سر وصية النبي بحسن الخلق وتقوى الله .. هل يدخلان الجنة ؟
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا)، أوصي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دائما بتقوى الله تعالى وأن نكفر عن سيئاتنا بفعل الكثير من الطاعات والأعمال الصالحة وأن نعامل الناس بحسن الخلق، فحسن الخلق مفتاح كل خير.
وورد الكثير من الأحاديث النبوية التى تحثنا على ذلك ومنها، ما ورد عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، قَالَ: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ , وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»، رواه الترمذي حديث حسن صحيح.
مرافقة النبي في الجنة تكمن في صفتين تعتبرا معيارا للقرب من النبي الكريم، في ذكرى المولد النبوي الشريف، هذا ما قاله الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي السابق لمفتي الجمهورية.
وأشار الى أن المسلم عليه أن يخرج من شهر ربيع الأول، شهر المولد النبوي الكريم، بهاتين الصفتين، والصفتين فيهما أحاديث، ليكون بذلك قد التزم بأسباب القرب من النبي.
وأضاف، أن الصفة الأولى من أسباب القرب من النبي هي حسن الخلق، فعلى المسلم أن ألا يكذب في شهر المولد النبوي، وكذلك التحلي بالوفاء والأمانة ، فيقول النبي "أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".
سر وصية النبي بحسن الخلقوقال الإمام صفى الرحمن المباركفوري فى شرحه لجامع الترمذي، أن قوله –صلى الله عليه وسلم- :«يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ»، أصل التقوى هى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من عذاب الله وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه.
وأضاف المباركفوري فى شرح الحديث، أن المقصود من قول النبي: «حَيْثُمَا كُنْتَ»، فيه إرشاد إلى عبادة الله على وجه المشاهدة فإن لم يكن فعلى الأقل على وجه المراقبة فالمطلوب من العبد أن يتقي الله في أي مكان كان فلا يتقيه في مكان يراه الناس فيه ولا يتقيه في مكان لا يراه فيه أحد فإن الله يراه حيثما كان فليتقيه حيثما كان.
وأوضح الإمام المباركفوري أن معنى قوله: «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا»، أى لما كان العبد مأموراً بالتقوى في السر والعلانية مع أنه لا بد أن يقع منه أحياناً تفريط في التقوى إما بترك بعض المأمورات أو بارتكاب بعض المحظورات فأمره بأن يفعل ما يمحو به هذه السيئة وهو أن يتبعها بالحسنة.
وبين أن هذا القول فيه إشارة إلى أن الحسنة تزيل السيئة فإذا كانت الحسنة هي التوبة فهي تمحو أي سيئة، وأما إذا كانت الحسنة عملاً صالحاً فإنه يوازن بين السيئة والحسنة فإذا رجح العمل الحسن على السيئ زال أثره بل إذا كان مع العمل الصالح توبة وتضرع وبكاء وندم كلما ذكر الذنب أو العمل السيئ كتب بذلك حسنات.
وقال أن المقصود من قول الرسول: «وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أى خالطوا الناس بالأخلاق الحسنة وزايلوهم بالأعمال الصالحة، وهذا القول يشير إلى الخلق الحسن عامة دون تحديد لأخلاق معينة بحيث يجتهد العبد في كل ما هو حسن من الخلق فيتجمل به ويكون عنده حرص على كل ما يحسن خلقه مع الناس.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حسن الخلق حسن الخلق
إقرأ أيضاً:
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة.. صفته ومتى يبدأ؟
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة، وما هي طريقة الاغتسال الصحيحة؟ أسئلة نجيب عنها في التقرير التالي.
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعة
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار السابق لمفتي الجمهورية السابق من خلال برنامج دقيقة فقهية: الاغتسال هو سيلان الماء على جميع البدن بِنِيَّةٍ، وهو مشروع بالكتاب والسنة ، يقول الله تعالى: {وَإِن كُنتُمۡ جُنُبٗا فَٱطَّهَّرُواْ} [المائدة: 6]، ويقول سبحانه : {وَلَا تَقۡرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطۡهُرۡنَ} [البقرة: 222] أي: حتى يغتسلن .
وتابع: الغُسْل قد يكون واجبًا كالاغتسال من الجنابة أو الحيض ، وقد يكون مسنونًا كغسل الجمعة والعيدين .
كما تحصل طريقة الاغتسال الصحيحة بإزالة الإنسان ما به من نجاسة إن وُجِدت ، وينوي ثم يعمم جميع بدنه وشعره بالماء ، ودليل ذلك ما رواه جبير بن مطعم رضي الله عنه قال : تذاكرنا غسل الجنابة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : " أَمَّا أَنَا فَآخُذُ مِلْءَ كَفِّي ثَلَاثًا ، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ، ثُمَّ أُفِيضُهُ بَعْدُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِي " .
والكمال في الغسل يكون كما ورد في السنة العمليَّة، حيث جاء في «الصحيحين» عَنْ السيدة عَائِشَةَ رضي الله عنها أنها قَالَتْ : " كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ . ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ . ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ . ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعرِ . حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ - الحفنة ملء اليد -، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ . ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ " . وفي رواية لهما أي للبخاري ومسلم : " ثم يخلل بيديه شعرَه حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض عليه الماء ثلاث مرات " .
وشدد أن الغُسْل يتحقق بالنية وتعميم جميع البدن والشعر بالماء ، وهناك طريقة الكمال في الغُسل ، وتحصل بذلك أيضًا مع مراعاة سنن الغسل وآدابه كما ورد في الحديث السابق .
كيف كان النبي يغتسل يوم الجمعةثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة، ويستحب للمسلم أن يَتطيَّبَ ويستخدم السواك، ويرتدي أفضل الثياب لحضور صلاة الجمعة، فقد جاء في صحيح البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ».
حكم غسل يوم الجمعة في المذاهب الأربعةيُسنُّ الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ، وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيَّة الأربعة: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال جماهيرُ العلماء، وحُكي الإجماعُ على ذلك.
متى يبدأ غسل يوم الجمعة
القول الراحج من العلماء أن غسل الجمعة يبدأ من طلوع الفجر، لكن الأفضل أن لا يغتسل إلا بعد طلوع الشمس؛ لأن النهار المتيقن من طلوع الشمس، لأن ما قبل طلوع الشمس من وقت صلاة الفجر، فوقت صلاة الفجر لم ينقطع بعد، فالأفضل أن لا يغتسل إلا إذا طلعت الشمس، ثم الأفضل أن لا يغتسل إلا عند الذهاب إلى الجمعة فيكون ذهابه إلى الجمعة بعد الطهارة مباشرة" انتهى .
واختلف العلماء في ابتداء وقت غسل الجمعة، فذهب جمهورهم، منهم الشافعية والحنابلة والظاهرية، إلى أنه من فجر يوم الجمعة وروي ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما .