قادة المقاومة.. المجد للشهداء
تاريخ النشر: 6th, October 2025 GMT
◄ الاحتلال سعى لاستهداف قادة المقاومة في الداخل والخارج
◄ الاغتيالات استهدفت العسكريين بغزة وقادة التفاوض في قطر
◄ سياسة الاغتيالات.. نهج جبان يعكس خسة العدو واحتماءه خلف الحصون
◄ اغتيال قادة الصفين الأول والثاني لم يؤثر على عمليات المقاومة
◄ الاحتلال يغفل حقيقة أن "المقاومة فكرة" و"الفكرة لا تموت"!
◄ قادة المقاومة ضحُّوا بأنفسهم وعائلاتهم من أجل نُصرة القضية الفلسطينية
◄ يحيى السنوار.
. مقاتل شُجّاع حارب حتى الرمق الأخير
◄ إسماعيل هنية.. القائد الحاسم والسياسي المُفوَّه الذي حاز محبة الجماهير
◄ محمد الضيف.. الشبح الذي أرعب الاحتلال لسنوات طويلة
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023 وبدء جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدوان غاشم على قطاع غزة وتنفيذ إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، استشهد عدد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة، معظمهم من حركة "حماس"، إلى جانب قادة من فصائل أخرى.
وفيما يلي استعراض لأبرز القادة الذين اغتالهم الاحتلال داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة:
صالح العاروري
كان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أول القادة الذين استشهدوا في هذه الحرب، وتحديدا في الثاني من يناير 2024.
واغتيل العاروري في هجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا لحماس في بيروت.
محمد الضيف
في صباح السبت 7 أكتوبر 2023 أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف (أبو خالد) بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى".
وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.
ويوم 13 يوليو 2024 هاجم الاحتلال منطقة المواصي في خان يونس بسلسلة غارات، أعلن أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف.
وفي 30 يناير 2025، أعلنت كتائب عز الدين القسام استشهاد قائد أركانها محمد الضيف (أبو خالد)، إضافة إلى استشهاد عدد من قادة المقاومة البارزين، منهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت، قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس.
إسماعيل هنية
في ظل تواجد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الوفد المفاوض، بالعاصمة الإيرانية طهران، نفذت إسرائيل هجوما سافرا على مقر إقامته في يوم 31 يوليو 2024 ما أدى إلى استشهاده.
وعقب استشهاده، أعلنت الحركة إجراء مباحثات داخلية لاختيار رئيسا للمكتب السياسي، ووقع الاختيار على يحيى السنوار الذي كان يشغل منصب رئيس الحركة في غزة حينها.
يحيى السنوار
بعد مرور عام وعدة أيام على عملية طوفان الأقصى، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي برفح جنوبي قطاع غزة، وتحديدا في يوم 16 أكتوبر 2024.
ونشرت حركة "حماس" بيانا أكدت فيه أن رئيس مكتبها "ارتقى بطلاً شهيداً، مقبلاً غير مُدبر، مُمْتَشقاً سلاحه، مشتبكا ومواجها لجيش الاحتلال في مقدّمة الصفوف، يتنقل بين كل المواقع القتالية صامدا مرابطا ثابتا على أرض غزَّة العزَّة، مدافعاً عن أرض فلسطين ومقدساتها، ومُلهماً في إذكاء روح الصُّمود والصَّبر والرّباط والمقاومة".
أبو حمزة المتحدث "باسم سرايا القدس"
وفي 18 مارس 2025، نعت حركة الجهاد الإسلامي الناطق باسم جناحها العسكري سرايا القدس الشهيد "أبو حمزة"، الذي اغتاله جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال قصفه قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان "نزفّ إلى شعبنا الفلسطيني العظيم وإلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية، القيادي الشهيد ناجي أبو سيف (أبو حمزة)، الناطق باسم سرايا القدس، الذي اغتاله جيش الإجرام في استهداف غادر طال عائلته وعائلة أخيه".
