الذكاء الاصطناعي يتجاوز الأطباء في كشف أورام الثدي
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أظهرت دراسة أجراها باحثون بقيادة المركز الطبي لجامعة رادبود (Radboud) الهولندية، ونُشرت في مجلة The Lancet Digital Health، أن الذكاء الاصطناعي يكتشف الأورام بفعالية أكبر وفي مراحل أبكر مقارنة بالطرق التقليدية. وبحسب ما نشره موقع Medical Xpress، فإن هذه النتائج لا تقتصر على تحسين فرص العلاج المبكر، بل تشير أيضًا إلى إمكانية تخفيف عبء عمل أخصائيي الأشعة ضمن البرنامج الهولندي لفحص سرطان الثدي، مع توفير ملايين اليورو سنويًا.
وأكدت أبحاث سابقة في السويد أن الذكاء الاصطناعي يكتشف سرطان الثدي في صور الماموجرام بتواتر أكبر من أخصائيي الأشعة، كما يقلل عبء العمل عليهم، ما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا الآن على استبدال أخصائي الأشعة الثاني في البرنامج الهولندي، مما يؤدي إلى الكشف عن المزيد من الأورام وفي مراحل أبكر، والتي يتضح لاحقًا أنها ذات أهمية سريرية.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يبتكر مضادات حيوية جديدة تقهر البكتيريا المقاومة للأدوية
دقة وفعالية الذكاء الاصطناعي
أجرى باحثون بقيادة أخصائي أشعة الثدي ريتسه مان، من المركز الطبي لجامعة رادبود، تحليلًا لنحو 42,000 فحص ثدي ضمن برنامج الفحص الهولندي في منطقة أوتريخت.
تقليديًا، تتم مراجعة هذه الفحوصات من قبل اثنين من أخصائيي الأشعة وفق الممارسات المعتادة في فحص سرطان الثدي. وفي هذه الدراسة، تم أيضًا تقييم الفحوصات باستخدام الذكاء الاصطناعي المطور من قبل شركة ScreenPoint Medical، مع متابعة النساء اللواتي أُجريت لهن الفحوصات لمدة تقارب أربع سنوات ونصف، حيث توفرت لدى العديد منهن صور متعددة للفحص.
وأظهرت النتائج أن أخصائي أشعة واحد يعمل بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي يكتشف أورامًا أكثر من اثنين من الأخصائيين بمفردهما، كما تُحدد الأورام في مراحل أبكر عند استخدام الذكاء الاصطناعي.
وقالت مرشحة الدكتوراه سوزان فان وينكل: «أحيانًا يكتشف الذكاء الاصطناعي ورمًا لم يتعرف عليه أخصائيو الأشعة بعد، وهو ما نسميه نتيجة إيجابية خاطئة، لكن غالبًا ما يظهر هذا الورم في فحص لاحق، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي كان على صواب في وقت مبكر».
وأضافت: «عندما يطلق أخصائي الأشعة ناقوس الخطر، يكون الورم غالبًا أكبر وأكثر غزوًا، ويحتاج بالتأكيد إلى علاج عاجل».
قد يهمك أيضا.. بفضل الذكاء الاصطناعي.. أصبح التنبؤ بالخرف ممكنًا
تعاون فعال
في السويد، يُستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل لتحليل صور الماموجرام ضمن برامج الفحص الروتيني. يوضح ريتسه مان: «يحل الذكاء الاصطناعي محل أخصائي الأشعة الثاني، ولا يتدخل الأخصائي إلا إذا لم يكن الذكاء الاصطناعي متأكدًا من النتائج».
وأضاف: «نلاحظ أن أخصائيي الأشعة يتعاونون بشكل فعّال مع الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في اكتشاف المزيد من الأورام دون زيادة كبيرة في الفحوصات الإضافية غير الضرورية للنساء».
وتُظهر الدراسة الحالية أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على أداء دور الأخصائي الثاني في تحليل فحوصات الفرز ضمن السياق الهولندي، ما قد يوفر عدة ملايين من اليورو سنويًا.
