عربي21:
2025-10-08@00:57:06 GMT

لماذا ضرب الكيان قطر؟!

تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT

ربما كان مفاجئا ما قام به الكيان بتوجيه طيرانه الحربي لضرب مقر قيادة لحركة حماس، معروف المكان، ومعروف وجود الحركة منذ سنوات، وفق تنسيق دولي، ومباركة ورعاية أمريكية لذلك، ولم يكن ذلك خافيا على الجميع، لكن لم يكن متوقعا أن تقدم إسرائيل على هذه الخطوة، وتوجيه ضربة لدولة وسيطة، وليست دولة معاونة للمقاومة بالدعم اللوجيستي كما هو تصنيف الكيان وغيره لدولة مثل إيران.



الإجابة عن السؤال، بالمنطق والعقل، لن يقف بنا عند حدود هذه الضربة، بل سيعود به إلى ما قبل ذلك بكثير، فتعلق الضربة بالقيادات، ربما يعد ذلك سببا أو مبررا أو شماعة لنتنياهو، لكن تهديد شخصيات على أرض قطر، وربما تحمل جنسيتها ليس جديدا على السياسة الإسرائيلية، فمن قبل، تم تهديد الشيخ يوسف القرضاوي، ووضعه على قوائم اغتيالات عند الكيان.

موقف السياسة القطرية المتوازن في كثير من القضايا العربية والإسلامية، موضع تحريض من الكارهين لهذا الخط، وبخاصة من المتهصينين العرب، فضلا عن أهل التطرف الصهيوني كنتنياهو وأمثاله، في ظل إدارة أمريكية كذوبة، ولا تحفظ عهدا ولا ودا، مع إصابة نتنياهو بخيبات وفشل في غزة..وكان القلق منه كشخصية إسلامية، لأنه مناهض للمشروع الصهيوني، وفكره وفقهه ضده تماما، ومؤيد لمقاومة المحتل في كل أرض إسلامية، وليس في فلسطين وحدها، وهو ما أعلنه بعد احتلال الأمريكان للعراق، وصدر بسبب ذلك وضع اسمه على قوائم الإرهاب والممنوعين من دخول الإمارات، تلبية للرغبة الأمريكية.

وكان من نتيجة ذلك، أن حركته في السفر للدول الأوربية بات قليلا، بل ممنوعا عليه، بقرار منه، بعد نصائح وجهتها له الخارجية القطرية آنذاك، حرصا على سلامته، ورغم علم الكيان بحمل القرضاوي الجنسية القطرية، إلا أن ذلك لم يمنع من هذه التهديدات، فليست هذه أول مرة يتم تهديد مقيمين على أرض قطر، فضلا عمن يحمل جنسيتها.

فلو وضعنا في الاعتبار اسم القرضاوي كقوة ناعمة، مهمة وذات تأثير في قطر، وهو ما أعطى هذا الزخم على المستوى الإسلامي، فهناك أيضا قوة أخرى ناعمة أضافت بعدا سياسيا وحضورا دوليا لقطر، وهي: قناة الجزيرة، والتي كان من أهم برامجها عند التأسيس برنامج للقرضاوي بعنوان الشريعة والحياة، ثم باتت القناة العربية الأقوى والأبرز ببرامجها، وأخبارها وجرأتها في طرح الكثير من القضايا ذات السقف المنخفض في قنوات أخرى، وحاولت السعودية عمل قناة تنافس، وهي: العربية، وحاولت دول أخرى، لكن دون منافسة تذكر.

كلنا نعلم أن دول العالم العربي لا تخرج عن القرار الأمريكي، ولكن هناك مساحة متروكة لهذه الدول جميعا، هنا تظهر مبادئ وسياسة هذه الدولة المعبرة عنها، فهناك دولة تجتهد في هذه المساحة المتروكة، والتي تعبر عن وجهتها، فتراها دولة متصهينة أكثر من الصهاينة، وعميلة أكثر من الكيان نفسه، ومعادية للأمة عداء يستغربه الجميع. بينما تبرز سياسة قطر في هذه المساحة، في مساحة أخلاقية ومبادئية، يشهدها المراقبون، حتى مع الاختلاف معها في بعض المواقف السياسية، ففي مساحات أخرى توجد توافقات مع كثير من قضايا الأمة الإسلامية والعربية.

ضرب قطر، ليس المستهدف به قطر جغرافيا، بل مقصود به ضرب توجه، وضرب أي مساحة ستشكل حاضنة أو بيئة محبة للمقاومة، أو تقوم بدور يشكل نزعا لفتيل الحرب، أو للمجازرهذه المساحة التي تخالف توجها منبطحا لدى بعض الدول المحيطة، لا يروق لها ذلك، ولذا كثيرا ما رأينا التحريض على قطر دولة وأميرا وشعبا، وقوى ناعمة بكل مكوناتها، تجلى ذلك في الحصار الذي فرض عليها، وكاد أن يتحول لتدخل عسكري، ولم يكن ذلك عن رغبة شخصية لدى كثير من الدول المحاصرة، بقدر ما كان تحريضا غريبا من بعضها، بشكل واضح، ووقتها لم يفوت الفرصة على هذا الحصار، سوى قوة قطر الناعمة، عربيا، وإسلاميا، ودوليا.

