الثورة نت:
2025-12-14@17:14:19 GMT

أمة بلا معركة… وقضية بلا ظهير!

تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT

 

فلسطين لم تكن يوما ضحية الاحتلال وحده، بل كانت وما زالت ضحية تواطؤ عربي رسمي ممتد، تارة بالصمت، وتارة بالتماهي مع المشاريع الاستعمارية، وأخرى بالمشاركة المباشرة في أضعاف القضية وتصفيتها.

التاريخ مليء بالشواهد التي لا يتسع المقام لسردها، لكنها حاضرة في الذاكرة الفلسطينية، منذ النكبة وحتى اليوم لعبت أنظمة عربية دورا محوريا مكّن المشروع الصهيوني من تثبيت أقدامه وتوسيع خططه، دول كانت يوما في طليعة المواجهة تحولت إلى بوابة للتطبيع، وممرا الزاميا لوساطات تنتهي دوما بتكريس واقع الاحتلال، وأخرى ربطت مصيرها الأمني به، وباتت علاقاتها الأمنية والاقتصادية معه اعمق من أي وقت مضى.

منذ اللحظة التي منح فيها العرب الغطاء السياسي للغرب لتقسيم المنطقة، كانت ملامح التخلي عن فلسطين قد بدأت، والنكبة ثم النكسة لم تكن أحداثا معزولة، بل نتيجة تفاهمات سرية وعلنية، وبمرور الوقت تقلصت مساحة الفعل العربي، حتى باتت أنظمة عربية ترى في الاحتلال ضمانا لاستقرارها، فتعاملت معه كحليف، لا عدو.

ولا يمكن إعفاء قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من مسؤوليتها عن هذا الواقع، يوم أخرجت قضية فلسطين من إطارها الأوسع، وجعلتها قضية فلسطينية محضة، فأعفت الأنظمة من مسؤوليتها التاريخية، وأتاحت لها التذرع بان “الصراع” شأن فلسطيني خالص، تحول جاء بدفع مباشر من عواصم عربية سعت للتخلص من عبء المواجهة، فداعبت أحلام الطامحين بدويلة وسجادة حمراء ومسميات، فوقعوا في فخ اعد لهم بإحكام، فعزلت القضية عن عمقها الاستراتيجي، ومنحت العرب مخرجا مريحا للتنصل من التزاماتهم، واتاح للاحتلال مواجه شعب محاصر بلا ظهير حقيقي. ثم رأينا دول اختارت ان تكون راس الحربة عبر التطبيع، وبينما كانت غزة تحرق، وأطفالها يموتون جوعا أو تحت الركام، كانت تمنح الاحتلال شرعية سياسية واقتصادية وأمنية، مسار لم يكن وليد ضعف مؤقت، بل استراتيجية طويلة الأمد، بدأت بتقسيم فلسطين، ثم كرست مع كل هزيمة عربية في حروب وهمية، وتعمقت بتحالفات أمنية واقتصادية برعاية أمريكية، فتحولت فلسطين إلى ملف ثانوي يقايض مقابل حماية الأنظمة، وتدفق الاستثمارات والسلاح الذي لم يُستخدم يوما الا لقتل العرب.

العدوان على غزة كان اختبارا فاضحا لهذه الحقائق، فحرب الإبادة والتجويع مرت أمام أعين عواصم العرب دون ان تحرك فيهم نخوة أو حمية، وجاءت الردود ببيانات وقمم بلا قرارات أو نتائج، وما مواصلة توقيع الصفقات الكبرى والأضخم في تاريخ التعاون الاقتصادي مع الاحتلال في ذروة العدوان الا دليلا إضافيا على رداءة الواقع العربي.

بالمقابل، فالشعوب العربية على النقيض تماما، ترفض التطبيع وتعتبره خيانة، لكن بين وعي الشارع وإرادة الحاكم فجوة تدار بالقمع، خشية ان تتحول الميادين إلى أدوات ضغط، فالعدوان كشف حجم الشراكة غير المعلنة؛ من إغلاق المعابر، إلى الإغاثة الوهمية، والتنسيق الأمني المباشر، ما جعل بعض العواصم جزءا أصيلا من منظومة الحصار، حتى وان حاولت تغليف ذلك بذرائع السيادة أو التوازنات.

خرج المشهد من الغرف المغلقة إلى العلن؛ إعلام ترفرف، اتفاقيات، وعلاقات دبلوماسية، يوم كانت غزة تتعرض للإبادة، والقدس تهود، والضفة تغرق في وحل الاستيطان، فلو فتحت المعابر بلا قيود، أو أوقف النفط عن مصانع الغرب، وجمدت الاستثمارات والاتفاقيات، لوجد الاحتلال نفسه في عزلة، لكنها خطوات تصطدم بإرادة سياسية غائبة أو منقادة للغرب.

وباستمرار هذا النهج، فالخطر لا يقتصر على فلسطين وحدها، لان المشروع الصهيوني لا يقف عند حدود فلسطين، ونجاحه في فرض التطبيع الكامل يعني إعادة رسم خريطة النفوذ والهوية في العالم العربي، والغرب يقرأ هذا الصمت كضوء اخضر للمضي في مخططاته، ويرى ان الأنظمة التي تصمت اليوم ستتنازل أكثر في الغد، فالتاريخ يعلمنا ان من يبيع القدس سيبيع عواصم أخرى.

