“النصر لا يمنح بل ينتزع”.. السيسي يوجه رسالة لإسرائيل وترامب في ذكرى حرب أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
مصر – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر وإسرائيل خاضتا حروبا ونزاعات عسكرية ضارية، دفع فيها الطرفان أثمانا فادحة من الدم والدمار.
وأوضح خلال كلمته بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات السادس من أكتوبر المجيدة لعام 1973 أن العداء كاد أن يستمر ويتجذر، لولا بصيرة الرئيس السادات، وحكمة القيادات الإسرائيلية آنذاك، والوساطة الأمريكية التي مهّدت الطريق نحو سلامٍ عادل وشجاع، أنهى دوامة الانتقام، وكسر جدار العداء، وفتح صفحةً جديدةً من التاريخ.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن التجربة المصرية في السلام مع إسرائيل لم تكن مجرد اتفاق، بل كانت تأسيسًا لسلام عادل رسّخ الاستقرار، وأثبت أن الإنصاف هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، مؤكدًا أنها نموذج تاريخي يحتذى به في صناعة السلام الحقيقي.
وأضاف الرئيس السيسي: نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية، وبما يعيد الحقوق إلى أصحابها.
وتابع الرئيس السيسي: “السلام الذي يفرض بالقوة، لا يولد إلا احتقانا أما السلام الذي يبنى على العدل، فهو الذى يثمر تطبيعا حقيقيا، وتعايشا مستداما بين الشعوب”، متابعا: “أوجه التحية والتقدير للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على مبادرته، التى تسعى لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة بعد عامين من الحرب والإبادة، والقتل والدمار.
وأوصح السيسي: “في هذا اليوم المجيد، نقف جميعًا وقفة عزٍّ وفخر، نحيي فيها ذكرى يومٍ خالد في تاريخ ووجدان الأمة، يوم السادس من أكتوبر عام 1973… ذلك اليوم الذي أضاف لمصر والعرب جميعًا فخرًا ومجداً. إنه يوم الانتصار العظيم، يوم العبور، يوم وقف فيه العالم احترامًا وإجلالاً لعظمة وإرادة المصريين، ولوحدة القرار العربي”.
وفي هذه الذكرى، وجه الرئيس السيسي تحيةً خالصةً إلى “روح القائد العظيم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، صاحب القرار الجريء والرؤية الثاقبة، الذي قاد الأمة بحكمة وشجاعة نحو النصر والسلام”.
كما حيا الرئيس قادة القوات المسلحة، وكل ضابط وجندى، وكل شهيد ارتقى إلى السماء، وكل جريح نزف من أجل الوطن، وكل من لبّى نداء مصر في تلك اللحظة الفارقة من تاريخها، لتظل راية مصر خفاقةً شامخة.
وأضاف: “وإننا إذ نستحضر هذه الذكرى العظيمة، فإننا لا نحييها لمجرد الاحتفال، بل لنستلهم منها الدروس والعِبَر”.
وأوضح الرئيس السيسي أن ملحمة أكتوبر علّمتنا أن النصر لا يُمنَح، بل يُنتزَع، وأن التخطيط المحكم، والعمل المخلص الدؤوب، والتنسيق بين مؤسسات الدولة، وتماسك الجبهة الداخلية، واليقين بنصر الله، هي مفاتيح النصر والمجد.
وقال: “قال تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. بهذا اليقين انتصرت مصر، وبهذا اليقين ستظل منتصرة — بإذن الله — إلى يوم الدين”.
وأضاف: “ومن روح أكتوبر نستمد عزيمتنا اليوم في بناء مصر الجديدة… مصر الحديثة… مصر التي تليق بمكانتها وتاريخها، وتستحق أن تكون في مصاف الدول الكبرى”.
وأكد أن الدولة تعمل بكل جدٍّ وإخلاص على بناء دولة قوية، عصرية، متقدمة، تعبر عن الوزن الحقيقي لمصر، وعن قيمتها الحضارية والإنسانية، في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء.
وتابع: “نحن نبني مؤسساتٍ راسخة، ونطلق مشروعاتٍ تنمويةً عملاقة، ونعيد رسم ملامح المستقبل، لتكون مصر كما يجب أن تكون: رائدة، متقدمة، ومؤثرة”.
وأشار إلى أن المبادئ التي قادت مصر إلى النصر في أكتوبر 1973، هي اليوم — في ظل ما تمر به منطقتنا من أزمات متلاحقة — أحوج ما نكون إلى استدعائها واسترجاعها وتطبيقها كنهجٍ راسخ في حياتنا السياسية والاجتماعية.
وشدّد الرئيس على أن الأوضاع الإقليمية لم تعد تحتمل التراخي، وأن الظروف التي نعيشها تتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نستلهم من روح أكتوبر ما يعيننا على تجاوز التحديات، بل والتقدّم إلى الأمام.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
مصر القومي: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى أكتوبر تؤكد أن روح العبور ما زالت تقود مسيرة بناء الجمهورية الجديدة
أشاد حزب مصر القومي، برئاسة المستشار مايكل روفائيل، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في الذكرى الثانية والخمسين لانتصارات أكتوبر، قائلا: حملت مضامين وطنية وسياسية عكست من خلالها رؤية مصر الثابتة في الجمع بين قوة الإرادة في الدفاع عن الأرض، وحكمة القيادة في ترسيخ السلام القائم على العدالة والإنصاف.
وأكد روفائيل، في بيان له، أن الرئيس في كلمته أعاد إلى الأذهان لحظة العبور المجيدة، التي جسدت وحدة الصف الوطني وصلابة الموقف العربي، موضحًا أن استحضار تلك الروح في الوقت الراهن هو دعوة صريحة لاستكمال مسيرة النهوض وبناء الدولة العصرية على أسس من العمل والانتماء والتضحية.
وأشار روفائيل، إلى أن إشادة الرئيس ببطولات الجيش المصري جاءت لتؤكد أن المؤسسة العسكرية كانت وستظل صمام الأمان للوطن، وأن تضحيات رجالها الأبطال تمثل الضمانة الكبرى لاستمرار مسيرة الدولة في تحقيق الأمن والتنمية، لافتًا إلى أن مصر تخوض اليوم معركة بناء لا تقل صعوبة عن معركة التحرير، ولكنها تمتلك ذات العزيمة والإصرار.
ولفت روفائيل، أن تأكيد الرئيس على أن السلام لا يُفرض بالقوة بل يُبنى على العدالة، يعكس إدراكًا عميقًا لطبيعة الصراعات في المنطقة، وإيمانًا راسخًا بأن الحلول السياسية العادلة هي السبيل الوحيد لاستقرار الشرق الأوسط، مشددًا على أن موقف مصر من القضية الفلسطينية يظل ثابتًا لا يتغير، باعتبارها قضية حق وعدل وكرامة إنسانية.
ونوه روفائيل، إلى أن الرئيس وجّه من خلال كلمته رسالة واضحة للعالم بأن مصر ستواصل دورها المحوري في دعم جهود التهدئة ووقف إطلاق النار في غزة، والعمل على إعادة إعمارها وتهيئة الظروف لإطلاق مسار سياسي جاد يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدًا أن هذا الموقف يعكس ريادة مصر ومسؤوليتها التاريخية تجاه أشقائها العرب.