ترامب يدفع المصدّرين نحو الصين والمستهلك الأميركي يدفع الثمن
تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT
أثار تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في سياساته التجارية، من خلال فرض رسوم جمركية واسعة على معظم دول العالم، موجة جديدة من التحولات في أسواق الغذاء والشراب العالمية.
فبينما يروّج ترامب لهذه الرسوم باعتبارها وسيلة "لخلق الوظائف وتعزيز الاقتصاد الأميركي وزيادة إيرادات الضرائب"، حذرت هيئة البث البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها من أن هذه السياسة تدفع المصدّرين بشكل متزايد إلى الصين، مما يهدد بتقويض مكانة السوق الأميركية ويُرجح أن تنعكس كلفة هذه الإجراءات على المستهلكين الأميركيين.
وتواجه البرازيل، أكبر منتج للقهوة في العالم، رسوما جمركية أميركية بنسبة 50%، وهي من بين أعلى الرسوم التي فرضتها واشنطن. ويعني ذلك، بحسب خبير سلاسل التوريد هوغو بورتيس، أن "الصين أصبحت بمنزلة الضوء الساطع أمام مصدري القهوة البرازيلية".
وأضاف "إذا كانت الرسوم تهدف إلى إضعاف البرازيل، فالواقع أنها تدفع البائعين إلى الاقتراب أكثر من الصين".
ووفقا للتقرير، يبحث المصدرون البرازيليون عن مشترين لنحو 8 ملايين كيس من البن كانوا يبيعونها سنويا إلى المحامص الأميركية، إذ كانت البرازيل توفر ثلث استهلاك أميركا من القهوة.
وخلال يوليو/تموز فقط، تقدمت أكثر من 180 شركة برازيلية بطلبات تسجيل للتصدير إلى الصين، كما وقّع المنتجون البرازيليون العام الماضي صفقة بمليار دولار مع سلسلة "لاكن كوفي" التي توصف بأنها "البديل الصيني لستاربكس".
وأوضحت المصدّرة البرازيلية فيرناندا بيزول أن مزرعة "داتيرا كوفي" التي تدير مبيعاتها ستتوسع في الصين وأسواق أخرى إذا تراجعت الطلبات الأميركية، مؤكدة أن "لدى الشركة بالفعل قائمة انتظار من المشترين".
الهند في مأزق وتبحث عن بدائلبدورها، تضررت الهند من رسوم أميركية مشابهة، إذ فرضت واشنطن في أغسطس/آب رسوما بنسبة 50% على منتجات مثل الشاي والمأكولات البحرية، إضافة إلى رسوم أخرى عقابية مرتبطة بشراء نيودلهي النفط الروسي.
إعلانوقال الأمين العام لجمعية مصدري المأكولات البحرية في الهند، ك. ن. راغافان، لبي بي سي إن "الكثير من المشترين الأميركيين جمدوا طلبياتهم من الروبيان بسبب حالة الغموض في المفاوضات مع واشنطن"، لكنه أبدى تفاؤله بأن المحادثات قد تسفر عن انفراج قريب.
راغافان أشار إلى أن الصين، ثاني أكبر سوق للأسماك الهندية، ستصبح الوجهة الرئيسية للمصدرين، مع احتمالات واعدة أيضا في أوروبا حيث يجري التفاوض على اتفاق للتجارة الحرة.
أما مصدّرو الشاي، مثل موهيت أغاروال من شركة "آسيان تي آند إكسبورتس"، فأكدوا أن "الصين تتصدر قائمة الأسواق البديلة"، لكنه حذر من منافسة متصاعدة من جانب منتجين أفارقة يقدمون منتجات بجودة مشابهة وأسعار أقل.
المستهلك الأميركي يدفع الثمنوأشار التقرير إلى أن الكلفة ستنعكس مباشرة على المستهلك الأميركي. فوفقا لاستشارات الخبير لوك وايت، قد ترتفع أسعار أكياس البن البرازيلي من زنة 5 أرطال بنسبة 25% في الأشهر المقبلة، مما قد يضيف زيادة تصل إلى 7% على سعر فنجان القهوة للمستهلك.
وفي قطاع المأكولات البحرية، أكد أبو الطاهر أبو بكر، مدير المبيعات في شركة "جيلاني مارين برودكتس" الهندية، أن عملاءه الأميركيين "وضعوا طلبياتهم بالفعل رغم الرسوم"، لكنه شدد على أن الإستراتيجية المقبلة ستكون "تنويع الأسواق أكثر باتجاه الصين وأوروبا".