موقف السياسة القطرية المتوازن في كثير من القضايا العربية والإسلامية، موضع تحريض من الكارهين لهذا الخط، وبخاصة من المتهصينين العرب، فضلا عن أهل التطرف الصهيوني كنتنياهو وأمثاله، في ظل إدارة أمريكية كذوبة، ولا تحفظ عهدا ولا ودا، مع إصابة نتنياهو بخيبات وفشل في غزة، وفي استعادة الأسرى، وفي ظل وجود بيئة كارهة لهذا الدور القطري في الوساطة في الملف الفلسطيني، يصنع سياقا ومناخا لتوجيه هذه الضربة، وهو ما هدد به أكثر نتنياهو، بعد تصريح ترامب أنه يعد قطر بأن الضربة لن تتكرر، ومع ذلك رد نتنياهو بأنه سيسعى لتكرارها، فإما أن تحاكم هذه القيادات، أو تسجنهم، أو تطردهم، وإلا سيتدخل بنفسه لفرض عدالته المزعومة.

ضرب قطر، ليس المستهدف به قطر جغرافيا، بل مقصود به ضرب توجه، وضرب أي مساحة ستشكل حاضنة أو بيئة محبة للمقاومة، أو تقوم بدور يشكل نزعا لفتيل الحرب، أو للمجازر، وهو ما رأيناه في ساعات معدودة، في بضع أيام، قام الكيان بضرب سفن مدنية في تونس، كانت لإغاثة غزة، وقام في نفس اليوم بضرب اليمن، وضرب غزة، ولا يستبعد أن يصل هذا العدوان لدول أخرى، ربما لا يمنع نتنياهو من اتخاذ القرار حيالها سوى حساب رد الفعل المبني على تهوره، وهو ما يجري في نقاشات عدة، يطرح فيها السؤال: هل يمكن أن يستمر نتنياهو في عدوانه، ليصل إلى تركيا ومصر؟!

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء إسرائيل قطر إسرائيل قطر قصف تداعيات قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کثیر من وهو ما

إقرأ أيضاً:

اليمن صمام أمان المنطقة أمام أطماع الكيان الصهيوني

 

 