ويضيف مان: «في السويد، يتم تنظيم الفحص على المستوى الإقليمي، بينما في هولندا يُدار على المستوى الوطني، ما يجعل تطبيق الذكاء الاصطناعي أكثر تعقيدًا لوجستيًا. البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في هولندا ليست جاهزة بعد، ويتطلب الأمر تمويلًا لتطويرها».
محتوى مشابه.. نموذج ذكاء اصطناعي يعزز دقة تشخيص سرطان الغدة الدرقية
تشير هذه النتائج إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد أداة مساعدة فحسب، بل أصبح شريكًا فعالًا في برامج فحص سرطان الثدي، قادرًا على تحسين دقة التشخيص واكتشاف الأورام في مراحل أبكر. ومع التقدم التكنولوجي وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، يمكن أن يسهم استخدام الذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف وتخفيف العبء عن أخصائيي الأشعة، ما يفتح الطريق لتبني أوسع لهذه التقنية في هولندا ودول أخرى، مع تعزيز فرص العلاج المبكر وتحسين نتائج المرضى بشكل ملموس.
أسامة عثمان (أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مرضى السرطان السرطان الأورام الأورام السرطانية سرطان الثدي أورام الثدي الذكاء الاصطناعي علاج السرطان سرطان أن الذکاء الاصطناعی سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
"غوغل" ستستخدم الذكاء الاصطناعي لاستطلاع آراء الأميركيين
تعمل شركة "غوغل" مع منظمة غير ربحية متخصصة في استطلاعات الرأي، على إطلاق مشروع جديد يستخدم الذكاء الاصطناعي لاستطلاع آراء الأميركيين السياسية.
وذكرت مجلة "فوربس" أن مركز الأبحاث "جيغسو" التابع لشركة "غوغل" تعاون مع معهد "نابوليتان" التابع لخبير استطلاعات الرأي سكوت راسموسن لإطلاق مشروع يستخدم الذكاء الاصطناعي لاستطلاع آراء الأميركيين حول مستقبل البلاد، وأُطلق على هذا البرنامج اسم "نحن الشعب".
وسيعمل هذا المشروع على جمع ما بين خمسة إلى عشرة أشخاص من كل ولاية انتخابية في الولايات المتحدة، للإجابة عن أسئلة تتعلق بمختلف القضايا التي تهم المواطنين الأميركيين.
وقالت المجلة أن هذا المشروع قد يحدث نقلة في مجال استطلاعات الرأي السياسية في أميركا.
وأشارت إلى أنه سيصعب على هذا المشروع الجديد التنبؤ بالمرشح الذي سيصوت له شخص ما، لكنه قادر على تحليل طريقة تنظيم الحملات الانتخابية.
وعادة ما تكون الاستطلاعات في الحملات الانتخابية عبارة عن أسئلة ثابتة، مثل: "هل ستصوت لهذا المرشح أم لا؟"، لكن المشروع الجديد سيسمح للمواطنين بالاتصال، أو إرسال رسائل نصية، أو استبيانات.
وسيقسم المشروع إلى ثلاث مراحل:
في الجولة الأولى، سيجيب المشاركون على أسئلة حول الحرية والمساواة، ثم يقوم نموذج الذكاء الاصطناعي من غوغل بتوليد أسئلة متابعة للتعمق في الموضوع.
في المرحلة الثانية، ستقوم أداة الذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات الجولة الأولى وتحويلها إلى مواضيع شاملة ونقاط نقاش ورسوم بيانية، مع إتاحة الفرصة للمشاركين للتفاعل ومشاركة المزيد من الأفكار.
أما في المرحلة الثالثة، فسينشئ البرنامج عبارات بناء على تحليل جميع الردود السابقة، وسيتمكن المشاركون من التصويت عليها بـ"نعم" أو "لا" لتمكين البرنامج من تحديد نقاط التشابه بينهم وبين الآخرين.
وما زال هذا المشروع في طور التجربة، ومن المقرر أن ينطلق رسميا في سبتمبر، وفقا لـ"فوربس".