ساهمت زيادة تلوث غازات الاحتباس الحراري بالولايات المتحدة في زيادة معدلات الانبعاثات العالمية في النصف الأول من هذا العام، وفقا لبيانات مجموعة بحثية.

ويخشى العلماء من أن أجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المؤيدة للوقود الأحفوري ستؤدي إلى إبطاء خفض الانبعاثات المطلوب لتجنب الآثار المناخية الكارثية بشكل كبير.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الغسل الأخضر".. تضليل مناخي ممنهج تنعشه عودة الرئيس ترامبlist 2 of 4إدارة ترامب تمهد لنسف الأساس القانوني لمكافحة تغير المناخlist 3 of 4علماء المناخ يجتمعون بالصين وغياب الولايات المتحدة يثير القلقlist 4 of 4بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخend of list

وتوقعت مجموعة روديوم أن يكون لما سمته "التحول الأكثر مفاجأة في سياسة الطاقة والمناخ في الذاكرة الحديثة" الذي حدث منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عواقب عميقة على أزمة المناخ العالمية من خلال إبطاء وتيرة خفض الانبعاثات في الولايات المتحدة، بما يصل إلى نصف المعدل، الذي تم تحقيقه على مدى العقدين الماضيين.

ولا يزال من المتوقع أن تُخفِّض الولايات المتحدة انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة تتراوح بين 26% و35% بحلول عام 2035، مقارنة بمستويات عام 2005، وفقا للتقرير، لكن هذا الانخفاض أقل بكثير من نسبة تتراوح بين 38% و56%، التي توقعتها روديوم العام الماضي خلال رئاسة جو بايدن.

وحسب الدراسة، لن يكون أي من هذه السيناريوهات كافيا للسماح للولايات المتحدة، أكبر مصدر تاريخي للتلوث الكربوني في العالم، بالقيام بدورها الكامل في مساعدة العالم على تجنب الانهيار المناخي المتفاقم الناجم عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين أو أكثر.

وكانت الولايات المتحدة وحكومات أخرى قد اتفقت عام 2015 في باريس على تجنب هذه العتبة ولكنها بعيدة كل البعد عن المسار المطلوب لخفض الانبعاثات، وذلك قبل اجتماع الأمم المتحدة الرئيسي للمناخ في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني لوضع أهداف جديدة.

وحتى في أفضل السيناريوهات، حيث يصبح الوقود الأحفوري أكثر تكلفة بكثير، ويتم نشر الطاقة المتجددة الرخيصة بسرعة، فإن الولايات المتحدة ستخفض انبعاثاتها بنسبة 43% فقط بحلول عام 2040، وفقا لما توصلت إليه دراسة روديوم، وهو أقل بكثير من الهدف الذي تعهد به الرئيس بايدن، والذي تخلى عنه خلفه ترامب منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

إعلان

وفي أسوأ الأحوال، حيث تكون الطاقة النظيفة مقيدة بشدة بسبب العوامل الاقتصادية والسياسية، فإن الانبعاثات في الولايات المتحدة قد ترتفع قليلا بحلول نهاية ثلاثينيات القرن الـ21، كما جاء في التقرير.

ويرى بن كينغ أحد مديري شركة روديوم أن خروج الولايات المتحدة عن المسار الصحيح في الوفاء بالتزاماتها بخفض الانبعاثات أدى إلى تفاقم الوضع، وأصبح مسار الانبعاثات أسوأ بكثير بسبب هذه السياسة المتعثرة.

في ظل أجندة ترامب "الحفر، يا صغيري، الحفر"، فتحت الحكومة الفدرالية مساحات شاسعة من الأراضي والمياه للحفر والتعدين، وتخلت عن أهداف اتفاق باريس للمناخ، وعن كل القواعد التي تهدف إلى الحد من تلوث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

الرئيس دونالد ترامب قرر الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ وتراجع عن عدة سياسات مناخية (رويترز)نكوص سياسات ترامب

وتشير التقارير إلى أن الرئيس ترامب يسعى إلى إعاقة قطاع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، من خلال توقيع مشروع قانون إنفاق جمهوري يقضي على الحوافز لمشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات الجديدة، ويأمر إدارته بوقف إنشاء مرافق الطاقة المتجددة الجديدة، حتى لو تمت الموافقة عليها مسبقا واكتمل بناؤها تقريبا.

وقال الرئيس ترامب مؤخرا: "لا نسمح بطواحين الهواء، ولا نريد الألواح الشمسية"، وفي المقابل أشاد بـ"الفحم النظيف والجميل"، وشجع منتجي الوقود الأحفوري على تجاوز قوانين التلوث.

وكان لهذا الموقف تجاه مصادر الطاقة المتجددة تأثير ملموس. فعليا، فقد توقفت مزارع الرياح البحرية، وأُلغيت خطط إنشاء مصنع بطاريات في ولاية نورث كارولينا، وأُغلق مصنع في ميشيغان مؤخرا.

وفي المجمل، فقدت أو توقفت ما يقرب من 65 ألف وظيفة في مجال الطاقة النظيفة منذ انتخاب الرئيس ترامب، وفقا لمجموعة الطاقة المناخية، مع ارتفاع فواتير الكهرباء المنزلية نتيجة للتخفيضات في مصادر الطاقة المتجددة الأرخص عمليا.

