كشفت صحيفة التايمز البريطانية أن الحكومة الإسرائيلية تدرس بشكل جدي خيار تقليص أو تعليق التعاون الأمني والدفاعي مع المملكة المتحدة، وذلك في حال مضى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، قدمًا في تنفيذ نية حكومته الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين خلال الأسابيع المقبلة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن هذه الخطوة الإسرائيلية تأتي ضمن حزمة من الخيارات التي تبحثها حكومة بنيامين نتنياهو، والتي ترى في الاعتراف البريطاني المرتقب تهديدًا سياسيًا ودبلوماسيًا مباشرًا، يستوجب ردًا حاسمًا.

منذ أشهر .. مصادر بريطانية: مستشار ستارمر يعمل سرًا على خطة الاعتراف بفلسطيننتنياهو يهاجم ستارمر: الاعتراف بدولة فلسطينية مكافأة لحماس

وحذر مسؤول إسرائيلي، لم يُكشف عن اسمه، من أن على بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية "التفكير مليًا" قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، ملمحًا إلى أن إسرائيل تملك أوراقًا ضغط حقيقية يمكنها استخدامها. كما أشار مصدر آخر إلى أن لندن تخاطر بخسائر استراتيجية في حال تأزمت العلاقات مع تل أبيب، خصوصًا في مجالي الأمن والدفاع.

وأوردت الصحيفة أن أي تراجع إسرائيلي عن التعاون الاستخباراتي والعسكري مع بريطانيا قد تكون له تبعات جسيمة، مشيرة إلى أن الموساد لعب دورًا محوريًا خلال العامين الماضيين في إحباط مخططات إرهابية، من بينها محاولة استهداف السفارة الإسرائيلية في لندن، ما أدى إلى تنفيذ واحدة من أضخم عمليات مكافحة الإرهاب في البلاد مؤخرًا.

كما أن بريطانيا، بحسب التقرير، اعتمدت على تكنولوجيا الطائرات المسيرة الإسرائيلية في عملياتها في العراق وأفغانستان، فيما تعتمد بعض الشركات الدفاعية الكبرى مثل "بي إيه إي سيستمز" على مكونات إسرائيلية الصنع في سلسلة التوريد.

ويبلغ حجم التبادل التجاري والدفاعي بين الجانبين نحو 6 مليارات جنيه إسترليني، ويسهم في دعم أكثر من 38 ألف وظيفة، ما يجعل أي انقطاع محتمل تهديدًا اقتصاديًا للجانبين، وليس فقط لإسرائيل.

ورغم هذا التصعيد، تشير الصحيفة إلى وجود انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها بشأن المضي قدمًا في هذه التهديدات، حيث يخشى بعض الوزراء من أن الانفصال عن بريطانيا سيضر بمكانة إسرائيل الدولية وسيدفع الجيش البريطاني إلى وقف دعمه في عمليات البحث عن الرهائن في غزة.

وفي السياق نفسه، تستمر الضغوط الأوروبية على إسرائيل، خصوصًا بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 يوليو عن نيته الاعتراف بفلسطين، تبعه إعلان مشابه من رئيس الوزراء البريطاني في 29 يوليو، ثم موقف داعم آخر من كندا في اليوم التالي.

ورجّحت مصادر دبلوماسية أن تل أبيب قد لا تنفذ فعليًا تهديداتها، بل تستخدمها كورقة ضغط لمحاولة ثني الحكومة البريطانية عن خطوتها المرتقبة.

طباعة شارك صحيفة التايمز البريطانية الحكومة الإسرائيلية المملكة المتحدة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صحيفة التايمز البريطانية الحكومة الإسرائيلية المملكة المتحدة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

إقرأ أيضاً:

تركيا وسوريا تبحثان التعاون الأمني في اجتماع رفيع بأنقرة

بحثت تركيا وسوريا في اجتماع رفيع المستوى بأنقرة، اليوم الأحد، التطورات الراهنة والتعاون الأمني بين البلدين لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب وضبط الحدود.

وشارك في اللقاء من الجانب التركي وزيرا الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن.

ومن الجانب السوري حضر وزيرا الخارجية أسعد الشيباني والدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات حسين السلامة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عبر منصة إكس X:

????نواصل اتصالاتنا الشاملة مع سوريا في جميع المجالات وعلى كل المستويات بعد تحرر الشعب السوري ونيله حريته ونحن متفقون مع أشقائنا السوريين على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون الوثيق بشكل أكبر من أجل حماية مكتسبات سوريا وتطويرها… pic.twitter.com/P6xe8N9HEa

— الإخبارية السورية (@AlekhbariahSY) October 12, 2025

أمن مشترك

وبأعقاب الاجتماع، قال وزير الخارجية التركي -عبر منصة إكس- إن بلاده لا ترى أمن سوريا منفصلا عن أمن تركيا.

وشدد فيدان على أنهم يواصلون إجراء اتصالات شاملة مع سوريا على جميع المستويات وفي مختلف المجالات منذ نيل الشعب السوري حريته.

ولفت إلى أن المباحثات التي أجروها في أنقرة اليوم وفرت فرصة لتناول الأبعاد الإستراتيجية للعلاقات بين البلدين من جميع الجوانب.

وأوضح أن الجانبين تناولا الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها لضمان أمن سوريا بشكل كامل مع الحفاظ على وحدة أراضيها، واستعرضا الخطط الملموسة في هذا الإطار بشكل شامل.

وذكر أن الحكومة السورية تمتلك العزيمة والتصميم اللازمين لتجاوز التحديات الصعبة التي تواجهها.

وفي سوريا، شكر وزير الدفاع نظيره التركي على جهوده الملموسة في دعم مساعي بناء الجيش السوري.

وقال إن اجتماع اليوم "محطة مهمة جديدة لتعزيز التعاون والتنسيق بين الجيشين السوري والتركي بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين ويسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة".

إعلان

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تشهد العلاقات بين أنقرة ودمشق تقاربا متسارعا تجسد في لقاءات سياسية وأمنية رفيعة، بهدف تعزيز التنسيق المشترك وضمان الاستقرار على طول الحدود بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا: ستارمر سيعلن تخصيص 20 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية للمدنيين في غزة
  • رئيس وزراء بريطانيا: ننتهز فرصة وقف إطلاق النار في غزة لتحقيق سلام دائم للمنطقة
  • تركيا وسوريا تبحثان التعاون الأمني في اجتماع رفيع بأنقرة
  • مدبولي يؤكد استمرار سعي الحكومة لتعزيز التعاون مع اليونسكو بمختلف المجالات
  • مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يؤكد مشاركته في قمة شرم الشيخ للسلام
  • واشنطن تهدد بوقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع لندن بسبب قضية تجسس صينية مزعومة
  • أمريكا تهدد بريطانيا بوقف تبادل المعلومات بسبب قضية تجسس لصالح الصين
  • الحكومة البريطانية: رئيس الوزراء سيتوجه إلى مصر لحضور مؤتمر السلام في شرم الشيخ
  • مذكرة تفاهم للتعاون بين العراق والسويد في المجال الأمني
  • من بلفور إلى غزة... نهج بريطانيا تجاه فلسطين