يشهد التاريخ أن هناك شعوبًا ومواقِعَ جغرافية تفرض نفسها كصمامات أمان في وجه الأطماع الكبرى، واليمن اليوم يجسد هذا الدور بامتيَاز في مواجهة المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة.
لم يعد اليمن مُجَـرّد دولة على الخارطة، بل تحول بفعل صموده وتماسكه الداخلي إلى قوة إقليمية رادعة تُقَضُّ مضاجع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الغربيين.. إن هذا التحول العميق والمنظم هو نتاج التفاف شعبي عظيم خلف قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، وتوحيد الجبهة الداخلية، مما ولّد قوةً لم تكن متوقعة في حسابات الأعداء.
الرؤية الصهيونية وخطر تحرّر القرار اليمني
لم يكن خوف الكيان الصهيوني من اليمن وليد اللحظة.. فبعد نجاح المشروع القرآني في ثورة 21 سبتمبر عام 2014م وتحرّر القرار اليمني من الوصاية الأمريكية، خرج مجرم الحرب بنيامين نتنياهو بتصريحات تؤكّـد هذا القلق الوجودي.. لقد أشار نتنياهو بوضوح إلى أن تحرّر القرار اليمني يُشكل تهديدًا حقيقيًّا للكيان الإسرائيلي، مرجعًا ذلك إلى الموقع الاستراتيجي والسيادي لليمن على مضيق باب المندب والبحر الأحمر والعربي.. هذا الإدراك الصهيوني للمكانة الجيوستراتيجية لليمن وقدرته على التحكم بشريان التجارة والملاحة العالمية يؤكّـد أن المعركة لم تكن يومًا معركة حدود، بل معركة قرار وسيادة.
فشل العدوان وحصاد الخسران
ردًا على هذا التحرّر، شهد اليمن عدوانًا وحصارًا شاملين امتدّا لأكثر من ثماني سنوات، خططت له ومولته ودعمته الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما الإقليمية..
لقد قدم الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية كافة أشكال الدعم العسكري واللوجستي لتحالف العدوان السعوديّ في محاولة لكسر إرادَة الشعب اليمني وإعادة فرض الوصاية.. ومع ذلك، لم يجنِ هذا التحالف على مدار سنين عدوانه سوى الخسران والفشل الذريع.. في المقابل، سطّر الشعب اليمني أروع ملاحم الصمود والجهاد العظيم في معركة الدفاع عن اليمن.. وقد تصدّى اليمنيون لهذا العدوان الشامل مدعومًا أمريكيًّا وإسرائيليًّا برًا وبحرًا وجوًا، تجاوزت المعركة حدود الدفاع، حَيثُ نجح اليمن في قصف عمق دول تحالف العدوان بالصواريخ والطائرات المسيرة، وفي محاولة لقطع “الضرع الحلوب” للأمريكي والغرب.
اليمن ينهض شامخًا بقوة الردع الاستراتيجي.
المذهل في المشهد اليمني اليوم هو خروجه من بين ركام عدوان 8 سنوات شامخًا، منتصرًا، وقويًّا.. لم يخرج اليمن منهكًا، بل خرج يمتلك جيشًا عظيمًا وسلاح ردع استراتيجي طويل المدى ودقيق الإصابة.. وهذه القدرات النوعية التي طوّرها اليمن محليًّا، من تقنيات متطورة في صناعة أسلحة الردع الاستراتيجية، أرعبت الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما في المنطقة، ووضعتهم في حالة من الخوف والقلق الدائم. وقد أثبت اليمن أنه لا يمكن قهره وأنه أصبح لاعبًا إقليميًّا بوزن حقيقي.
لقد تجسّد الدور اليمني كصمام أمان للمنطقة بشكل لا لبس فيه في معركة ” (طوفان الأقصى) “، حَيثُ انخرط اليمن بشكل مباشر رسميًّا وشعبيًّا وعسكريًّا لإسناد المقاومة الفلسطينية. ولم يكتفِ اليمن بالدعم السياسي، بل فرض حصارًا بحريًّا فعالًا على كيان العدوّ، مانعًا الملاحة المتّجهة إليه في البحرين الأحمر والعربي وحتى المحيط الهندي. والأهم هو عملية قصف الأهداف الحيوية والمطارات والموانئ في العمق الإسرائيلي باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية، التي حقّقت إصابات مباشرة.. وكان رد فعل المستوطنين في كُـلّ عملية استهداف هو هروع الملايين منهم إلى الملاجئ، مما كشف هشاشة الجبهة الداخلية للكيان وعمق تأثير الضربات اليمنية.
وفي محاولة لحماية الكيان الصهيوني، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالف “حارس الازدهار”. لكن هذا التحالف مُني بفشل وهزيمة مدويين أمام الضربات اليمنية والحصار البحري. وقد أصبح الجميع هدفًا مشروعًا وسهلًا أمام ضربات القوات المسلحة اليمنية، حَيثُ تلقت البحرية الأمريكية هزيمة نكراء لم تتعرّض لها في تاريخها الحديث، ولم تستطع الصمود أمام الضربات اليمنية سوى لفترة وجيزة. هذا الفشل أَدَّى إلى إعلان الولايات المتحدة وتحالف الازدهار الهزيمة والانسحاب من المنطقة، وترك الكيان الصهيوني يواجه مصيره أمام بأس الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية.
يمتد الموقف اليمني كصمام أمان ليشمل المنطقة بأسرها..، حَيثُ كان موقف اليمن صريحًا ومعلنًا تجاه العدوان الإسرائيلي والأمريكي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حَيثُ أكّـد انخراطه المباشر في العمل العسكري المساند للجمهورية الإسلامية إيران في مواجهة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة.. وكذلك كان موقفه ثابتًا وقويًّا ومساندًا خلال العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا. إن هذا التبني الواضح لمحور المقاومة يؤكّـد أن اليمن يضع ثقله لحماية أمن المنطقة من أي عدوان خارجي ويقف سدًا منيعًا أمام أطماع الكيان الصهيوني واستباحته للأُمَّـة العربية والإسلامية.
إن هذه المواقف المشرفة والصادقة التي جسدها الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية في كُـلّ جولة من الصراع مع العدوّ الصهيوني، سواء رسميًّا أَو شعبيًّا، وانخراطه العسكري إسنادًا لأي طرف عربي وإسلامي، تثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن اليمن هو بالفعل صمام أمان المنطقة أمام أطماع الوحش الصهيوني الهائج الذي تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الكافر.. وبالتوكل على الله، يثبت اليمن أنه قادر على سحق هذا العدوّ وهزيمته واقتلاعه من المنطقة.

مقالات مشابهة

  • اليمن صمام أمان المنطقة أمام أطماع الكيان الصهيوني
  • عامان من العدوان على غزة.. صدمة اقتصادية غير مسبوقة تضرب الكيان الصهيوني
  • نتنياهو : إيران طورت صواريخ عابرة للقارات بمدى 8 آلاف كيلومتر
  • جنى محمد زكي تسحق لاعبة الكيان الصهيوني في بطولة العالم للناشئين للشطرنج
  • تقرير عبري: السيسي يسخر من الكيان باختيار محادثات غزة يوم 6 اكتوبر 2025
  • لماذا غضب جيل زد في المغرب؟
  • رغم قربه من نتنياهو.. لماذا سيغيب ديرمر عن المفاوضات الأولية بشأن غزة في مصر؟
  • ترامب غاضبا من نتنياهو:” لماذا أنت دائمًا سلبي بهذا الشكل”
  • خطة إنقاذ الكيان!
  • هل تمثّل خطة ترامب استراحة محارب لإنقاذ الكيان ؟