وقال جيسون غروميت الرئيس التنفيذي لجمعية الطاقة النظيفة الأميركية: "لسوء الحظ، فإن العقبات السياسية الفدرالية والمتطلبات التقييدية تهدد مئات المليارات من الاستثمارات المخطط لها في مجال الطاقة".

وكانت الجمعية قد أفادت الأسبوع الماضي بأن تركيبات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة قد انخفضت بمقدار الربع في النصف الأول من عام 2025.

وقال كينغ من شركة روديوم إن تأثير كل هذا على الانبعاثات سيتضح خلال العامين المقبلين. لكن يمكن رؤية لمحة عامة عن ذلك في الأشهر الستة الأولى من العام، حيث ارتفعت الانبعاثات الأميركية بنسبة 1.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفقا لمؤسسة "كلايمت تريس".

وأدت هذه الزيادة في الانبعاثات، مع ارتفاع مماثل في البرازيل، إلى زيادة الانبعاثات العالمية مقارنة بالنصف الأول من عام 2024، وهي مؤشر مقلق على المهمة التي تنتظر الحكومات في معالجة أزمة المناخ بدون قيادة الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر للانبعاثات في العالم بعد الصين.

وقال كينغ "نشهد بالفعل تباطؤا في منشآت الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة، ولكي نكون صادقين، فإن مجرد استقرار الانبعاثات يعد مؤشرا سيئا للغاية على المسار الذي نحتاج إلى اتباعه".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات تلوث فی الولایات المتحدة الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة الرئیس ترامب

إقرأ أيضاً:

الأردن يحقق نقلة نوعية في الطاقة المتجددة

صراحة نيوز-أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية، الدكتور صالح الخرابشة، أن المملكة حققت تقدماً كبيراً في قطاع الطاقة المتجددة خلال السنوات الخمس الماضية، حيث ارتفعت مساهمة الطاقة المتجددة في خليط الكهرباء إلى نحو 27% بنهاية عام 2024، مقارنة بأقل من 0.5% في عام 2014.

جاء ذلك خلال رعايته اليوم الثلاثاء للقاء الإقليمي “نحو مستقبل عادل للطاقة”، الذي نظمته منظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشبكة العدالة في إدارة الموارد، والمركز الإقليمي لعدالة الطاقة والمناخ التابع لمؤسسة فريدريش إيبرت، بهدف تعزيز الانتقال العادل والشامل للطاقة ووضع العدالة المناخية والاجتماعية في صميم السياسات الإقليمية.

وأشار الخرابشة إلى أن الأردن، مدفوعًا بموارده الطبيعية من الشمس والرياح، استقطب استثمارات تجاوزت 2.15 مليار دينار أردني في مشروعات الطاقة المتجددة، مشدداً على ضرورة التعاون الدولي لمواجهة التحديات البيئية والتغير المناخي.

وأضاف أن الوزارة تعمل على تحديث استراتيجية قطاع الطاقة للفترة 2025–2035 لتعزيز مساهمة الطاقة المتجددة واستقرار الشبكة الكهربائية.

من جانبه، قال الدكتور بيار سعادة، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شبكة العدالة في إدارة الموارد، إن خارطة الطريق الإقليمية توفر رؤية واضحة للسياسات التي تدفع انتقالاً عادلاً للطاقة يكون شفافاً وشاملاً، مع حماية المجتمعات المحلية وتعزيز تنويع الاقتصادات.

وأكدت غوى النكت، المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الانتقال العادل للطاقة يتطلب إعادة تصوّر دور الطاقة في بناء مستقبل مستدام وأكثر عدلاً للمنطقة.

وشدّد المشاركون على أهمية التعاون الإقليمي لضمان انتقال منصف للطاقة يراعي احتياجات المجتمعات المحلية، معتبرين أن إطلاق خارطة الطريق الإقليمية وميثاق “الملوّث يدفع” يشكّل محطة مفصلية في مواجهة أزمة المناخ وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وفتح فرص واسعة لتحويل الاقتصادات وخلق ملايين فرص العمل، مع توسيع الوصول إلى طاقة ميسورة التكلفة للجميع.

مقالات مشابهة

  • خذها أو اتركها.. الولايات المتحدة تلوح بهذه التسوية لإنهاء مفاوضات غزة
  • أرقام قياسية حول تمويل حروب إسرائيل بأموال دافعي الضرائب بأميركا
  • وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة بحلول عام 2030
  • الإغلاق الحكومي يتسبب في خلل منظومة الطيران داخل الولايات المتحدة
  • الأردن يحقق نقلة نوعية في الطاقة المتجددة
  • «مبادلة للطاقة» تخفّض 36.5% من انبعاثات الغازات الدفيئة بأعمالها
  • إنتاج الطاقة المتجددة في العالم يتجاوز الفحم لأول مرة
  • رئيس تايوان: سيطرة الصين على تايوان ستهدد الولايات المتحدة أيضًا
  • محللون: الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة قد يتواصل لأسابيع
  • مدبولي: نستهدف رفع حصة الطاقة المتجددة إلى 60% بحلول عام 2040