فشل مفاوضات جنيف بشأن معاهدة الحد من خطر البلاستيك على البيئة
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
فشلت الدول الـ185 المجتمعة في جنيف في الاتفاق على مشروع نصّ ملزم لمكافحة تلوث البلاستيك، ويأتي ذلك بعد 10 أيام من المفاوضات المكثفة. حيث واجه النص النهائي رفض عدة دول وانتقاد منظمات غير حكومية.
وقال دبلوماسيون يوم الجمعة، إن الوفود التي ناقشت أول معاهدة ملزمة قانونا في العالم لمعالجة التلوث البلاستيكي فشلت في التوصل إلى توافق في الآراء، معربين عن خيبة أملهم، وحتى غضبهم من عدم إقرار النص.
وكان المندوبون يسعون إلى تحقيق انفراج في محادثات الأمم المتحدة الصعبة في جنيف، لكن الدول التي تسعى إلى التوصل إلى معاهدة طموحة، قالت إن النص الأخير الذي صدر في الساعات الأولى من صباح الجمعة لا يلبي توقعاتها.
وقالت وزيرة البيئة الفرنسية أغنيس بانييه روناشير في الجلسة الختامية للمحادثات إنها "غاضبة لأنه على الرغم من الجهود الحقيقية التي بذلها كثيرون، والتقدم الحقيقي في المناقشات، لم يتم الحصول على نتائج ملموسة".
من جهته، قال ممثل النرويج "لن نبرم معاهدة بشأن تلوث البلاستيك هنا في جنيف". كما قال مندوب كولومبيا، "إن الاتفاق عرقله عدد قليل من الدول التي، ببساطة، لم ترغب في التوصل إلى اتفاق"، في إشارة واضحة إلى الدول المنتجة للنفط.
وتشمل القضايا الأكثر إثارة للخلاف تحديد سقف للإنتاج، وإدارة المنتجات البلاستيكية والمواد الكيميائية المثيرة للجدل، والتمويل لمساعدة البلدان النامية على تنفيذ المعاهدة.
وتجمع أكثر من ألف مندوب في جنيف منذ يوم 5 أغسطس/آب للمشاركة في الجولة السادسة من المحادثات، بعد أن انتهى اجتماع لجنة التفاوض الحكومية الدولية في بوسان لكوريا الجنوبية في ديسمبر/كانون الأول الماضي أيضا دون التوصل إلى اتفاق.
ومُددت مفاوضات جنيف إلى الخميس، حيث سعت الدول جاهدة إلى سد الانقسامات العميقة والخلافات عن مدى القيود المستقبلية، على صناعة البلاستيك المشتق أساسا من النفط الخام دون جدوى.
إعلانوكان دبلوماسيون ودعاة المناخ قد حذروا، في وقت سابق، من هذا الشهر من أن الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والدول الجزرية الصغيرة للحد من إنتاج البلاستيك مهددة بسبب معارضة الدول المنتجة للبتروكيماويات والولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وترغب الأطراف في "تحالف الطموح"، ومنها الاتحاد الأوروبي وكندا وأستراليا والعديد من دول أميركا اللاتينية وأفريقيا والدول الجزرية، بتخليص الكوكب من البلاستيك الذي بدأ يلوثه ويؤثر على صحة الإنسان، والأهم من ذلك تقليل الإنتاج العالمي للبلاستيك.
أما المعسكر الآخر، الذي يضم بشكل رئيسي الولايات المتحدة ودولا منتجة للنفط، فيرفض أي قيود على إنتاج البلاستيك، وأي حظر على الجزيئات التي تُعد ضارة بالبيئة أو الصحة على المستوى العالمي.
ويبدو مستقبل المفاوضات غامضا، وقالت بعض الدول مثل بريطانيا وأوغندا إنها يجب أن تستأنف، لكنّ دولا أخرى وصفت العملية بأنها غير مجدية. وقال مندوب جنوب أفريقيا "من الواضح جدا أن العملية الحالية لن تنجح".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تلوث التوصل إلى فی جنیف
إقرأ أيضاً:
«بدون كييف».. مركز الدانوب ووسط أوروبا: مفاوضات بوتين وترامب بشأن أوكرانيا تُجرى بسرية
أكد سيباستيان شيفر، مدير مركز الدانوب ووسط أوروبا، أنّ المفاوضات الجارية بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومسؤولين أميركيين، تجري في غياب أوكرانيا، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول سرية هذه المحادثات وأهدافها.
وأضاف، في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج «منتصف النهار»، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ ما يحدث هو تفاوض بين روسيا والولايات المتحدة بشأن ملف يتعلق مباشرة بأوكرانيا، بينما تُستبعَد كييف من طاولة الحوار، وهو ما يشكّل سببًا رئيسيًا للتكتم المحيط بهذه اللقاءات غير المعلنة.
وأشار إلى أنّ غياب أوكرانيا عن هذه المحادثات يجعل من الصعب التنبؤ بنتائجها، مشددًا على أنّ أحد دوافع السرية هو مناقشة قضية تخص طرفًا أساسيًا من دون مشاركته.
وأوضح أنّ هذا المسار لا يصب في مصلحة أوكرانيا، التي تجد نفسها طرفًا في مفاوضات تُعقد بشأن مستقبلها دون إبلاغها بشكل مباشر.
وأشار شيفر إلى أنّ أحد التطورات المهمة خلال المرحلة المقبلة سيكون موقف البيت الأبيض من دعم أوكرانيا، لافتًا إلى أنّ المفاوضات التي تجري بدون إطلاع كييف بصورة واضحة ليست الخيار الأفضل.
وأكد أنّ أوكرانيا تعتمد كذلك على دعم شركائها الأوروبيين، غير أنّ المشهد الأوروبي بات معقدًا، رغم الاجتماعات التي عُقدت مؤخرًا لدعم كييف، والتي تم خلالها الإعلان عن تخصيص 187 مليار يورو كمساعدات عسكرية.
وذكر، أنّ أوروبا، رغم دعمها الواسع، لن تكون قادرة على توفير حجم الإمدادات العسكريّة التي كانت تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا. وأوضح أنّ امتناع واشنطن عن مشاركة المعلومات الاستخباراتية سيجعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للقوات الأوكرانية على الأرض.
وأشار إلى احتمال أن يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مشيرًا، إلى أنّ هذا الاحتمال قد يكون من العوامل القادرة على تغيير موازين اللعبة السياسية في المرحلة المقبلة.
اقرأ أيضاًبوتين: التبادل التجاري ينمو بين روسيا وهنغاريا خلال 2025
بوتين: خطة ترامب للسلام في أوكرانيا يمكن أن تكون أساسًا لاتفاقيات مستقبلية
بوتين يشترط تنازل أوكرانيا عن عدة مناطق لبحث أي اتفاق سلام