شهدت الساعات الأخيرة تصاعداً في المواقف الدولية الرافضة لخطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة، مع تحذيرات من تداعياتها الإنسانية والسياسية، وذلك عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث هذه الخطوة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة. اعلان

يعقد مجلس الأمن الدولي، يوم غد السبت 9 آب/أغسطس، جلسة طارئة لمناقشة خطة الحكومة الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة، وسط تحذيرات متصاعدة من تداعياتها على الوضع الإنساني والسياسي في القطاع.

ويأتي الاجتماع في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من هذه الخطوة التي أقرها المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي فجر الجمعة.

الخطة، التي تهدف إلى فرض السيطرة الكاملة على غزة، تثير مخاوف من تصعيد خطير يزيد من حدة الأزمة الإنسانية المستمرة منذ نحو 22 شهراً، والتي خلفت دماراً واسعاً ونقصاً حاداً في المساعدات الأساسية.

الأمم المتحدة تحذر من التصعيد

وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة بأنها "تصعيد خطير" من شأنه أن يفاقم أوضاع الفلسطينيين، وفق ما أعلن متحدث باسمه.

وقال متحدث باسم غويتريش في بيان إن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء قرار الحكومة الإسرائيلية السيطرة على مدينة غزة. إن هذا القرار يشكّل تصعيدا خطيرا ويهدد بمفاقمة التداعيات الكارثية التي يواجهها ملايين الفلسطينيين".

Related خطة نتنياهو لاحتلال غزة: خمس فرق عسكرية وتهجير مليون مدنيإسرائيل تقر خطة للسيطرة على مدينة غزة.. وحماس تصفها بـ"جريمة حرب"إدانات أممية وأوروبية لخطة إسرائيل السيطرة على مدينة غزة ودعوات لمراجعة القرار الادانات الدولية مستمرة

رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا انتقد بشدة خطة السيطرة على غزة، وقال إن "مثل هذا القرار يجب أن تكون له عواقب على علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل"، مضيفاً أن الوضع المأساوي في القطاع "لن يؤدي القرار إلا إلى مفاقمته".

بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إدانة بلاده "بأشد العبارات" للخطة، محذراً من أنها قد تقود إلى "طريق مسدود تماماً" على الصعيد السياسي.

من جهته، وصف رئيس الوزراء الكندي مارك كارني خطة إسرائيل لاحتلال غزة بالكامل بأنها "خاطئة"، محذراً من أن تنفيذها سيعرض حياة الرهائن المحتجزين في القطاع إلى "خطر أكبر"، وداعياً إلى إعطاء الأولوية للحلول الدبلوماسية والإنسانية التي تضمن حماية المدنيين والإفراج عن الرهائن.

أما إيران، فقد رأت في الخطة دليلاً على نية إسرائيل المضي في "التطهير العرقي" و"الإبادة الجماعية"، معتبرة أن السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع تكرس هذه السياسة.

انتقادات إسرائيلية مضادة

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الجمعة 8 آب/أغسطس، أن حكومته قررت تعليق الموافقة على أي صادرات من المعدات العسكرية إلى إسرائيل يمكن استخدامها في قطاع غزة، وذلك حتى إشعار آخر، في خطوة جاءت ردًا على خطة إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية هناك.

وأوضح ميرتس في بيان أن "إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمثلان أهم أولويات برلين"، معربًا عن "قلق بالغ إزاء استمرار معاناة المدنيين في قطاع غزة". وأضاف: "العمل العسكري الأكثر صرامة الذي قرره مجلس الوزراء الإسرائيلي الليلة الماضية يجعل من الصعب بشكل متزايد تحقيق هذه الأهداف".

وهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرار ألمانيا وقف صادرات الأسلحة التي قد تُستخدم في حرب غزة، معتبراً أن الخطوة "تكافئ" حركة حماس. وقال مكتبه إن نتانياهو أعرب عن "خيبة أمله" خلال مكالمة مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، مؤكداً أن برلين كان عليها دعم "حرب إسرائيل العادلة" بدلاً من فرض القيود.

