باحثون يشرحون كيف يتخلص المخ من النفايات السامة
تاريخ النشر: 11th, September 2025 GMT
ظل العلماء على مدار عقود طويلة، يفكرون في مشكلة أساسية، وهي كيف يتخلص مخ الإنسان من النفايات التي يفرزها أثناء العمل والتفكير طوال اليوم، والتي تتضمن بروتينات وجزيئات زائدة قد تتحول إلى مواد سامة في حالة عدم التخلص منها، ومن بينها بروتينات الأميلويد بيتا وتاو التي تعتبر من المسببات الأساسية لمرض الزهايمر.
وبالنسبة لباقي أعضاء الجسم، يقوم الجهاز الليمفاوي بالتخلص من هذه الفضلات حيث تنتقل السوائل الزائدة إلى الطحال والعقد الليمفاوية وأجزاء أخرى من الجهاز الليمفاوي قبل أن تمر إلى مجرى الدم بحيث يتم التخلص منها، ولكن هذه العملية الحيوية لا يمكن أن تتم بنفس الطريقة داخل المخ بسبب ما يعرف باسم الحاجز الفاصل بين المخ والدم، وهو غلاف واق يمنع انتقال العدوى إلى الخلايا العصبية داخل المخ ولكنه بالمثل يمنع أيضا انتقال أي شيء خارج المخ.
وفي عام 2012، توصل فريق بحثي بجامعة روشستر الأميركية برئاسة أخصائية طب الأعصاب مايكن نيدرجارد إلى وجود نظام دوري لم يكن معروفاً من قبل لطرد الفضلات السامة من المخ. وتبين من خلال أبحاث على فئران التجارب تدفق السائل النخاعي داخل أنفاق حول الأوعية الدموية في المخ، حيث تمر هذه القنوات على نوعية من خلايا المخ تعرف باسم الخلايا النجمية وتختلط بما يعرف باسم "السوائل الخلالية" Interstitial fluids، حيث تقوم بجمع الفضلات وتحملها خارج المخ عبر المساحات حول الأوعية الدموية.
وفي عام 2013، نشرت نيدرجارد دراسة مهمة مفادها أن عملية التنظيف المنزلي تنشط أثناء الليل. وتقول الباحثة في تصريحات للموقع الإلكتروني "ساينتفيك أميركان" المتخصص في الأبحاث العلمية: "أثناء الاستيقاظ تتوقف عملية التنظيف، ويرجع السبب في ذلك على الأرجح إلى أن دقة عمل الأنظمة العصبية اللازمة لمعالجة مؤثرات العالم الخارجي لا تتوافق مع عملية الاغتسال".
وتؤكد هذه النتائج أن عملية اغتسال المخ التي تم اكتشافها مؤخرا هي واحدة من أهم فوائد النوم. وتوضح "عندما تستيقظ وأنت تشعر بالنشاط بعد فترة من النوم الهادئ، فإن ذلك يرجع على الأرجح إلى أن المخ تعرض لعملية إعادة ضبط على غرار ما يحدث في حالة صيانة السيارة".
ولكن تلك الدراسات السابقة أجريت على الفئران التي تتسم عقولها بأنها أصغر وأقل تعقيدا من عقول البشر، كما أن فترات نومها عادة ما تكون متقطعة وليست متصلة مثل الانسان، وبالتالي كان كثير من العلماء يرفضون نظرية اغتسال العقل البشري أثناء النوم.
ويقول جوناثان كيبنيس أخصائي علم المناعة العصبية في كلية طب جامعة واشنطن الأميركية: "قبل عشر سنوات كان الحديث عن تدفق السوائل داخل المخ يبدو مثل الهرطقة". وقد أمضى الباحثون السنوات العشر الماضية في دراسة ما إذا كانت عملية اغتسال المخ تحدث لدى الانسان على غرار ما يحدث في حالة الفئران، وقد توصلت الأبحاث إلى إثبات صحة هذه النظرية، بل وأن الموجات الكهربائية التي تتحرك داخل المخ أثناء النوم، تقوم بدفع السائل النخاعي داخل المخ وخارجه.
ومن جانبه، يؤكد جيفري إيليف أستاذ طب النفس والأعصاب بجامعة واشنطن أهمية ما يعرف باسم النظام "الجليمفاوي" الذي يقصد به آلية تنظيف المخ وإزالة الفضلات التي تتم أثناء نوم الانسان. ويقول في تصريحات لموقع "ساينتيفك أميركان" أن تعطل هذه المنظومة يؤدي على الأرجح إلى الإصابة باضطرابات عصبية ونفسية من بينها مرض الزهايمر، ويرى أن تعطل النظام الجليمفاوي قد يفسر سبب اختزان المخ لبروتينات الأميلويد وتاو في مرحلة الشيخوخة.
وذكر الباحث إيليف أن المتخصصين في مجال النوم ظلوا لسنوات طويلة يركزون على أهمية النوم في عملية اختزان الذكريات، كما أن الأطباء الذين درسوا المساحات التي تحيط بالأوعية الدموية لم يتبينوا الغرض منها بشكل واضح بل واستبعدوا إلى حد كبير إمكانية أن تكون هذه المساحات في حقيقة الأمر قنوات لمرور السوائل، مضيفا أنهم "لم يدركوا مدى ديناميكية هذه القنوات". ويقول الباحثون إن الجسم البشري ينتج ما بين ثلاثة إلى أربعة أمثال مخزونه من السوائل النخاعية كل يوم ثم يتخلص منها، وقد أدركت بعض الدراسات المبكرة ارتباط تدفق هذه السوائل بنبضات القلب، ولكن لم يتضح خلال الدراسات السابقة التغير الذي يطرأ على تدفق هذه السوائل أثناء النوم.
وخلال التجربة التي أجرتها الباحثة نيدرجارد لقياس معدلات التخلص من بروتينات الاميلويد أثناء استيقاظ الفئران ونومها وتخديرها، قام الباحثون بحقن متتبعات فلورية داخل أمخاخ الفئران لمتابعة تدفق السوائل النخاعية داخل المساحات حول الأوعية الدموية، وتبين لهم أن تدفق تلك السوائل يتراجع بنسبة 95% أثناء الاستيقاظ مقارنة بما يحدث أثناء النوم، وأن حجم هذه القنوات بين الأوعية يتسع بنسبة 60% عندما تكون الفئران نائمة أو في حالة تخديرها، وهو ما يؤكد أن الجسم يتعرض لتغيرات فسيولوجية أثناء الغياب عن الوعي تزيد من قدرة المخ على التخلص من فضلاته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مخ الإنسان بروتينات مواد سامة مرض الزهايمر الجهاز الليمفاوي الأوعیة الدمویة أثناء النوم التخلص من داخل المخ فی حالة
إقرأ أيضاً:
نقص الإمكانات يفاقم خسائر المربين بالجبل الأخضر بعد تسمم أغنام بـ”الدرياس”
نفوق أغنام بالجبل الأخضر بسبب نبتة «الدرياس» السامة… وتحذيرات من تفاقم الخسائر
نفوق جديد بسبب «الدرياس»
أعلن مدير إدارة الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر، صالح بومباركة، عن نفوق 5 رؤوس من الأغنام لأحد المربين في منطقة اقفنطة غرب مدينة البيضاء، نتيجة تناولها نبتة «الدرياس» السامة.
حالة ثانية خلال أسبوعين
بومباركة أوضح في تصريح لقناة «ليبيا الأحرار» (الممولة قطريًا) أن هذه هي الحالة الثانية خلال أسبوعين، بعد فقدان أحد المربين الأسبوع الماضي نحو 78 رأسًا من الغنم بسبب النبتة نفسها، لافتًا إلى أن الظاهرة باتت مصدر قلق متزايد لمربي المواشي في المنطقة.
نقص حاد في الإمكانات
وأكد أن إدارة الثروة الحيوانية تعاني نقصًا حادًا في الإمكانات اللازمة لمكافحة الأمراض وحماية الماشية، مشيرًا إلى حاجة بعض الحضائر إلى الرش بالمبيدات، في ظل غياب المبيدات وسيارات الرش ووسائل النقل، ما يصعّب السيطرة على المخاطر.
دعوة لتوفير الدعم
ودعا بومباركة الجهات المعنية إلى توفير الدعم والإمكانات اللازمة لحماية الثروة الحيوانية، والحيلولة دون تفاقم الخسائر بين المربين في الجبل الأخضر.