].

قال الزمخشرِيُّ: (أي: غلواً باطلاً، لأنَّ الغلوَّ في الدينِ غلوَّان: “غلوٌّ حقٌّ”: وهو أنْ يفحصَ عن حقائقِهِ، ويفتشَ عن أباعدِ معانيِهِ، ويجتهدَ في تحصيلِ حججِهِ، “وغلوٌّ باطلٌ”: وهو أنْ يتجاوزَ الحقَّ، ويتخطاهُ بالإعراضِ عن الأدلةِ، واتباعِ الشبهِ كما يفعلُ أهلُ الأهواءِ والبدعِ) أ.ه. (الكشاف عن حقائق التنزيل).

- تارةً أُخرَى يعبرُ عنهُ بلفظِ “الطغيانِ: {كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} [طه: 81].

والنهيُ في الآيتينِ يدخلُ فيهمَا جميعُ المللِ والشرائعِ السماويةِ، قال مولانا الشيخُ/ مُحمد رشيد رضا: (وَفِي هَذَا النَّهْيِ اعْتِبَارٌ لِلْمُسْلِمِينَ، لِأَنَّهُمْ أَوْلَى بِالِانْتِهَاءِ عَنِ الْغُلُوِّ بِأَنَّ دِينَهُمْ دِينُ الرَّحْمَةِ وَالْيُسْرِ، وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ فِي نَهْيِ الْمُسْلِمِينَ عَنِ الْغُلُوِّ فِي الْعِبَادَةِ وَعَنْ تَرْكِ الطَّيِّبَاتِ مُبَيِّنَةٌ لِهَذِهِ الْآيَاتِ، وَهِيَ مِصْدَاقُ تَسْمِيَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَهُ بِالْحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ) أ.ه. (تفسير القرآن الحكيم “تفسير المنار”).

- أحياناً يأتي التعبيرُ عنهُ بلفظِ: “البغيِ”: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90].

(2) نحنُ أمةُ “الوسطِ”:

“الوسطيةُ” أعظمُ خصائصِ هذه الأمةِ حتى صارت مضربَ الأمثالِ، قال الْمَاوَرْدِيُّ: «سألَ رجلٌ الْحُسَيْنَ بْنَ الْفَضْلِ فقال: إِنَّكَ تُخْرِجُ أَمْثَالَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ مِنَ الْقُرْآنِ، فَهَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ: “خَيْرُ الْأُمُورِ أَوْسَاطُهَا”؟، قَالَ: نَعَمْ فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ: قَوْلُهُ:﴿لَا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾، وَقَوْلُهُ:﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً﴾، وقولُهُ: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾، وَقَوْلُهُ:﴿وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً﴾» أ.ه.

قال ابنُ جريرٍ الطبرِي في قولِه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143]: (وأرى أنَّ اللهَ- تعالَى- ذكرَهُ إنَّمَا وصفَهُم بأنَّهُم”وسَطٌ”، لتوسطهِم في الدينِ، فلا هُم أهلُ غُلوٍّ فيهِ، ولا هُم أهلُ تقصيرٍ فيهِ، تقصيرَ اليهودِ الذينَ بدَّلُوا كتابَ اللهِ، وقتلُوا أنبياءَهُم، وكذبُوا على ربِّهِم، وكفرُوا بهِ، ولكنّهُم أهلُ توسطٍ واعتدالٍ فيهِ، فوصفَهُم اللهُ بذلكَ، إذ كان أحبَّ الأمورِ إلى اللهِ أوْسطُهَا) أ.ه. (جامع البيان في تأويل القرآن).

- خاطبَ اللهُ نبيَّهُ ﷺ: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود: 112].

قال الإمامُ البقاعيُّ: (والاستقامةُ: الاستمرارُ في جهةٍ واحدةٍ، ولمَّا كانت وسطاً بينَ إفراطٍ وتفريطٍ، وكان التفريطُ لا يكادُ يسلمُ منهُ إلَّا الفردُ النادرُ، وهو في الأغلبِ يورثُ انكسارَ النفسِ، واحتقارهَا، والخوفَ مِن اللهِ، وكان الإفراطُ يورثُ إعجاباً، وربّمَا أفضَى بالإنسانِ إلى ظنٍّ أنَّهُ شارعٌ، فينسلخُ لذلكَ مِن الدينِ، طوى التفريطَ، ونهىَ عن الإفراطِ فقالَ: {وَلَا تَطْغَوْا} أي تتجاوزُوا الحدَّ فيمَا أُمرتُم بهِ أو نُهيتُم عنهُ بالزيادةِ إفراطاً، فإنَّ اللهَ إنّمَا أمرَكُم ونهاكُم، لتهذيبِ نفوسِكُم لا لحاجتِهِ إلى ذلكَ، ولن تطيقُوا أنْ تقدرُوا اللهَ حقَّ قدرِهِ، والدينُ متينٌ لن يشادَّهُ أحدٌ إلّا غلبَهُ، فقد رضيَ منكُم - سبحانَهُ- الاقتصادَ في العملِ مع حسنِ المقاصدِ) أ.ه. (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور).

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «مَا خُيِّرَ النبي ﷺ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا» (متفق عليه).

(3) “الرفقُ والوسطيةُ” منهجٌ واقعِيٌّ، وعملِيٌّ، يتجاوبُ مع النفسِ والفطرةِ:

إذا أرادَ المسلمُ أنْ يقتديَ بأكملِ الخلقِ ﷺ لم يشقَّ عليهِ ذلكَ، ولم يمنعْهُ عن مصالحِ دنياهُ، بل يمكنُ أداءُ الحقوقِ: “حقُّ اللهِ، وحقُّ النفسِ، والعبادِ” برفقٍ دونَ مزاحمةٍ بينهَا، أمَّا مَن شدّدَ على نفسِهِ، فإنَّ الدينَ سيغلبُهُ، وسيرجعُ القهقرِيَّ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النبي ﷺ:«سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، …، وَالقَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا» (رواه البخاري).

- وقد زجرَ النبيُّ ﷺ مسلكَ”الغلوِّ والتشددِ” وحاربَهُ في أكثرَ مِن موقفٍ عملِيٍّ، فنراهُ يُعلنُ ﷺ أنَّ منهجَهُ ورسالتَهُ التي جاءَ بهَا لا تقبلُ المغالاةَ بحالٍ مِن الأحوالِ، فعن أَنَسٍ قالَ: «جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ ﷺ، يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ ﷺ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا …، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» (رواه البخاري).

قال ابنُ حجرٍ: (المرادُ بالسنةِ الطريقةُ لا التي تقابلُ الفرضَ، والمرادُ مَن تركَ طريقتِي، وأخذَ بطريقةِ غيرِي، ولمّحَ بذلكَ إلى الذينَ ابتدعُوا التشديدَ، وطريقةُ النبيِّ ﷺ الحنيفيةُ السمحةُ، فيفطرُ، ليتقوَّى على الصومِ، وينامُ، ليتقوَّى على القيامِ، ويتزوجُ، لكسرِ الشهوةِ، وإعفافِ النفسِ، وتكثيرِ النسلِ. وقال الطبريُّ: فيهِ الردُّ على مَن منعَ استعمالَ الحلالِ مِن الأطعمةِ والملابسِ، وآثرَ غليظَ الثيابِ، وخشنَ المأكلِ) أ.ه. (فتح الباري).

ولذا وردَ عن النبيِّ ﷺ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي»، دلالةً على أنّهُ يحبُّ الأمرَ، ولكنّهُ يخشَى الفتنةَ على الأمةِ، فلم يؤخرْ ﷺ صلاةَ العشاءِ إلى منتصفِ الليلِ، وامتنعَ عن الخروجِ إلى “التهجدِ” في رمضانَ مخافةَ أنْ يُفرَضَ، وتأخرَ في الردِّ على مَن سألَ عن تكرارِ الحجِّ في كلِّ عامٍ خشيةَ فرضيتِهِ، فكان رفيقاً بالأمةِ، عَنْ جَابِرٍ قالَ: قالَ: ﷺ:«إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، وَلَا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا» (رواه مسلم).

- النهيُّ عن تعذيبِ النفسِ: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} [النساء: 147]. {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78].

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَأَى شَيْخًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالَ: «مَا بَالُ هَذَا؟»، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ»، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ» (متفق عليه).

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:«بَيْنَا النَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ، إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ، فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلاَ يَقْعُدَ، وَلاَ يَسْتَظِلَّ، وَلاَ يَتَكَلَّمَ، وَيَصُومَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ، وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ» (البخاري).

(4) آثارُ “الغلُوِّ والتشددِ” على النفسِ:

- التشددُ يولدُ في النفسِ الكِبرَ والغرورَ، والتعالِي على الخلقِ، ووصفَ الناسِ بالفسقِ، بل ورميَهُم بالكفرِ، وتأملُوا صفةَ “الخوارجِ” التي جاءت في السنةِ سيتبينُ لكُم يقينًا أنَّ مَن تعبدَ اللهَ على غيرِ منهجِ “الرفقِ الاعتدالِ” سيضلُّ، وحتمًا سيزولُ هذا الستارُ، وتسقطُ عنه الأقنعةُ المزيفةُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي اخْتِلَافٌ وَفُرْقَةٌ، قَوْمٌ يُحْسِنُونَ الْقِيلَ وَيُسِيئُونَ الْفِعْلَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ» (رواه أبو داود).

قال سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ - رضي اللهُ عنه-: “أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تُبَغِّضُوا اللهَ إِلَى عِبَادِهِ، قَالُوا: وَكَيْفَ ذَاكَ أَصْلَحَكَ اللهُ؟، قَالَ: يَكُونُ أَحَدُكُمْ إِمَامًا، فَيُطَوِّلُ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى يُبَغِّضَ إِلَيْهِمْ مَا هُوَ فِيهِ، وَيَقْعُدُ أَحَدُكُمْ قَاصًّا فَيُطَوِّلُ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى يُبَغِّضَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ فِيهِ” (شعب الإيمان للبيهقي، وصححه الحافظ ابن حجر في “فتح الباري”).

- حذَّرَ ﷺ مِن “الغلُوِّ”، لمَا ينشأُ عنهُ مِن مخاطرَ جسيمةٍ، وأضرارٍ عظيمةٍ، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ» (رواه النسائي في “سننه”).

- إذا حلَّ “الغلُوُّ والتشددُ” في حياةِ المسلمِ يترتبُ عليهِ أحدُ أمرينِ: أولهُمَا: الانقطاعُ عن العملِ بسببِ تزاحمِ الأعباءِ، مِمَّا تضيعُ الحقوقُ معهُ، وحينمَا رأَى سلمانُ أنَّ أبَا الدرداءِ ليسَ لهُ حاجةٌ في الدنيا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فقال ﷺ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» (رواه البخاري).

وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ» (متفق عليه).

قال ابنُ المنيرِ- رحمَهُ اللهُ-: (رأينَا ورأَى الناسُ قبلَنَا أنَّ كلَّ متنطعٍ في الدينِ ينقطعُ، وليس المرادُ منعَ طلبِ الأكملِ في العبادةِ، فإنّهُ مِن الأمورِ المحمودةِ، بل المرادُ منعُ الإفراطِ المؤدِّي إلى الملالِ، أو المبالغةِ في التطوعِ المفضِي إلى تركِ الأفضلِ، أو إخراجِ الفرضِ عن وقتِهِ) أ.ه.

قال الإمامُ الشاطبيُّ: (إنَّ الشريعةَ جاريةٌ في التكليفِ لمقتضاهَا على الطريقِ الوسطِ العدلِ، الآخذِ مِن الطرفينِ بقسطٍ لا ميلَ فيهِ، فإذَا نظرتَ إلى كُليِّةٍ شرعيةٍ، فتأمَّلهَا تجدهَا حاملةً على التوسطِ والاعتدالِ، ورأيتَ التوسطَ فيها لائحًا، ومسلكَ الاعتدالِ واضحاً، وهو الأصلُ الذي يُرجعُ إليهِ، والمعقِلُ الذي يُلجأُ إليهِ) أ.ه.

ثانيهُمَا: وقوعُ الخللِ في العملِ حيثُ يدخلُ السآمةُ والمللُ في العبادةِ، قالَ الإمامُ الأوزاعِيُّ: “ما مِن أَمْرٍ أَمَرَ اللهُ بهِ إلَّا عارضَ الشيطانُ فيهِ بخصلتينِ، ولا يُبالِى أيُّهمَا أصابَ: الغلوَّ، أو التقصيرَ”. (المقاصد الحسنة للسخاوي).

