ولدت الإذاعة المصرية فتية قوية، وبلغت مجدها وذروتها في خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، واستمرت تمتعنا بتنوعها وثرائها، حتى جاء القرار غير العادل في تسعينيات القرن المنصرم بتقليصها وإعطاء الأولوية والأهمية القصوى للتلفزيون. ومع الأسف، ما كان بعد هذا يؤسف له؛ فما عادت الإذاعة المصرية كما كانت نتيجة لخلل هذا القرار الجائر.
ولعل الأجيال التي تربت على درر الإذاعة تفهم وتعي ما أعنيه. نعم، الفنون المرئية هي لغة العصر، ولكن تظل الفنون السمعية، وعلى قمتها الإذاعة، لها مذاق خاص، تؤثر في القاصي والداني. من ينسى تحف البرنامج الثاني أو البرنامج الثقافي برموزه التي لا تخطئها العين: محمود مرسي، صلاح عز الدين، بهاء طاهر، ميخائيل رومان، سميحة أيوب، سناء جميل، صلاح منصور، الرائد الكبير زكي طليمات، وغيرهم الذين تعرفنا من خلالهم على درر المسرح العالمي بمدارسه ومناهجه المختلفة، وأمتعونا بفنهم وبمواهبهم الكبيرة في التجسيد، والإخراج، والترجمة أيضا.
نعم، الفنون المرئية هي لغة العصر، ولكن تظل الفنون السمعية، وعلى قمتها الإذاعة، لها مذاق خاص، تؤثر في القاصي والداني.
من منا ينسى إذاعة القرآن الكريم التي ضمّت كبار أصوات المقرئين بأصواتهم التي تحمل نفحات من السماء، وكذلك البرامج الدينية التي كانت تبث عبر إذاعة القرآن الكريم التي اهتمت بمقاصد الإسلام الكبرى: من تراحم وتسامح وما إلى ذلك من قيم نبيلة؟
ومن منا ينسى إذاعة الشرق الأوسط، و"هنا القاهرة"، و"صوت العرب"؟ بل من منا ينسى مسلسلات رمضان التي كان يلتف حولها القاصي والداني وقت الإفطار؟ ومن منا ينسى المخرجين الكبار مثل: محمد علوان، ومصطفى أبو حطب، وغيرهما كثيرون.
من منا ينسى هذا الطموح الفني للجمال، والذي تمثل -على سبيل المثال- في مسلسلات أنف وثلاث عيون لإحسان عبد القدوس، ومن بطولة النجم العالمي وقتذاك عمر الشريف، والذي سافر له المخرج النابه محمد علوان إلى لندن ليسجل كل المسامع الصوتية، في سابقة تعد الأولى من نوعها، ثم يقوم بضمها في المونتاج إلى باقي المسامع الصوتية المسجلة في مصر. أي طموح هذا؟! أي جهد هذا؟! ولم يكتفِ علوان بهذا، بل أعاد التجربة مرة أخرى من خلال أحداث مسلسل الحب الضائع لطه حسين، مع عمر الشريف أيضا، أمام سعاد حسني وصباح.
ومن منا ينسى مسلسل أرجوك لا تفهمني بسرعة، للكاتب محمود عوض، والنجم عبد الحليم حافظ، والوجه الجديد آنذاك عادل إمام، والوجه الجديد أيضا نجلاء فتحي؟
من منا ينسى البرنامج الفكاهي الساخر ساعة لقلبك الذي ضم كل نجوم الكوميديا، وأبرزهم فؤاد المهندس، وعبد المنعم مدبولي، وخيرية أحمد، وغيرهم من الكبار الذين ملأوا حياتنا بهجة وسعادة وشبابا؟
دور الإذاعة المصرية لا يسعه مقال ولا أكثر، بل يسعه مجلد يتناول أثر الإذاعة المصرية وفضلها على الوعي الجمعي المصري.
ولكن فلنتمنَّ هنا أن يعيد من بيده القرار الإذاعة المصرية إلى كامل بهائها ورونقها، ودورها الحقيقي، ولا يكتفي بعودتها كحلية شكلية، بل نريدها مؤثرة وفاعلة كسابق عهدها. أليس كذلك؟!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء المصرية مصر اعلام اذاعة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة صحافة مقالات رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإذاعة المصریة
إقرأ أيضاً:
شوكت المصري مديرًا لمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي في دورته الثالثة
أعلن مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي برئاسة الدكتورة داليا همام، اختيار الدكتور شوكت المصري مديراً للمهرجان في دورته الثالثة، المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل.
يشار إلى أن الدكتور شوكت المصري هو ناقد وأكاديمي مصري بارز، يشغل منصب أستاذ مساعد للنقد الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون بالإسكندرية. له إسهامات واسعة في مجالات النقد الأدبي والدراسات الثقافية، وصدر له عدد من المؤلفات والدراسات .
شارك الدكتور شوكت في لجان تحكيم العديد من الجوائز والمسابقات الأدبية والثقافية، وأدار فعاليات ثقافية كبرى على المستويين المحلي والعربي، منها المدير التنفيذى وعضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب من ٢٠١٩ الى ٢٠٢٢.و يتميز برؤية ثقافية متكاملة تجمع بين الخبرة الأكاديمية والعمل الميداني في إدارة وتنظيم الفعاليات، مما يجعله إضافة نوعية لإدارة مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي.
وقالت الدكتورة داليا همام، رئيس المهرجان: “اختيار الدكتور شوكت المصري لإدارة الدورة الثالثة جاء لما يمتلكه من خبرة أكاديمية وثقافية واسعة، ورؤية إبداعية تساهم في تطوير المهرجان وتحقيق أهدافه لخدمة الطفل العربي.
جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يُقام تحت رعاية جمعية الفن والثقافة “بتاح”، وبدعم من وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الشباب والرياضة، وأكاديمية الفنون.