الآلاف يحتشدون بميناء سيدي بوسعيد لتوديع 40 سفينة ضمن أسطول الصمود (شاهد)
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
احتشد آلاف التونسيين والناشطين الدوليين، في مدينة سيدي بوسعيد الساحلية، الأربعاء، وذلك لتوديع أسطول الصمود الدولي، قبل إبحاره نحو غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليها.
ورصد مراسلنا توافد الآلاف إلى ميناء "سيدي بوسعيد" شمال شرق العاصمة التونسية، قبيل وقت قصير من انطلاق أسطول الصمود البحري، والذي يضم عشرات السفن والمراكب المحملة بالنشطاء الدوليين والمواد التموينية والطبية المختلفة.
وقال المتحدث باسم أسطول الصمود وائل نوار: "نحن حاليا في عملية الانطلاق، بعد قليل ستنطلق السفن، بدأ المشاركون يصعدون فوق السفن، بعد استكمال الإجراءات".
وأكد نوار في تصريح خاص "لعربي21"، أن "الشعب التونسي توافد بالآلاف نحو الشاطئ، برنامجنا بعد قليل أن تتحرك السفن نحو الشاطئ، يتم توديع السفن، ثم نُبحر".
وأشار إلى أنه رغم أجواء الطقس السيء (غائم وممطر) وكل النصائح بأن لا نبحر في هذا الطقس السيء، وهو ما كنا سنفعله لو كانت الوضعية عادية ولكن نظرا للاستهداف الذي حصل لسفننا نحن قلنا الرد سيكون بالانطلاق لذلك نحن اليوم سننطلق في مسار آمن قريب من الشاطئ".
وأردف قائلا: "السيناريو الأسوأ حصل لنا وهو الاستهداف بالدرونات فما بالك بما سيحصل في المياه الدولية ورغم ذلك تشاورنا وفتحنا المجال أمام المشاركين لمن يريد منهم الانسحاب ولم ينسحب أحد".
وتابع نوار: "كلنا مستعدون ومتحملون لمسؤوليتنا، ونعتقد أن الشيء الوحيد الذي لا نقدر عليه هو البقاء صامتين أمام ما يحدث في غزة".
وأضاف: "نبحر ونحن على علم وعلى مسؤوليتنا الخاصة بكل ما يمكن أن يحدث لنا وفي النهاية كل هذه الصعوبات لا تساوي شيئا أمام الوضع الذي يعيشه أبناؤنا في غزة من قصف وتقتيل وتهجير وحرق في الخيام وتجويع".
وأكد أن عدد السفن التي ستنطلق من تونس أكثر من 40 سفينة وعدد المشاركين الذين سينطلقون اليوم في حدود 400 مشارك، والأرقام النهائية سيتم الإعلان عنها بعد قليل بعد استيفاء كل الإجراءات الحدودية".
ولفت إلى "وجود إنذارات جدية في علاقة بحالة الطقس وحديث عن عاصفة ربما نلجأ لأحد الموانئ هذا وارد ورتبناه، والموانئ والسلطات على علم أننا سننطلق".
وعن إمكانية استهداف الأسطول، قال نوار: "نحن لسنا في مجال خطأ، نحن مدنيون نحمل مساعدات وذاهبون في مهمة إنسانية من أجل إيصال مساعدات إلى غزة، ووضعنا قانوني مئة بالمئة وأخلاقي مئة بالمئة".
وأكد أعضاء قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة، "أنّ الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سفن الأسطول، لن ترهبهم ولن تزعزع عزيمتهم على الانطلاق، اليوم الأربعاء، ولو بسفينة واحدة".
وتعرض قارب "ألما" لهجوم بواسطة طائرة مسيّرة، بينما كان راسيًا في المياه التونسية، وهو الاعتداء الثاني على التوالي، خلال ساعات، بعد تعرض سفينة فاميلي لاعتداء مشابه.
وقال عضو الأسطول نبيل الشنوفي: "لليوم الثاني نتعرض لاعتداء صهيوني وقد تم قصف سفينة "ألما"، وعليها علم بريطاني وعلى متنها تسعة أشخاص، الحمد الله الجميع بخير، وهناك فقط أضرار مادية".
وأكد الشنوفي في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنّ: "ما حصل من محاولات تخويف من الكيان الصهيوني لنا كأسطول، وتهديد لأجل بث الرعب لدينا وكسر إرادتنا عن السير والإبحار بعد ساعات، وتحديدا عصر اليوم الأربعاء".
وتابع: "الكيان يرد ثنينا عن الخروج ولكن نحن متمسكون وسنحاول بكل قوة والسفن هنا، وبإيطاليا واليونان، والمشاركين على استعداد تام، وبرنامجنا ثابت، الاعتداءات لن تثني رحلتنا السلمية، وهدفها الأساسي كسر الحصار غير القانوني".
ويقدّر العدد الإجمالي لأسطول الصمود 52 سفينة مشاركة ستتوجه لغزة وعلى متنها مابين 500 و800 مشاركا من 44 دولة.
بدوره، قال الناطق باسم الأسطول، وائل نوار، إنّ: "مسيّرة صهيونية ألقت بمادة حارقة على "ألما"، لأجل بثّ الرعب في نفوس المشاركين بالأسطول، ولكن بالعكس فهي لن تزيدنا إلا إصرارا".
وشدّد نوار في تصريح خاص لـ"عربي21" بالقول: "نحن على وعي تام بحجم الخطر الذي يمكن أن نواجهه، ولكن مطلقا لا يمكن أن يقدر بما يتعرض له الناس بغزة وخاصة الأطفال من قتل وتجويع".
وتابع: "سننطلق مهما كانت التحديات وسنخرج ولو بسفينة واحدة، أهلنا في غزة يتعرضون لجرائم إبادة ونحن متمسكون عبر الأسطول المدني السلمي على عبور البحر، والوصول لغزة حتى نكسر الحصار الغير قانوني، المفروض على شعب كامل ما جعله يعاني المجاعة".
يشار إلى أن فريق الأسطول كان قد أكد في تصريحات سابقة لـ "عربي21"، أنّ لديه بعض الصعوبات اللوجستيه تتعلق بصيانة بعض القوارب، وأنّ الانطلاق لن يكون بكامل القوارب، وستلتحق بعضها بعد يوم أو يومين على أقصى تقدير، كذلك هناك عامل المناخ وإمكانية أن يكون الطقس غير ملائم.
وينظَّم هذا التحرك المدني الأكبر من نوعه منذ سنوات عبر تنسيق بين منظمات دولية، أبرزها "تحالف أسطول الحرية" و"الحركة العالمية إلى غزة"، بهدف فتح ممرات إنسانية عبر البحر لإغاثة سكان القطاع وسط خطر المجاعة ونقص الإمدادات الأساسية.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 خلّف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر 64 ألفا و368 شهيدا، و162 ألفا و367 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 382 فلسطينيا، بينهم 135 طفلا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التونسيين سيدي بوسعيد كسر الحصار تونس كسر الحصار سيدي بوسعيد اسطول الصمود المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أسطول الصمود
إقرأ أيضاً:
فيضانات بحيرة نيفاشا تُغرق أحياء كينية وتُهجّر الآلاف
تحوّلت القوارب السياحية في بحيرة نيفاشا الكينية إلى وسائل إنقاذ طارئة، بعد أن غمرت مياه الفيضانات أحياء سكنية بأكملها، وأجبرت مئات السكان على الفرار من منازلهم وسط ظروف صحية متدهورة ومياه تصل إلى مستوى الخصر.
في حي "كيهوتو" المتواضع، تقف روز أليرو وسط منزلها الغارق، وتقول بأسى: "لم يحدث شيء كهذا من قبل".
وتضيف أليرو البالغة من العمر (51 عاما): "الناس يعانون، كثيرون مرضى، والمراحيض تطفح، ولا أحد يعرف إلى أين يذهب".
ووفقا لمسؤولين محليين، فقد تقدّمت مياه البحيرة الواقعة في وادي الصدع نحو اليابسة لمسافة غير مسبوقة بلغت 1.5 كيلومتر، مما أدى إلى غمر مئات المنازل، وتدمير كنائس، وإغراق مراكز شرطة وسط نباتات طافية.
وفي مشهد يعكس حجم الكارثة، اضطر أطفال إلى إخلاء مدرسة باستخدام طوافات مرتجلة خلال موجة مفاجئة من المياه.
وتقدّر جويس تشيتشي، رئيسة إدارة مخاطر الكوارث في مقاطعة ناكورو، أن نحو 7 آلاف شخص نزحوا بسبب ارتفاع منسوب المياه، مشيرة إلى أن الفيضانات تهدد أيضا الحياة البرية، وتُربك قطاعي السياحة والتجارة.
وتقول تشيتشي إن السلطات المحلية وفّرت وسائل نقل طارئة وطبّقت إجراءات صحية، لكنها لم تقدّم أي تعويضات مالية حتى الآن.
وفي قطاع تصدير الزهور، أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، امتنع العمال عن الذهاب إلى الحقول خشية الإصابة بالكوليرا أو التعرض لانهيارات أرضية.
كما حذّرت تشيتشي من خطر المواجهة مع أفراس النهر التي باتت تقترب من المناطق السكنية، قائلة: "لم نكن نتوقع ذلك".
إعلانوعلى ضفاف البحيرة، تقف جذوع أشجار الأكاسيا الجرداء، التي كانت يوما مورقة، مغمورة في مياه تتقدّم بمعدل متر يوميا، في مشهد يختزل حجم التحوّل البيئي.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على نيفاشا، بل تمتد إلى بحيرات أخرى في وادي الصدع، حيث تسببت في نزوح مئات الآلاف. وتُرجع دراسات عديدة هذه الظاهرة إلى زيادة هطول الأمطار بفعل تغيّر المناخ.
لكن الجيولوجي الكيني جون لاغات، المدير الإقليمي في شركة تطوير الطاقة الحرارية، يرى أن السبب الأعمق هو النشاط التكتوني، نظرًا لوقوع البحيرات على صدع جيولوجي رئيسي.
ويشرح أن تحرّكات الصفائح الأرضية منذ أوائل القرن الـ20 أدّت إلى إغلاق تدريجي لمنافذ التصريف الجوفية، مما حبس المياه داخل الأحواض.
ويقرّ لاغات بأن تغيّر المناخ وتدهور الأراضي بفعل النمو السكاني يفاقمان الأزمة، لكنه يصف العامل التكتوني بأنه "محوري".
وفي منزلها الغارق، تنظر روز أليرو إلى المياه التي تواصل زحفها، وتقول: "نحن قلقون جدا.. لا نعرف ما الذي سيحدث مع موسم الأمطار المقبل".