ومع ذلك، ما زالت هناك فرصة لتغيير المسار ان توافرت الإرادة، فالقدس وغزة وجنين ليست مجرد جغرافيا فلسطينية، بل مفاتيح لصورة المنطقة ومستقبلها، وفلسطين لا تحتاج لعبارات تضامن موسمية، بل إلى قرارات جريئة تربط مصير المنطقة بمستقبل القدس، وتجعل من الحقوق العربية في فلسطين بنودا غير قابلة للمساومة، اما دون ذلك، فان أي ثناء على مواقف العرب لن يكون الا غطاء إضافيا لاستمرار حرب الإبادة.

* كاتب فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أجانب في ملاعب كأس العرب: منبهرون بقطر ومتضامنون مع فلسطين

لم تكن ملاعب كأس العرب في قطر مجرد ساحات رياضية تستضيف المنتخبات العربية، بل تحولت إلى فضاءات عالمية جذبت محبي كرة القدم والسياح من مختلف دول العالم.

وفي مشاهد تعكس البعد الإنساني والثقافي للبطولة، التقت الجزيرة نت بعدد من المشجعين الأجانب الذين شاركوا بفرحهم وانطباعاتهم عن التجربة، ليؤكدوا أن الحضور تجاوز حدود المنافسة الكروية ليصل إلى تفاعل حضاري وثقافي واسع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. السعودية تفوز بصعوبة على فلسطين وتتأهل لربع نهائي كأس العربlist 2 of 2مدرب الأردن: مواجهة العراق اختبار لصلابتنا الذهنية وأرنولد يؤكد جاهزية "أسود الرافدين"end of listخافيير من إسبانيا: "لوسيل… ملعب خرافي لا مثيل له في أوروبا"

 

في ملعب لوسيل العالمي، وبعد إطلاق صافرة نهاية مباراة السعودية وفلسطين في الدور ربع النهائي، صادفنا زوجين إسبانيين يبحثان عن ابنهما الذي كان يلتقط صورا قرب دكة احتياط المنتخب السعودي. وما أن حضر ابنهما خافيير سألناه عن إمكانية محاورته حتى أبدى حماسة واضحة وسعادة كبيرة.

عائلة خافيير الإسبانية حضرت لتشجع فلسطين في ربع نهائي كأس العرب أمام السعودية بملعب لوسيل (الجزيرة)

يقول خافيير (33 عاما) "أنا من مدينة بلباو في إسبانيا، ومن مشجعي أتلتيك بلباو. قدمت إلى قطر للمشاركة في سباق الترايثلون الذي سيقام السبت المقبل".

ويضيف: "هذه أول مرة أزور فيها قطر، وفضلت حضور مباراة السعودية وفلسطين في ملعب لوسيل الذي سمعت عنه كثيرا، وشاهدت فيه ميسي يتوج بطلا للعالم".

وتابع "إنه ملعب مذهل وخرافي. حضرت مباريات عديدة في أوروبا، حتى في دوري أبطال أوروبا، لكنها لا تضاهي روعة هذا الملعب".

حضر للترايثلون.. ووجد نفسه مشجعا لفلسطين

 

ويتابع خافيير: "لدي أصدقاء من فلسطين، لذلك جئت لتشجيع المنتخب الفلسطيني. كما أننا في بلباو أقمنا مباراة خيرية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفضا لما يحدث في غزة".

ويختم حديثه للجزيرة نت قائلا: "لم أتوقع دولة بهذه النظافة والجمال. الدوحة مدينة حديثة وجديدة بالفعل، وأنا مندهش جدا".

صوفيا من روسيا: "كتبتُ اسم قطر لأنني أحب هذا البلد"

 

وسط الحشود المحتفلة في ساحة لوسيل، لفتت الانتباه مشجعة روسية كتبت على عنقها "قطر" وزينت يديها بالحناء. تقول صوفيا إنها قدمت من روسيا في عطلة شهرية، ورغم أنها ليست شغوفة بكرة القدم، فإنها حرصت على حضور البطولة لأنها تحب الشرق الأوسط.

"صوفيا" روسية مشجعة لفلسطين في كأس العرب من أمام ملعب لوسيل في ربع نهائي كأس العرب قطر 2025 (الجزيرة)أحب فلسطين

تضيف صوفيا: "أنا متضامنة مع فلسطين لأنني أعمل في سفارة فلسطين في جمهورية التشيك. طلبت من صديقتي الهندية المقيمة هنا أن تحني يدي… أحب الحناء كثيرا".

إعلان

وعن تجربتها في قطر تقول: "استمتعت بالملعب والمباراة، وسأحضر مباراة الأردن والعراق والمباراة الترتيبية والنهائي".

وفي ختام حديثها، طلبنا منها كلمات بالعربية، فابتسمت بخجل وقالت: "أنا درست العربية… مبسوطة أوي… أنا أتكلم مصري… شكرا لكم".

مقالات مشابهة

  • معركة المرحلة الثانية في غزة
  • مدرب منتخب فلسطين واجه حدثا أليما قبل مباراة السعودية في كأس العرب
  • القنوات الناقلة لمباراة الأردن والعراق في ربع نهائي كأس العرب 2025.. قمة عربية منتظرة تحت الأنظار
  • هجوم عنيف من نجم منتخب فلسطين على الحكم أمين عمر
  • مدرب فلسطين راضٍ عن الأداء أمام السعودية في كأس العرب
  • لاعب منتخب فلسطين يهاجم أمين عمر بعد ربع نهائي كأس العرب
  • أجانب في ملاعب كأس العرب: منبهرون بقطر ومتضامنون مع فلسطين
  • عاجل: منتخب فلسطين يودّع كأس العرب بعد خسارته أمام السعودية
  •  كأس العرب 2025.. السعودية تعبر فلسطين وتتأهل إلى نصف النهائي
  • السعودية تقصي فلسطين وتبلغ نصف نهائي كأس العرب