تناول الإعلام الإسرائيلي تراجع مكانة إسرائيل داخل الولايات المتحدة، والخلاف المتزايد بشأن عملية احتلال غزة والتي يرفضها كثير من جنود الاحتياط ويعتبرونها غير قانونية.

فقد أكدت خبيرة الجغرافيا السياسية عنات مروم أن دعم إسرائيل "يتراجع في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء"، وأنها "لم تعد تمتلك أغلبية كما كانت وخصوصا لدى جيل الشباب الأميركيين".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2فايننشال تايمز: هل نتجه نحو نظام عالمي جديد بقيادة الصين؟list 2 of 2صحف عالمية: حرب غزة تجاوزت حدود المنطق عسكريا وإنسانياend of list

ووفقا لمروم، فإن المعطيات "تشير إلى أن إسرائيل تخسر حضورها داخل أقرب الدول تحالفا معها في العالم، الولايات المتحدة، وهو أمر يطلق جرس إنذار قويا لا يجب تجاهله".

كما قال مقدم البرامج السياسية في قناة 13 شاي غولدن إن لدى إسرائيل أزمة علاقات عامة باعتراف دونالد ترامب نفسه، مضيفا أن هذا لا معنى له سوى أن بنيامين نتنياهو "فشل حتى في القيام بأفضل ما يجيد".

تزايد رفض الخدمة العسكرية

في الوقت نفسه، انتقد جنود ممن قاتلوا في غزة مواصلة الحرب، وقالوا إن حياتهم وحياة عائلاتهم انهارت تماما، وإن أطفالهم ونساءهم بحاجة لعلاج نفسي في حين أن الحكومة لا تفكر فيهم إلا عندما تطلبهم للقتال.

وقال أحد الجنود -في مؤتمر صحفي- إنه في الـ21 من عمره، وإن أفضل أحلامه أن يتلقى رصاصة بين عينيه، مضيفا "أنا جثة تمشي على الأرض، والجنود ينتحرون كل يوم".

أما محلل الشؤون العسكرية في قناة "كان" روعي شارون، فقال إن 60 ألف جندي من قوات الاحتياط تلقوا طلبات استدعاء أمس الأربعاء، لكن السؤال هو "كم من هؤلاء سيستجيب لهذه الطلبات؟"، مضيفا "هذا أمر غير معروف حتى الآن ويسبب توترا".

كما قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد إن العديد من جنود الاحتياط الذين تلقوا استدعاءات اتصلوا بمكتب الارتباط، وقالوا إنهم لم يتمكنوا من تنفيذ هذه الطلبات لأسباب تخصهم، مؤكدا أن "هذه هي البداية".

ويأمل الجيش أن يستجيب 70% من الجنود للطلبات، لكن دافيد يعتقد أن النسبة "ستكون أقل من ذلك"، وأن الجيش "لن يفصح عن النسبة الحقيقية للمتسجيبين".

الجيش استدعى 60 ألفا من قوات الاحتياط لكن كثيرين أكدوا أنهم لن يتمكنوا من تنفيذ الطلب (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي)عملية غير قانونية

وفي السياق، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 أور هيلر إن جنود الاحتياط يعرفون أن هذه المهمة محل خلاف بين رئيسي الحكومة والأركان، الذي سمعوه وهو يقول إنها ستدخل إسرائيل في مأزق إستراتيجي، وإنها ستهدد حياة الأسرى وتجعل الجيش مسؤولا عن حياة 2.2 مليون فلسطيني في القطاع.

إعلان

ولفت هيلر إلى أن بعض أبواق بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– تقول إن الحرب ستنتهي مع عيد "فرحة التوراة" أي بعد 44 يوما، في حين يتحدث قادة الجيش عن احتلال غزة شارعا شارعا وزقاقا زقاقا، قائلا إن هذا "لا يمكن أن ينتهي في هذه الفترة".

في غضون ذلك، قالت حركة "جنود من أجل المخطوفين" التي تضم جنودا يرفضون العودة للحرب، إنهم لن يقاتلوا مجددا في غزة لأن العملية المقبلة "غير قانونية" وتعرض جنودا وأسرى ومدنيين للخطر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات ترجمات جنود الاحتیاط

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: الفكر الكاهاني يبتلع إسرائيل وترامب ليس المنقذ

حذر الكاتب الإسرائيلي روجيل ألفر -في مقال نشرته صحيفة هآرتس- من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حتى لو نجح في فرض خطته لإنهاء الحرب في غزة لن يتمكن من إنقاذ إسرائيل من الفكر الكاهاني الذي يرى أنه بات متجذرا في وعي السياسيين فضلا عن المتطرفين الإسرائيليين.