وحتى شركات التجزئة الأميركية الكبرى مثل "وول مارت" حذرت من أنها لن تتمكن من الاستمرار في امتصاص التكاليف، وأن الأسعار ستُرفع قريبا على المستهلكين. كما لفتت جمعيات تجارية أميركية إلى أن السوق المحلية تعتمد بشكل شبه كامل على الواردات من البن والمأكولات البحرية، ولا يمكنها إنتاج هذه السلع محليا بالكميات المطلوبة.
بيئة تجارية متغيرةوبحسب بي بي سي، فإن الرسوم الواسعة لترامب أدت إلى "تحويل بوصلة التجارة العالمية"، إذ يبحث الموردون في البرازيل والهند وغيرهما عن أسواق بديلة أكثر استقرارا مثل الصين وأوروبا.
وفي الوقت ذاته، فإن التكلفة النهائية لهذه التحولات تقع على كاهل المستهلك الأميركي الذي يجد نفسه في مواجهة أسعار أعلى في المقاهي ومحلات البقالة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مشروع درع "القبة الذهبية" الأميركي يواجه خطر الفشل
أفادت مصادر مطلعة، بأن خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لبناء الدرع الصاروخي الذي أطلق عليه "القبة الذهبية" يواجه انتكاسات قد تنتهي بفشل المشروع.
ونقلت وكالة رويترز عن المصادر قولها، إن خطة ترامب لبناء درع "القبة الذهبية" الصاروخي تشهد عقبات كبيرة بسبب الإغلاق الحكومي الذي دام 43 يوما، وغياب خطة واضحة لإنفاق أول 25 مليار دولار مخصصة للبرنامج هذا الصيف.
وقالت المصادر، ومنها مسؤول أميركي، إن الإغلاق الحكومي أدى إلى عرقلة عمليات التوظيف وتسبب في سحب موظفين أساسيين من واجباتهم المعتادة المتمثلة في الموافقة على العقود وتوقيعها.
وأوضحت المصادر، أن الأمر الأكثر خطورة هو أن المبلغ البالغ 25 مليار دولار المخصص لبناء "القبة الذهبية" كجزء من حزمة تسوية الميزانية التي جرت الموافقة عليها هذا الصيف لم يتحول إلى خطة إنفاق تفصل بالضبط كيفية التصرف في هذه الأموال.
ومن شأن هذه الانتكاسات أن تهدد تعهد ترامب بإتمام البرنامج، الذي تبلغ قيمته 175 مليار دولار والذي أعلن عنه في اليوم السابع من إدارته الجديدة، سيكون جاهزا لحماية البر الرئيسي للولايات المتحدة بحلول عام 2028.
وقال مسؤول أميركي لرويترز: "لا أعتقد أنهم أحرزوا تقدما كبيرا، لكن أعتقد أن الأمور ليست سيئة للغاية".
وفي أواخر أغسطس، كان من المقرر أن يتسلم الكونغرس خطة مفصلة للإنفاق في مشروع قانون تمويل "القبة الذهبية".
وقالت مصادر من الكونغرس لرويترز، إن من المتوقع الآن أن يقدم نائب وزير الدفاع ستيف فاينبرغ هذه الخطة بحلول ديسمبر.
وعادة ما تطرأ تأخيرات على تنفيذ عقود قطاع الدفاع، لكن نظرا لقصر المدة الزمنية التي حددها ترامب، فقد اكتسب برنامج القبة الذهبية أهمية إضافية.
وأثارت التأخيرات مخاوف لدى عدد من المسؤولين بأن البنتاغون لن يطرح عقود "القبة الذهبية" الرئيسية قبل الموعد النهائي في 31 ديسمبر.
وذكر متحدث باسم البيت الأبيض أن: "القبة الذهبية مشروع له رؤية حالمة بقيادة رئيس صاحب رؤية. لا عجب أن تدشين مثل هذا النظام يتطلب جهدا هائلا، يتعاون الجميع بكل ما لديهم من قوة لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع وتقديم هذه التقنية التي تنتمي إلى الجيل التالي".
وقال متحدث باسم البنتاغون، إن الوزارة تراقب عن كثب التقدم المحرز في برنامج القبة الذهبية. وأضاف: "إدراكا منا لنية الخصوم استغلال إنجازات القبة الذهبية، فإننا نحرص بشدة على حماية المزايا الاستراتيجية الأمريكية الكامنة في هذا البرنامج".