عدن تحتضن الصندوق الاجتماعي.. خطوة لإنهاء استغلال الحوثيين للتمويل الدولي
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أعلنت الحكومة اليمنية نقل إدارة الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى العاصمة عدن تحت إشراف السلطة الشرعية، عقب سنوات من الاختطاف من قبل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في صنعاء وسيطرتها على الكثير من التمويلات الدولية التي سخرت لمصالحها ومشاريعها الخاصة.
وفي خطاب البنك المركزي بعدن، الصادر بتاريخ 11 أغسطس 2025، تم تعيين مدير جديد للصندوق الاجتماعي للتنمية، وإلغاء المخولين السابقين التابعين لمليشيا الحوثي، مع اعتماد توقيع المدير الجديد على المعاملات الخاصة بالصندوق.
كما أن القرار يهدف إلى بدء إجراءات عملية لضبط التمويلات الدولية، ومنع استمرار المليشيات في استغلال موارد الصندوق كأداة للتمويل غير المشروع وأنشطة سياسية وعسكرية.
وعلق الناشط الحقوقي عبدالقادر الخراز على القرار عبر صفحته في فيسبوك قائلاً: "هذه الخطوة هامة وكانت منتظرة منذ سنين ويجب دعمها، وطالبنا بها أكثر من مرة في إطار ضبط التمويلات الدولية سواء للصندوق أو للمنظمات الدولية، وتأتي أهميتها من خطاب البنك المركزي بعدن، فالمسألة ليست قرار فقط وإنما إجراءات متتابعة تفرض سيادة الدولة وتمنع استمرار استغلال مليشيا الحوثي لأموال التمويلات الدولية والتحكم بها، فمن خلال هذا الصندوق ضخت مئات ملايين الدولارات إن لم تكن مليارات على طول السنوات العشر الماضية."
وأضاف الخراز: "بالأمس ونتيجة لهذه الخطوة عملت الإدارة التابعة لمليشيا الحوثي ممثلة بعبدالله الديلمي وصالح الرازحي على تعطيل نظام الصندوق وتوقيفه في خطوة رد فعل على إجراءات البنك في عدن وبأوامر من علي الحاكم. ومن تحت الطاولة حاولوا مخاطبة المانحين الدوليين لوقف الإجراءات، لكن هيهات؛ العجلة بدأت وعلى الدولة الاستمرار والسيطرة على كافة حسابات الصندوق وتفعيل نظام المراقبة."
وأشار الخراز إلى أهمية الحذر بشأن المدير الجديد المعين بعدن، وسام قايد، قائلاً: "يجب الانتباه، فقد كان نائب مدير الصندوق سابقًا بصنعاء وساهم في بقاء الصندوق بيد الحوثي، وكان ينزل إلى عدن لإقناع رئيس الوزراء السابق ببقاء الصندوق تحت سيطرة المليشيا. وإذا استوعب ضرر الحوثيين مؤخراً، فعليه تقديم اعتذار للشعب عن الفترة السابقة وأن يكون جاهزًا للمحاسبة بعد استكمال ترتيب وضع الصندوق في عدن، مع الحذر من أي انتكاسة."
وأكد الخراز أن نقل الصندوق يمثل بداية لإجراءات متتابعة تشمل جميع المنظمات الدولية والبرامج التنموية، لضمان أن التمويلات تمر عبر البنك المركزي في عدن، ومنع أي طرف مسلح من استغلالها. وأوضح أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز الرقابة على الموارد، ومواجهة أي محاولات للالتفاف على القانون أو الاستفادة من الأزمة الإنسانية ذريعةً لتمويل أنشطة الحوثيين.
وبحسب مسؤولون حكوميون أن النقل يشمل إعادة هيكلة الصندوق بالكامل، بهدف ضمان الشفافية وتطبيق المعايير الدولية في صرف التمويلات. وتعد هذه الخطوة مقدمة لمبادرة أوسع تشمل جميع المنظمات والبرامج الدولية العاملة في اليمن، التي ستلحقها قريبًا بإشراف مباشر من الحكومة الشرعية لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه دون أي اختلاس أو تحيّز سياسي.
ويؤكد نشطاء وخبراء اقتصاديون أن نقل الصندوق إلى عدن سيتيح توحيد آليات الرقابة والمحاسبة، ويعزز مصداقية الحكومة أمام المانحين الدوليين، كما أنه يشكل رسالة واضحة لمجتمع المانحين بأن الأموال المخصصة لليمن ستصل إلى المشاريع التنموية وخدمة المواطنين وليس إلى أيدي المليشيات.
