شهد الجامع الأزهر فعاليات اليوم الرابع، بندوة حول "تأهيل إلهي لرحلة نبوية خاتمة"، بحضور اللقاء الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، والدكتور السيد بلاط، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الدكتور صلاح السيد، مدير عام التوجيه بمجمع البحوث الإسلامية.

وزير الأوقاف يشهد احتفال الجامع الأزهر بالمولد النبوي الشريف الجامع الأزهر يواصل فعاليات البرنامج الصيفي النوعي بالرواق الأزهري

قال الدكتور السيد بلاط، إن الحياة النبوية قبل البعثة كانت تنقسم إلى مرحلتين، تبدأ الأولى من ميلاده ﷺ إلى مرحلة الصبا، وقد روي عن والدته آمنه تقول: "لم حملت به لم أجد له ألمًا ولا وجعًا ولا مشقًة ولا تعبًا كما تجد النساء، ويقول عثمان ابن أبي العاص، شهدت أمي ولادت الرسول ﷺ فقالت: "فو الله إن الحجرة كلها نور فأنظر إلى الخارج فما أرى إلا النور" قال الحق تعالى: "قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين" وكثير من المفسرين يقول إن النور المراد هو الرسول ﷺ، لأنه ﷺ جاء ليخرج الناس من الشرك والضلال إلى الإسلام والهداية، كما ذكر أن النبي ﷺ ولد قبل الفجر، فكرم الله سبحانه وتعالى الوقت الذي ولد فيه الرسول الكريم ﷺ فهو من الأوقات التي تنزل فيها الرحمات وتقبل فيها الدعوات، مشيرًا إلى أن الحق سبحانه وتعالى طهر نسب الرسول ﷺ فقال عن نفسه: "ولدت من نكاح ولم اولد من سفاح من لدن آدم إلى يوم مولدي".

وأضاف الدكتور سيد بلاط أن النبي ﷺ كان سببا للخير في كل مكان حل وارتحل فيه وفي هذا المعنى تقول السيدة حليمة السعيدية مرضعة الرسول ﷺ أنها حدث لها وفرة في اللبن، على غير ما هو معتاد لديها، وهذا حدث والنبي ﷺ رضيع، مبينا أن استرضاع النبي ﷺ في بني سعد على الخصوص، لأن هذا من التمهيد للنبوة والرسالة، لأن قبيلة بني سعد تتميز بأمرين، الأول حسن الخلق، كانت قبيلة بني سعد معروفة بأخلاقها الفاضلة، وهذا ما يحتاجه الأنبياء في تربيتهم. فكارم الأخلاق هو جزء أساسي من الشخصية النبي، والثاني حسن اللغة، وكان أهل بني سعد تمتلك لغة عربية سليمة وفصيحة، وهي سمة ضرورية للرسل والأنبياء ليتمكنوا من ورسالتهم بوضوح وبيان، لافتا إلى أن معجزة شق الصدر التي حدثت للنبي ﷺ هي حادث حسي حدث للبني ﷺ، للإعداد للرسالة والنبوة، لذلك لم يكن في قلب النبي ﷺ حظ للدنيا، فكانت أمراض القلوب لا تعرف طريقا لقلبه ﷺ، وفي هذا يقول النبي ﷺ:" ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"، مضيفًا أن انتقال النبي ﷺ من كنف أمه إلى كنف جده، ثم كنف عمه أبو طالب، كان سببا للبركة والخير في كل مكان انتقل إليه، كما أنه عمله ﷺ بمهنة رعي الغنم، تدريب على سياسية القيادة والصبر والجلد وتحمل المشاق، والتفكر لهذا كان امتهان النبي ﷺ لهذه المهنة من باب الإعداد للرسالة، موضحًا أنه عندما خرج في مهنة التجارة إلى خارج مكة، لمعرفة أجناس البشر وثقافاتهم وعادتهم، مما وسع في مدارك الرسول وأصبح على معرفة بالمجتمعات المختلفة.

وبين الدكتور السيد بلاط، أن المرحلة الثانية تبدأ من حياة الرسول ﷺ قبل البعثة، مرحلة الشباب، من سن السادسة عشر إلى البعثة المشرفة في عمر الأربعين، عندما حضر الحرب التي دارت بين قبيلتي قيس وكنانة، وكانت من عادات العربية السلبية، وحضر بعد ذلك حلف الفضول الذي قال عنه: " "والذي نفسي بيده لو أدعى به في الإسلام لأجبت"، لم فيه من المصلحة للناس من وقف إراقة الدماء، كما أن زواجه من السيدة خديجة كان إعداد للرسالة لمساندتها له بالمال مقابل العمل في مالها، وكانت أول من أمن به ودعمته، وكانت تزيح عنه ما يلقى من العنت، وبدأ يظهر دوره  ﷺ في الإصلاح الاجتماعي عندما فض الخلاف الذي دار بين قريش حول الحجر الأسود.

من جانبه قال الدكتور حسن يحيى، إن المولى سبحانه وتعالى أعد نبيه ﷺ للرسالة إعدادًا إلهيا، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة من الفضائل والمحاسن إلا وجدت في سيدنا رسول الله ﷺ التي تؤهله للقيام بمهمته الشريف، لذلك كانت العناية للرسول ﷺ في كل مرحلة مر بها ﷺ هي شرف وفخر للأمة الإسلامية بأكملها، ويقول الحق تعالى: "يا أيها النبي إن أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا"، وهنا بدأت مرحلة العمل الذي من أجلها أعد الله سبحانه وتعالى واعتنى بها طوال كل مراحل حياته، ولأن التكليف الإلهي للبني ﷺ كان أمرًا عظيما كذلك مر النبي ﷺ بمراحل إعداد عظيمة، تناسب المقام الذي بعث لأجله.

وأوضح أمين اللجنة العليا للدعوة، أن الأمة الإسلامية وصفها الله سبحانه وتعالى بوصف عظيم يوضح مقامها الكبير وذلك بفضل تبعيتها لرسول ﷺ الله قال تعالى: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾، لذلك يجب أن نقتدي بمنهج الإعداد الذي مرت به حياة سيدنا رسول الله ﷺ، هذا المنهج المتكامل من التأهيل النفسي والبدني والروحي، هو الذي تصلح به المجتمعات ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾.

في ختام الملتقى قال فضيلة الدكتور صلاح السيد ، إن النبي ﷺ حفظه الله في كل مراحل حياته من أعمال الجاهلية، وهذه هي العناية الإلهية التي أحاطت بسيدنا رسول الله ﷺ، لهذا كانت حياته قبل البعثة الشريفة حياة كلها مليئة بالفضيل، فعبر بأخلاقه وسلوكياته عن الإسلام قبل أن يوحى إليه بالرسالة، وهو ما يمكن وصفه بأنه استشعار للأمانة والمسؤولية التي ستلقى عليه فيما بعد، لهذا كان ﷺ خير مثال للإسلام حتى قبل أن ينزل عليه ﷺ الوحي، لهذا يصف العلماء حياة النبي ﷺ في الفضيلة قبل الرسالة وبعد الرسالة على السواء، كما أنه ﷺ كان محبا للعمل والمشاركة الاجتماعية، إضافة إلى ما مر به من أعداد روحي من خلال التفكر والتعبد في ملك الله سبحانه وتعالى.    

جدير بالذكر أن الأسبوع الدعوي الذي تشرف عليه وتنظمه اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، يهدف إلى تعزيز الوعي الديني الصحيح، ومواجهة الأفكار المتطرفة، ونشر تعاليم الإسلام السمحة، من خلال طرح علمي لنخبة من كبار العلماء والدعاة، ويعكس الأسبوع الدعوي حرص الأزهر الشريف على التواصل المباشر مع الجمهور، وتقديم الإرشاد الديني بطريقة مبسطة وميسورة.

يأتي ذلك وفق توجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، والدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر الأسبوع الدعوي الأمانة العامة للجنة العليا

إقرأ أيضاً:

صلاة لم يتركها النبي.. اغتنمها ولا يشغلك زحام الحياة عنها

صلاة الضّحى من النّوافل التي حث رّسول الله- صلى الله عليه وسلّم- عليها، وأوصى بها، ويدل على فضل صلاة الضحى؛ أحاديث نبوية كثيرة، كما أن فوائدها للإنسان عظيمة جدًا، وصلاة الضحى تؤدّى فيما بين ارتفاع الشمس إلى زوالها، ويُقصد بزوال الشمس: أي ميلها عن وسط السماء نحو الغرب.

