كشف بحث جديد أن الانتقال من المنتجات الحيوانية إلى خيارات نباتية يمكن أن يكون خطوة فعّالة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

يؤكد بحث جديد أعدّته "لجنة الأطباء للطب المسؤول" ونُشر في مجلة JAMA Network Open أن النظام الغذائي النباتي قليل الدهون يرتبط بانخفاض ملحوظ في انبعاثات الغازات الدفيئة (GHGE) والطلب التراكمي على الطاقة (CED).

وتبيّن الدراسة أن هذا النظام يؤدي إلى انخفاض بنسبة 51% في انبعاثات الغازات الدفيئة، بما يعادل 1,313 غراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل شخص يومياً، إضافة إلى انخفاض مماثل بنسبة 51% في الطلب التراكمي على الطاقة بما يعادل 8,194 كيلوجول لكل شخص يومياً.

ما سبب هذا التراجع؟

يعود هذا التراجع في المقام الأول إلى انخفاض استهلاك اللحوم، ثم تراجع استهلاك الألبان بالنسبة للانبعاثات، وانخفاض تناول البيض بالنسبة للطلب على الطاقة. وللمقارنة، تعادل كمية 1,313 غراماً من ثاني أكسيد الكربون قيادة مركبة تعمل بالوقود لمسافة تقارب 4.3 أميال.

وتوضح هانا كاهليوفا، الحاصلة على الدكتوراه في الطب والدكتوراه في الفلسفة، وهي مؤلفة الورقة البحثية ومديرة الأبحاث السريرية في اللجنة، أن "تزايد الوعي بتأثير النظام الغذائي على البيئة سيجعل استبدال الأطعمة النباتية بالمنتجات الحيوانية ممارسة شائعة تماماً مثل إعادة التدوير".

نظام غذائي Canva

وتشير إلى أن مسحاً حديثاً أظهر أن نحو نصف الأمريكيين قد يفكرون في تبنّي نظام غذائي نباتي للمساعدة في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة. وتضيف: "نعلم أن الأنظمة الغذائية النباتية المعتمدة على الأطعمة الكاملة أفضل لصحتنا وللبيئة. وهذا التحليل يوضح مدى تأثير اختياراتنا الغذائية اليومية".

امتداد للدراسات السابقة

صدر هذا البحث بعد أيام قليلة من نشر تقرير لجنة EAT-Lancet في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، والذي شدد على أن التحوّل العالمي نحو "أنظمة غذائية صحية" تشتمل على المزيد من الفواكه والخضروات والمكسرات وتقليل اللحوم الحمراء، بات ضرورياً لخفض الانبعاثات حول العالم.

ويعدّ هذا التحليل الجديد امتداداً لدراسة سابقة للجنة نفسها، كانت قد بيّنت أن النظام النباتي قليل الدهون يشكّل أداة فعّالة لخفض الوزن وزيادة حساسية الإنسولين وتحسين الأيض بعد الوجبات.

Related التحول إلى نظام غذائي نباتي.. خطوة ذكية للوقاية من الأمراض المزمنةاكتشاف سرّ استخدام "معدة العجل" في صناعة جبن البارميزان يثير غضب النباتيينبول مكارتني يدعو قمة "كوب 30" إلى اعتماد النظام النباتي لتجنّب "النفاق المناخي"

وفي الجانب المتعلق بالأثر البيئي، قارن الباحثون المدخول المسجّل في السجلات الغذائية ببيانات وزارة الزراعة الأمريكية الخاصة باستهلاك السلع الغذائية، إضافة إلى قاعدة بيانات "تأثيرات الغذاء على البيئة".

وتشير كاهليوفا إلى أن "دراسات سابقة أظهرت أن اللحوم الحمراء تحديداً لها أثر كبير يفوق تأثير الحبوب والبقوليات والفواكه والخضروات على استخدام الطاقة. وتُظهر دراستنا مدى ارتباط النظام الغذائي النباتي قليل الدهون بانخفاض ملحوظ في انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدام الطاقة، وهما عاملان رئيسيان في تغيّر المناخ".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل روسيا الذكاء الاصطناعي الصحة تكنولوجيا دونالد ترامب إسرائيل روسيا الذكاء الاصطناعي الصحة تكنولوجيا بحث علمي الصحة المناخ دراسة غازات دفيئة طاقة دونالد ترامب إسرائيل روسيا الذكاء الاصطناعي الصحة تكنولوجيا فولوديمير زيلينسكي سياحة فلاديمير بوتين حروب غزة أوروبا انبعاثات الغازات الدفیئة

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تشكك في النتائج السابقة.. هل تشكل اللحوم الحمراء خطرًا على صحة الإنسان؟

ورغم النتائج المبشرة، يشدد فريق البحث على ضرورة قراءة الدراسة في سياقها العلمي. إذ لا تشمل التوصيات اللحوم مرتفعة الدهون أو المعالجة مثل السجق والسالامي، كما لا تعني إمكانية تناول كميات كبيرة من اللحم دفعة واحدة.

في نتائج بحثية قد تغيّر النظرة الشائعة تجاه اللحوم الحمراء، كشفت دراسة حديثة من جامعة بنسلفانيا أن تناول كميات معتدلة من لحم البقر قليل الدهن ضمن نظام غذائي مدروس، لا يؤدي إلى ارتفاع مستويات أُكسيد ثلاثي ميثيل الأمين (TMAO) " وهو مؤشر حيوي مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية".

ونُشرت الدراسة في مجلة جمعية القلب الأمريكية بعد مراقبة تأثير اللحوم الحمراء غير المُصنّعة على صحة القلب وميكروبيوم الأمعاء لدى مجموعة من المشاركين الشباب.

تصميم بحثي صارم يختبر أربعة أنماط غذائية

اعتمد فريق البحث نموذجاً تجريبياً دقيقاً ضم ثلاثين مشاركاً تلقوا جميع وجباتهم لمدة أربعة فترات متتابعة، مدة كل منها أربعة أسابيع، بحيث يتناول كل مشارك الأنظمة الغذائية الأربعة بالتساوي، وتنوعت الأنظمة بين النظام الأمريكي التقليدي الغني بالدهون المشبعة والمتضمن يومياً 2.5 أونصة من اللحم غير قليل الدهن وثلاثة أنظمة مدروسة اختلفت في كميات لحم البقر قليل الدهن.

وتوفرت للباحثين في كل فترة عينات دم وبول وبراز، ما أتاح قياس مستويات TMAO بدقة، ومراقبة التغيّر في تنوع ميكروبيوم الأمعاء، وهو عنصر محوري في الصحة الأيضية والمناعية.

Related ماذا يحدث لجسمك عند اتباع نظام غذائي قائم على اللحوم فقط؟هل لحوم الأبقار التي تتغذى على العشب أكثر استدامة بيئيًا؟ دراسة جديدة تكشف الإجابةدراسة تكشف: تناول الكثير من اللحوم الحمراء قد يسبب الخرف وتدهور الصحة العقلية

أظهرت البيانات أن المشاركين الذين تناولوا 0.5 أو 2.5 أونصة من لحم البقر قليل الدهن ضمن النظام المدروس، لم يسجلوا أي ارتفاع في مستويات TMAO مقارنة بفترة تناول النظام الأمريكي، وحتى عند رفع كمية اللحم المتناول إلى 5.5 أونصة يومياً ضمن النظام المذكور، بقيت مستويات المركب مستقرة وغير مختلفة إحصائياً عن النظم الأخرى.

وقالت الباحثة الرئيسية كريستينا بيترسن إن هذه النتائج تؤكد أن السياق الغذائي "وليس كمية اللحم وحدها" هو العامل الأكثر تأثيراً، مضيفة أن دمج اللحوم الحمراء غير المُصنّعة وبكميات معتدلة ضمن نظام متوسطي متوازن لا يزيد المؤشرات الحيوية المرتبطة بأمراض القلب.

كما أظهرت الدراسة زيادة واضحة في تنوع ميكروبيوم الأمعاء لدى جميع المشاركين خلال فترات اتباع الأنظمة المتوسطية، مقارنة بالنظام الأمريكي.

وتتقاطع هذه النتائج مع ما توصل إليه الباحثون في دراسة سابقة باستخدام البيانات نفسها، إذ تبين أن النظام المتوسطي المضاف إليه لحم قليل الدهن أدى إلى انخفاض ملحوظ في ضغط الدم مقارنة بالنظام الأمريكي، كما أظهرت مراجعة علمية قادتها الباحثة فاطمة جعفري أن الأدبيات العلمية منقسمة بشأن تأثير اللحوم الحمراء على مستويات TMAO؛ فبينما أشارت نصف الدراسات إلى ارتفاع في مستويات المركب، لم تجد النصف الآخر أي ارتباط، ما يعكس التعقيد الأيضي الذي يحكم إنتاج هذا المؤشر الحيوي.

ورغم النتائج المبشرة، يشدد فريق البحث على ضرورة قراءة الدراسة في سياقها العلمي. إذ لا تشمل التوصيات اللحوم مرتفعة الدهون أو المعالجة مثل السجق والسالامي، كما لا تعني إمكانية تناول كميات كبيرة من اللحم دفعة واحدة، ويشير الباحثون إلى أن الدراسة أجريت على أفراد أصحاء وصغار السن، الأمر الذي يحد من تعميم النتائج على الفئات الأكبر سناً أو ممن يعانون مخاطر أعلى لأمراض القلب.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة تشكك في النتائج السابقة.. هل تشكل اللحوم الحمراء خطرًا على صحة الإنسان؟
  • توضيح رسمي سوري حول منع السفر بسبب فيش في عهد نظام الأسد
  • عُمان تشارك في حلقة عمل خليجية لمناقشة "قانون نظام الغذاء الموحد"
  • إطلاق مسودة نظام معدل لرسوم الطيران المدني لسنة 2025 
  • الحكومة تقر مشروع نظام أندية المعلمين الجديد
  • عاجل: الإيقاف وإلغاء الرخصة لمخالفي نظام الكهرباء وغرامة تصل 30 مليون ريال
  • نظام غذائي “مُحدد” يُساعد على خفض ضغط الدم
  • "فيفا باس".. تفاصيل نظام التأشيرة الأميركية لمشجعي المونديال
  • إبراهيم النجار يكتب: هل ثمة نظام دولي بديل يتشكل فعلا؟ّ!