ولذا نهَى ﷺ عن الصلاةِ «بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الْأَخْبَثَانِ» (متفق عليه)، ونهَى عن الصلاةِ وقتَ التعبِ، ورغَّبَ فيهَا وقتَ النشاطِ، فعَنْ أَنَسٍ قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللهِ الْمَسْجِدَ وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فَتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ:«حُلُّوهُ، لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ قَعَدَ» (متفق عليه).

إنَّ”الغلُوَّ والتشددَ”: انسلاخٌ عن الطبيعةِ البشريةِ، وخرقٌ لفطرةِ اللهِ: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ} [الروم: 30]، وإنْ تحملَهُ البعضُ، لانتكاسِ فطرتِهِم، فلن يطيقَهُ غالبيةُ البشرِ، وهذا ما عاتبَ بهِ النبيُّ ﷺ سيدَنَا معاذَ بنَ جبلٍ، فعن جَابِرٍ قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ البَقَرَةِ- أَوِ النِّسَاءِ- فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ ﷺ، فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا، فَقَالَ النَّبِيُّ ص ﷺ: «يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ»- أَوْ «أَفَاتِنٌ»- ثَلاَثَ مِرَارٍ: «فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ، وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الكَبِيرُ وَالضَّعِيفُ وَذُو الحَاجَةِ» (رواه البخاري).

“بِنَاضِحَيْنِ”: “ناضحٌ”: وهو البعيرُ الذي يُسقَى عليهِ النخلُ والزرعُ.

قال ابنُ هبيرةَ: (وفيهِ مِن الفقهِ ما يدلُّ على أنَّ تطويلَ الإمامِ للصلاةِ، تعريضٌ للمأمومينَ بالفتنةِ، ووجهُ الفتنةِ أنّهُ يعرضُ العبادةَ للضجرِ منهَا، فينبغِي للإنسانِ أنْ يجتنبَ ذلكَ) أ.ه. (الإفصاح عن معاني الصحاح).

إنَّ اللهَ لا يريدُ أجساداً تركعُ وتسجدُ، بينما القلوبُ ساهيةٌ غافلةٌ ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكانَ اللَّهُ شاكِراً عَلِيماً﴾ بل يريدُ عبادةً يظهرُ أثرُهَا على سلوكِ الفردِ والمجتمعِ وحتى وإنْ كانت قليلةً، قال ﷺ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ» (متفق عليه).

لا يقدرُ أحدٌ على القيامِ بالدينِ كلِّهِ، ويجتمعُ فيهِ فضائلُهُ وكمالاتُهُ، لم يجتمعْ هذا في شخصٍ بعدَ النبيِّ ﷺ، والناسُ لهُم في دينِهِم أرزاقٌ، كما أنَّ لهُم في مالِهِم أرزاقاً، فخُذْ مِن الدينِ برفقٍ، ولا تكلفْ نفسَكَ ما لا تطيقُ مِن الأعمالِ.

(5) صورٌ مِن “الغلُوِّ” المنهيِّ عنهُ:

أولاً: الغلوُّ في الكلامِ، والمناقشاتِ، ليلفتَ الأنظارَ إليهِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا»(رواه مسلم).

أي: “المتعمقونَ، الغالونَ، المجاوزونَ الحدودَ في أقوالِهِم وأفعالِهِم”. (شرح النووي على مسلم، 16/220).

قال الهرويُّ: (إنّمَا ردّدَ القولَ ثلاثاً، تهويلاً وتنبيهاً على ما فيهِ مِن الغائلةِ، وتحريضاً على التيقظِ والتبصرِ دونَهُ، وكم تحتَ هذه الكلمةِ مِن مصيبةٍ تعودُ على أهلِ اللسانِ والمتكلفينَ في القولِ، الذين يرومون بسبكِ الكلامِ سبيَ قلوبِ الرجالِ، نسألُ اللهَ العافيةَ مِن الدخولِ في الأوحالِ) أ.ه. (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، 7/3012).

ثانياً: النهيُ عن الغلوِّ في الدعوةِ: بعضُ الناسِ يريدُ أنْ يحولَ المجتمعَ إلى مجتمعٍ ربانيٍّ ملائكيٍّ، أنتَ لستَ سيفاً مسلطاً على رقابِ الخلقِ: {لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ} [الغاشية:22]، {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف:103].

عَنِ محجنِ بْنِ الْأَدْرَعِ قَالَ: قال النَّبِيَّ ﷺ: «إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْرَ بِالْمُغَالَبَةِ» (رواه أحمد).

ولذا كان النبيُّ ﷺ يأمرُ دعاتَهُ ورسلَهُ باليسرِ والتيسيرِ {فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44]. وعن أَبِي بُرْدَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى اليَمَنِ قَالَ: «يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا» (متفق عليه).

قال النوويٌّ: (إنّمَا جمعَ في هذه الألفاظِ بينَ الشيءِ وضدِّهِ، لأنّهُ قد يفعلهُمَا في وقتينٍ، فلو اقتصرَ على “يسّرُوا”، لصدقَ ذلكَ على مَن يسّرَ مرةً أو مراتٍ، وعسّرَ في معظمِ الحالاتِ، فإذا قال: “ولا تعسرُوا”، انتفَى التعسيرُ في جميعِ الأحوالِ مِن جميعِ وجوهِهِ، وهذا هو المطلوبُ وكذا يُقالُ في: ” وَلاَ تُعَسِّرَا، وتطاوعَا ولا تختلفَا”، وفي هذا الحديثِ الأمرُ بالتبشيرِ بفضلِ اللهِ، وعظيمِ ثوابِهِ، وجزيلِ عطائِهِ، وسعةِ رحمتِهِ، والنهيُ عن التنفيرِ بذكرِ التخويفِ، وأنواعِ الوعيدِ مِن غيرِ ضمِّهَا إلى التبشيرِ، ومتى يُسِّرَ على الداخلِ في الطاعةِ أو المريدِ للدخولِ فيهَا، سهلتْ عليهِ، وكانت عاقبتُهُ غالباً التزايدَ منها، ومتى عُسِّرَتْ عليهِ أو شكَّ أنْ لا يدخلَ فيهَا، وإنْ دخلَ أو شكَّ أنْ لا يدومَ أو لا يستحليهَا) أ.ه. (شرح النووي على مسلم).

ثالثاً: مِن أعظمِ فشوِّ “الغلوِّ والتشددِ”: الجهلُ بأحكامِ الشريعةِ السمحةِ، وعدمُ الفقهِ في الدينِ:

- عدمُ الإحاطةِ بمقاصدِ الإسلامِ، وجوهرِهِ الصافِي، السهلِ اللينِ، وجعلُ المقيسِ الوحيدِ للتدينِ هو “التمسكُ بالمظاهرِ، والسمتِ الخارجِي، أساسُ كلِّ بليةٍ، وأصلُ كلِّ رزيةٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: “لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَخَذُوا الْعِلْمَ عَنْ أَكَابِرِهِمْ وَعَنْ عُلَمَائِهِمْ وَأُمَنَائِهِمْ، فَإِذَا أَخَذُوهُ مِنْ أَصَاغِرِهِمْ، وَشِرَارِهِمْ هَلَكُوا”. (حليلة الأولياء، وطبقات الأصفياء).

- نجدُهُم يأخذونَ بالأشدِّ مِن أقوالِ الفقهاءِ، ويشددونَ على الخلقِ مع تضافرِ أسبابِ التيسيرِ والرفقِ، قالَ الإمامُ سفيانُ الثورِي: “إنَّمَا الفقهُ الرخصةُ مِن ثقةٍ، أمَّا التشددُ فيحسنُهُ كلُّ أحدٍ” أ.ه.

- مِن الكلماتِ التي جرتْ على ألسنةِ هؤلاءِ المتطرفينَ “البدعةُ”، ووسمُ كلِّ ما لم يكنْ معروفاً أيامَ النبيِّ ﷺ بهَا، فقسَّمُوا المسلمينَ شيعاً وأحزاباً، ورموهُم بالفسقِ والكفرِ والعصيانِ، {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، مع أنَّ “البدعةَ” يعتريهَا “الأحكامُ الشرعيةُ الخمسُ”.

(6) خطواتٌ عمليّةٌ لمواجهةِ “الغلُوِّ والتشددِ”:

- اغرسْ في ولدِكَ التدينَ الوسطيَّ، البعيدَ عن الإفراطِ والتفريطِ، وذكرْهُ دوماً بعواقبِ “الغلُوّ.ك والتشددِ” في الدنيا والآخرةِ.

- احرصْ أنْ تأخذَ العلمَ والفقهَ مِن أهلِ الاختصاصِ، قال سفيانُ الثورِيُّ: “لا يأمرُ بالمعروفِ، ولا ينهَى عن المنكرِ إلّا مَن كان فيهِ خصالٌ ثلاثٌ: رفيقٌ بمَا يأمرُ، رفيقٌ بمَا ينهَى، عدلٌ بمَا يأمرُ، عدلٌ بمَا ينهَى، عالمٌ بمَا يأمرُ، عالمٌ بمَا ينهَى” أ.ه.

- احذرْ متابعةَ الصفحاتِ الإلكترونيةِ المشبوهةِ التي تتبنَّى منهجَ “الغلُوِّ والتشددِ”، أخذاً بقاعدةِ “سدِّ الذرائعِ”.

- راقبْ عن كثبٍ صحبةَ ولدِكَ- دونَ أنْ تنتهِكَ خصوصيتَهُ-.

- دربْ نفسَكَ مع الأسرةِ ومَن حولَكَ أنْ تأخذَ بأوسطِ الأمورِ في العباداتِ والطاعاتِ، وابتعدْ قدرَ الإمكانِ عن التشددِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ». (شعب الإيمان للبيهقي).

- ما أحوجَ الناسَ اليومَ إلى مَن يكونُ قريبًا منهُم، ويجالسُهُم ويلاطفُهُم، ويرفقُ بهِم في كلِّ أمرٍ، يسعَى في قضاءِ حوائجِهِم، وتمشيةِ أمورِهِم وإعانتِهِم، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «حُرِّمَ عَلَى النَّار كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ» (أحمد)، والواقعُ يؤكدُ أنَّ المتشددَ على نفسِه والناسِ، والذي يُلزمُ نفسَهُ وإيَّاهُم ما يصعبُ ويشقُّ، يفقدُ لذَّةَ العبادةِ والأنسِ بهَا، وحلاوةَ الدينِ والعملَ بهِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (مسلم).

(7) أهميةُ الصداقةِ في الإسلامِ:

- القرآنُ الكريمُ يأمرُنَا بانتقاءِ الأصدقاءِ: حيثُ يخبرُنَا أنَّ أصدقاءَ السوءِ والشرِّ في الدنيا، يصيرُ بعضُهُم لبعضٍ يومَ القيامةِ أعداءً، لأنّهُم كانوا يجتمعونَ على الآثامِ في الدنيا، وكانوا يتواصونَ بالبقاءِ على الفسوقِ والعصيانِ، فلمَّا جاءَ يومُ القيامةِ، وانكشفت الحقائقُ، انقلبت صداقتُهُم إلى عداوةٍ، أمَّا “الصداقةُ” المبنيةُ على الحقِّ، والخيرِّ والبرِّ، فإنَّ صداقتَهُم في الدنيا تنفعُهُم في الآخرةِ فقالَ تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67].

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النبي ﷺ:«خَيْرُ الأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ» (رواه الترمذي).

- أوصافُ الصديقِ: عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ” مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ، فَحَامِلُ المِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً”. (متفق عليه).

قال الإمامُ النوويُّ: (مثَّلَ النبيُّ ﷺ الجليسَ الصالحَ بحاملِ المسكِ، والجليسَ السوءَ بنافخِ الكيرِ، وفيه فضيلةُ مجالسةِ الصالحينَ، وأهلِ الخيرِ والمروءةِ، ومكارمِ الأخلاقِ، والورعِ والعلمِ والأدبِ، والنهيُ عن مجالسةِ أهلِ الشرِّ، وأهلِ البدعِ، ومَن يغتابُ الناسَ أو يكثرُ فجرُهُ، وبطالتُهُ ونحو ذلكَ مِن الأنواعِ المذمومةِ). أ.ه.

يحشرُ مع محبوبِهِ، ويكونُ رفيقًا لمطلوبِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» (رواه أبو داود).

- ثمراتُ الصداقةِ الحسنةِ: هي كالشجرةِ تؤتِي أكلَهَا كلَّ حينٍ، ومِن أثرِهَا على الإنسانِ في الدينا والآخرةِ:

توجبُ محبةَ اللهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، ” أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لَا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ “

في ظلِّ اللهِ يومَ القيامةِ: قال رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «الْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ يَغْبِطُهُمْ بِمَكَانِهِمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ» (رواه أحمد).

استجابةُ الدعاءِ: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: ” مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ “ (رواه مسلم).

- الأصلُ في علاقةِ البشرِ فيمَا بينَهُم أنْ تقومَ على الاحترامِ المتبادلِ، ومراعاةِ الذوقِ العامِّ، وقد وضّحَ الإسلامُ علاقةَ الرجلِ بالمرأةِ أيَّما وضوحٍ، ولم يتركْهَا للهوَى والتشهِي خاصةً فيمَا يتعلقُ بالمعاملاتِ والمحادثاتِ، فلم يغلقْ بابَ التعاملِ بالكليةِ كيلَا تُعْزلَ المرأةُ عن الانخراط طِ في مجالاتِ الحياةِ المتعددةِ كالتعليمِ والعملِ وغيرِهِ، ولم يفتحْ البابَ على مصراعيهِ، بل ضبطَ المسألةَ بسياجٍ مِن الحشمةِ والوقارِ، والقيمِ الأخلاقيةِ والمعاييرِ والأعرافِ الاجتماعيةِ، يُعلمُ ذلكَ مِن الآتِي:

أولاً: إذا كانت الصداقةُ قائمةً على العلمِ وتبادلِ المعرفةِ والخبراتِ والثقافاتِ، فهذا لا شيءٌ فيهِ خيرٌ طالمَا يلتزمُ الطرفانِ بالضوابطِ الشرعيةِ، والأخلاقِ المهنيةِ، أمَّا إذا كان ذلك بقصدِ التسليةِ وقضاءِ بعضِ الوقتِ للمتعةِ، وتفريغِ المشاعرِ والدوافعِ النفسيةِ والجنسيةِ، فهذا يأباهُ الشرعُ الحنيفُ، وترفضُهُ العقولُ السليمةُ، ولا تستسيغهُ الفطرُ النقيةُ، ولذا تجدُ الشابَّ والفتاةَ يمارسَا ذلكَ على حينِ غفلةٍ، وصدقَ رسولُنَا حيثُ قالَ كما رواهُ النَّوَّاسُ بْنُ سِمْعَانَ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ عَنِ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» (رواه مسلم).

وتكوينُ صداقاتٍ بينَ الرجالِ والنساءِ بقصدٍ غيرِ مشروعٍ، يُعدُّ مِن اتخاذِ الأخْدانِ الذي كان منتشراً في الجاهليةِ، فنهَى اللهُ عنهُ في كتابِه الحكيمِ، قالَ تعالى: ﴿وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ﴾.

ثانياً: الإسلامُ قطعَ كلَّ طريقٍ يُعَدُّ مدخلاً مِن مداخلِ وساوسِ الشيطانِ في العلاقةِ بينَ الرجلِ والمرأةِ، ولذا وضعَ الفقهاءُ قاعدةً مهمةً ألَا وهي «قاعدةُ سدِّ الذرائعِ»، فكلّ ما سبيلهُ أنْ يجلبَ للطرفينِ الفتنةَ، وينشرُ الرذيلةَ، ويُقَطِّعُ أوصالَ المودةِ بينَ أفرادِ المجتمعِ فسدُّ بابِهِ أولَى، وفي التعبيرِ القرآنِي ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً﴾، فيلاحظُ أنَّ اللهَ عبَّرَ بلفظِ: ﴿وَلا تَقْرَبُوا﴾، ولم يقلْ: «ولا تزنُوا» للمبالغةِ في الزجرِ عن مباشرةِ هذه الفاحشةِ، لأنَّ قربانهَا قد يؤدِّي إلى الوقوعِ فيهَا، فمَن حامَ حولَ الحِمَى يوشكُ أنْ يقعَ فيهِ، وعليهِ فكلُّ قولٍ أو فعلٍ بينَ الرجلِ والمرأةِ لا طائلَ مِن ورائِه ولا منفعةَ مِن ممارستِهِ فهو محرمٌ شرعاً وعقلاً وطبعاً وذوقاً، وسدُّ بابِهِ أولَى، لأنَّ علمَ النفسِ يؤكدُ أنَّ التعلقَ الروحِيَّ والنفسِيَّ بينهمَا حتماً سيحدثُ.

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

اقرأ أيضاً«الماء مُقوِّم أساسي للحياة والأحياء».. موضوع خطبة الجمعة القادم

«إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح».. موضوع خطبة الجمعة القادم لـ وزارة الأوقاف

«بداية جديدة وأمل جديد».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة القادمة نص موضوع خطبة الجمعة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة رواه البخاری ه البخاری رواه مسلم متفق علیه فی الدنیا فی الدین قال ابن أ ع م ال م ع اذ ا قال ال ا یأمر ه مسلم الذی ی ﷺ ق ال ى الله

إقرأ أيضاً:

أذكار الصباح ووقتها وفضلها.. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ والوقاية

 أذكار الصباح ووقتها وفضلها؟ وقت أذكار الصباح يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ووقت أذكار المساء يبدأ مِن زوال الشَّمس إلى الصباح، وأفضله مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس، وتجوز قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وكذلك أذكار المساء بعد غروبها، ويكون للقارئ الأجر والثواب كاملًا.

وقت أذكار الصباح والمساء

قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال: «اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر».

ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ.

قال العلَّامة شرف الدين الطيبي: [قوله: (في يوم) مُطلق، لم يُعلم في أيّ وقتٍ من أوقاتِهِ، لا يُقيَّد بشيء منْه]، واختلفوا في ما جاء مِن الأوراد مقرونًا بذكر الصَّباح أو المساء؛ تبعًا لاخْتلافِ تفسيرهما على ما جاء في كلام العرب.

فأمَّا وقت أذكار الصباح فأكثرُ أهل اللغة على أنه مِن نصف اللَّيل الأخير إلى وقتِ الزوال، وهو ما حكاهُ ابنُ الجوالِيقي، وابنُ دريد. 

وفي الشرع: فليس المرادُ كونَ نصف الليلِ هو وقتُ الصباحِ حقيقةً، ولكنْ ما قد اطَّردَت العادةُ على كونه أوَّلَ النهار، وهو طلوعُ الفجر؛ ويؤيّد ذلك: ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا يُنادِي حتى يُقال له: أصبَحْتَ أصبحْتَ.

قال الإمام ابنُ بطال في «شرح صحيح البخاري»: «ليس معنى قوله: «أصبحت أصبحت» إفصاحًا بالصبح على معنى أن الصُّبح قد انفجَرَ وظهر، ولكنَّه على معنى التحْذير مِن اطِّلاعه والتحضِير له على النّداء بالأذان؛ خِيفةَ انفجارِهِ».

وعليه: وقت أذكار الصباح إنما يكون ابتداؤه مِن هذا الوقت وما قرُب منه، لا مِن نصف الليل، فيبدأ وقتُ أذكار الصباح حينئذٍ ويمتدُّ إلى الضحى، وما بقي وقتُه فحكم الصباح منسحِبٌ عليه إلى زوالِ الشمس. يُنظر: "التوقيف على مهمَّات التعاريف" للعلَّامة المناوي (1/ 212، ط. عالم الكتب)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية).

وأمَّا وقت أذكار المساء فالمشهور أنه يبدأ مِن وقت الزَّوال إلى العتْمة، وقيل: إلى آخر نصفِ الليل الأوَّل، وهو مروِيٌّ عن "ثعلب" وحكاه ابنُ السَّمين الحلبي عن "الراغب". 

ومِن ثَمَّ فيُرجع فيما يُسمَّى بالعشاء للعُرف، وهو مِن زوال الشمس إلى الصَّباح، فيبدأ وقتُ أذكار المساء مِن بعد صلاة العصر إلى المغرب، ويمتدُّ إلى أن يمضي ثلث الليل أو نصفه. 

وقد أورد المفسِّرون هذا الخلافَ بصدد آياتِ الأمْر بالتَّسبيح والتحمِيد. 

دعاء للميت يوم الجمعة .. ردد أفضل أدعية للمتوفى يفرح بها وتنير قبرهدعاء آخر ساعة يوم الجمعة لزيادة الرزق.. أدركه بـ 8 كلماتدعاء يوم الجمعة مكتوب.. كلمات مجرَّبة عن الصالحيندعاء النبي عند الشدة والابتلاء.. كلمات بسيطة رددها عند الحاجةدعاء الحريق .. ردده الآن يحفظك من كل مكروه وسوءدعاء لمن بلغ سن الـ40 ورد فى سورة الأحقاف.. من المهم ترديدهنصوص فقهاء المذاهب الفقهية في هذه المسألة


قد تَتَابعتْ نصوصُ فقهاء المذاهِب الأربعة على وقتِ أذكار طرفي النهار، والضابِطُ عندهم: هو زوال الشَّمس، فينتهي عندئذٍ وقتُ أذكار الصباح، ويبدأ وقت أذكار المساء.

قال علاء الدين الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (4/ 230، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية ابن عابدين"): [وينبغي التعوُّذُ بهذا الدّعاءِ صباحًا ومساء].

قال العلامة ابنُ عابدين مُحَشِّيًا عليه: [تدخُل أوراد الصَّباح مِن نصف اللَّيل الأخير، والمساءُ مِن الزَّوالِ، هذا فيما عبَّر فيه بهما، وأما إذا عبَّر باليوم والليلة فيعتبران تحديدًا من أولهما].

وقال العلَّامة أبو الحسن علي بن خلف المنوفي المالكي في "كفاية الطالب الرباني" (2/ 479، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية العلامة العدوي"): [إن كنت (في الصَّباحِ: وإليْك النُّشُور) أي: انتشار الناس مِن قبورهم يوم القيامة (وَ) إن كنت (في المسَاءِ) قلت: بدَلَ ما زِدْته (وإليْكَ المصِيرُ)] .

قال العلامة العدوِيّ مُحَشِّيًا عليه: [الدعاء أو الذكر المطلوبُ عند الصباحِ يدخُل وقته بطلوعِ الفجْر، لكن الأحْسن فعلُه بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس، والمطلوبُ في المساء الأحسنُ فعله عند اصفِرار الشَّمسِ أو قُربه بيسِير أو بعده إلى النَّوم].

وقال الخطيبُ الشربيني الشافعي في "الإقناع" (1/ 122، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية البجيرمي"): [المساء بعد الزوال].

قال العلَّامة البجيرمي مُحَشِّيًا عليه: [قوله: (والمساءُ بعد الزَّوالِ) ويمتدُّ لغة إلى نصفِ الليل، ومنهُ إلى الزَّوال صباحٌ].

وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 530، ط. دار الكتب العلمية): [(وَ) يستحب (أنْ يقُولَ عند الصَّباحِ والمَسَاءِ) ما ورد].

وخلاصة ما سبق، أفادت دار الإفتاء المصرية، بأنَّ العلماء قد اختلفوا في وقتِ أذكار الصباح والمساء بداية ونهاية؛ أمَّا في الصباح: فمنهم مَن يرى أنَّ وقتها يبدأ بعد طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس، ومنهم مَن يقول ينتهي بانتهاء الضحى.

وقت أذكار المساء

وأما في وقت أذكار المساء فقالت دار الإفتاء: فمنهم مَن يرى أن أوراده تبتدئ من وقت العصر وتنتهي بالغروب، ومنهم مَن يرى أنَّ وقتها يمتدُّ إلى ثلث الليل، ومنهم من قال: وقتها يكون بعد الغروب، ومنهم مَن قال: مِن الزوال إلى منتصف الليل. يُنظر: "الفتوحات الربانية" لابن علان (3/ 73).

قراءة أذكار الصباح والمساء بعد طلوع الشمس أو بعد غروبها

أمَّا قراءة أذكار الصباح والمساء بعد طلوعِ الشَّمس وبعد غرُوبها -كما ورد في السؤال- فلا حرَجَ فيه، ويكون للقارئ الأجر كامِلًا؛ لأنَّ وقتَ الصباحِ ينتهي بزوال الشمس، ووقت المساء ينتهي عند مضِيّ ثلثِ اللَّيل أو نصفه.

ويتأكَّد ذلك حيثما كان الشخص محافِظًا على هذه الوظيفةِ في صباحِهِ ومسائِهِ، ثم عَرَضَ له عُذر مِن نوم أو شغل أو غير ذلك، ويدل عليه: ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَامَ عَن حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" (2/ 384، دار الكلم الطيب): [ظاهره: أن له أجرَه مكمَّلًا مضاعفًا، وذلك لحسُن نيته، وصدْقِ تلهفه، وتأسُّفه].

فالمستحَبُّ هو المحافظة على الأوراد، وقراءتها متى تمكَّن المرءُ مِن ذلك؛ قياسًا على قضاءِ الحِزْب إذا عيَّنه على نفسِه في وقتٍ ما.

قال بدرُ الدين العيني في "شرح سنن أبي داود" (5/ 219، ط. مكتبة الرشد): [الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة، كالورد].

وقد نصَّ العلماءُ على استحبابِ التدارُك بلا فرقٍ بين ما فات مِن الورد لعذر وغيره.

قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 13، ط. دار الفكر): [فصلٌ: ينبغِي لمن كان له وظيفةٌ مِن الذكر في وقتٍ من ليل أو نهار، أو عقب صلاة أو حالة مِن الأحوال؛ ففاتته: أن يتدارَكَها ويأتي بها إذا تمكَّن منها ولا يُهمِلها، فإنه إذا اعتادَ الملازمة عليها لم يعرّضها للتَّفويت، وإذا تساهَل في قضائها سَهُلَ عليه تضييعُها في وقتها].

قضاء أذكار الصباح والمساء

قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن وقت أذكار الصباح يبدأ من منتصف الليل إلى الزوال، وأفضل وقت لأذكار الصباح هو بعد صلاة الصبح حتّى طلوع الشمس.

وأضاف الشيخ أحمد ممدوح أن وقت أذكار المساء يبدأ من زوال الشمس حتّى نهاية النصف الأول من الليل، وأفضل وقت لأذكار المساء هو: مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس.

وأوضح أمين الفتوى فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «هل يجوز قراءة أذكار الصباح بعد الشروق؟»، أن ذلك يجوز، لأن وقت قراءة أذكار الصباح ينتهى بزوال الشمس.

أذكار المساء

وردت العديد من الأذكار التي يستحب للمسلم أن يرددها، وذكر العلماء فضائل أذكار المساء ، ولهذا نعرض في هذا التقرير أذكار المساء كاملة مكتوبة، ومن يريد أذكار المساء مختصرة سريعة ، فلا يتعجل فعليه أن يحرص أن يقرأ أذكار المساء كاملة ، حتى ينال الأجر العظيم، ويحصن نفسه ويغفر الله له ذنوبه بسبب ترديده أذكار المساء .

ومن فوائد أذكار المساء أنها تحصين للنفس من شر الشيطان والمخلوقات، وشعور الإنسان بالطمأنينة بعد ترديد أذكار المساء ولهذه الأذكار وقت مُحدد يرى علماء أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد صلاة العصر وتنتهى قبل المغرب، وآخرون يرون أن أذكار المساء تمتد إلى آخر الليل، وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أذكار المساء والصباح ، ونقدم لكم صحيح أذكار المساء و أذكار المساء كاملة مكتوبة في هذا التقرير.

أذكار المساء كاملة

قراءة آية الكرسي (مرّة واحدة): أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». (آية الكرسي – سورة البقرة 255).

من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي أجير من الجن حتى يصبح.


قراءة الآية 285 – 286 من سورة البقرة (مرّة واحدة): أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». (سورة البقرة – الآية: 285 – 286).

فضلها:قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «الآيتانِ مِن آخرِ سورةِ البقرةِ، مَن قرَأ بهِما مِن ليلةٍ كفَتاه» فقيل في كفتاه أنّهما كفتاه كلّ سوءٍ، أو كفتاه شرّ الشيطان، وقيل إنّهما أجزأتاه؛ أي أجزأتا قارئهما عن قيام الليل أو تلاوة القرآن، أو أجزأتاه في أمور الاعتقاد ممّا يشتملان عليه من معاني الإيمان والأعمال الصالحة.

وقت أذكار الصباحأذكار المساء مكتوبة


قراءة سورة الإخلاص (3 مرّات): بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4).


قراءة سورة الفلق (3 مرّات):بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5).

أذكار المساء


قراءة سورة النّاس (3 مرّات):بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6).

أذكار الصباح مكتوبة.. رددها تجعل يومك أفضلأذكار الصباح.. اغتنم فضلها وحصن نفسكأذكار الصباح مكتوبة.. ابدأ يومك بها تُرح قلبك وتحصنك من الشرورأذكار الصباح مكتوبة.. رددها واغتنم فضلها وحصن نفسكأذكار الصباح كاملة.. اعرف متى ينتهى وقتها ولا تتغافل عنهاأذكار الصباح حصن المسلم .. اغتنم كثير من الفضل ولا تتكاسل عن الخيرأذكار الصباح كاملة مكتوبة .. حصن نفسك الآن ولا تتكاسل عن ترديدهاهل تكفي قراءة آية الكرسي والمعوذتين فقط في أذكار الصباح؟أذكار الصباح كاملة مكتوبة.. اغتنم فضلها ولا تتكاسل عن ترديدهاأذكار الصباح الواردة عن النبي.. رددها الآن ولا تتكاسل عنها

- «أَمْسَيْـنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْأَلُكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَها، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْر». (مرة واحدة).

«اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَعْت، أَبـوءُ لَكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أَنْتَ». (مرة واحدة).

من قالها موقنًا بها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنّة وكذلك حين يصبح.

-«رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا». (3 مرات).

من قالها حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة.

– «اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك». (4 مرات).

من قالها أعتقه الله من النار.


– اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر. (مرة واحدة).من قالها حين يمسي أدّى شكر يومه.– حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم. (7 مرات).من قالها كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة.– بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم. (3 مرات). لم يضرّه من الله شيء.