كما أن عملية النقل ستساهم في الحد من الفوضى المالية التي طالت العديد من البرامج التنموية في مناطق الحوثيين، وتفتح الباب أمام ضبط توزيع المساعدات الإنسانية، بما يقلل من الانتهاكات والاستغلال السياسي للمعونات الدولية.
ومن المتوقع أن يشهد الأشهر المقبلة تعيين عدد من القيادات الجديدة في الصندوق، ووضع خطة شاملة لإعادة هيكلة العمليات الإدارية والمالية، بالتعاون مع الجهات الرقابية المحلية والدولية، لضمان استدامة التمويل ومتابعة أثره على الأرض. ويعتبر هذا التحرك بداية مرحلة جديدة من التدخل الحكومي الفاعل في ملفات التنمية، بعد أن كانت مناطق سيطرة الحوثيين تشهد تسيير موارد الصندوق وفق أهواء المليشيا.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: التمویلات الدولیة هذه الخطوة
إقرأ أيضاً:
«الشهامة».. الخطوة الأولى في «دوري الثالثة» بطموح الوصول إلى «المحترفين»
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أخبار ذات صلةيستعد نادي الشهامة لتدشين ظهوره الأول في دوري الدرجة الثالثة لكرة القدم موسم 2025-2026، بعد مسيرة حافلة بالتحديات والطموحات، قادها مالك النادي ولاعب الفريق صالح عبدالله الجنيبي، الذي لم يتوقف حلمه عند حدود «المستطيل الأخضر».
خاض صالح الجنيبي، الذي بدأ مشواره الكروي في نادي الوحدة بعمر السابعة، قبل الانتقال إلى الجزيرة، وصولاً إلى محطته الأخيرة لاعباً مع بني ياس موسم 2011-2012، تجارب مختلفة في المراحل السنية والرديف وحتى الفريق الأول، لكنه قرر أن يمنح مدينته وأبناءها فرصة لمواصلة الإبداع الكروي، بعيداً عن اللعب في الشوارع، أو التوقف عند أبواب الأندية.
ولدت فكرة تأسيس النادي منذ عام 2006، لكن التأسيس الفعلي كان في 2015، في منطقة الشهامة التي تضم أيضاً الرحبة والشليلة وغيرها، حيث أراد الجنيبي أن يعكس في اسم النادي روح المنطقة وقيمها، وكانت البداية من بطولات مدرسية مثل بطولة مدرسة الياسمين في «خليفة أ»، ثم الانتقال إلى دوري المؤسسات، قبل المشاركة في بطولات مختلفة مثل «مبادلة»، محققين نحو 10 ألقاب.
في 2017، أطلق صالح الجنيبي أكاديمية للأطفال، قبل أن يطور مشروعه الرياضي بإنشاء ملعب يحمل اسمه على أرض تجارية يملكها، لتتحول لاحقاً إلى منشأة رياضية متكاملة، بالشراكة مع صديقه خالد عيسى، حارس نادي العين ومنتخب الإمارات، تحت اسم SK Stadium، وتضم ملاعب كرة وصالة جيم وغرف تبديل وملعب بادل تنس ومطعماً ومقهى يخدم اللاعبين من مختلف الأعمار.
رحلة الانضمام إلى دوري الدرجة الثالثة لم تكن سهلة، إذ واجه النادي صعوبات في تلبية متطلبات التسجيل، وفشل في المشاركة لثلاثة مواسم متتالية رغم تقديم الطلبات المتكررة، قبل أن تأتي الموافقة المنتظرة هذا الموسم، في لحظة وصفها الجنيبي بالمؤثرة لدرجة البكاء من الفرح بعد سنوات من الإصرار.
يضم الشهامة الآن لاعبين مواطنين، من بينهم عناصر لم تنل فرصتها في الأندية، بسبب ازدحام قوائم المحترفين بالأجانب، ونجحوا في تقديم مستويات لافتة خلال المباريات الودية أمام فرق بحجم الجزيرة وبني ياس، ويحظى النادي بدعم جماهيري من أبناء المنطقة، حيث يحرص السكان على الحضور، بما في ذلك الأمهات والعائلات، ما يضفي طابعاً اجتماعياً فريداً على المباريات.
يضع صالح الجنيبي، الذي يشارك لاعباً وقائداً للفريق هدفاً واضحاً، يتمثل في الصعود التدريجي من الثالثة إلى الثانية، ثم الأولى، وصولاً إلى دوري المحترفين، مستلهماً تجارب ناجحة لأندية مثل البطائح، ويؤكد أن ما يميز الشهامة أنه «نادي مدينة»، يمثل روح المجتمع ويفتح أبوابه لكل من يبحث عن فرصة لإثبات نفسه في كرة القدم.