محمد السنوار
تولى محمد السنوار -وهو الشقيق الأصغر ليحي السنوار- قيادة الكتائب خلفا للضيف، لكن في نهاية مايو 2025، أعلن جيش الاحتلال تمكنه من اغتيال محمد السنوار، في غارة نفذها يوم 13 مايو الماضي، في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وفي 28 سبتمبر الماضي، أكدت كتائب القسام، استشهاد محمد السنوار خلال مقطع مصور نشرته لهجوم على موقع للاحتلال في خان يونس.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال
سالم بن نجيم البادي
طوفان الأقصى- نتَّفق أو نختلف مع من قاموا به- هل كان مُجازفة أو مُغامرة غير محسوبة العواقب؟ هل كان تهورًا أو انتحارًا؟ وهل غفل من خططوا له عن تبعاته الكارثية؟
لا أعتقد ذلك؛ لأنَّ من نفذوا طوفان الأقصى هم أعلم النَّاس بعدوّهم، وبشراسته وعدوانيته وإرهابه وإجرامه. لقد أذاقهم هذا العدو كل أنواع العذاب والقهر والتنكيل والقتل والاغتيالات التي تلاحق الإنسان الفلسطيني في كل بقاع الأرض، والمجازر المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة، والتهجير، وسرقة الأرض وتجريفها واقتلاع الأشجار وتخريب المزروعات وسرقة المياه، مع الإذلال على الحواجز المُقامة في كل شبر، والاعتقالات العشوائية، والتحقيق المقترن بالتعذيب، وقد ضاقت السجون الإسرائيلية بالمعتقلين من الرجال والنساء والأطفال والمحتجزين إداريًا دون محاكمة.
كما يُغلَق المعبر بين حين وآخر لمنع دخول الطعام والوقود، مما يعني انقطاع الكهرباء والماء وتوقف المصانع وإصابة الحياة كلها بالشلل التام. وفي هذا عقاب جماعي لكل النَّاس.
لقد استمر حصار غزة أكثر من سبعة عشر عامًا، حصارًا خانقًا برًا وبحرًا وجوًا.
إنِّه احتلال بغيض ومجرم وعنصري حاقد، قائم على الكراهية والحقد والغرور والطمع في التوسع على حساب الشعوب الأخرى. وأجزم أنَّه لو أنَّ أي شعبٍ تعرّض لما تعرّض له الشعب الفلسطيني، لفعل مثل ما فعل أهل غزة وأكثر.
إنَّ هؤلاء المتعجرفين المهووسين بالتعالي والوهم والكذب والخداع، شذاذ آفاقٍ قدموا من كل بقاع العالم هروبًا من تاريخهم الدموي الأسود الذي عُرفوا به بين شعوب الأرض. كل الصفات القبيحة كانت تلاحقهم عبر التاريخ.
وبعد كل هذا، يأتي من يلوم من نفذوا طوفان الأقصى ويتحدث عن الإبادة الجماعية وعدد القتلى والتجويع والتدمير!
وقد تناسى هؤلاء، بقصد أو بغير قصد، أن كل الشعوب التي تحررت من الاستعمار عبر التاريخ ضحّت بملايين البشر الذين قُتلوا في سبيل الحرية والكرامة. وفي التاريخ المعاصر نذكر الجزائر واليابان وفيتنام، ودولًا كثيرة مات أهلها في سبيل الوطن؛ بل إن البشر قد يموتون نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل.
وهنا.. لا نُرحّب بالتأكيد بالقتل ولا نستهين بالشهداء الذين قُتلوا في غزة، وعددهم يتجاوز 66 ألفًا؛ فالنفس الإنسانية غالية، لكن هذا شأن الحروب في كل مكان، والحرية تستحق التضحية.
ولا خيار لأهل غزة سوى الصمود والتضحية، فقد جرّبوا الجنوح إلى السلام في اتفاقية أوسلو، ولكن لم يتغير شيء، وبقي الاحتلال جاثمًا على صدورهم.
لقد أعاد طوفان الأقصى الزخم إلى قضية الشعب الفلسطيني، ورأينا مُعظم شعوب العالم تنتفض تضامنًا مع الفلسطينيين. وأظهرت الاستطلاعات في الولايات المتحدة الأمريكية- وهي معقل الدعم والتأييد لإسرائيل- انحسار هذا الدعم. كما اتفقت دول كثيرة على ضرورة محاكمة قادة الاحتلال لدى محكمة العدل الدولية، وصار التعاطف سيلًا هادرًا مع قضية الشعب الفلسطيني عند كل أصحاب الضمائر الحية والقلوب الرحيمة وأنصار الحق والعدل والإنسانية.
لقد عرّى طوفان الأقصى الاحتلال، وكشف وجهه القبيح، وارتفع الصوت الفلسطيني ووصل إلى العالم كله.
رابط مختصر