ويرى الكاتب أن الكاهانية -التي تُنسب إلى الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا وتقوم على فكرة التفوق اليهودي ورفض الوجود الفلسطيني وتبرير العنف باسم نقاء الأمة- تحولت اليوم من تيار هامشي محظور إلى عقيدة سائدة في الخطاب العام والسياسات الحكومية داخل إسرائيل.

وقال ألفر إن معارضي الحكومة الإسرائيلية يُغريهم الاعتقاد بأن ترامب قادر على إنقاذ إسرائيل من نفسها، لكن ذلك "وهم ساذج ومنفصل عن الواقع". فحتى لو تمكن الرئيس الأميركي من إجبار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على توقيع الخطة الأميركية أو تنفيذ بعض خطواتها الأولى، فإن ذلك لن يغير من طبيعة النظام ولا من الفكر الذي يوجّهه.

وأوضح أن الخطة الأميركية قد تؤدي مؤقتا إلى "منع الحكومة من التخلي عن أسراها، أو احتلال القطاع، أو الاستمرار في قتل المدنيين الغزيين، وإدامة حرب أبدية لأسباب تتعلق بالبقاء السياسي، وكذلك منع ضم الضفة الغربية مؤقتا"، لكنها لن تمسّ الجوهر الأيديولوجي الذي يقود السياسات الحالية.

ويضيف على ذلك بالقول "فكما زعم معارضو الحكومة أن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها، عليهم أن يعترفوا بأن الكاهانية هي أيضا فكرة لا يمكن القضاء عليها".

ويقول إن "الكاهانية التي كانت يوما ما فكرة محظورة في الكنيست والإعلام والرأي العام، أصبحت اليوم تهيمن على سياسة الحكومة الإسرائيلية ومن خلالها على البلاد"، بل إنه يرى أنها باتت "منتشرة على نطاق واسع في وسائل الإعلام ومشروعة تماما في الخطاب العام"، وذلك بعد أن كانت هذه جماعة سياسية ضعيفة ومضطهدة على وشك الانقراض.

كاهانية تغذي الجيش والمستوطنين

ويشدد الكاتب على أن نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين أصبح "جزءا من المناخ الإعلامي الإسرائيلي الذي يُشرعن القتل الجماعي للمدنيين وصولا إلى الإبادة الجماعية"، ويضيف أن "اللامبالاة التامة تجاه نظام الفصل العنصري في الضفة الغربية والموافقة الضمنية على عنف المستوطنين" صارت من مكونات العقلية الإسرائيلية السائدة.

إعلان

ولا يتورع ألفر عن القول إن هناك "عقيدة دينية أصولية مظلمة" تنتشر في البلاد وتغذي سلوك الجيش والمستوطنين على حد سواء، وهذه العقيدة هي التي تحرض الجنود على ارتكاب جرائم حرب، وتدفع المتدينين المتشددين إلى اعتبار حياتهم أثمن من حياة الآخرين. وهذا، كما يقول، يعمّق الفجوة بين إسرائيل والعالم الغربي "باستثناء أميركا ترامب"، التي شبّه أنصار رئيسها بـ"الفاشيين الذين يؤمنون بأن الرئيس رسول الله".

ويخلص الكاتب إلى أن ترامب "عاجز عن إنقاذ إسرائيل من نفسها"، ليس فقط لأنه "يتبنى روح الكاهانية"، بل لأنه "شخص لا يتفوق أخلاقيا على آخر الكاهانيين، ودوافعه لإنهاء الحرب نابعة من اضطراب في الشخصية ومصالح اقتصادية".

ويؤكد ألفر في ختام مقاله أن استعادة الرهائن أو وقف الحرب لن تحقق تصحيحا أخلاقيا جذريا داخل إسرائيل، لأن التغيير الحقيقي يتطلب اقتلاع الكاهانية من جذورها، وهي الفكرة التي باتت إسرائيل تعتقد أنها ستضيع من دونها.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: حماس تطالب بالإفراج عن كبار الأسرى الفلسطينيين
  • إعلام إسرائيلي: ترامب قال لنتنياهو عليك أن تنضبط وإلا سأقصفك
  • غارة إسرائيليّة جديدة على جنوب لبنان... ماذا استهدفت إسرائيل؟ (صور)
  • إعلام إسرائيلي: إصابة 3 جنود في حدث أمني بغزة
  • إعلام عبري: إصابة 3 جنود بجيش الاحتلال بجروح خطيرة في غزة
  • إعلام عبري: إصابة 3 جنود بجروح خطيرة في حدث أمني بغزة
  • جنود احتياط يرفضون العودة لجيش إسرائيل
  • لوباريزيان تروي قصة جنود احتياط يرفضون العودة لجيش إسرائيل
  • كاتب إسرائيلي: الفكر الكاهاني يبتلع إسرائيل وترامب ليس المنقذ
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيسعى لإفشال خطة ترامب بألاعيبه كالمعتاد