الجزيرة:
2025-12-14@17:39:25 GMT

الجفاف يفتك بالثروة الحيوانية في جنوب العراق

تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT

الجفاف يفتك بالثروة الحيوانية في جنوب العراق

بغداد – يواجه العراق كارثة اقتصادية وبيئية وشيكة، إذ تتسبب موجة جفاف هي الأشد منذ عقود في نفوق أعداد كبيرة من المواشي في محافظات الوسط والجنوب.

وأكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن هذا العام هو الأكثر جفافا منذ عام 1933، موضحة أن تغذية نهري دجلة والفرات انخفضت إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي. وتشير التقديرات إلى أن معدل نفوق الثروة الحيوانية تجاوز 30%، وهذا يهدد بانهيار قطاع يعتمد عليه آلاف السكان كمصدر رئيسي للرزق.

وحذّر الخبير البيئي المتخصص في شؤون الأهوار، جاسم الأسدي، من تداعيات خطيرة على بيئة الأهوار العراقية واقتصادها المحلي، مؤكدا أن استمرار الأوضاع الحالية قد يؤدي إلى نفوق ما يصل إلى 45% من رؤوس الماشية، وخاصة الجاموس، خلال فصل الصيف القادم. وقال الأسدي للجزيرة نت إن الأهوار شهدت موجات جفاف متكررة منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن الجفاف الذي بدأ عام 2021 يُعد "الأقسى" على الإطلاق، إذ أدى إلى انخفاض حاد في مناسيب المياه وجفاف مساحات واسعة من البحيرات والمناطق الرطبة، تاركا فقط المجاري المائية العميقة.

ولم تقتصر الأزمة على نقص المياه، بل تفاقمت نتيجة ارتفاع الملوحة والتلوث الناجم عن مياه الصرف الصحي، وهذا أثر على صحة الجاموس وإنتاجيته. ووفقا للأسدي، انخفض إنتاج الحليب للجاموسة الواحدة إلى لترين فقط يوميا، كما يبست الأعلاف الخضراء وتعرضت للتلف، ما وضع مربي الجاموس في موقف صعب لعدم قدرتهم على توفير بدائل علفية. وأوضح أن نسبة نفوق الجاموس في عموم الأهوار العراقية وصلت بين 32% و35% خلال السنوات الماضية، مرجحا ارتفاعها إلى 45%، محذرا أيضا من فقدان أكثر من 95% من المخزون السمكي.

نفوق الأسماك والمواشي بسبب تلوث وشح المياه (فيسبوك)

وأشار إلى أن الوضع الراهن مرتبط بعوامل مناخية أبرزها انخفاض منسوب المياه في السدود العراقية إلى أقل من 6 مليارات متر مكعب، مع توقع تراجعها إلى أقل من 4 مليارات بحلول نهاية أكتوبر/تشرين الأول المقبل إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة. كما حمّل الجهات المعنية جزءا من المسؤولية بسبب عدم إيلاء ملف مربي الجاموس الاهتمام الكافي، لافتا إلى أن غياب تمثيل انتخابي ثابت لهذه الفئة جعلها مهمشة في السياسات العامة.

إعلان

وتظهر التقديرات أن الإيرادات المائية للعراق تراجعت من نحو 70 مليار متر مكعب إلى 40 مليارا، وسط توقعات بانخفاض نصيب الفرد من المياه إلى 479 مترا مكعبا سنويا بحلول عام 2030، في حين أن معيار منظمة الصحة العالمية يبلغ 1700 متر مكعب سنويا للفرد.

تأثيرات مباشرة على الريف والثروة الحيوانية

وأكد عضو الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية، أحمد سوادي حسون العيساوي، خطورة الوضع الذي تمر به محافظات الوسط والجنوب، مشيرا إلى أن الثروة الحيوانية تتعرض لخسائر قد تصل إلى مستويات غير مسبوقة. وقال العيساوي للجزيرة نت إن مناطق في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والنجف هي الأكثر تضررا من الجفاف، بسبب اعتماد سكانها على الثروة الحيوانية المرتبطة ببيئة الأهوار التي جفت بالكامل في بعض المواقع.

وبيّن العيساوي أن التأثير تفاقم بفعل الارتفاع الحاد في درجات الحرارة المرتبطة بالتغير المناخي، وهذا جعل أنواعا من المواشي مثل الجاموس أكثر عرضة للنفوق. وتوقع ارتفاع نسبة النفوق إلى ما بين 50% و70% إذا لم تُتخذ حلول فورية، محذرا من أن حياة الريف باتت مهددة بالانهيار نتيجة توقف الزراعة وتراجع الثروة الحيوانية.

كما أشار إلى أن انعدام المياه في بعض المناطق منذ أكثر من 3 أشهر أجبر المزارعين على استخدام مياه الإسالة (مياه الشبكة) لسقي الحيوانات، في ظل عدم توفر الأعلاف بسبب الجفاف، الأمر الذي دفع البعض إلى نحر مواشيهم أو بيعها أو تركها للموت. وأكد أن هذا الوضع أدى إلى انتشار الأوبئة بسبب تحول ما تبقى من المياه إلى برك ملوثة.

عمر عبد اللطيف يؤكد أن محافظة ذي قار فقدت 11 ألف رأس جاموس منذ عام 2023 (الجزيرة)نزوح داخلي وتراجع الإنتاج

وأفاد رئيس مرصد العراق الأخضر، عمر عبد اللطيف، بأن أزمة الجفاف في المحافظات الجنوبية أدت إلى نزوح داخلي واسع، متوقعا أن يتجاوز عدد المتضررين 15 ألف نسمة.

وقال عبد اللطيف للجزيرة نت إن محافظة ذي قار وحدها شهدت نزوح أكثر من 10 آلاف عائلة من القرى والأرياف منذ عام 2023 حتى الآن، في ظل تأثيرات متراكمة على الأمن الغذائي ومستويات المعيشة.

وأضاف أن الدعم الذي قدمته المؤسسات الرسمية للعائلات المتضررة لا يرقى إلى حجم الأزمة، مشيرا إلى أن محافظة ذي قار فقدت منذ عام 2023 نحو 11 ألف رأس جاموس، إذ انخفض عدد الجواميس من 21 ألفا إلى 10 آلاف فقط. وأوضح أن مربي الجاموس يواجهون تحديات إضافية منها منعهم من الانتقال إلى مناطق تتوفر فيها المياه بسبب القيود الأمنية، وهذا يجبرهم على البقاء في بيئات جافة دون حلول بديلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات الثروة الحیوانیة منذ عام إلى أن

إقرأ أيضاً:

مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه

خرجت مظاهرات في مدن وبلدات عدة تأييدا للجيش السوداني، في حين حذر مسؤول سوداني من تفاقم أزمة المياه في ظل محدودية الموارد، بسبب الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع.

فقد تظاهر سودانيون في مدينة أم درمان وبورتسودان وعطبرة وعدة مدن وبلدات بولايتي الجزيرة والقضارف ودنقلا بالولاية الشمالية وفي خشم القربة بولاية كسلا، تأييدا للجيش السوداني وتنديدا بالتدخلات الأجنبية وانتهاكات الدعم السريع.

وردد المتظاهرون هتافات مناصرة للجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

وفي التداعيات الإنسانية للحرب، قال مدير هيئة المياه بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان الأتاسي عيسى إن المدينة التي تستضيف نحو مليون نازح، تعاني نقصا في مياه الشرب النقية بنحو 50% بسبب اعتداءات الدعم السريع.

وأضاف في تصريحات للجزيرة أن هيئة المياه تحاول سد النقص عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة والتي تنتج حاليا نحو 3 آلاف متر مكعب إلا أن معظمها تحتاج لمعالجة بسبب الملوحة الزائدة.

وأشار إلى أن اكتظاظ الأبيض بالنازحين عقب تصاعد القتال في ولايات كردفان قلل من حصة الفرد من المياه وخلق أزمات إضافية تسعى حكومة ولاية شمال كردفان لمعالجتها.

من جهته، قال وزير البنى التحتية بولاية شمال كردفان معاوية آدم، للجزيرة، إن الولاية تواجه تحديا كبيرا لتوفير مياه الشرب للنازحين، مشيرا إلى أن مصادر المياه محدودة وأن الحرب أسهمت في تفاقم الأزمة.

احتياجات إنسانية

وحذر مدير الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي روس سميث، في منشور على منصة إكس، من تزايد الاحتياجات الإنسانية في ولاية شمال دارفور ومدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وأشار سميث إلى أن فرار المدنيين من المناطق المحاصرة لا يعني الأمان لهم، لأنهم يصلون إلى مناطق مزدحمة تقل فيها المساعدات.

وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.

إعلان

مقالات مشابهة

  • مرصد متخصص:العراق بحاجة إلى 100 مليار متر مكعب من المياه
  • مرصد: العراق بحاجة الى 100 مليار متر مكعب لإعادة المياه الى وضعها الطبيعي
  • توتر في المياه.. اعتراض أمريكي ومصادرة إيرانية للوقود وتركيا مستاءة!
  • انقطاع المياه عن مناطق بالشيخ زايد بسبب كسر في خط رئيسي.. والإصلاح جار
  • مظاهرات في مدن سودانية دعما للجيش وتحذير من تفاقم أزمة المياه
  • بسبب تسريب المياه.. قرارات إزالة لـ 6 منازل في المنوفية
  • المحكمة عن قضية الطفل ياسين: المتهم اعتدى عليه أكثر من مرة في دورات المياه
  • مرصد اقتصادي: العراق ينفق أكثر 5 تريليونات دينار لتغطية نصف الطلب على الكهرباء
  • الطقس البارد يفتك بـ غزة| الخيام تنهار مع الأمطار.. آلاف الأسر ستفقد أماكن الإيواء
  • قرية "شط جريبة" تستغيث.. والأهالي محاصرون بسبب المياه