تفجرت مؤخرًا قضية سرقة مقبرة أمير الشعراء أحمد شوقى، والذى قال عنه الشيخ الشعراوى إنه أحد أولياء الله الصالحين. وقبلها أثيرت أزمات حول هدم مقبرة أشهر مقرئى القرآن الكريم الشيخ محمد رفعت، وكانت نقابة اتحاد كتاب مصر قد عقدت ندوة حول هذه القضية وتحدث فيها مجموعة من المسئولين إلى جانب ورثة الراحلين. الندوة أوصت باحترام أضرحة هؤلاء لكى يبقوا قدوة أمام الأجيال؛ لأن كثيرًا من أبناء هذه الأجيال لم يعد أمامهم قدوة حسنة، فأصبح لاعبو كرة القدم والفنانون هم القدوة، بل إنهم يختارون أسوأهم ليتمثلوا به.
فى الخمسينيات أصدر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى كتابا بعنوان «قادة الفكر»، وكان يرمى إلى الرموز الذين كانوا يعلمون الشعوب ويرسمون لهم خرائط المستقبل. اليوم اختفت هذه القدوة وتغيرت، وساهم الإنترنت بأساليبه المختلفة فى مسح عقول كثير من الشباب، فتعثرت خطاهم وتخلفت طرق عيشهم وازداد حوارهم تطرفًا وعنادًا، وانحط الخطاب الفكرى لدى أغلبهم وانحدرت أخلاقهم.
طبعا باستثناء مجموعة ليست بالقليلة من الشباب، يتمسكون بقيمهم ويعرفون كيف يستثمرون التكنولوجيا الحديثة فى تطوير علومهم وآدابهم وفكرهم.
قضية هدم ونقل الأضرحة طالت مقبرة طه حسين وتدخلت فرنسا لإنقاذ مقبرته، لكن أحفاد أحمد شوقي جميعهم يعيشون خارج مصر، وكان على مثقفى مصر وشعرائها التصدى لحمايه مقبرة أمير الشعراء.
والقضية حاليًا أمام المسئولين؛ لأن الحلول المناسبة كثيرة، فقط تحتاج إلى جهد فى تصميم مكان يضم هذه المقابر ولا يعوق التطوير الذى تسعى إليه الدولة، بل أرى أنه يخدم مصالحها لأنها ستربح أثرًا دينيا تم تعديله بأسلوب معاصر يليق بهذه الأسماء وبالدولة.
والكل يعلم أن التراث الدينى خاصة فى مصر له عمق كبير وأصيل فى تواصل الشعوب والتقاء الأجيال، ما يرشح لنا حالات من التفاؤل والإضاءة نحو مستقبل أفضل يسمح لنا بأن نرسم دولة حديثة على مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية بكل ما تشمل من تطوير فى التخطيط العمرانى، والسماح بأن نكون أمام شعب يستحق أن يكون أحفاد بناة الأهرامات.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كاريزما قضية سرقة القرآن الكريم
إقرأ أيضاً:
منظمة "أنقذوا الأطفال": غزة مقبرة للضمير الإنساني
الرؤية- غرفة الأخبار
قالت منظمة "أنقذوا الأطفال": إن أطفال فلسطين يعانون استمرار القصف والحصار، مؤكدة رفضها من أن تصبح معاناة الأطفال هناك أمرا طبيعيا.
وأضافت المنظمة: "غزة ليست ساحة حرب بل مقبرة للضمير الإنساني".
وقبل يومين، حذرت الأمم المتحدة من أن نحو 14 ألف رضيع في قطاع غزة قد يموتون خلال 48 ساعة، حال لم تصلهم المساعدات الإغاثية في الوقت المناسب.
وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن "هناك 14 ألف رضيع سيموتون خلال 48 ساعة إذا لم نتمكن من الوصول إليهم"، مؤكدا أن الفرق الأممية تريد إنقاذ أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأطفال.
وشدد فليتشر على ضرورة "إغراق" قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، مضيفا: "لا يزال لدينا الكثير من الأشخاص على الأرض، فهم في المراكز الطبية والمدارس يحاولون تقييم الاحتياجات".
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال، الاثنين، إن "مليونَي شخص يتضورون جوعاً" في قطاع غزة، بينما يمنع الاحتلال دخول "أطنان من الطعام على الحدود على بُعد دقائق معدودة".