2 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: يسير مجلس النواب العراقي نحو أيامه الأخيرة من عمر الدورة الخامسة التي ستطوى رسمياً في السادس من كانون الثاني 2026، فيما يستعد لعقد سلسلة جلسات اعتيادية خلال الأسبوع المقبل بواقع ثلاث إلى أربع جلسات، وكأنها محاولة شكلية لإثبات الحضور أكثر مما هي استجابة لحاجة تشريعية ملحة.

ويتم الحديث في أروقة البرلمان ووسائل الإعلام عن مؤسسة تشريعية توصف اليوم بأنها “ميتة سريرياً”، حيث تتوقف عجلة التشريع الحقيقي، بينما تبقى الامتيازات والرواتب الضخمة مستمرة بلا انقطاع، الأمر الذي يعمق الفجوة بين النواب والرأي العام الذي يعيش أزمات اقتصادية خانقة.

ويعود المراقبون إلى القول إن هذه الدورة وُصفت بأسوأ دورة برلمانية منذ تأسيس النظام النيابي في العراق بعد 2003، إذ تكدست على رفوف البرلمان قوانين بالغة الأهمية لم تُقرأ قراءة أولى حتى الآن، فضلاً عن قوانين إصلاحية ومسودات تخص الاقتصاد والطاقة والسيادة المالية ما زالت تنتظر لحظة جدية لم تأت.

ويشير الدستور العراقي بوضوح إلى أن الدورة البرلمانية تبقى قائمة حتى مرور 45 يوماً على إجراء الانتخابات المقبلة، وهو ما يعني أن البرلمان يمتلك صلاحية الانعقاد قبل وبعد الانتخابات، لكن خبراء القانون يرون أن المشكلة ليست في النصوص الدستورية بل في الإرادة السياسية التي حولت القبة التشريعية إلى ساحة صفقات وتفاهمات ضيقة.

ويستذكر ناشطون على منصة “إكس” كيف أن البرلمان الحالي لم يتمكن طوال سنواته الأربع من تمرير تشريعات تمس حياة المواطن بشكل مباشر، حيث كتب أحدهم: “البرلمان هو مؤسسة الأبواب المغلقة، لا يسمع الناس سوى أصوات الجلسات الفارغة بينما القوانين المعلقة أكبر من طموحات الشعب”.

ويذهب محللون سياسيون إلى أن الاستمرار في عقد الجلسات حتى اللحظة الأخيرة لا يضيف سوى مشهد تعبوي خالٍ من المضمون، وأن ما يصفونه بـ”موت البرلمان سريرياً” أصبح توصيفاً دقيقاً لواقع لم يعد فيه أي حضور سوى للرواتب والمخصصات، وكأن الزمن توقف عند القاعة الخضراء.

ويختتم المراقبون حديثهم بالتأكيد على أن الدرس الأبرز من هذه الدورة يتمثل في تآكل الثقة الشعبية بالمؤسسة التشريعية، وأن الانتخابات المقبلة ستكون اختباراً عسيراً لشرعية العملية السياسية برمتها ما لم يتغير الأداء بشكل جذري يعيد للبرلمان هيبته.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الشرقية كلها حاضرة .. بدء عزاء أحمد عمر هاشم في قرية بني عامر بالزقازيق

بدأت منذ قليل مراسم عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في مسقط رأسه بقرية بني عامر التابعة لمركز ومدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، وذلك عقب دفنه بقريته مسقط رأسه.

وسط حضور كبير لأهالي محافظة الشرقية، لتقديم واجب العزاء لأسرة الدكتور أحمد عمر هاشم.

نائب محافظ الجيزة يتفقد أعمال التطوير والرصف بطريق البراجيل كومبرةتوزيع 2 طن من لحوم الأضاحي على الأسر الأولى بالرعاية في الجيزة

شهد الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صلاة الجنازة على العالم الجليل أ.د أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، التي أُقيمت اليوم الثلاثاء بالجامع الأزهر، وسط حضور مهيب من آلاف الطلاب والمحبين والعلماء وقيادات الأزهر الشريف.

وحضر جنازة عمر هاشم، الذي وافته المنية صباح اليوم، أ.د  محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، و أ.د نظير عياد، مفتي الجمهورية، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والشيخ أيمن عبدالغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، والدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد مختار جمعة.

طباعة شارك عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الأزهر الشريف قرية بني عامر محافظة الشرقية مدينة الزقازيق

مقالات مشابهة

  • المسلة تنشر نماذج أوراق الاقتراع لانتخابات البرلمان 2025
  • الشرقية كلها حاضرة .. بدء عزاء أحمد عمر هاشم في قرية بني عامر بالزقازيق
  • مفوضية الانتخابات تجري اختبارا للأجهزة الإلكترونية
  • ناشطون يخلّدون ذكرى "طوفان الأقصى": ستبقى حاضرة في الوعي الفلسطيني
  • استمرار الإغلاق الحكومي بأميركا ورواتب العسكريين تتوقف منتصف الشهر
  • العمليات المشتركة: جاهزون للانتخابات ولا حظر للتجوال
  • بابل.. انطلاق حملة لرفع صور مُخالفة لمرشحي الانتخابات
  • مليار دينار مقابل صوت واحد: غزو الشوارع العراقية بأموال الانتخابات السوداء!
  • دائرة واحدة ترسم خريطة البرلمان و سانت ليغو 1.7.. تحدد مصير المقاعد
  • الأحزاب تُغلق آذانها أمام الجفاف: أزمة المياه لا تُحرّك السياسيين.. فقط الانتخابات تهمهم