تنظيم شامل لسوق العمل المصري.. والقانون الجديد يدخل حيز التنفيذ.. تفاصيل
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
يشهد قانون العمل الجديد للقطاع الخاص لعام 2025 اهتماما واسعا من قِبل العاملين وأصحاب الأعمال على حد سواء، خاصة بعد إعلان الحكومة عن تعديلات جوهرية تهدف إلى تنظيم العلاقة بين طرفي العمل بشكل أكثر عدالة، وتوفير بيئة مستقرة تتماشى مع المتغيرات الاقتصادية وسوق العمل المتطور في مصر.
قانون العمل الجديدوفي هذا الصدد، قال مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، إن يتضمن قانون العمل الجديد، الذي بدأ تطبيقه اعتبارا من سبتمبر الجاري، العديد من المزايا المهمة، وعلى رأسها الحقوق الممنوحة لذوي الاحتياجات الخاصة والأقزام.
وأضاف البدوي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فقد نص قانون العمل رقم 14 لسنة 2025، الذي صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي، على منح الأشخاص ذوي الإعاقة والأقزام إجازة سنوية مدفوعة الأجر لمدة 45 يوما، وهي مدة تزيد بشكل واضح عن الإجازات المقررة لباقي العاملين.
وأشار البدوي، إلى أن تعد هذه المزايا الجديدة خطوة تعكس التزام الدولة بدعم الفئات الأكثر احتياجا، حيث يأتي هذا التمييز الإيجابي استنادا إلى اعتبارات صحية وإنسانية، بما يسهم في دمجهم بفاعلية في سوق العمل ويوفر لهم بيئة وظيفية أكثر عدالة وإنصافا.
أهداف قانون العمل الجديدوجاء القانون يتوازنا حقيقيا بين مصلحة العامل وصاحب العمل، من خلال مجموعة من المبادئ الأساسية، أبرزها:
- ضمان حقوق العاملين في الأجور والإجازات والتأمينات الاجتماعية.
- خلق بيئة عمل جاذبة للاستثمار تقوم على وضوح القوانين والتنظيم.
- الحماية من الفصل التعسفي وضمان معاملة عادلة.
- تطوير آليات فعالة لتسوية النزاعات العمالية بعيدا عن المحاكم، بما يضمن سرعة البت في الخلافات وتحقيق العدالة للطرفين.
أبرز التعديلات 1. عقود العملألزم القانون أصحاب الأعمال بتحرير عقود عمل مكتوبة وواضحة تحدد بدقة المهام والمسؤوليات والحقوق، مع تقليل الاعتماد على العقود المؤقتة، بهدف تعزيز الاستقرار الوظيفي وضمان الأمان المهني للعاملين.
2. الحد الأدنى للأجوروأكد القانون على تطبيق الحد الأدنى للأجور وفق قرارات المجلس القومي للأجور، وشدد على ضرورة صرف الرواتب في مواعيدها، مع فرض عقوبات صارمة في حالة التأخير أو الامتناع عن الدفع.
3. الإجازاتتضمنت التعديلات زيادة عدد أيام الإجازة السنوية تدريجيا مع سنوات الخدمة، كما تم منح المرأة العاملة حق إجازة وضع أطول مدفوعة الأجر، بالإضافة إلى إقرار إجازة أبوة للرجال لأول مرة في بعض القطاعات، في خطوة تعزز التوازن بين الحياة العملية والأسرية.
4. التأمينات الاجتماعية والصحيةألزم القانون جميع المنشآت بتسجيل العاملين في منظومتي التأمين الاجتماعي والتأمين الصحي الشامل، مع تشديد العقوبات على أصحاب الأعمال الذين يمتنعون عن تسجيل الموظفين، بما يضمن تغطية اجتماعية وصحية عادلة.
5. الفصل من العملتم منع الفصل التعسفي بشكل قطعي، ولا يجوز إنهاء خدمة العامل إلا بقرار من المحكمة العمالية المختصة، كما وضع القانون ضوابط واضحة تنظم إنهاء العلاقة التعاقدية بشكل يحمي حقوق الطرفين.
6. تسوية النزاعات العماليةوفعل القانون دور مكاتب العمل في تسوية الخلافات قبل اللجوء إلى القضاء، كما نص على إنشاء لجان مشتركة بين العمال وأصحاب العمل لفض النزاعات بسرعة وفعالية، تعزيزا للحوار المؤسسي داخل بيئة العمل.
تأثير القانون على العاملين وأصحاب العمل- للعاملين: يوفر القانون الجديد حماية قانونية شاملة، واستقرارا وظيفيا أكبر، وضمانا لحقوقهم المادية والاجتماعية في بيئة عمل منظمة.
- لأصحاب الأعمال: يسهم في خلق مناخ عمل واضح ومستقر يشجع على الاستثمار ويعزز الإنتاجية، ولكنه في الوقت ذاته يفرض التزامًا أكبر بتنفيذ اللوائح والحقوق العمالية.
موعد تطبيق القانون وتفاصيل تنفيذهومن جانبها، أعلنت وزارة القوى العاملة أن قانون العمل الجديد سيدخل حيز التنفيذ خلال العام الجاري، بعد الانتهاء من اعتماد اللائحة التنفيذية، إيذانا ببدء مرحلة جديدة لتنظيم سوق العمل في مصر.
وفي السياق نفسه، كشف وزير العمل، محمد جبران، أن الحملات التفتيشية الأولية أسفرت عن تحرير 201 محضر مخالفة بمحافظة البحر الأحمر فقط، بإجمالي غرامات تجاوزت 20 مليون جنيه.
وأشار الوزير إلى أن مفتشي العمل يتمتعون بصفة الضبطية القضائية، ويقومون بزيارات مفاجئة لضمان تطبيق القانون، مؤكدا أن الهدف هو ضمان بيئة عمل لائقة وحماية حقوق طرفي العملية الإنتاجية.
وأضاف أن لجنة مركزية للتفتيش وضعت جدولا موحدا للتفتيش على مستوى الجمهورية، مع رفع تقارير يومية للوزارة، على أن تشمل المرحلة التالية متابعة تطبيق الحد الأدنى للأجور، التعاقدات، والالتزامات التأمينية.
كما شدد على أن أي منشأة تشغل أجانب بدون تصاريح ستواجه غرامات تبدأ من 20 ألف جنيه وتصل إلى 100 ألف جنيه عن كل عامل، وتضاعف في حال تكرار المخالفة.
قرارات تنفيذية داعمةدخل القانون الجديد حيز التنفيذ بعد إصدار 87 قرارا تنفيذيا مكملا، منها 62 قرارا من وزارة العمل، والبقية صادرة عن مجلس الوزراء ووزارات الصحة والصناعة وغيرها، وجاءت هذه القرارات بعد حوار مجتمعي موسع جرى منذ التصديق على القانون في مايو وحتى بدء تطبيقه في سبتمبر، بهدف ضمان توافق مجتمعي حول آليات التنفيذ.
وكشف الوزير عن نظام جديد لعقود العمل يتضمن أربع نسخ رسمية، موضحا أن عدم وجود عقد مكتوب سيعتبر تلقائيا بمثابة تعاقد دائم، في خطوة تهدف لحماية العامل من التحايل أو التلاعب بالعقود.
والجدير بالذكر، أن يمثل قانون العمل الجديد نقلة نوعية في تنظيم سوق العمل المصري، حيث يعكس توجه الدولة نحو تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، ويوفر بيئة عمل عادلة، تحفز الإنتاج والاستثمار، وتحمي الفئات الأكثر احتياجا، في إطار استراتيجية شاملة لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عمال مصر اتحاد العمال اتحاد عمال مصر قانون العمل قانون العمل الجديد قانون العمل الجدید بیئة عمل
إقرأ أيضاً:
بعد ثلاث سنوات على تطبيقه.. لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية تبحث أثر قانون بيئة الاستثمار
صراحة نيوز- شاركت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، اليوم الأربعاء، في مائدة مستديرة نظمتها مؤسسة “ويستمنستر” للديمقراطية، لبحث أثر تطبيق قانون بيئة الاستثمار رقم (21) لسنة 2022، وذلك بدعم من برنامج دعم الإصلاحات الديمقراطية الممول من الاتحاد الأوروبي، وبحضور خبراء وممثلين عن الجهات الرسمية والقطاع الخاص.
وبحسب بيان للجنة، حملت الجلسة عنوان: “وجهة نظر المستثمرين”، وشارك فيها ممثلون عن وزارة الاستثمار ومؤسسة الضمان الاجتماعي وعدد من المستثمرين، واستعرضوا أبرز التحديات خلال السنوات الثلاث الماضية والفرص المتاحة لتعزيز البيئة الاستثمارية.
وأكد النائب خالد أبو حسان، أهمية تقييم آثار القانون بعد مرور 3 سنوات على تطبيقه، لافتًا إلى أهمية تحسين الإجراءات المرتبطة به وتفعيل النافذة الاستثمارية والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمستثمرين، مشددًا على دور الشراكة بين القطاعين العام والخاص في نجاح الإصلاحات الاقتصادية.
وقال إن اللجنة تتابع بدقة أثر التشريعات الاقتصادية، وتعمل حاليًا على دراسة المواد الجوهرية في قانون البيئة الاستثمارية، بما في ذلك حقوق المستثمرين ومجلس الاستثمار، بهدف تطوير القانون وإعداد توصيات شاملة تسهم في تعزيز المناخ الاستثماري.
من جهته، شدد رئيس كتلة اتحاد الأحزاب الوسطية النيابية زهير الخشمان، على أهمية تبني نهج تشاركي بين الجهات الرسمية، مؤكدًا أن تحسين جودة الخدمات يتطلب مراجعات دورية وتقييمات فعّالة، إضافة إلى الاستثمار في الكفاءات البشرية وتوفير بيئة عمل محفزة.
وشهدت المائدة الحوارية مشاركة النواب: سالم أبو دولة، وطارق بني هاني، ورائد القطامين، وأمل الشقران، الذين تناولوا سبل تطوير بيئة العمل المؤسسي والارتقاء بجودة الخدمات العامة.
من جانبها، أكدت مديرة مكتب مؤسسة ويستمنستر للديمقراطية في الأردن رنا قعوار، أهمية إجراء مراجعات دورية للتشريعات الاقتصادية واستمرار الحوار بين القطاعين العام والخاص دعمًا لبيئة الأعمال.
وخلصت المائدة الحوارية إلى مجموعة توصيات شملت تطوير اللوائح التنفيذية، وتوحيد الإجراءات الحكومية، وأتمتة إجراءات الترخيص والتسجيل، وتعزيز الشفافية، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتكثيف الترويج الاستثماري، إضافة إلى تمكين المحافظات من جذب المشاريع الاستثمارية.