تحظى سلطنة عُمان بمقومات طبيعية فريدة تجعلها وجهة جاذبة لهواة سياحة المغامرة، وفي تجربة شخصية اختار فريق نادي الابن البار الكويتي والمكون من 20 شخصا، سلطنة عُمان لخوض رحلة مغامرات واستكشاف بها امتدت لخمسة أيام، شملت أودية، وكهوفًا، وشواطئ، وأحياء تراثية، في مشهد يؤكد أن عُمان ماضية في ترسيخ حضورها كوجهة خليجية مميزة لسياحة المغامرات.

حيث تمثل مثل هذه المبادرات نافذة اقتصادية واعدة، إذ ينشط الطلب على خدمات الفنادق والنقل والمرشدين المحليين، وشركات المغامرة التي انتشرت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في سلطنة عمان، وتشجع هذه المبادرات المجتمعات المحلية على الاستثمار في البنية الأساسية الخفيفة مثل المخيمات والنزل، والمعدات، ووجود مرشدين سياحيين، كما تفتح المجال لريادة الأعمال في مناطق جبلية وريفية مختلفة في سلطنة عمان؛ فقد نُفذ الفريق رحلته بتنسيق مباشر مع شركات سياحية محلية ومرشدين عُمانيين ومزودي خدمات في النقلين البري والبحري والأنشطة الجبلية، ما يُبرز سلسلة من الفوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي يُمكن أن تُحققها مثل هذه المبادرات السياحية الخاصة.

وجهات المغامرة

امتدت الرحلة عبر مسار متنوع يضم مواقع طبيعية أبرزها وادي بني عوف (Snake Canyon) المعروف بتضاريسه الصخرية المدهشة، وقرية طيوي ذات الطابع القروي المطل على البحر، وجزيرة الديمانيات التي تُعد محمية طبيعية بحرية تستقطب محبي السباحة والغطس، كما شملت الرحلة جولات في سوق مطرح وأحياء العاصمة مسقط ومناطق أخرى.

ولأن الرحلة لم تنفذ عبر شركة واحدة، بل جرى تنسيقها بشكل مستقل، فقد أتاح ذلك لفريق الرحلة التعاقد مع عدة أطراف عمانية كسائقي مركبات دفع رباعي، وشركات تأجير قوارب، ومزودي أنشطة الغوص، وشركات نقل داخلي بالباصات، إضافة إلى مزودي خدمات الإقامة والطعام.

وأكد محمد مروان مدوة مشرف الرحلة، أن اختيار سلطنة عمان جاء لما تتميز به من تنوع جغرافي يجمع بين الجبال الشاهقة والصحاري الممتدة، إضافة إلى الأمن والاستقرار ودفء استقبال الشعب العماني، مؤكدا أن المعايير التي اعتمد عليها الفريق شملت ملاءمة البيئة لأنشطة المغامرة، وثراء الثقافة المحلية، بما ينسجم مع أهداف النادي في تنمية روح المغامرة لدى الشباب واستغلال أوقاتهم في طاعة الله سبحانه وتعالى.

وأشار مدوة إلى أن البنية الأساسية في سلطنة عمان متطورة وتلبي متطلبات سياحة المغامرة بشكل ممتاز، من الطرق الآمنة والمجهزة، إلى مرافق سياحية منظمة، إضافة إلى توفر مواقع مجهزة من قبل شركات المغامرات للأنشطة الجبلية؛ وهذا التميز ساعدنا في نادي الابن البار على تنفيذ برنامج الرحلة بسلاسة وتحقيق تجربة آمنة وغنية للشباب المشاركين.

وأوضح مدوة أن التعاون مع شركة روف وفندق فريزر سويتس كان مثمرا، حيث تميز الشركاء المحليون بالاحترافية والالتزام بالمواعيد، وجودة المعدات، وحسن التعامل، وقد ساعدهم هذا التعاون في تقديم تجربة راقية للمشاركين.

وبين مشرف الرحلة أن هذه الرحلات تفتح آفاقا للتواصل الثقافي والتجاري والسياحي، وتبني جسورا من الأخوة بين الشعبين، كما أنها تشجع على تبادل الخبرات في مجال تنظيم المغامرات والأنشطة الشبابية، وهو ما يتماشى مع رؤية نادي الابن البار في تعزيز روح الأخوة بين الشباب الناشئة وبناء علاقات صحية تدعم التنافس على الخير دائما.

وأكد مدوة أن التجربة حققت نجاحا كبيرا على جميع المستويات، موضحا أنه يوصي كل شاب كويتي يتطلع إلى خوض مغامرة آمنة وممتعة وثرية بالمعرفة بزيارة سلطنة عمان، مشيرا إلى سعي النادي لأن تكون هذه الرحلات وسيلة للتقوي على العبادة وتعزيز روح التعاون بين الشباب.

وأعرب صالح بن عبدالله البرية عضو فريق رحلة نادي الابن البار إلى سلطنة عمان، عن امتنانه للقائمين على اختيار وجهة الرحلة، قائلا: "مع أنني لم أكن ضمن من اتخذ قرار الوجهة، إلا أن اختيار عُمان كان موفقا بفضل الله، فقد جمعت الرحلة بين الطبيعة الخلابة والأمن والاستقرار، وهو ما انعكس إيجابا على تجربتنا جميعا".

وأضاف: إن البنية الأساسية في سلطنة عمان والخدمات السياحية المتوفرة شكلت عاملا أساسيا في نجاح الرحلة، مشيرا إلى أن التنظيم الجيد، سواء من خلال التطبيقات أو التعاون مع الشركات المحلية، سهّل الكثير من الأمور، وخص بالذكر شركة ROVE التي تولت تنظيم المغامرات ووفرت كافة الاحتياجات الطبية والغذائية، وشركة آفاق للنقل السياحي التي رافقت الفريق في كل تحركاته بقيادة عزّان، الذي وصفه بأنه خير مثال للأخلاق العمانية الرفيعة.

