25 غشت، 2025

بغداد/المسلة: علّق نواب غاضبون على الجلسة الأخيرة لمجلس النواب بالقول إن إدراج فقرة التصويت على قائمة السفراء في جدول الأعمال أدى عملياً إلى تعطيل النصاب القانوني، بعدما قرر عدد من الكتل الانسحاب اعتراضاً على الأسماء المطروحة، ما تسبب بتأجيل مشاريع قوانين أخرى وُصفت بالمهمة والعاجلة.

وأحدث طرح القائمة، التي تضم 91 اسماً أقرّها مجلس الوزراء في 22 يوليو/تموز الماضي، انقساماً واسعاً في الأوساط السياسية والشعبية، حيث دوّن ناشطون على منصة “إكس” أن “السفير ليس منصباً حزبياً يتقاسمه المتنفذون، بل هو واجهة الدولة في الخارج”.

وغرّد الصحفي العراقي مازن الزبيدي قائلاً: “القائمة الأخيرة للسفراء تعكس أزمة نظام المحاصصة.. سفراء بلا خبرة، وبعضهم أبناء السلطة”.

وقال نواب  إن الحكومة تجاهلت النص القانوني الذي يشترط أن يكون 75% من السلك الدبلوماسي من داخل وزارة الخارجية، فيما جاءت الترشيحات بأغلبها من خارج السلك وبضغط حزبي.

وأشار تدوينة لدبلوماسي عراقي سابق إلى أن “القائمة تضمنت أسماء مرتبطة بكتل نافذة، وأبناء وأقارب لمسؤولين كبار، ما يجعلها بعيدة عن معيار الكفاءة”.

وتمخض الجدل عن دعوات لتأجيل البت في الملف حتى إجراء تدقيق شامل بالأسماء والجهات التي دفعتها، فيما لوّحت كتل نيابية باستخدام أدواتها الرقابية في حال مررت القائمة بصيغتها الحالية.

وغرد المحلل السياسي علي الطائي قائلاً: “إذا مُررت هذه الأسماء فسيُسجَّل أن الدبلوماسية العراقية سقطت في يد المحاصصة الطائفية مرة أخرى”.

وأثار بعض النواب تساؤلات عن مصير مشاريع القوانين التي أجلت بسبب انسحاب الكتل وغياب النصاب، معتبرين أن إدارة الجلسة لم تكن موفقة، وأن الحكومة وضعت البرلمان أمام خيارين أحلاهما مُر: إما تعطيل تشريعات تمس حياة المواطنين، أو تمرير قائمة السفراء المختلف عليها.

وأكّد مراقبون أن تأثير هذه الأزمة لن يقف عند حدود البرلمان، بل سيمتد إلى صورة العراق الخارجية، حيث يمثل السفير وجه الدولة أمام المجتمع الدولي. وقال دبلوماسي متقاعد افتراضياً إن “تعيين سفير بلا خبرة ولا خلفية مهنية يُسيء مباشرة لسمعة العراق، ويضعف من قدرته التفاوضية”.

واستندت أغلب الانتقادات إلى أن القائمة تضمنت شخصيات محسوبة على جهات وشخصيات نافذة، ما أثار نقاشاً ساخناً حول غياب العدالة في توزيع المناصب الدبلوماسية.

واستعادت بعض التعليقات على “فيسبوك” تجارب السنوات الماضية، مشيرة إلى أن أكثر من 30% من السفراء الذين عُيّنوا بين 2018 و2022 لم يحققوا نتائج تُذكر في ملفاتهم، وأن الكثير منهم كان حضوره في العواصم مجرد بروتوكول شكلي.

وخلص متابعون إلى أن الجدل القائم يعكس أزمة ثقة بين الشارع والطبقة السياسية، فبينما يطالب الجمهور بكفاءة ونزاهة في التمثيل الخارجي، ما زالت معادلة المحاصصة تحكم حتى المناصب التي تمس مباشرة صورة العراق في الخارج.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

العراق يتصدر العرب باقتناء الذهب

6 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أكد المستشار المالي لرئيس مجلس الوزراء، مظهر محمد صالح، اليوم الاثنين، أن العراق أصبح في المرتبة الأولى عربياً في شراء الذهب، فيما أشار إلى أن العراق يعمل على توطين صناعة الذهب والمجوهرات داخل البلاد من خلال إطلاق مشروع مدينة الذهب العالمية.

وقال صالح، إن “مدينة الذهب العالمية التي أقرّها مجلس الوزراء مؤخراً في العاصمة بغداد، من المتوقع أن تُنجَز خلال فترة تتراوح بين سنتين إلى خمس سنوات، على أن يبدأ التفعيل الجزئي والمتدرّج للمدينة فورًا تحت إشراف وزارة التجارة، وبالتنسيق مع الهيئة الوطنية للاستثمار المانحة للأرض والرخصة الاستثمارية”.

وأضاف: “من المتوقع أن تُحدِث هذه المدينة نقلة نوعية في تنظيم تجارة الذهب والمجوهرات في العراق وفق المعايير الدولية، من خلال إنشاء بورصة شفافة، ومختبرات معتمدة، وضوابط صارمة للجودة، ومكافحة غسل الأموال، بما يشمل مراقبة مصادر الذهب وسجلات التداول، وذلك في إطار تشريعي وتنظيمي واضح ضمن قوانين التراخيص ومعايير الصناعة وآليات الرقابة”.

وأكد أن “الهدف من المشروع هو توطين صناعة الذهب والمجوهرات داخل العراق بدلاً من الاعتماد المستمر على الاستيراد، فضلاً عن توفير فرص عمل وتدريب مهني للطاقات البشرية المتجددة في العراق، المهتمة بصياغة الذهب وفق المعايير العالمية”.

وتابع صالح، إن “المشروع الآن في طور التهيئة والتنفيذ من حيث تخصيص الأرض، وإصدار الإجازات الاستثمارية، وتجهيز البنى التحتية، وإنشاء المصانع والمختبرات ذات الصلة، وتحت إشراف مباشر من وزارة التجارة”.

وبين، ان “المشروع يُقام ضمن مفهوم (المدينة الاقتصادية المتكاملة)، ما يعزز موقع العاصمة بغداد كمركز إقليمي لصناعة وتجارة الذهب والمجوهرات، فضلاً عن رفع تصنيف العراق في بورصات الذهب العالمية”.

وأشار إلى أن “العراق أصبح في المرتبة الأولى عربياً في شراء الذهب وفق إحصاءات عام 2024، حيث تتدفق إلى البلاد يومياً كميات مستوردة تتراوح بين 50 و70 كيلوغراماً”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مجلس السلام
  • المسلة تنشر نماذج أوراق الاقتراع لانتخابات البرلمان 2025
  • سفارة فلسطين بالعراق توزع "بدل إيجار" على 300 عائلة من اللاجئين الفلسطينيين
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم
  • العراق يتصدر العرب باقتناء الذهب
  • علوان في سفارة العراق.. العراق لن يترك لبنان
  • مسلة الأخبار
  • مناوي يطلق رسائل حاسمة ويضع القوى الوطنية أمام اختبار حقيقي
  • هل ينجح برلمان سوريا الجديد في اختبار الشرعية والتمثيل؟
  • الأحزاب تُغلق آذانها أمام الجفاف: أزمة المياه لا تُحرّك السياسيين.. فقط الانتخابات تهمهم