عون يسعى لتوافق حول خطة حصرية السلاح
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
يسود الترقب بانتظار اجتماع الحكومة بعد ظهر اليوم ، وسط حديث عن مساعٍ مستمرة يقودها رئيس الجمهورية جوزاف عون لربط خطة الجيش بالتوافق السياسيّ من جهة، وعدم التزام مواعيد محددة من جهة أخرى، استناداً إلى الرفض الإسرائيلي العلني لورقة توم برّاك التي قبلها لبنان وصار في حل من التزامه بها بعد الرفض الإسرائيلي، بما في ذلك الجداول الزمنية الواردة في الورقة.
وكتب داوود رمال في " الانباء الكويتية":لم يكن الجدل الذي سبق انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم الجمعة حول مشاركة الوزراء الشيعة في مكانه، بعدما نجح رئيس الجمهورية العماد جوزف عون في حسم هذا الجدل من خلال اتصالات مكثفة أجراها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، أدت إلى تذليل العقبات وضمان انعقاد الجلسة بنصاب كامل.
وقال مصدر سياسي لبناني رفيع : «أدار رئيس الجمهورية الملف بحكمة، إذ تمسك من جهة بمبدأ حصرية السلاح بيد الدولة، ومن جهة أخرى بضرورة عدم كسر التوازنات الداخلية، فاستطاع أن يجمع المواقف المتناقضة حول صيغة وسطية تفتح الباب أمام النقاش من دون فرض جدول زمني ملزم».
وأوضح المصدر ان «هذا التوافق جاء نتيجة اتصالات معقدة بين بري وقيادة الحزب من جهة، وعون وسلام من جهة أخرى. ولم يغلق بري الباب أمام النقاش حول سلاح الحزب، لكنه شدد على أن هذا النقاش يجب أن يندرج في إطار استراتيجية دفاعية وطنية لا أن يكون مجرد قرار حكومي آن. في المقابل، تمسك عون بأن الخطة تعكس قرارا سياديا سابقا اتخذه مجلس الوزراء ولا يجوز التراجع عنه، خصوصا أنها تلاقي دعما عربيا ودوليا واضحا، وتمثل جواز مرور للبنان نحو استعادة ثقة المجتمع الدولي».
ورأى المصدر «أن التراجع عن الخطة في هذه المرحلة سيشكل ضربة قاسية لمصداقية لبنان، وسيضعه خارج دائرة الاهتمام الدولي، وأن التمسك بها ليس خضوعا لأي ضغط خارجي، بل يعكس إجماعا لبنانيا على ضرورة أن تبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها، انسجاما مع القرار 1701 الذي يشكل الإطار الدولي لحماية لبنان وإعادة حيويته الاقتصادية والسياسية».
وعلى رغم أن الخلاف حول آلية التطبيق لم يحسم نهائيا، إلا أن مجرد انعقاد الجلسة بهذا الشكل يشير إلى أن مقاربة الرئيس عون تقوم على فرض الحلول انطلاقا من موقع الحكم الذي يفرض عليه ان يكون رئيسا عادلا بين كل الفرقاء.. فالخطة بحد ذاتها لم تدخل في تفاصيل لوجستية دقيقة، بل اكتفت بتحديد العناوين العامة التي تتيح للجيش التحرك وفق تقديراته الميدانية، وهذا ما اعتبرته بعض القوى ضمانة لعدم تحويلها إلى أداة للضغط على طرف دون آخر.
في المحصلة، تمكن الرئيس عون من احتواء أزمة سياسية كانت ستفجر الحكومة لو فشلت جلسة اليوم، مثبتا أن مبادرته للتوفيق بين الأطراف أعادت تثبيت مبدأ حصرية السلاح كبند جامع ولو بحدوده الدنيا. لكن ما تحقق يبقى تسوية مرحلية أكثر مما هو اتفاق نهائي، ما يعني أن الجدل حول تطبيق الخطة سيظل مفتوحا في الأسابيع المقبلة، وأن قدرة الجيش على تحويل هذا التوافق الصعب إلى مسار عملي ستبقى الرهان الأصعب أمام الدولة اللبنانية.
مواضيع ذات صلة سلام: الحكومة ستجتمع فور نضوج الأفكار حول خطة تنفيذ حصرية السلاح Lebanon 24 سلام: الحكومة ستجتمع فور نضوج الأفكار حول خطة تنفيذ حصرية السلاح
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حصریة السلاح ة السلاح رئیس عون هذا ما من جهة
إقرأ أيضاً:
براك يزور تل أبيب لمنع التصعيد بالمنطقة
البلاد (واشنطن)
يستعد السفير الأمريكي توم براك، اليوم (الاثنين)، لزيارة تل أبيب في إطار جهود واشنطن لمنع تصعيد محتمل في لبنان وسوريا، والتوصل إلى تفاهمات أمنية وسياسية بين إسرائيل والدولتين المجاورتين. وأفادت مصادر مطلعة بأن براك سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما دفع الأخير إلى طلب تأجيل جلسة محاكمته المقررة الاثنين المقبل.
وتأتي الزيارة في وقت تتسارع فيه المحادثات السياسية والأمنية تمهيداً للانتقال للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة المكونة من 20 بنداً، وسط قلق أميركي من احتمال تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني وجنوب سوريا.
وفي لبنان، كشف وزير الخارجية يوسف رجي أن السلطات اللبنانية تلقت رسائل تحذيرية عن استعداد إسرائيل لعملية عسكرية موسعة، مؤكداً على ضرورة خلو جنوب نهر الليطاني من السلاح غير الشرعي بحلول نهاية عام 2025، واستكمال عملية حصر السلاح بيد الدولة بحلول 2026. ورغم سريان اتفاق وقف الأعمال العدائية منذ نوفمبر 2024 بوساطة أمريكية وفرنسية، تواصل إسرائيل غاراتها على مواقع يصفها الحزب بأنها تتبع حزب الله، مع رفض الانسحاب من أكثر من خمس نقاط عسكرية موجودة فيها بحجة إعادة الحزب بناء قدراته.
على الصعيد السوري، تتواصل التوغلات شبه اليومية للقوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، متجاوزة المنطقة العازلة المحددة منذ 1974، بما في ذلك نقطة المراقبة الاستراتيجية في جبل الشيخ. وأكد نتنياهو رغبته في إنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى جبل الشيخ، وهو ما رفضه الجانب السوري. وأوضحت تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن المفاوضات الجارية مع دمشق تواجه عقبات متزايدة بسبب مطالب سورية جديدة، ما وسع الفجوة بين الطرفين، في ظل توقف المحادثات منذ سبتمبر 2025.
وتأتي زيارة براك وسط جهود أمريكية مكثفة لتثبيت الهدنة في غزة والضفة الغربية، وتهدئة التوترات الحدودية مع لبنان وسوريا، في وقت لا تزال المخاطر الأمنية عالية، ويستمر الطرفان الإسرائيلي والسوري واللبناني في تبادل المواقف الحادة.