عالمة لاهوت تركية تخلع حجابها على الهواء مباشرةً بسبب “الكلاب”
تاريخ النشر: 31st, August 2025 GMT
أنقرة (زمان التركية) – في خطوة مفاجئة، قامت عالمة اللاهوت التركية، أمينة يوجل، بخلع حجابها على الهواء مباشرةً، وذلك احتجاجًا على قانون “جمع الكلاب الضالة”.
وأكدت يوجل أنها لن ترتدي الحجاب مرة أخرى، مشيرة إلى أنه “يُعطى للحجاب أهمية وقيمة ورسالة لم تُعطَ لأي مبدأ آخر من مبادئ الإسلام. وبسبب هذه الرسالة، فإن الإمبريالية العالمية تستخدم حجابنا، إلى جانب مشاعرنا الدينية، في إدارة تصورات الرأي العام”.
تواصل القواعد التنظيمية الجديدة المتعلقة بالحيوانات الضالة، والتي أقرها النظام الحاكم في البرلمان العام الماضي وبدأت في تطبيقها مؤخرًا عبر المحافظات، إثارة ردود فعل غاضبة.
وفي هذا السياق، قامت عالمة اللاهوت أمينة يوجل بخلع حجابها على الهواء مباشرةً “بسبب قانون جمع الكلاب الضالة”، وأعلنت أنها لن ترتديه مجددًا. وعللت يوجل قرارها بالقول: “تُعطى للحجاب أهمية وقيمة ورسالة لم تُعطَ لأي مبدأ آخر من مبادئ الإسلام. وبسبب هذه الرسالة، فإن الإمبريالية العالمية تستخدم حجابنا، إلى جانب مشاعرنا الدينية، في إدارة تصورات الرأي العام”.
يُذكر أن هذه الحادثة تأتي بعد أن أعلنت الكاتبة المحجبة برين سونمز أنها خلعت حجابها احتجاجًا على خطبة الجمعة التي ألقاها رئيس الشؤون الدينية في الأول من أغسطس. فقد تضمنت الخطبة عبارات موجهة لملابس النساء، مثل: “ارتداء الملابس القصيرة والشفافة، بغض النظر عن المكان والهدف، هو انتهاك لأمر الله بالحجاب، وهو حرام. إن النساء اللواتي يرتدين ملابس ضيقة تُظهر أجسادهن هن، على حد تعبير رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ‘كاسيات عاريات'”. وقد اتخذت سونمز قرارها بعد هذه الخطبة وخطب أخرى لاحقة تتعلق بحقوق المرأة في الميراث.
Tags: أمينة يوجلتركياحجابعالمة لاهوتعالمة لاهوت تركية
المصدر: جريدة زمان التركية
إقرأ أيضاً:
الوقاية الدينية والصحية.. حماية المجتمع تبدأ من الداخل
محمد بن علي بن ضعين البادي
في الآونة الأخيرة، شهدنا تصاعدًا ملحوظًا في الأصوات التي تنادي بمنع دخول بعض الجنسيات إلى البلاد، بحجة انتشار أمراض مُعدية في أوطانهم، وهو أمر ظاهرٌ منه الحِرص على الصحة العامة، ويستحق التقدير والمتابعة. ولكن، الخطر الحقيقي لا يكمن في القرارات وحدها، بل في اختزال القضية في البُعد الصحي فقط، وإغفال البُعد الديني والأخلاقي الذي يضمن حماية الإنسان والمجتمع على حد سواء.
المجتمع المسلم لا يدير شؤونه بالخوف أو الإجراءات الصحية وحدها، بل يستند إلى منهج رباني جعل الوقاية قبل العلاج، والسلوك قبل القانون، وتقوى الله قبل كل شيء. فالأمراض مهما كثرت أسماؤها أو تنوعت صورها، لا تنتشر إلا في بيئةٍ خالية من الضوابط الأخلاقية، ومرتعٍ للسلوكيات المنحرفة، وفراغٍ قيَمي.
إن تصنيف النَّاس على أساس جنسيتهم، أو ربط الأمراض بهويات بشرية، لا يعالج جذور المشكلة، بل يخلق وهمًا بالأمان، ويغفل المجتمع عن مسؤولياته الداخلية، ويتساهل فيما هو أخطر وأشد تأثيرًا. فقد انتقل مرض في بيئة تعلن الأمان، وولد خطر من داخل المجتمع نفسه، لا من خارجه.
ويبين لنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم المبين في الوقاية من الأوبئة والأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها." وهذا الحديث يضع مبدًا شرعيًا عظيمًا، قائمًا على منع نقل الوباء، وحفظ الأنفس، وسد أبواب الضرر قبل وقوعه. فلا يجوز شرعًا أن يدخل الإنسان أرضًا يعلم أنها موبوءة، كما لا يحل لمن كان في أرض موبوءة أن ينتقل إلى غيرها، فيكون سببًا في نقل الأذى للآخرين.
وعليه، فإنَّ المسؤولين عن حماية المجتمع مطالبون بمراعاة هذا الأصل النبوي الواضح، خاصة إذا أعلنت دولة ما بشفافية أن لديها أعدادًا هائلة من المصابين بمرض مُعدٍ. فكيف لنا أن نسمح بقدومهم، ونحن نعلم أن الشرع سبقنا بالتحذير، وأوجب حفظ النفس والمجتمع من كل ما يهددهما؟
وفي هذا الوطن المبارك، الذي أنعم الله عليه ببيوت الله العديدة، تتضاعف مسؤوليتنا في توجيه الناس وترسيخ القيم الصحيحة؛ فالمساجد لم تُبنَ للصلاة فقط؛ بل للتعليم والتوجيه، ولتحصين النفوس قبل وقوع الزلل. ومن على المنابر يجب أن يُسمع خطاب صريح وحكيم، يذكّر الناس بخطورة المحرمات، وأن التساهل فيها لا يهدم الفرد فقط، بل يُهدد سلامة المجتمع بأسره. فبالعفة تُحفظ الأجساد، وبالاستقامة تُصان الأبدان، وبالوعي الديني الصادق تُغلق أبواب الفتن والأمراض معًا، ويصبح المجتمع حصينًا بترابط قيمه وسلوكياته.
المطلوب ليس التراخي في الإجراءات الصحية، ولا التهاون في حماية المجتمع؛ بل المطلوب أن يسير الوعي الصحي والوعي الديني جنبًا إلى جنب، دون أن يطغى أحدهما على الآخر؛ فالقرار وحده لا يصنع أمة واعية، والمنع وحده لا يبني حصانة دائمة، أما ترسيخ القيم فهو الضمانة الأبدى.
حماية المجتمع تبدأ من داخله، من تربية الضمير، وإحياء الرقابة الذاتية، وتذكير الناس أن طاعة الله ليست خيارًا ثانويًا، بل هي خط الدفاع الأول عن صحتهم وأخلاقهم وأمنهم المجتمعي. فبالدين تُصان الأجساد، وبالقيم تُحمى الأوطان، ومن أراد وقاية حقة فليبْدأ بإصلاح السلوك قبل التفكير في منع الدخول.