تناولت وسائل إعلام إسرائيلية ما وصفته بتوبيخ قاسٍ وجهه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصالات بينهما بشأن خطته لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة الأسرى الإسرائيليين.

وأفاد مراسل الشؤون السياسية في قناة "12" الإسرائيلية باراك رافيد بأن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا بنتنياهو يوم الجمعة الماضي بعدما تلقى تقارير من فريقه تشير إلى أن رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المقترح الأميركي تضمن إشارات إيجابية تسمح بمواصلة التفاوض.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أولمرت: ترامب يمكنه وقف الحرب إن أراد ونتنياهو لا يستطيع مخالفتهlist 2 of 4من يضمن التزام نتنياهو بخطة ترامب وهل للضمانات الأميركية أي قيمة؟list 3 of 4نتنياهو: نهاية الحرب بغزة قريبة وإسرائيل حطمت حماس لكن لم تهزمهاlist 4 of 4تايمز: هذه خطة إسرائيل البديلة لغزة إذا فشلت خطة ترامبend of list

لكن نتنياهو -وفق رافيد- قابل ذلك برد متشكك قائلا إن "رد حماس لا معنى له ولا يستدعي الاحتفال".

وأوضح رافيد أن ترامب استشاط غضبا من نبرة نتنياهو المتشائمة، وقال له بحدة: "لماذا أنت دائما سلبي؟"، مضيفا أن هذا الموقف يعكس بوضوح أن ما يجري الآن هو تنفيذ لخطة ترامب وليس خطة نتنياهو، وأن واشنطن باتت تمسك بزمام التوجيه في هذه المرحلة الحساسة من التفاهمات السياسية.

وفي السياق ذاته، كشف المستشار الإستراتيجي والسياسي أتيلا سومفلفي أن ترامب لم يكتفِ بالتحذير الشفهي، بل أرسل سلسلة رسائل متتالية إلى نتنياهو ومساعديه، قائلا لهم: "كل ساعتين ستتلقون مني شيئا.. تغريدة، أو خريطة، أو بيانا، أو تسجيلا"، في محاولة لإجبار القيادة الإسرائيلية على الانضباط الكامل وفق ما رسمه البيت الأبيض.

أنتم جزء من خطتي

وأضاف أن ترامب وجه كلامه مباشرة إلى نتنياهو قائلا: "عليك أن تنضبط أنت وكل مجموعتك التي تسميها مجلسا مصغرا وحكومة، فأنتم الآن جزء من خطتي، وليس العكس"، وهو ما اعتبره المعلقون في إسرائيل مؤشرا على تراجع نفوذ تل أبيب في إدارة الملف.

أما المستشار السابق لوزير الدفاع باراك سري، فاعتبر أن تصريحات نتنياهو المتفائلة مؤخرا محاولة لتغطية حقيقة خضوعه لضغوط واشنطن. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك أن العملية الجارية لا يمكن وقفها، لذلك يسعى لتسويقها داخليا كإنجاز شخصي لإسرائيل، رغم أنها في جوهرها تنفيذ مباشر لرؤية ترامب.

إعلان

وأضاف سري أن نتنياهو يحاول إقناع الرأي العام بأن "الصفقة جيدة ومُتفق عليها مع ترامب"، في حين أن الأخير -كما قال- وضعه أمام أمر واقع، بعدما هدده بوضوح بقصفه سياسيا عبر الإعلام والتصريحات، إذا لم يلتزم بتوجهات واشنطن.

من جانبه، رأى رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين أن الأيام الأخيرة كشفت عن تحوّل جوهري في الموقف الأميركي. وقال إن "ترامب تبنى بشكل واضح موقف قطر الذي يختلف عن تصريحاته السابقة، مما جعل تأثير الدوحة أكثر دراماتيكية من أي وقت مضى".

وأشار ميلشتاين إلى أن المراقبين في العالم العربي يتساءلون عن سر التحول المفاجئ في موقف واشنطن، لكن المؤكد -على حد قوله- أن "النفوذ القطري في مجريات التفاوض ازداد بعد الهجوم الإعلامي الإسرائيلي عليها، مما عزز موقعها في المعادلة الإقليمية".

فرصة حقيقية

وفي تحليل أمني متصل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن محلل الشؤون العسكرية رون بن يشاي قوله إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل تشعر بأن هناك فرصة حقيقية لنجاح الصفقة المطروحة، لكنها تدرك في الوقت نفسه أن حركة حماس ستسعى لإبرامها بالكامل قبل أن تتخلى عن ورقة الأسرى التي تمثل عنصر قوتها الأبرز.

وأشار بن يشاي إلى أن هذا الإدراك يجعل حماس تتحرك بحذر، وتبحث عن ضمانات مسبقة تحول دون تكرار سيناريوهات سابقة ضاعت فيها التزامات الطرف الآخر، وهو ما يعقد مهمة الوسطاء رغم تفاؤل واشنطن.

في المقابل، أكدت الباحثة الرئيسية في معهد "راند" الأميركي شيرا عفرون أن مواقف حماس لم تتغير جوهريا منذ بداية التفاوض، فهي -بحسب قولها- ترفض نزع سلاحها أو تقديم تنازلات تمس جوهر قوتها، مضيفة بسخرية أن "ذلك لن يحدث إلا إذا عاد المسيح وأُعلنت دولة فلسطينية مستقلة".