وتحدث البرية عن طبيعة الأنشطة، قائلا: "لم أكن أتخيل أن أجد في عُمان مغامرات بمستوى ما رأيته في وادي طيوي، وجزيرة الديمانيات، ومضيق الثعابين، لقد صدمت بجمال الطبيعة هناك، خاصة أنني زرت أكثر من عشر دول خارج الخليج ولم أجد ما يضاهي هذه التجربة"، لافتا إلى أن ما زاد الرحلة جمالا هو كرم وأخلاق الشعب العماني وحسن تعاملهم مع الضيوف.

وحول أثر هذه الرحلات، أوضح أنها من أقوى العوامل لتعزيز التبادل السياحي بين الكويت وعُمان، مؤكدا أن من يزور سلطنة عمان سيعود بانطباعات إيجابية تدفعه لتشجيع الآخرين على خوض التجربة لانفسها، والعكس ينطبق على زائري الكويت.

وعن الأثر الشخصي، أوضح البرية أن هذه المغامرات منحته ثقة أكبر بنفسه، فقد تجاوز مخاوف القفز من المرتفعات وخوض الأنشطة التي كان يتحفظ عليها سابقا، كما اكتسب معرفة أكبر بمسقط وأشهر مواقع المغامرات فيها، إلى جانب تعزيز علاقاته الاجتماعية وزيادة حبه للطبيعة والتحدي.

وأكد البرية رغبته في تكرار التجربة، موصيا الشباب الكويتي بخوض مغامراتهم القادمة في سلطنة عمان، لما توفره من تنوع طبيعي وأخلاق راقية تضيف بعدا إنسانيا جميلا لكل رحلة.

وأكد وليد محمد الجيران عضو فريق رحلة نادي الابن البار إلى سلطنة عمان، أن اختيار سلطنة عمان كان الخيار الأنسب والأقرب جغرافيا إلى دولة الكويت، موضحا أن عُمان تتميز بتنوع مغامراتها، وجودة سياحتها العالية، وتنظيمها الرائع الذي يوفّر جميع سبل الراحة للمسافرين.

وأشار الجيران إلى أن البنية الأساسية والخدمات السياحية في سلطنة عمان توفر للمسافر كل ما يحتاجه لخوض مغامراته بسهولة وأمان، لافتا إلى أن التعاون مع شركة روف أسهم في تسهيل تنفيذ الأنشطة والمغامرات وتوفير الاحتياجات كافة، بما في ذلك الغذاء ووسائل الراحة.

وحول تعزيز التبادل السياحي بين البلدين، شدد على أهمية زيادة المنشآت والخدمات التي تدعم تنظيم الرحلات للمغامرين، بما يسهل التجربة على الزوار.

وأكد الجيران رغبته في تكرار التجربة، ناصحا وبشدة جميع الكويتيين وغير الكويتيين بخوض هذه المغامرة الفريدة التي تجمع بين المتعة، والراحة، وروح التحدي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: البنیة الأساسیة فی سلطنة عمان إلى أن

إقرأ أيضاً:

بمشاركة سلطنة عمان.. دول التعاون تبحث تعزيز التكامل العدلي

تشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة العدل والشؤون القانونية في الاجتماع الرابع للجنة مسؤولي إدارات التعاون الدولي والعلاقات الدولية بوزارات العدل بالدول الأعضاء لعام 2025م، والذي يعقد أعماله في مقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض من 11 حتى 14 أغسطس 2025م. ويمثل الوزارة وفد مكوّن من المستشار الدكتور علي بن حمد العدوي، وعيسى بن سالم البراشدي مدير دائرة التعاون الدولي.

وتناقش اللجنة خلال الاجتماع عدة موضوعات، منها مشروع القواعد الموحدة لمكافحة التمييز وخطاب الكراهية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومشروع القواعد الموحدة لمكافحة الاتجار بالأشخاص لمجلس التعاون، ومشروع القواعد الموحدة لمكافحة جرائم تقنية المعلومات للمجلس، وإعداد وثيقة للتعاون بين وزارات العدل في دول المجلس تنفيذا لبنود مبادرة سلطنة عمان لتعزيز التكامل العدلي بين دول المجلس.

كما تتناول اللجنة تقرير اجتماعات لجنة مسؤولي إدارات التعاون الدولي والعلاقات الدولية في وزارات العدل في الدول الأعضاء لعام 2025م، وجدول أعمال الاجتماع السابع والعشرين لأصحاب المعالي والسعادة وكلاء وزارات العدل في دول مجلس التعاون، المقرر عقده في دولة الكويت بتاريخ 18 من سبتمبر 2025م.

مقالات مشابهة

  • المغامرات الممتعة تنتظر طفلك هذا الصيف في نادي جونيور جنغل في منتجع الحبتور
  • فن التزيين أول مشروع عماني متخصص في منتجات الأغذية والحلويات
  • حوافز مالية جديدة لتعزيز تنافسية سلطنة عمان في الهيدروجين الأخضر
  • «اقتصاد ما بعد النفط»رحلة سلطنة عُمان نحو التعقيد الاقتصادي
  • تلفزيون وإذاعة سلطنة عمان..استمرارٌ في التطوير والتنويع
  • بمشاركة سلطنة عمان.. دول التعاون تبحث تعزيز التكامل العدلي
  • اللواء شقير استقبل سفير سلطنة عمان
  • مرشدات عمان يحصدن الأوسمة والدروع في مؤتمر الإقليم العربي
  • واقعة غريبة: شركة طيران أمريكية تنسى راكبتين كفيفتين في المطار