اكتشاف مُذهل في جبال ألتاي: وشوم على مومياء جليدية عمرها نحو 2000 عام
تاريخ النشر: 7th, August 2025 GMT
اكتشف الباحثون، باستخدام التصوير بالأشعة القريبة من تحت الحمراء، تصاميم غير مألوفة على جسد مومياء سيبيرية يعود تاريخها إلى نحو 2000 عام، تُجسّد نمورًا وغريفين وديوكًا صغيرة. اعلان
تحوّلت امرأة دُفنت منذ أكثر من 2000 عام في جبال ألتاي الجليدية بسيبيريا إلى محور غير متوقع لإحدى أكثر الدراسات الأثرية إثارة للاهتمام في مجال الوشم خلال السنوات الأخيرة.
وقد أُلقي الضوء على الوشوم المعقدة التي تحملها، والتي كان يُعتقد لوقت طويل أنها باهتة أو غير مرئية، باستخدام التصوير عالي الدقة بالأشعة القريبة من تحت الحمراء، ما كشف عن لوحة مذهلة من الحيوانات والوحوش الأسطورية والفن القديم.
يشرح الدكتور جينو كاسباري، عالم الآثار في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا الجيولوجية وجامعة برن، قائلاً: "كنا نعلم أن هذه المومياوات كانت تحمل وشومًا، لكن بعضًا منها كان جلدها داكنًا وذابلًا إلى حد أن الحبر لم يعد مرئيًا بالعين المجردة".
وأضاف: "ما قمنا به، في الأساس، هو تسجيل الأطوال الموجية التي تقع خارج نطاق رؤية العين البشرية، وقد أظهر ذلك هذه الأوشام بوضوح مدهش".
اكتُشفت المومياء، التي تعود إلى ثقافة بازيريك البدوية، قبل عقود في جبال ألتاي، وهي منطقة تمتد من جنوب سيبيريا إلى شرق كازاخستان وشمال غرب الصين.
كان هؤلاء السكان، في العصر الحديدي المبكر (من القرن السادس إلى القرن الثاني قبل الميلاد)، رعاة في المقام الأول، يتنقلون خلال فصل الصيف عبر المرتفعات برفقة الأغنام والخيول، ويدفنون موتاهم في الأرض المتجمدة نفسها التي حفظت أجسادهم لآلاف السنين.
ما هي الوشوم التي وُجدت على المومياء؟بفضل تقنيات التصوير المتطورة والتعاون مع خبير في فن الوشم، تمكن الفريق من اكتشاف وشوم زاهية على جسد المرأة، من بينها مشاهد صيد تُظهر نمورًا وفهودًا تهاجم الغزلان، إضافة إلى مخلوقات شبيهة بالغزلان.
ويظهر في أحد الوشوم غريفين أسطوري يهاجم حيوانًا آخر. ولعل أكثر ما يثير الدهشة أن إبهامي المرأة مزينان بتصاميم صغيرة تشبه الديك.
يقول كاسباري لموقع Euronews Culture: "هذه صور مذهلة، فهي زاهية للغاية وتعبّر عن أسلوب فني فريد لا مثيل له في أي مكان آخر".
وفي ظل غياب السجلات المكتوبة لدى شعب البازييريك، يبقى المعنى الحقيقي لهذه الصور مجهولًا، ما دفع الفريق إلى التركيز على فهم التقنيات التي استُخدمت في رسمها.
يوضح كاسباري قائلاً: "افترض بعض العلماء أن هذه الوشوم أُنجزت بطريقة الخياطة، كما هو الحال في مناطق القطب الشمالي، حيث يُستخدم الخيط لنقل الصبغة عبر الجلد، لكننا تمكنا من إثبات أنها كانت في الواقع وشومًا مثقوبة، صُنعت بالإبر، بطريقة تشبه تقنيات الوخز اليدوي المعروفة اليوم، ولكن من دون استخدام الكهرباء".
وكشف تحليل الفريق عن أدلة تشير إلى أن بعض الوشوم نُفذت على مراحل متعددة، بل وأظهرت البيانات أيضًا فترات توقف كان خلالها رسّام الوشم القديم يتوقف على ما يبدو لجلب المزيد من الصبغة.
ويرى كاسباري أن هذه التفاصيل تضفي بُعدًا إنسانيًا على العملية، قائلاً: "إنها تجعلك تشعر بالقرب الحقيقي من الشخص الذي رسم هذه الصور، إذ يمكنك أن تلاحظ مواضع الانقطاع الطفيف في الخط عندما يعاود الإمساك به من جديد".
ويتحدى هذا البحث أيضًا الفرضيات السابقة التي رجّحت أن الوشم كان حكرًا على النخبة في مجتمع البازييريك. ويوضح كاسباري: "جميع المومياوات الجليدية المحفوظة التي عثرنا عليها حتى الآن كانت موشومة. ويبدو أن هذه الممارسة كانت شائعة على نطاق واسع. وهذه ليست تصاميم بسيطة، بل معقدة وتتطلب قدرًا واضحًا من التدريب والمهارة".
ويأمل كاسباري في إنشاء أرشيف متاح للجمهور يضم وشوم جميع مومياوات بازيريك المعروفة. ويقول: "لا يكفي أن ننشر صورًا بالأبيض والأسود، فهذه الأوشام مذهلة، لكننا بحاجة إلى عمليات إعادة بناء عالية الدقة لفهم كيفية إنشائها بالفعل".
ويضيف: "في ظلّ التفاعل الواسع من قبل الجمهور، أعتقد أن من حق الناس أن يروها ويتفاعلوا معها".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة حركة حماس إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة حركة حماس فيديو تصميم علم الآثار آثار وشم دراسة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب فلاديمير بوتين غزة حركة حماس إسبانيا الصحة روسيا فرنسا قطاع غزة بنيامين نتنياهو على جسد أن هذه وشوم ا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جيني يُفك شيفرة التعب المزمن
اكتشف باحثون في جامعة إدنبرة، اختلافات في الحمض النووي لأشخاص يعانون من متلازمة التعب المزمن، وهو أمر من شأنه أن يساعد على تبديد تصور بأن هذه الحالة نفسية أو نتيجة للكسل.
أخبار ذات صلةووجدت دراستهم ثماني مناطق من الشفرة الوراثية تختلف لدى الأشخاص المصابين بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي، المعروف بمتلازمة التعب المزمن، عنها لدى المتطوعين الأصحاء.
وقال الباحثون في بيان، إن هذا الاكتشاف يقدم أول دليل على أن الجينات تسهم في فرصة إصابة الشخص بالمرض، فيما تشمل السمات الرئيسية للحالة تفاقم التعب والألم وتشوش الدماغ بعد القيام بنشاط بدني أو ذهني بسيط.
ويعتقد الباحثون أن هذه الحالة تؤثر في نحو 67 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وحللت الدراسة عينات الحمض النووي من 15579 شخصًا أبلغوا عن إصابتهم بالمتلازمة في استبيان، و259909 أشخاص لا يعانون من هذه الحالة، وجميعهم من أصل أوروبي.
وأفادت الدراسة، التي لم تخضع لمراجعة النظراء بعد، بأن المتغيرات الجينية الأكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين أبلغوا عن إصابتهم بمتلازمة التعب المزمن كانت مرتبطة بالجهازين المناعي والعصبي.
وتحدث الباحثون عن منطقتين من مناطق الجينات بالحمض النووي على الأقل تتعلقان بكيفية استجابة الجسم للعدوى، وهو ما يتماشى مع تقارير تفيد بأن الأعراض غالبًا ما تبدأ بعد الإصابة بمرض معد.
وسبق أن حدد الباحثون منطقة جينية أخرى لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم المزمن، وهو عرض شائع آخر للحالة.
وقال الباحث آندي ديفيروكس-كوك في بيان، إن النتائج تتماشى مع تجارب أبلغ عنها المرضى على مدى عقود، مشيرًا إلى أهمية تكثيف الأبحاث حول متلازمة التعب المزمن لمعرفة المزيد.