أذكار المساء كاملة
 

– اللّهُـمَّ بِكَ أَمْسَـينا وَبِكَ أَصْـبَحْنا، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ الْمَصِيرُ. (مرة واحدة).

-أَمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ. (مرة واحدة).

– سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه، وَرِضـا نَفْسِـه، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه. (3 مرات).

– اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ. (3 مرات).

– اللّهُـمَّ إِنّـي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر، وَالفَـقْر، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ. (3 مرات).


اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي، وَمِن فَوْقـي، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي. (مرة واحدة).

يَا حَيُّ يَا قيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَـرْفَةَ عَيْنٍ. (3 مرات).

– أَمْسَيْنا وَأَمْسَى الْمُلْكُ للهِ رَبِّ الْعَالَمَيْنِ، اللَّهُمَّ إِنَّي أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَه اللَّيْلَةِ فَتْحَهَا ونَصْرَهَا، ونُوْرَهَا وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيهِا وَشَرَّ مَا بَعْدَهَا. (مرة واحدة).

– اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءًا أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. (مرة واحدة).

– أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَق. (3 مرات).

من قاله لم يضره شيء حتى يصبح

– اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد. (10 مرّات). من صلى عليّ حين يصبح وحين يمسي أدركته شفاعتي يوم القيامة.

– اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ. (3 مرات).

– اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ. (3 مرات).

– أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ. (3 مرات).– يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ، وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ. (3 مرات).

– لَا إلَه إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرِ. (100 مرة).

كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان.

– سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ. (100 مرة).حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ.

أذكار المساء فضل أذكار المساء

تعد مواظبة المسلم على أذكار الصباح والمساء من الأعمال التي يُحبّها اللهُ لقوله -عز وجل-: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»، وأوصَّى النبيّ محمد -صلى اللله عليه وسلم- بذلك، للأسباب التالية:
 

- الأذكار تربط المسلم بربّه، وتُعلِّق قلبَه به، وتُحصِّنه من الشياطين والشرور المختلفة.

- تساعد على حلول البركة في الصحّة، والمال، والأولاد.

- حماية المسلم من شرّ ما خلق من الإنس والجن.

- الأذكار تقرّب العبد من المولى ليغفر ذنوبه، ويمحو سيئاته.

- الأذكار تكون سببًا في أن يزيد الله تعالى حسنات العبد الذاكر

- الأذكار تنور بصيرة الذاكر.

أذكار المساءفضل المحافظة على أذكار المساء

1- كسب الأجر والثواب الجزيل.

2- رضاء المولى عز وجل.

3- محبة الله عز وجل للعبد.

4- محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى.

5- مغفرة الذنوب والسيئات.

6- سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذّته.

7- حياة للقلب وطمأنينة.

8- انشراح الصدر.

9- الثبات عند مواجهة الأعداء.

10- النصر على الأعداء.

11- الحفظ من كل سوء.

12- رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة.

13- نور في الوجه.

14- قوة في الجسم.

15- البراءة من النفاق.

16- كسوة الذاكر المهابة.

17- النجاة من عذاب القبر.

18- جلب النعم ودفع النقم.

19- مضاعفة الحسنات.

20- زوال الهم والغم.


 المحافظة على أذكار الصباح والمساء والحث عليها


قد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» [الأحزاب: 41].

ومِن الوظائف الشرعيَّة المطلوبة: أذكارُ طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقبَ الأمر بذكرِهِ على جهةِ العموم: «وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا» [الأحزاب: 42].

قال العلَّامة ابنُ عطية في "تفسيره" (4/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [أراد في كلِّ الأوقات مجدَّد الزمان بطرفي نهاره وليله].

وحضَّ عليها الشارع في مواضع أخر من كتابه الحكيم؛ فقال تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ» [ق: 39]، وقال تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [طه: 130]، ونحو ذلك من الآيات التي تدل على الأمر بأذكار الصباح والمساء مع تنوع المترادفات الدالة عليها؛ للدلالة على عظمها، إذ كثرة المسميات تدل على شرف وعِظَمِ المسمَّى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مَائةَ مَرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا أصْبَحَ: «اللَّهُمّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أخرجه أبو داود في "سننه".

وقد ورد في اختصاص أول النهار وآخره بالأذْكارِ عدة معانٍ؛ منها:

- فضل هذا الوقت على ما سواهُ؛ كما في "أنوار التنزيل" للإمام البيضاوي (4/ 233، ط. دار إحياء التراث العربي).

- كون الذكر في هذين الوقتين مكفِّرًا لما يقع مِن الذنوبِ بينهما؛ كما في "دليل الفالحين" للعلَّامة ابن علان البكري (7/ 258، ط. دار المعرفة).

- أن يستقبل الإنسانُ بالذكر حياة الانتباه من موت النوم، وكذا يستقبل النوم الذي هو الموتة الصغرى بالذكر لشبهه بالموت الحقيقي، ولأن الإنسان لا يدري أيقوم من نومته هذه أم لا، فيكون موته على ذكر الله؛ كما في "تفسير الخطيب الشربيني" (1/ 550، ط. الأميرية).

طباعة شارك أذكار الصباح اذكار الصباح اذكار الصباح أذكار وقت أذكار الصباح فضل أذكار الصباح أذكار الصباح مكتوبة أذكار الصباح كاملة

مقالات مشابهة

  • دعاء النبي عند الحر الشديد .. ردد هذه الكلمات النبوية للوقاية من نار جهنم
  • استعاذ النبي منه .. هل موت الفجأة من علامات غضب الله؟
  • حظك اليوم الجمعة 8 أغسطس/ آب 2025
  • سنة جميلة فعلها النبي كل يوم عقب استيقاظه من النوم.. لا تتركها
  • ردد أذكار المساء مكتوبة كما علمنا النبي.. أمسينا وأمسى الملك لله
  • نقطة تحول في مسار التنمية الوطنية.. «الأوقاف» تحتفي بـ ذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة
  • دعاء يحفظ من الحوادث والمصائب المفاجئة.. كلمات رددها النبي
  • «لا تغلوا في دينكم».. وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادم
  • أذكار الصباح ووقتها وفضلها.. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ والوقاية