فلا يشغلك زحام الحياة عن صلاة الضّحى، فلم يتركها نبينا- صلى الله عليه وسلم- قط، فهي تجارة الصباح التي لا تبور، يكفيك من فضلِها أنها صدقة عن كل مفاصل جسدك، فخُذ مِنها نافِلَةً لك “عَسىٰ اللّٰهَ أَنْ يُسكِنُكَ بِها مَنازِلَ الأوَّابين”.

والأوّاب هو كثير المحافظة على الطاعات والعبادات وكثير الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله لانه كثير الخشية من ربه، ( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيب) [ق: 33] نسأل الله تعالى الهداية وأن يجعلنا من الأوابين المنيبين إليه.

فضل صلاة الضحى

إن ركعتي الضحى تعد صدقة عن مفاصل جسم الإنسان، والبالغ عددها 360 مفصلًا، كما روي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى» رواه مسلم (1181)

دعاء بداية الإسبوع .. كلمات تفتح لك الأبواب المغلقة وترزقك التوفيقدعاء للميت بعد الفجر.. بـ5 كلمات تبيض وجهه عند لقاء ربه

صلاة الضحى تُؤدَّى بعد طلوع الشمس بمقدار خمس عشرة دقيقة –تقريبًا- ويمتد وقتها إلى ما قبل الظهر بقليل، وتسمَّى أيضًا صلاة الأوَّابِينَ، أي: كثيري الرجوعِ إلى الله تعالى.

ورد فى فضل صلاة الضحى أحاديثُ منها: ما أخرجه البخاريُّ عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: وعدَّ منها: «... وَصَلاَةِ الضُّحَى».

و يستحب المحافظة عليها يوميًّا؛ لحديث أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّم قالَ: «يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ: فكُلُّ تَسْبِيحةٍ صدقَةٌ، وكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وكُلُّ تَكْبِيرةٍ صدقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمعْرُوفِ صَدقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنكَرِ صدقَةٌ. وَيُجْزِيءُ مِنْ ذلكَ ركْعتَانِ يَرْكَعُهُما منَ الضُّحَى».

فهي سُنَّةٌ مؤكدةٌ، صلَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأوصى بها، ورغَّب فيها، وعن عدد ركعاتها: أقلها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات أو اثنتا عشرة ركعة على خلاف بين الفقهاء في ذلك.

كيفية صلاة الضحى

إذا صلى المسلم صلاة الضحى أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» رواه أحمد وأصحاب السنن، منوهًا بأن وقت أدائها يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح إلى أن يقوم قائم الظهيرة وقت الزوال.

عبادة تعدل أجر صلاة الضحى

 عبادة تعادل ثوابها صلاة الضحى لمن لم يستطع أداءها، وهي أنه إذا سبح المسلم الله أو حمده أو كبره أو قال لا إله إلا الله 360 مرة فإن ثواب ذلك يعادل ثواب صلاة الضحى، فيجوز للمسلم أن يسبح الله 90 مرة ويحمده 90 مرة، ويكبره 90 مرة، ويقول لا إله إلا الله 90 مرة فيكون المجموع 360 مرة.

طباعة شارك ما هي الصلاة التي لم يتركها النبي صلاة الضحى فضل صلاة الضحى

مقالات مشابهة

  • صلاة لم يتركها النبي.. اغتنمها ولا يشغلك زحام الحياة عنها
  • ما هي صيغة الصلاة على النبي لزيادة الرزق؟.. لا يعرفها كثيرون
  • سنة النبي قبل النوم.. 7 أعمال لا تفوت أجرها
  • ملتقى أبوظبي – سنغافورة المشترك يسلط الضوء على توسيع التعاون بين القطاعات الإستراتيجية
  • دعاء الرسول فى سجوده.. اعرف ماذا كان يقول النبي وردده
  • دعاء الرسول عند الضيق.. كلمتان لزوال همك في ثوانٍ معدودة
  • اعتداء عنيف على طالب في ميلانو يسلط الضوء على تصاعد الجريمة في المدينة
  • محمد علي رزق يسلط الضوء على فيلم وثائقي لـ شادي حبشي عن علي معلول
  • مؤسسة عبد الله الغرير تسلّط الضوء على مستقبل العمل الخيري
  • سنة النبي قبل النوم.. وصايا مباركة تحفظك وتمنحك السكينة