وتعليقا على مجريات المفاوضات، قال الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي عوفر شيلح إن حظوظ نجاح الصفقة مرتبطة مباشرة بمدى التزام ترامب بموقفه الصارم تجاه نتنياهو، موضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يجرؤ على التمرد ما دام الرئيس الأميركي متمسكا بخطته.

ورأى شيلح أن المسألة ليست خلافا على التفاصيل بقدر ما هي اختبار لقدرة واشنطن على فرض الانضباط السياسي على حلفائها في إسرائيل، مضيفا أن "طول نفس ترامب هو ما سيحسم النتيجة في نهاية المطاف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات أن ترامب

إقرأ أيضاً:

عاجل | ترمب: لم أناقش مع ممداني ما إن كان سيعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار نيويورك

في تصريح أثار انتباه المراقبين، قال الرئيس دونالد ترامب إنه لم يتطرق خلال اجتماعه الأخير مع عمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني إلى أي نقاش يتعلق باحتمال “اعتقال” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زيارته المدينة. وجاء هذا التوضيح بعد تداول تكهنات إعلامية حول طبيعة الملفات التي طُرحت في اللقاء، خاصة في ظل الانتقادات القوية التي وجهها ممداني للسياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، ودعوته لإعادة توجيه الإنفاق الخارجي نحو الداخل الأمريكي.

شهدت الأيام الماضية حالة اهتمام غير مسبوقة بلقاء ممداني مع الرئيس في البيت الأبيض، خصوصًا بعد تأكيد العمدة المنتخب أنه تحدث بصراحة عن ما وصفه بـ“الإبادة الجماعية” التي ترتكبها إسرائيل بتمويل أمريكي، مطالبًا بإعادة ترتيب الأولويات المالية لخدمة المواطنين داخل الولايات المتحدة. تصريحات ممداني جاءت في سياق توتر سياسي سببه مواقفه الاشتراكية ودفاعه الصريح عن حقوق المهاجرين، إضافة إلى انتقاده ارتفاع تكاليف المعيشة في نيويورك وإلقائه باللائمة على الإدارة الفيدرالية التي “تعطي الأفضلية للأثرياء”.

هل ينفتح ترامب بشكل أكثر ذكاءً في تعامله مع "ممداني" العمدة المسلم المنتخب لمدينة نيويورك؟ عاجل | ممداني: تحدثت عن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية بتمويل أمريكي وأشارك الرئيس فكرة تخصيص أموالنا لخدمة مواطنينا

ويُعد ممداني “البالغ من العمر 34 عامًا والمولود في أوغندا لعائلة هندية” من أبرز الأصوات المعارضة لترامب خلال الحملة. ورغم ذلك، لم يمنعه هذا الاختلاف من التأكيد أنه مستعد للعمل مع الرئيس في كل ما يخدم سكان نيويورك، بينما لن يتردد في مواجهة أي سياسات لا تحقق مصالحهم الأساسية.

الانتخابات الأخيرة شهدت مشاركة قياسية تجاوزت مليوني ناخب، انتهت بفوز ممداني بأكثر من 50% من الأصوات رغم دعم ترامب لمنافسه أندرو كومو. هذا الفوز وضعه في موقع حساس، خاصة أن عددًا من مشاريعه للمدينة يعتمد على التعاون الفيدرالي في ملفات الأمن والاقتصاد. ولتعزيز الثقة بقدرته الإدارية، بدأ العمدة المنتخب بتعيين شخصيات ذات خبرة مثل دين فوليهان وجيسيكا تيش لضمان استقرار المؤسسات في ولايته التي تبدأ في الأول من يناير.

ورغم الحدة التي طبعت الحملة بين الرجلين، تُظهر الرسائل المتبادلة في الأيام الأخيرة — بين توضيحات ترامب وحرص ممداني على إبقاء باب الحوار مفتوحًا — أن الطرفين يدركان ضرورة تهدئة المشهد السياسي لصالح الملفات العملية التي تمس حياة ملايين السكان. 

مقالات مشابهة

  • إعلام عبري: ترامب لا يتوقع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها جنوب سوريا
  • عاجل | ترمب: لم أناقش مع ممداني ما إن كان سيعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا زار نيويورك
  • نتنياهو: مرحلة القتال المكثف في غزة تقترب من نهايتها لكن إسرائيل جاهزة للعودة للقتال
  • إدارة ترامب تبحث التوازن بين بيع إف-35 للسعودية وحفظ التفوق الإسرائيلي
  • وسائل إعلام: خطة ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا تتوافق مع مقترحات بوتين
  • إعلام إسرائيلي: نتوقع وصول الدفعة الأولى من قوة الاستقرار الدولية لغزة مطلع العام المقبل
  • إعلام إسرائيلي نقلا عن مصدر أمني: الجيش استهدف مسؤولا في كتائب عز الدين القسام
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو ووزراءه يتجولون في الأراضي السورية
  • وزير بحكومة نتنياهو يرد على شرط محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل
  • عاجل. الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض