حذَّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقرير له من خطورة الأوضاع الراهنة في سوريا بعد مرور ستة أعوام على سقوط آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في الباغوز، مشيرًا إلى أن مخيمات الشمال السوري التي تضم أكثر من 42 ألف عنصر من أعضاء ومؤيدي التنظيم تمثل بؤرة تهديد مستمرة، قد تُسهم في إعادة إنتاج التنظيم أو خلق جماعات أكثر تطرفًا.

وأوضح المرصد أن هذه المخيمات التي نشأت منذ عام 2014م تحوّلت مع مرور الوقت إلى ما يشبه "مجتمعًا داعشيًا مصغَّرًا"، في ظل ظروف إنسانية صعبة ورفض العديد من الدول استعادة مواطنيها المنضمين للتنظيم خشية تهديد أمنها القومي، وهو ما جعل الأزمة تتفاقم عامًا بعد آخر.

كم يوما تبقى على المولد النبوي الشريف 2025.. بدأ العد التنازليأذكار الصباح كاملة.. اغتنم فضلها ورددها الآنعلي جمعة: من أُتيح له فهم الحقيقة المحمدية ولو بشكل يسير يظل النور في قلبه دائمًاحكم توزيع حلوى المولد من الزكاة .. دار الإفتاء توضح

وأشار التقرير إلى أن استمرار الاحتجاز المطوَّل، وتراجع الدعم الدولي، وعجز قوات سوريا الديمقراطية عن السيطرة على الأوضاع الأمنية داخل هذه المخيمات، كلها عوامل تُنذر بكارثة إنسانية وأمنية إذا ما تمكنت الجماعات المسلحة من تهريب عناصر التنظيم أو استغلال الفوضى القائمة.

وتناول المرصد تجارب بعض الدول في التعامل مع الأزمة، حيث أشاد بموقف العراق الذي استعاد آلاف المقاتلين وأسرهم وأخضعهم للمحاكمة أو برامج إعادة تأهيل، وكذلك نموذج كوسوفو الذي تمكن من إعادة دمج المئات من النساء والأطفال بنجاح، في مقابل دول أخرى فضّلت التنصل من مسؤولياتها، مثل بريطانيا التي جردت بعض المنضمين من جنسيتهم.

ولفت المرصد إلى أن نشاط داعش لم ينتهِ بسقوطه في سوريا والعراق، إذ نجح التنظيم في تنفيذ هجمات دامية خلال العامين الأخيرين في إيران وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة، فضلًا عن توسعه السريع في إفريقيا، لا سيما في منطقة الساحل وبحيرة تشاد، ما يعزز المخاوف من ظهور نسخة جديدة من التنظيم تستغل هشاشة الأوضاع في سوريا والمنطقة.

وأكد المرصد أن تجاهل الأزمة ليس حلًا، محذرًا من أن غياب رؤية دولية واضحة للتعامل مع ملف المخيمات قد يفتح الباب أمام عودة الإرهاب في صورة أشد شراسة، الأمر الذي يستلزم تحركًا عاجلًا ومسؤولية جماعية لحماية الأمن والسلم الدوليين.

طباعة شارك مرصد الأزهر لمكافحة التطرف داعش مخيمات الشمال السوري ملف المخيمات الإرهاب

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مرصد الأزهر لمكافحة التطرف داعش مخيمات الشمال السوري ملف المخيمات الإرهاب

إقرأ أيضاً:

العراق يبني حصناً خرسانياً عملاقاً على حدود سوريا

21 نونبر، 2025

بغداد/المسلة:  في خطوة تبدو كاستجابة حاسمة للتهديدات الأمنية المتزايدة، يواصل العراق تعزيز تحصيناته على الحدود المشتركة مع سوريا، التي تمتد لمسافة 618 كيلومتراً، من خلال منظومة متكاملة تجمع بين الهندسة العسكرية والتكنولوجيا المتطورة.