وتتزامن هذه المواقف مع جلسة مجلس الأمن، ما يعكس اتساع الجبهة الدولية الرافضة للخطة الإسرائيلية، وتحذيرات من أن تنفيذها سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل غزة الصين بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل غزة الصين بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأمم المتحدة إسرائيل إدانة دونالد ترامب إسرائيل غزة الصين بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا بريطانيا الهند حركة حماس سوريا فرنسا خطة إسرائیل مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد

من جديد تثبت مصر أنها قلب العروبة النابض وعنوان السلام الدائم، فها هي مدينة شرم الشيخ، مدينة السلام، تحتضن جولة جديدة من اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب على غزة، لتعيد إلى الأذهان تاريخًا طويلًا من المواقف المصرية الثابتة، التي لا تتغير بتغيّر الزمن ولا بتبدّل الظروف.

منذ عقود، كانت مصر — ولا تزال — هي الوسيط النزيه، والضمير العربي الحي، الذي لا يسعى لمصلحةٍ ضيقة، بل يعمل من أجل إنقاذ الإنسان قبل أي شيء. من كامب ديفيد إلى اتفاقات الهدنة، ومن دعم القضية الفلسطينية في كل محفل دولي إلى استقبال المفاوضات على أرضها، أثبتت القاهرة أن السلام بالنسبة لها ليس شعارًا يُرفع، بل مسؤولية تاريخية وإنسانية.

وها هي اليوم، شرم الشيخ — المدينة التي شهدت مؤتمرات للسلام والتنمية والبيئة والسياحة — تفتح ذراعيها لتحتضن الأمل في وقف نزيف الدم، وإعادة الحقوق لأصحابها، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي دفع ثمن الحروب والدمار لسنوات طويلة.

دور مصر لم يكن يومًا عابرًا، بل متجذر في تاريخها الممتد منذ آلاف السنين، حين كانت أرضها مأوى للأنبياء وممرًا للرسل، ومهدًا للحضارة الإنسانية. واليوم، تواصل مصر هذا الدور بوعي قيادتها السياسية وحكمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي رفع دائمًا شعار “لا حل إلا بالسلام العادل والشامل، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.

إن ما يجري في شرم الشيخ اليوم هو رسالة جديدة للعالم: أن السلام لا يولد إلا من أرضٍ تعرف معنى الحرب، وأن من ذاق مرارة الفقد هو الأقدر على تقدير قيمة الحياة.
فمصر التي خاضت الحروب من أجل كرامتها، تعرف كيف تبني الجسور من أجل إنقاذ الآخرين.

شرم الشيخ  إذا ليست مجرد مدينة ساحلية جميلة، بل هي رمزٌ متجدد لسلامٍ مصريٍّ أصيل، سلامٍ يصون الحقوق ولا يساوم على الكرامة، سلامٍ يُكتب اليوم بأيدٍ مصرية تحمل شرف التاريخ وأمانة المستقبل.

مقالات مشابهة

  • لبنان يتقديم بشكوى لمجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بعد غارات على قضاء صيدا
  • الرئيس عباس يشارك في قمة شرم الشيخ الدولية
  • شرم الشيخ.. مدينة السلام التي تحتضن الأمل من جديد
  • لبنان يستعد لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد إسرائيل
  • رجّي يعطي توجيهاته لرفع شكوى عاجلة ضدّ إسرائيل
  • رئيس وزراء لبنان: طلبت من وزير الخارجية تقديم شكوى عاجلة في مجلس الأمن ضد إسرائيل
  • قضايا قيمتها 6 ملايين جنيه.. ضربات مستمرة ضد تجار العملات الأجنبية
  • وزير السياحة يجتمع مع رئيس "البوندستاج" والتنمية الاتحادية الألمانية لبحث التعاون
  • قوات أمن تابعة لحماس تعود إلى شوارع مدينة غزة
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية