"شوق الحبيب لأمته.. ما ورد في السنة عن بكاء النبي للقائنا
تاريخ النشر: 16th, August 2025 GMT
تلقىّت دار الإفتاء المصرية سؤالًا مؤثرًا من أحد المتابعين، جاء فيه: "هل ورد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى شوقًا لرؤية أمته من بعده؟"، ليكشف رد لجنة الفتوى الرئيسة بالدار حقيقة الأمر وما ثبت في السنة النبوية المطهرة بشأن هذا المعنى النبيل.
النبي ﷺ يشتاق إلينا
أوضحت لجنة الفتوى أن النصوص الصحيحة الواردة في السنة تؤكد أن رسول الله ﷺ اشتاق إلى رؤية أمته ولقائهم، بل وأبدى رغبته الصادقة في أن يراهم، رغم أنه لم يعش معهم في الدنيا.
واستشهدت اللجنة بما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ﷺ أتى المقبرة فقال:«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا».
فقال الصحابة متعجبين: "أولسنا إخوانك يا رسول الله؟"، فأجابهم: «أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد».
وفي رواية أخرى، قال ﷺ بصراحة مؤثرة: «إني لمشتاق إلى إخواني».
معنى الأخوّة هنا
أوضحت دار الإفتاء أن المقصود بـ"إخوان النبي" في هذا الحديث هم المؤمنون الذين سيأتون بعده، ويؤمنون به دون أن يروه، وهو ما يشمل كل مسلم ومسلمة جاءوا بعد زمن الصحابة الكرام، حتى يوم القيامة.
هذا الحديث يحمل رسالة حب ووفاء من النبي ﷺ لأمته، ويعكس حرصه عليهم وشوقه للقائهم، وهو ما ينبغي أن يقابله المسلم بمزيد من المحبة والطاعة، والتمسك بسنته، والاستعداد للقائه على الحوض يوم القيامة.
لم يثبت في السنة نص صريح يفيد بأن النبي ﷺ بكى شوقًا لرؤية أمته، لكن ثبت يقينًا أنه عبّر عن شوقه وحنينه إليهم، ووصفهم بإخوانه، وهو شرف عظيم لكل من تمسّك بدينه دون أن يرى نبيه، مؤمنًا به محبًا له، منتظرًا للقائه في دار الخلود.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي لجنة الفتوى رسول الله السنة فی السنة النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
الدكتور أيمن أبو عمر: سيدنا النبي حثنا على العمل والاجتهاد لنترك ما ينفع أبناءنا
أكد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف، أن العمل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنسانية، موضحًا أن وجود الجنس البشري على الأرض قائم على إعمارها، كما قال الله تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وأن من مظاهر الإنسانية أن يترك الإنسان أثرًا نافعًا بعد رحيله.
وأضاف خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الإنسان لم يُخلق لمجرد العيش والانصراف، بل لرسالة يؤديها، وسيُسأل يوم القيامة عن عمره وشبابه وكيف قضاهما، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس"، مؤكدًا أن ذلك يتحقق بالاجتهاد في العمل والحرص على الإنتاج.
وأوضح أن عمل الدنيا لا يتعارض مع عمل الآخرة إذا أخلص المرء النية لله، مستشهدًا بسيرة الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، الذي كان من أثرى الصحابة وأكثرهم عطاءً للفقراء والأقارب، حتى وُصف بأنه كان يقسم من ماله هدايا لكبار الصحابة، ومع ذلك شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.
وأشار أبو عمر إلى أن القرآن الكريم وصف الإنسان بقوله: "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، مبينًا أن الحسن البصري فسّرها بأن الإنسان يكابد أمور الدنيا وأمور الآخرة معًا، وأن التوازن بينهما هو السبيل لتحقيق رسالة الإنسان في الحياة، وخدمة نفسه ومجتمعه، وابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى.
أيمن أبو عمر يحذر من خطورة المزاح الجارح والتنمر: الرحمة يجب أن تكون منهج حياة
هل الرحمة تجوز على غير المسلم؟.. الدكتور أيمن أبو عمر يجيب
أيمن أبو عمر: الرحمة بالخدم والعمال من جوهر الإسلام وحقوقهم أمانة في أعناقنا