و أنجزت قوات حرس الحدود ما يقارب 400 كيلومتر من الجدار الخرساني المسلح، المعروف بـ”الصبات الكونكريتية”، فيما تستمر الأعمال في مناطق حساسة مثل طريفاوي شمال القائم، لسد أي ثغرات محتملة أمام التسلل أو التهريب.

و شهدت الحدود العراقية السورية، على مدى السنوات الماضية، عمليات تسلل متكررة لعناصر تنظيم “داعش” النائمة، مستغلة الفوضى في المناطق الصحراوية الشاسعة.

و ساهمت بقايا التنظيم في تهريب الأسلحة والأفراد، مما أدى إلى هجمات متفرقة داخل العراق، رغم انخفاض نشاطه بعد هزيمته الإقليمية عام 2019.

كما أن الاضطرابات في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد نهاية 2024، أثارت مخاوف من إعادة تجمع خلايا “داعش” ومحاولات تسلل جديدة عبر الشريط الحدودي.

وهذه التحصينات، التي وصفت بأنها الأكثر تقدماً منذ عام 2003، تشمل شق خندق هائل بعمق وعرض ثلاثة أمتار على طول الحدود بالكامل، إلى جانب ساتر ترابي مرتفع بنفس الارتفاع، مما يشكل حاجزاً مزدوجاً يصعب اختراقه.

على صعيد آخر، شكل تهريب المخدرات، خاصة حبوب الكبتاغون، تحدياً هائلاً، حيث كانت نحو 90% من المخدرات الداخلة إلى العراق مصدرها سوريا قبل التحصينات الجديدة.

وكانت شبكات تسيطر على طرق التهريب، مما يولد إيرادات تصل إلى ملايين الدولارات يومياً في بعض الفترات.

غير أن التحصينات الحدودية والتنسيق الأمني مع دمشق الجديدة أديا إلى توقف شبه كامل لعمليات التهريب والتسلل بنهاية 2025.

ويبدو أن بغداد تسعى لإنهاء أي مخاطر نابعة من الاضطرابات الإقليمية، خاصة مع استمرار نشاط خلايا تنظيم “داعش” النائمة، من خلال نصب 618 برج مراقبة مجهز بكاميرات حرارية تغطي نحو 99% من الشريط الحدودي، وتعزيز الدوريات بعشر طائرات مسيرة ثابتة الجناح قادرة على رصد أي حركة مشبوهة على مدار الساعة.

على صعيد آخر، تؤكد الإجراءات الاحترازية، التي تشمل أسلاكاً شائكة ونقاط تفتيش إضافية، تحول الحدود إلى خط دفاعي منيع، يهدف إلى القضاء التام على عمليات التهريب، بما في ذلك المخدرات التي انخفضت بنسبة كبيرة في السنوات الأخيرة. ومع اكتمال المشروع المتوقع بحلول منتصف 2025، يبرز هذا الجدار كرمز لسيادة عراقية متجددة في مواجهة التحديات عبر الحدود.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • حظر تجوال وانتشار للجيش السوري.. ماذا يحدث في حمص؟
  • «قنبلة» تهدد بتغيير مسار بطولة العالم لسباق «الفورمولا-1»!
  • أنقرة: قسد تهدد الأمن القومي والتحركات الإسرائيلية تهز استقرار سوريا
  • توغلات صهيونية جديدة في ريف القنيطرة جنوبي سوريا
  • مرصد الأزهر يدين هجمات «داعش» ضد المدنيين والقوات الأمنية فى الكونغو
  • مرصد: عشرات التوغلات الإسرائيلية والقصف والاعتقالات جنوبي سوريا خلال 3 أسابيع
  • سوريا.. داعش يهاجم قسد والأسايش في دير الزور
  • العراق يبني حصناً خرسانياً عملاقاً على حدود سوريا
  • قنبلة موقوتة.. هل تتجدّد الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟
  • مرصد الأزهر يحذر من تصاعد جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا