خلال أيام اشتعلت ثورة عارمة في نيبال أطاحت بالحكومة وحرقت مبنى البرلمان وسقط خلالها قتلى ومصابون، قبل أن يتدخل الجيش أخيرا ويحكم سيطرته على الأوضاع في البلاد.

ورغم أن شرارة الاحتجاجات اندلعت بعد أن حظرت الحكومة منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنها كانت أساسا ضد ما اعتبره المتظاهرون فسادا مستشرٍ في البلاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2منازل بلا سكان وسكان بلا منازل.. كيف يغذي غسل الأموال أزمة السكن في غانا؟list 2 of 2نتنياهو مجددا أمام المحكمة بتهم الفساد والرشوةend of list

ووصف منظمو الاحتجاجات -التي امتدت من العاصمة كاتماندو إلى مدن أخرى- هذه الاحتجاجات بأنها "مظاهرات لجيل زد"، مدفوعة بإحباط الشباب من عدم اتخاذ إجراءات كافية لمكافحة الفساد وتعزيز الفرص الاقتصادية.

وقال أحد المتظاهرين في رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة رويترز، مُوقّعا باسم "مواطن نيبالي قلق": "كان الاحتجاج يهدف، في المقام الأول، إلى مكافحة الفساد المستشري في الحكومة".

وأضافت الرسالة أن الشباب النيباليين كانوا ينشرون على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات عن "الحياة المرفهة التي تعيشها عائلات وأطفال السياسيين والموظفين الحكوميين الفاسدين" حتى فرضت الحكومة قيودا على هذه المنصات.

لطالما شعر الشباب النيباليون بالإحباط من نقص الوظائف، وذهب الملايين منهم للعمل في الشرق الأوسط وكوريا الجنوبية وماليزيا، وخاصة في مواقع البناء، حيث يُرسلون الأموال إلى أوطانهم.

المتظاهرون أشعلوا النيران في مقر إقامة الرئيس النيبالي رام تشاندرا باوديل خلال احتجاج على حظر وسائل التواصل الاجتماعي والفساد (أسوشيتد برس)حظر وفساد

وكانت الاحتجاجات -التي شارك فيها آلاف المتظاهرين- اندلعت يوم الاثنين بعد حظر حكومي قصير الأجل على منصات فيسبوك وإنستغرام وواتساب ويوتيوب وإكس وريديت ولينكدإن، أعقبته حملة قمع من الشرطة التي فتحت النار على المحتجين.

وتصاعدت الاحتجاجات يوم الثلاثاء لتشمل هجمات على مبان حكومية، وقالت وزارة الصحة -الأربعاء- إن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 25 قتيلا، إضافة إلى إصابة 633 شخصا.

إعلان

ودفعت الأحداث رئيس الوزراء خادجا براساد أولي إلى تقديم استقالته يوم الثلاثاء، وطلب الرئيس الشرفي للبلاد رام تشاندرا باوديل منه قيادة حكومة انتقالية إلى حين تشكيل حكومة جديدة، غير أن أولي فر من مقر إقامته الرسمي، ولم يتضح مكان وجوده.

ودخل شباب مبتهجون إلى مجمع البرلمان فور سماعهم نبأ استقالة أولي، ملوحين بأيديهم ومرددين هتافات، بينما تصاعد الدخان من أجزاء من المبنى، وكُتب على جدار مبنى البرلمان بخط برتقالي ضخم: "لقد انتصرنا".

وهذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عقود في الدولة الفقيرة التي تقع في جبال الهيمالايا بين الهند والصين وتعاني من عدم استقرار سياسي وعدم يقين اقتصادي منذ أن أدت احتجاجات إلى إلغاء النظام الملكي في عام 2008.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات شفافية

إقرأ أيضاً:

أزمة المياه المالحة تشعل غضب القرنة وتضع محافظ البصرة في مرمى الاستقالة

14 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة:  تفاقمت أزمة ملوحة المياه وتردي الواقع الخدمي في محافظة البصرة، لتتحول خلال الأيام الأخيرة إلى شرارة غضب شعبي متصاعد، عقب إصابة عدد من المتظاهرين خلال تظاهرات نظمها مواطنون من سكنة منطقة الشرش شمالي المحافظة احتجاجاً على رداءة مياه الإسالة، في مشهد أعاد إلى الواجهة واحدة من أعمق أزمات الجنوب العراقي وأكثرها استعصاءً.

وصبر الأهالي بدا وقد نفد إزاء الوعود الحكومية المحلية المتكررة التي لم تثمر حلولاً حقيقية، مع تأكيد سكان المنطقة أن المياه المالحة باتت تهدد صحتهم بشكل مباشر، وتسهم في تفشي الأمراض الجلدية والمعوية، فضلاً عن إلحاق أضرار واسعة بالزراعة والثروة الحيوانية، في وقت تشير تقديرات محلية إلى أن نسب الملوحة في بعض مناطق شمال البصرة تجاوزت المعايير الصحية بأكثر من ثلاثة أضعاف.

وشهدت منطقة الشرش التابعة لقضاء القرنة تصعيداً احتجاجياً ملحوظاً، تمثل بخروج حشود واسعة طالبت بشكل مباشر باستقالة محافظ البصرة أسعد العيداني، مرددين هتافات غاضبة وصفته بـالباطل والفاسد، ومؤكدين أن مناطقهم الواقعة فوق بحر من النفط ما زالت محرومة من أبسط مقومات الحياة، رغم مساهمتها الأساسية في رفد الموازنة العامة للبلاد.

وبينما اتسعت رقعة الاحتجاجات، كتب ناشطون في مجال حقوق الإنسان في البصرة بيانات أبدوا فيها استغرابهم من تفاقم أزمة المياه، رغم دخول البلاد ذروة فصل الشتاء وارتفاع الخزين الاستراتيجي للمياه، واستمرار موجات السيول والحالات المطرية الكبيرة في عموم المحافظات، معتبرين أن ما يجري يعكس خللاً إدارياً لا شحاً مائياً.

وقال أحد الناشطين عبر منصة إكس إن البصرة تعيش مفارقة قاسية، حيث تغرق مناطق في الفيضانات بينما يشرب أهلها ماءً مالحاً لا يصلح للاستهلاك البشري، فيما قال متظاهر آخر عبر فيسبوك إن الأزمة لم تعد خدمية فقط، بل تحولت إلى مسألة كرامة وحق في الحياة.

وأعلن المحتجون مطالب واضحة تمثلت بإحالة جميع المسؤولين والقادة الأمنيين المتورطين في ضرب وقمع المتظاهرين إلى القضاء بشكل فوري، معتبرين أن الاعتداء على الاحتجاجات السلمية جريمة لا يمكن تجاوزها، مع تحميل محافظ البصرة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع، ودعوته إلى تقديم استقالته إذا كان حريصاً على دماء أبناء المحافظة.

وحذر المحتجون من أن تجاهل الحكومة المحلية والمركزية لمطالب قضاء القرنة المشروعة سيقود إلى تصعيد أكبر خلال الأيام المقبلة، في وقت تسود فيه مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات إلى مناطق أخرى تعاني الأزمة ذاتها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أزمة المياه المالحة تشعل غضب القرنة وتضع محافظ البصرة في مرمى الاستقالة
  • (200) عام على "ثورة الديسمبريين"
  • اشتباكات لليوم الثاني.. ما الذي يحدث في القيروان؟
  • الحكم علي المتهمة بسب وقذف رجل أعمال عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإسكندرية 31 يناير
  • بعد تحولها إلى غرف لتنظيم الاحتجاجات.. هل تحظر دول عربية ديسكورد؟
  • رئيسة الحكومة التونسية تشيد بالإصلاحات العميقة التي تشهدها الجزائر
  • وزارة الصناعة تنفي وجود أي حساب رسمي للفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة موقع "فيسبوك"
  • اتهام شخصين بالإساءة للفنان مراد مكرم عبر وسائل التواصل الاجتماعي
  • وزارة الصناعة تنفي وجود أي حساب رسمي للفريق كامل الوزير على مواقع التواصل الاجتماعي
  • الولايات المتحدة تعتزم تفتيش حسابات التواصل الاجتماعي للراغبين بدخولها