الجديد برس| كشفت مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية، في تحليل موسّع أعدّه باحثون مستقلون، أن الحرب التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، صنّفت ضمن أكثر النزاعات تدميراً في التاريخ الحديث، مشيرةً إلى أن المشهد الجوي للقطاع يُظهره كمدينة مُسوّاة بالأرض بالكامل. وبحسب التقرير، فإن 70% من مباني القطاع تضررت بشكل كلي أو جزئي، بما يعادل أكثر من 190 ألف مبنى، بينها 102 ألف مبنى دُمّر بالكامل، ما يعني فقدان نحو 300 ألف وحدة سكنية، من بينها 77% من البنية السكنية الكاملة.

وأوضحت المجلة أن السلطات الإسرائيلية تمنع دخول الصحافيين الأجانب إلى غزة ما لم يكونوا برفقة قوات الاحتلال، وهو ما دفع فرق الأبحاث المستقلة للاعتماد على تقنيات الاستشعار عن بعد، وتحليل صور الأقمار الصناعية والبيانات المفتوحة لتقدير حجم الكارثة. وتُشير البيانات التي اعتمدت عليها المجلة إلى أن عدد الضحايا الحقيقيين ربما يتجاوز الأرقام الرسمية التي تُعلنها وزارة الصحة في غزة، حيث تقدر الدراسات عدد الشهداء جراء العنف المباشر بما بين 60,000 و90,000، بينما يُعتقد أن الوفيات غير المباشرة – الناتجة عن المجاعة، الأمراض، وانهيار البنى التحتية – تتراوح بين 4,500 و12,500 حتى يناير، وتصل إلى 79,000 حتى نهاية يونيو 2024. ووفقًا للمجلة، فإن أكثر من 87% من سكان القطاع نزحوا وتكدسوا في مساحة لا تتجاوز 12.7% من مساحة غزة، ليعيشوا في ظروف لا إنسانية، غالباً تحت خيام، وسط انهيار كامل في الخدمات الأساسية. وقد وثّق التحليل تدمير 76% من المدارس و95% من المستشفيات. كما أشارت البيانات إلى أن هناك 53.5 مليون طن من الأنقاض تغطي القطاع، بزيادة بلغت 133% خلال 15 شهراً من الحرب، ما يضع غزة أمام تحدٍ عمراني وإنساني قد يستغرق عقوداً لتجاوزه. وأشارت “ذا إيكونوميست” إلى أن متوسط العمر المتوقع في غزة تراجع بأكثر من 35 عاماً، وهي نسبة غير مسبوقة عالمياً، تعكس حجم الصدمة البشرية والكارثة الاجتماعية التي خلفها العدوان، حيث باتت الأوضاع في القطاع تُقارن بكوارث إبادة جماعية شهدها العالم مثل رواندا. وفيما قدّرت جهات أممية كلفة إعادة إعمار غزة بنحو 53 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الناتج المحلي للضفة والقطاع معاً قبل الحرب، خلصت المجلة إلى أن ما ينتظر من تبقى من المدنيين في غزة هو مستقبل قاتم ومعزول، في ظل تدمير كل مقومات الحياة وانعدام أفق سياسي أو إنساني قريب. يتزامن هذا التقرير الصادم مع استمرار الاحتلال في سياساته التدميرية، وسط صمت دولي مستمر، وتواطؤ سياسي واقتصادي مكشوف من بعض الأطراف الإقليمية.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي المجاعة جرائم إبادة غزة أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

اختلاف بين وزير الحرب ورئيس أركان الاحتلال حول مصير الحرب في غزة

كشفت عدد من التقارير الإعلامية، العبرية، صباح اليوم الأربعاء، أنّ وزير الحرب الاسرائيلي، يسرائيل كاتس، تحدّث عن حق رئيس أركان الاحتلال، إيال زامير، فيما وصفه بـ"إبداء رأيه بخصوص المرحلة المقبلة من الحرب على قطاع غزة"، مردفا: "غير أنه ملزم بتنفيذ قرارات الحكومة بهذا الصدد".

وعبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" زعم كاتس بالقول: "من حق وواجب رئيس الأركان أن يعبّر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم، كما فعل على جميع الجبهات، حتى تحقيق أهداف الحرب". 

وفي السياق نفسه، أشارت عدّة تقارير إعلامية عبرية، متسارعة، إلى أنّ حكومة بنيامين نتنياهو، تعتزم توسيع العمليات في قطاع غزة المحاصر، وصولا الى احتمال السيطرة على كامل القطاع، وأن زامير قد يعارض إجراء من هذا النوع.

وكان موقع "كالكاليست" العبري، قد أبرز عبر تقرير مفصّل ترجمته "عربي21"، تفاصيل استبعاد خيار احتلال غزة، على الرغم من تبنيه من طرف نتنياهو ومعارضته من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ورئيس الأركان، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنّ: "وزارة المالية لم تنفذ حتى الآن دارسة لتكلفة احتلال القطاع".


إلى ذلك، تساءل التقرير: "من سيُمول سيناريو احتلال غزة المرعب؟"، منوّها إلى أنّ: "مصادر في وزارة المالية أكدت أن الجيش أبلغ بأن هذه المسألة ليست مطروحة على جدول الأعمال، لذلك الوزارة لم تقوم بعمل مثل هذه الحسابات".

كذلك، لفت إلى أنّ: "نتنياهو قرّر الترويج لسياسة احتلال غزة، مخالفا بذلك موقف القيادة العسكرية في الجيش بمن فيهم رئيس الأركان إيال زامير، وذلك قبل أشهر بالضبط"، مبينة أنه "عندما طرح بديل احتلال غزة جرى التواصل مع وزارة المالية، وكانت الإجابة نفسها: لا يوجد مثل هذا الحساب".

ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على كامل سكان قطاع غزة المحاصر، ما أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 150 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وذلك وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع شهداء المجاعة في غزة إلى 201 بينهم 98 طفلا وسط استمرار الإبادة الإسرائيلية
  • الأردن تدين قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية احتلال قطاع غزة
  • أكثر من 200 كاتب حول العالم يدعون لمقاطعة الاحتلال تجاريا لحين إغاثة سكان غزة
  • إيكونوميست تتحدث عن ملامح مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب
  • مظاهرات أمام مقر الحكومة الإسرائيلية للمطالبة بإنهاء الحرب وعدم احتلال غزة
  • معلومات خطيرة تكشف تفاصيل الخيارات الإسرائيلية التي يجري التحضير لها في غزة
  • الأهلية الفلسطينية: الحرب الإسرائيلية على غزة كشفت عن تسييس صارخ للقانون الدولي
  • خلاف بين وزير الحرب ورئيس أركان الاحتلال حول مصير الحرب في غزة
  • اختلاف بين وزير الحرب ورئيس أركان الاحتلال حول مصير الحرب في غزة